المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



صفات المربي : الحزم  
  
2664   12:04 صباحاً   التاريخ: 11-1-2016
المؤلف : محمد بن محمود آل عبد الله
الكتاب أو المصدر : دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص20-21
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

وبه قوام التربية ، والحازم هو الذي يضع الامور في مواضعها , فلا يتساهل في حال تستوجب الشدة ولا يتشدد في حال تستوجب اللين والرفق (1) .

وضابط الحزم : أن يلزم الوالد ولده بما يحفظ دينه وعقله وبدنه وماله ، وان يحول بينه وبين ما يضره في دينه ودنياه ، وأن يلزمه التقاليد الاجتماعية المرعيّة في بلده مالم تعارض الشرع . قال ابن الجوزي (فإنك إن رحمت بكاءه لم تقدر على فطامه ، ولم يمكنك تأديبه ، فيبلغ جاهلا فقيرا)(2) .

وإذا كان المربي غير حازم فإنه يقع أسير حبه للولد ,فيدللـه وينفذ جميع رغائبه ، ويترك معاقبته عند الخطأ , فينشأ ضعيف الإرادة منقادا للهوى , غير مكترث بالحقوق المفروضة عليه (3) .

وليس حازما من كان يراقب كل حركة وهمسة وكلمة ,ويعاقب عند كل هفوة أو زلة , ولكن ينبغي أن يتسامح أحيانا (4) .

ومن مظاهر الحزم كذلك عدم تلبية طلبات الولد ؛ فإن بعضها ترف مفسد ، كما أنه لا ينبغي أن ينقاد المربي للطفل إذا بكي أو غضب ليدرك الطفل أن الغضب والصياح لا يساعده على تحقيق رغباته (5) وليتعلم أن الطلب أقرب إلى الإجابة إذا كان بهدوء وأدب و احترام .

ومن أهم ما يجب أن يحزم فيه الوالدان النظام المنزلي , فيحافظ على أوقات النوم والأكل  والخروج , بهذا يسهل ضبط أخلاقيات الأطفال,(وبعض الأولاد يأكل متى شاء وينام متى شاء ويتسبب في السهر ومضيعة الوقت وإدخال الطعام على الطعام ، وهذه الفوضوية تتسبب في تفكك  الروابط واستهلاك الجهود والأوقات ، وتنمي عدم الانضباط في النفوس .. وعلى رب الأسرة الحزم في ضبط مواعيد الرجوع إلى المنزل والاستئذان عند الخروج للصغار – صغار السن أو صغار العقل-)(6) .

_______________

1- انظر : أصول التربية الإسلامية ، عبد الرحمن النحلاوي : ص 174 .

2- صيد الخاطر : ابن الجوزي : ص 540 .

3- انظر : كيف نربي أطفالنا ، محمود الإستانبولي : ص 63 .

4- انظر : أصول التربية الإسلامية عبد الرحمن النحلاوي : ص 175 .

5- انظر : كيف نربي أطفالنا ، محمود الاستانبولي : ص 144 .

6- أربعون نصيحة لإصلاح البيوت ، محمد المنجد : ص 44 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.