أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016
2331
التاريخ: 2024-07-18
382
التاريخ: 24-10-2018
1692
التاريخ: 2023-03-16
927
|
إن تربية الاطفال تربية صحيحة وسليمة لم تكن واجبا انسانيا ووطنيا فحسب وانما هو واجب ديني واخلاقي وهي فريضة شرعية واخلاقية مقدسة لا يمكن الافلات منها باي حال من الاحوال. وقد اكد الاسلام الحنيف عليها تأكيدا منقطع النظير وقد جاء هذا التأكيد جلياَ وواضحاً في القرآن الكريم والروايات الشريفة الواردة عن النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) واهل بيته الطاهرين سلام الله عليهم اجمعين.
فمن خلال آيات من القرآن المجيد نتعرف على كلمات غنية بالمعرفة ووصايا عميقة مليئة بالحكمة والفضيلة، ومواعظ اخلاقية وتربوية عظيمة ، ترسم الخطوط العريضة للتكاليف والوظائف المفروضة على كل انسان عاقل وواع في هذه الحياة.
فتارة تبين هذه المواعظ النادرة، والتعاليم القيمة حق الله تعالى على الانسان، كما في قوله سبحانه :{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }[لقمان: 13].
وتارة تبين حق الوالدين على الاولاد، او واجب الابناء تجاه الاباء كما في قوله تعالى :{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}[لقمان: 14].
وتارة ثالثة تبين تكاليف الانسان بالنسبة إلى سائر افراد المجتمع حيث يقول القرآن الكريم في هذا الصدد :
وقال تعالى :{وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}[لقمان: 18].
وقال تعالى :{وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: 19].
وتارة رابعة تبين وجوب الوفاء بالعهد – وخصوصاً من الوالدين لأطفالهما، لان الوفاء بالعهد من الصفات الحميدة التي تملك جذورا فطرية في بناء الانسان. والطفل بفطرته من حين ادراكه معنى العهد والميثاق، ويدرك لزوم الوفاء به ، حيث يقول الله تبارك وتعالى :{وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}[الإسراء: 34]
وكذلك السنة المباركة هي الاخرى – كالقرآن الكريم – مليئة بالتعاليم القيمة والحكم النادرة، واللآلئ الفريدة، والوصايا البليغة، بخصوص حسن تربية الاطفال ومسؤولية الوالدين فيها.
فهذا الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) يصرح في حديث شريف له بمسؤولية الوالدين في تربية الطفل، ويعتبر هذه التربية الروحية والخلقية والتنموية لمواهب الاطفال من اهم الواجبات الدينية التي تستوجب اجرا وثوابا من الله تبارك وتعالى ، وان أي تقصير في ذلك يعرض الاباء والامهات إلى اشد العقوبات فتراه يقول (عليه السلام) ( واما حق ولدك فان تعلم انه منك ومضاف اليك في عاجل الدنيا بخيره وشره، وانك مسؤول عما وليته به من حسن الادب والدلالة على ربه عز وجل، والمعونة له على طاعته فاعمل في امره عمل من يعلم انه مثاب على الإحسان اليه، معاقب على الاساءة اليه)(1).
وكثيرا ما كان الامام زين العابدين (عليه السلام) يسال الله سبحانه وتعالى ان يمده بالقوة ويعينه على تربية اطفاله وتأديبهم والإحسان اليهم حيث يقول (عليه السلام): ( واعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم) (2).
وهذا موقف رائع من قبل الإمام (عليه السلام) في التأديب لأنه يربط بين المدد الالهي وقيامه بالعمل التربوي.
وهذا الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، يبين في حديث شريف له ان تأديب الولد هو حق واجب في عاتق ابيه، كما يجب عليه لولده ثلاث خصال فنراه يقول ( عليه السلام): (.... تجب للولد على والده ثلاث خصال: اختياره لوالدته، وتحسين اسمه، والمبالغة في تأديبه)(3).
اجل، ان اختيار والده الطفل امر ضروري جدا وغاية في الاهمية، لضمان سلامة الطفل الفكرية والجسدية والاخلاقية لان (العرق دساس) كما قال النبي الأكرم (صلى الله عليه واله)(اختاروا لنطفكم ارحاما طاهرة فان الخال احد الضجيعين)(4).
وقال (صلى الله عليه واله) : ( اختاروا لنطفكم فان العرق دساس)(5).
وقد طلب امير المؤمنين عليه (عليه السلام) من اخيه عقيل (رضي الله عنه) ان يخطب له امرأة ولدتها الفحول من العرب لتلد له ولدا يحامي عن الإمام الحسين (عليه السلام) وينصره فخطب فاطمة بنت حزام المكناة بأم البنين (رضي الله عنها) فأولدت له ابا الفضل (عليه السلام) واخوته الابطال الذي استشهدوا في معركة الطف الخالدة، دفاعا عن الحق والفضيلة وقيم وتعاليم الاسلام القيمة التي شوهها وحاول طمسها الحزب الاموي الكافر، اتباع الفئة الباغية والشجرة الملعونة في القرآن الكريم، الذين سخروا كل طاقاتهم الشيطانية ومكرهم وكذبهم من اجل القضاء على الاسلام الحقيقي الواقعي، واستئصال رموزه الايمانية الساطعة كرسول الله محمد (صلى الله عليه واله) وامير المؤمنين (عليه السلام) والائمة الاوصياء المعصومين (سلام الله عليهم أجمعين)، وحواريهم كعمار وابي ذو والمقداد ومحمد بن ابي بكر ومالك الاشتر وحجر بن عدي وابنه واصحاب وغيرهم الذين استشهدوا بيد الغدر الاموي.
ولا ريب في ذلك لأنهم – أي الامويون – احفاد ذلك العبد الرومي (أمية) غير العربي في الاصل والحسب والنسب، والذي يقول عنه التاريخ: (فكان امية من الروم استلحقه عبد شمس اذ جاء امية بن عبد شمس بن عبد مناف انما هو عبد من الروم، وامية تصغير امة فنسبه اليه)(6).
وانه – أي امية – رجل قصير اعمى يقال في وجهه لشراً او شؤماً(7).
والحقيقة الدامغة هي : ان بني امية كلهم ليسوا من صميم قريش وانما يلحقون بهم، ويصدق ذلك قول امير المؤمنين (عليه السلام) لما كتب له معاوية بن ابي سفيان انما نحن وانتم بنو عبد مناف فكان جواب علي (عليه السلام) ليس المهاجر كالطليق وليس الصريح كاللصيق)(8).
وهذه شهادة من الإمام علي (عليه السلام) ان بني امية لصاق وليسوا صحيحي النسب إلى عبد مناف ولم ينكر معاوية ذلك.
وقال ابن قتيبة الدينوري:
( كان ابو سفيان اعور العين من اصل غير عربي)(9).
بينما كان هاشم بن عبد مناف جد النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) ووصيه أمير المؤمنين والسادة : ( رجلاً طوالاً حسن الوجه يقال ان بين عينيه بركة او غزة بركة)(10).
واما عبد المطلب – الجد ايضاً – فهو: ( سيد الوادي غير مدافع اجمل الناس جمالا واظهرهم
جوداً، واكملهم كمالا وهو صاحب الفيل والطير والابابيل، وصاحب زمزم وساقي الحجيج)
(11).
وقد بينا ذلك ليقف القارئ الكريم على الحقيقة التاريخية وان الاشرار يحسدون الاخيار، ويحقدون عليهم حقدا اسودا ويقتلونهم، لان الاخيار هم اهل المناقب والحق والاستقامة والكرامة والاشرار ضدهم تماماً.
ولقد مر علينا : (ان العرق دساس). والذي خبث لا يخرج الا نكدا وان اللئام لا يلدوا الا لئاما مثلهم. و (الاناء ينضح بما فيه).
إذن ماذا يرث الامويون ومعاوية ويزيد من جدهم امية اللؤم والشر والشؤم؟!! فهل يرثون الفضائل وان فاقد الشيء لا يعطيه؟!
نعم، لقد ورثوا الشر واللؤم والنفاق من امية وابي سفيان.
جاء عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال في بني امية:
( اذا بلغ بنو العاص ثلاثين رجلاً، اتخذوا دين الله دغلاً، وعباد الله خولاً، ومال الله دولاً)(12).
والحديث عن الامويين وافعالهم الشنيعة حديث مسهب وطويل وكتب التاريخ ملأى به. ومن اراد الاطلاق فليطلبه في مضانه.
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم:{رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا } [نوح: 26، 27] .
أجل، لا يلدوا الا فاجرا كفاراً والولادة لا تحصل الا بعد اقتران المرأة بالرجل اذن كم هو مهم اختيار المرأة الشريف، العفيفة الطاهرة ذات الحسب والنسب والكمال والاصالة.
ومن هنا يتجلى سر تكليف الامام علي (عليه السلام) لأخيه عقيل في خطبة ام البنين (عليها السلام) لتكون زوجة له (عليه السلام) بعد استشهاد سيدة نساء العالمين (فاطمة ام أبيها)(13).
والتي قال عنها رسول الله (صلى الله عليه واله):
(فاطمة بضعة مني من اذاها فقد اذاني ومن احبها فقد احبني)(14).
و (ان الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها)(15).
وقد خرج رسول الله (صلى الله عليه واله) ذات يوم وقد اخذ بيد فاطمة (عليها السلام) وقال:
( من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بعضة مني وهي قلبي الذي بين جنبي ،فمن اذاها فقد اذاني ومن اذاني فقد اذى الله) (16). وقد اوذيت واستشهدت على ايدي طغاة حفاة لكع من الرجال واشر خلق الله سبحانه.
وعلى أية حال فان اختيار والدة الطفل امر في غاية الاهمية في مجال تربية الطفل ونمو شخصيته واستقامة سلوكه وصلاحه ونجاحه وهو حق واجب للطفل في عاتق ابيه لذا يتحتم على الاب ان يختار والدة لأطفاله شريفة اصيلة من عائلة ظاهرة ذات اصول محمودة.
________________
1- مكارم الاخلاق للطبرسي : ص232.
2- الصحيفة السجادية : دعاؤه (عليه السلام) لولده.
3- تحف العقول : ص322.
4- وسائل الشيعة: ج14، ص79.
5- نفس المصدر السابق.
6- الزام الناصب : 104 – 105 ؛ وشرح النهج : 15 / 198 – 295.
7- السجستاني : المعمرون والوصايا ص108 ؛ ومختصر تاريخ دمشق : 5/31 و32.
8- البحار : 31 / 543 _ 544 ؛ و23 / 107.
9- المعارف : 586 ابن قتيبة .
10- السجستاني : المعمرون والوصايا : ص108 ؛ ومختصر تأريخ دمشق : 5/31و32.
11- شرح النهج : 15 / 202.
12- المستدرك للحاكم : 4/ 526.
13- اسد الغابة : 7/20 ؛ والاستيعاب: 4 / 380.
14- كنز العمال: 12/ 111؛ الصواعق المحرقة: 289 ؛ خصائص النسائي : 35.
15- مستدرك الصحيحين:3/154، ميزان الاعتدال:1/535،كنز العمال:12/111.
16- الفصول المهمة:144، ورواه في كتاب المختصر عن تفسير الثعلبي:133.
|
|
دور النظارات المطلية في حماية العين
|
|
|
|
|
العلماء يفسرون أخيرا السبب وراء ارتفاع جبل إيفرست القياسي
|
|
|
|
|
اختتام المراسم التأبينية التي أهدي ثوابها إلى أرواح شهداء المق*ا*و*مة
|
|
|