المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الماش
10-4-2016
Benjamin-Bona-Mahony Equation
12-7-2018
Axiom of Extensionality
27-12-2021
مواعظ الرضا(عليه السلام)
19-05-2015
بداية الكلمة
8-05-2015
الأحماض متعددة القاعدیة مع قاعدة قویة
25-1-2016


الوالدان بعد الكبر (الترشيد – دُور العجزة)  
  
1948   12:47 صباحاً   التاريخ: 10-1-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : 292-294
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2016 2138
التاريخ: 9-1-2016 2170
التاريخ: 9-1-2016 2474
التاريخ: 11-1-2016 3818

من الأمور التي توقع الأبناء بالعقوق هو شيخوخة الأبوين الى حد وصولهم الى العجز الذي يؤدي الى عدم قدرتهم على قضاء حاجتهم لوحدهم , فترفض الزوجة ذلك باعتبار أنها غير مسؤولة عن ذلك , ويقوم الابن بذلك لفترة ثم يصل الى مرحلة يجد نفسه أنه غير قادر على إكمال هذه المسيرة فيطرد والده من البيت , أو على الأقل يأخذه الى مأوى للعجزة .

هذا الولد ألم يكن طفلا وكانت أمه التي يأنف منها الآن ويقرف تمسح له وسخه وتقضي له حاجته ؟ أين الوفاء ؟ وقبل ذلك أين الإنسانية ؟

كثيرة هي الحالات التي أدمت قلوبنا والناتجة عن ترك الأولاد لأهلهم في سن أصبحوا بحاجة فيه لأولادهم الذين بذلوا الوقت والمال وكل غال ورخيص من أجل تربيتهم ,لو أن هؤلاء الاولاد يعلمون الأجر الكبير الذي يتركونه بتركهم لأهلهم لما فعلوا ذلك . بل لوأنهم يدرون العقاب الذي سينالونه من جراء تركهم لهم وهو جهنم وساءت مصيرا لما فعلوا ما فعلوه ولكنهم أصيبوا بغشاوة على أعينهم فلم يعودوا يبصرون .

وقد ورد عن إبراهيم بن شعيب أنه قال للإمام الصادق (عليه السلام):

(إن أبي قد كبر جدا وضعف فنحن نحمله إذا أراد الحاجة ؟ فقال : إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ولقمه بيدك فإنه جنة لك غدا)(3) ، إن الإمام الصادق(عليه السلام) يطلب من هذا الشخص أن يستمر بقضاء حاجة والده, بل بكل أمور الأب ولو استلزم الأمر أكثر من قضاء الحاجة والإطعام ،لان هذا الفعل سيكون حتما سببا لدخوله الجنة .

ـ قصة وعبرة :

ومن القضايا الكثيرة التي عشناها قضية امرأة كبرت بالعمر كثيرا وصارت لا تستطيع قضاء حاجتها بنفسها وكان أولادها يلقون همها كل واحد منهم على الآخر ما يؤدي الى تخاصمهم ولجوئهم الى المحاكم , وعندما جاؤوا إلينا قمنا بوعظهم ونبهناهم الى عظم الجرم الذي يقعون فيه , وبعد إفهامهم الحكم الشرعي بوجوب قيامهم برعاية أمهم وأنه لا يسقط الوجوب عن أحدهم بعصيان الآخر اتفقنا على توزيع هذا الواجب عليهم بالتساوي فقمنا ببرمجة الأمر حيث يكون نصيب كل واحد منهم وقتا محددا مساويا للآخرين , ولكن هذا البرنامج كثيرا ما كان يتعرض للانتكاس بسبب ضيق زوجة أحدهم من تحمل هذه الام المعذبة , ومع ذلك ظلوا يتحملون الأمر لسنوات طوال متمنين في كل سنة أن ينتهي عمر هذه الأم ولكنها قاومت الأمراض وعاشت سنين طويلة حتى وصلت الى مرحلة متقدمة من الهرم مع بعض الخوف الذي ينتابها بين الحين والآخر , حتى وصل الأبناء الى قناعة أن يدخلوها الى مأوى للعجزة وقلنا لهم وقتها عندما سألونا عن الموقف الشرعي في هذا المجال بأنه صحيح قد لا يكون محرما عليكم أن تدخلوها المأوى ولكنكم تتركون أجرا كبيرا إضافة الى أنكم تضيعون سمعة طيبة حصلتم عليها من خلال احتضانكم لأمكم اصبروا قليلا ولا تضيعوا ما فعلتموه . ولكنهم أصروا وأدخلوا أمهم المصحة وانتشر الخبر بين الناس ما اضطرهم الى التبرير الدائم عن الفعل الذي قاموا به , ولكن المفاجأة التي حصلت أنها توفيت في المصح بعد عشرة أيام من دخولها إليه , فلو أنهم تحملوا قليلا لكانوا حصلوا على الأجر الكبير من الله سبحانه وتعالى ولما تعرضوا للكلام الذي سمعوه الآن بأنهم لم يستطيعوا التحمل قليلا من أجل أمهم فحصل معهم تماما كالذي يحلب البقرة فيملأ دلوا كبيرة ثم يريقه على الارض , وهذا أبرز مصاديق سوء التوفيق المرتبط أساسا بعدم صدق النية , لانهم تحملوا الأمر مع كثير من الشكوى والمشاكل طوال أحد عشرة سنة اضاعوها بعدم القدرة على الصبر عشرة أيام وهذا دليل على عدم خلوص النية لله عز وجل فكما قيل في الحكمة الشائعة:(خير الأعمال بالإكمال).

___________________

1ـ الكافي الجزء 2 ص 762 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.