المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17818 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
هل يجوز للمكلف ان يستنيب غيره للجهاد
2024-11-30
جواز استيجار المشركين للجهاد
2024-11-30
معاونة المجاهدين
2024-11-30
السلطة التي كان في يدها إصدار الحكم، ونوع العقاب الذي كان يوقع
2024-11-30
طريقة المحاكمة
2024-11-30
كيف كان تأليف المحكمة وطبيعتها؟
2024-11-30



مجمع البيان ـ في تفسير القرآن لابي علي الطبرسي : تفسير اجتهادي  
  
2544   02:54 صباحاً   التاريخ: 16-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص856-863.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير الإجتهادي /

هو امين الاسلام ابو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، نسبة الى (طبرس ) على وزان جـعـفـر معرب (تفرش ) بكسر الراء مدينة عامرة قرب (ساوة ) من بلاد ايران . اما النسبة الى (طبرستان ) فهو طبري ، كما هو معروف .

عـلـم شـامخ من اعلام الامامية ، علامة فاضل ، جامع اديب ، ومفسر فقيه ، تتلمذ لدى مشايخ عصره الاجلاء ، منهم : الشيخ ‌ابو علي ابن شيخ الطائفة الطوسي ، والشيخ ابو الوفاء الرازي ، والسيد ابو طالب الـجـرجاني ، والسيد ابو الحمد مهدي بن نزار الحسيني القايني ، عن الحاكم ابي القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه الحسكاني ، وغيرهم . هو من اعلام القرن السادس ، توفي سنة (548هـ) وكان قد بلغ من سنه حدود التسعين على ما جاء في روضات الجنات (1) . 

وهو تفسير حاشد بالأدب واللغة والقراءات وحججها ، ويختص بالإحاطة بآراء المفسرين السلف . وكـان المؤلف قد جعل تفسير (التبيان ) لشيخ الطائفة اسوة له في هذا المجال ، فجعله اصلاً بنى عليه زيادات المباني والفروع ، ذكر المؤلف بهذا الشأن   :

وقـد خـاض  العلماء  قديما وحديثا في علم تفسير القرآن ، واجتهدوا في ابراز مكنونه واظهار مـصـونه ، وألفوا فيه كتباً جمة ، غاصوا في كثير منها الى اعماق لججه ، وشققوا الشعر في ايضاح حـجـجـه ، وحـقـقـوا فـي تـنـقيح ابوابه ، وتغلغل شعابه ، الا ان اصحابنا لم يدونوا في ذلك غير مختصرات ، نقلوا فيها ما وصل اليهم في ذلك من الاخبار ، ولم يعنوا ببسط المعاني وكشف الاسرار ، الا ما جمعه الشيخ الاجل السعيد ابو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (قدس سره ) من كتاب التبيان ، فـإنـه الـكتاب الذي يقتبس منه ضياء الحق ، ويلوح عليه رواء الصدق ، قد تضمن من المعاني الاسرار الـبـديـعـة ، واحـتضن من الالفاظ اللغة الوسيعة ، ولم يقنع بتدوينها دون تبيينها ، ولا بتنميقها دون تحقيقها ، وهو القدوة استضيء بأنواره ، وأطأ مواقع آثاره .

قـدم على تفسيره مقدمات سبع ، بحث فيها عن تعداد آي القرآن ، واسامى القُراء المشهورين ، وذكر الـتـفـسـير والتأويل ، واسامي القرآن ، وعلومه وفضله وتلاوته ، واثبت فيها صيانة القرآن من التحريف والزيادة والنقصان ، وبين اجماع علماء الامامية على ذلك ، واتفاق آرائهم فيه .

منهجه في التفسير

امـا الـمنهج الذي سار عليه مفسرنا فهو منهج رتيب ، يبدأ بالقراءات ، فيذكر ما جاء عن اختلاف القراءة في الآية ، ويعقبها بذكر الحجج التي استندت اليها كل قراءة ، ثم اللغة ثم الاعراب ، واخيراً المعنى وقـد يـتعرض لأسباب النزول ، والقصص التي لها بعض الصلة بالآيات وبحق قد وضع تفسيره على احسن ترتيب واجمل تبويب يقول هو عن تفسيره   :
وابتدأت بتأليف كتاب هو في غاية التلخيص والتهذيب ، وحسن النظم والترتيب ، يجمع انواع هذا الـعـلـم وفـنـونـه ، و يحوي فصوصه وعيونه ، من علم قراءته واعرابه ولغاته وغوامضه ومـشكلاته ، ومعانيه وجهاته ، ونزوله واخباره ، وقصصه وآثاره ، وحدوده واحكامه ، وحلاله وحـرامه . والكلام عن مطاعن المبطلين فيه ، وذكر ما ينفرد به اصحابنا من الاستدلالات بمواضع كـثـيـرة مـنـه ، على صحة ما يعتقدونه من الاصول والفروع ، والمعقول والمسموع ، على وجه الاعـتـدال والاخـتصار ، فوق الايجاز ودون الاكثار. فإن الخواطر في هذا الزمان لا تحتمل اعباء العلوم الكثيرة ، وتضعف عن الاجراء في الحلبات الخطيرة ، اذ لم يبق من  العلماء  الا الأسماء ، ومن العلوم الا الذماء وهو بقية الروح في المذبوح .
قـال : وقـدمت في مطلع كل سورة ذكر مكيها ومدنيها ، ثم ذكر الاختلاف في عدد آياتها ، ثم ذكر فـضـل تـلاوتـها ثم اقدم في كل آية الاختلاف في القراءات ، ثم ذكر العلل والاحتجاجات ، ثم ذكر العربية واللغات ، ثم ذكر الاعراب والمشكلات ، ثم ذكر الأسباب والنزولات ، ثم ذكر المعاني والاحكام والتأويلات ، والقصص والجهات ثم ذكر انتظام الآيات . ثم اني قد جمعت في عربيته كل غرة لائحة ، وفي اعرابه كل حجة واضحة ، وفي معانيه كل قول مـتـيـن ، وفـي مشكلاته كل برهان مبين وهو بحمد اللّه للأديب عمدة ، وللنحوي عدة ، وللمقرئ بصيرة ، وللناسك ذخيرة ، وللمتكلم حجة ، وللمحدث محجة ، وللفقيه دلالة ، وللواعظ آلة .

قـال الـذهبي بشأن هذا التفسير : والحق ان تفسير الطبرسي ـ بصرف النظر عما فيه من نزعات تشيعية وآراء اعتزاليه ـ كتاب عظيم في بابه ، يدل على تبحر صاحبه في فنون مختلفة من العلم والمعرفة . والكتاب يجري على الطريقة التي أوضحها لنا صاحبه ، في تناسق تام ، وترتيب جميل وهو يـجـيد في كل ناحية من النواحي التي يتكلم عنها . فإذا تكلم عن القراءات ووجوهها أجاد ، واذا تكلم عـن الـمـعـانـي الـلغوية للمفردات اجاد ، واذا تكلم عن وجوه الاعراب اجاد ، واذا شرح المعنى الاجمالي اوضح المراد ، واذا تكلم عن اسباب النزول وشرح القصص استوفى الأقوال وافاض ، واذا تكلم عن الاحكام تعرض لمذاهب الفقهاء ، وجهر بمذهبه ونصره ان كانت هناك مخالفة منه للفقهاء ، واذا ربـط بـين الآيات آخى بين الجمل ، واوضح لنا عن حسن السبك وجمال النظم ، واذا عرض لـمـشـكـلات الـقرآن اذهب الاشكال واراح البال. وهو ينقل أقوال من تقدمه من المفسرين معزوةً لأصحابها ، ويرجح ويوجه ما يختار منها.

ثـم يـقـول عنه الذهبي : واذا كان لنا بعض المآخذ عليه فهو تشيعه لمذهبه وانتصاره له ، وحمله لـكتاب اللّه على ما يتفق وعقيدته ، وتنزيله لآيات الاحكام على ما يتناسب مع الاجتهادات التي خالف فـيها هو ومن على شاكلته وروايته لكثير من الاحاديث الموضوعة غير انه ـ والحق يقال ـ ليس مغالياً في تشيعه ، ولا متطرفاً في عقيدته ، كما هو شأن كثير غيره ، من علماء الامامية (2) .

ثـم يذكر الذهبي أمثلة لما ظنه مؤاخذة على مفسرنا الجليل ، وحسب انه تعصب لها انتصاراً لمذهبه فـي التشيع ، في حين أنه أدى الكلام حقه ولم يفرط في القول ، كما انه لم يفرط كماً فرط الأخرون من سائر المفسرين .

مثلاً في قصة الخاتم عند تفسير قوله تعالى : {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } [المائدة : 55] نراه يفصل في الكلام عن شأن نزول الآية ، ودلالتها الصريحة في امامة مولانا امير المؤمنين (عليه السلام)  بما أتم الحجة وبلغ في البيان .

أمـا الاسـتـاذ الذهبي فلم يرقه ذلك ، وقال ناقماً عليه : ولا شك ان هذه محاولة فاشلة ، فإن حديث " تصدَّق علي بخاتمه في الصلاة " ـ وهو محور الكلام ـ حديث موضوع لا أصل له . وقد تكفل العلامة ابن تيمية بالرد على هذه الدعوى في كتابه منهاج السنة (ج4 ، ص3-9) (3)  .
قلت : أ ترى ابن تيمية لم يتعصب لمذهبه في النصب لعلى وآل الرسول ، في انكاره لمنقبة هي من اكبر المناقب التي نزل بها القرآن الكريم ، وأذعن لها اهل العلم والتحقيق ، في الحديث والتفسير.
ان لـهـذا الـحـديث اسناداً متظافرة ـ ان لم تكن متواترة ـ أوردها جل اهل الحديث ، حتى ان الحاكم الـنـيـسـابـوري عـده مـن الاحاديث التي رواها اهل مدينة عن اهل مدينة ، فقد رواه الرازيون عن الكوفيين (4)  ، وقد تعددت طرقه وكثرت مخارجه .

قـال ابـن حـجـر الـعـسـقـلانـي : واذا كـثـرت الـطرق وتباينت مخارجها دل ذلك على ان لها اصلاً (5) .

كـيـف ، وهـذا الحديث قد اخرجها الائمة الحفاظ بعدة اسانيد ، وفيها الصحاح صرح بذلك الحافظ ابـو بـكـر ابـن مـردويـه الاصـبهاني ، قال : اسناد صحيح ، رجاله كلهم ثقات ، وهكذا ابن ابي حاتم الرازي (6) .

واورده جـلال الـدين السيوطي ، في اسباب النزول ، بعدة طرق ، وذكر له شواهد ، ثم قال : فهذه شواهد يقوي بعضها بعضا (7) .

وقـد اسـتـقـصـى الـعلامة الاميني موارد ذكر الحديث ، فأنهاه الى (66) مورداً في امهات الكتب الحديثية ، وكتب المناقب والتفسير والكلام (8) .

وهـذا الـحـديـث مـمـا سارت به الركبان ، وانشد فيه الشعراء ، منهم حسان بن ثابت شاعر رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) حيث يقول :

أبا حسن أفديك نفسي ومهجتي ـــــ وكل بطيء في الهدى ومسارع .
أيذهب مدحي ذا المُحبِّر ضائعاً ـــــ وما المدح في ذات الإله بضائع .
فأنت الذي أعطيت اذ كنت راكعاً ـــــ فدتك نفوس القوم يا خير راكع .
بخاتمك الميمون يا خير سيد ـــــ ويا خير شارٍ ثم يا خير بايع .
فأنزل فيك اللّه خير ولاية ـــــ وبينها في محكمات الشرائع  (9) .

كـل ذلـك يدل على شيوعه واستفاضته بما لا يكاد يمكن انكاره ، الا من عمى قلبه واعمته عصبيته امثال الذهبي ، ومن قبله ابن تيمية .

هـذا وقـد ارسـله الفقهاء وهم ابصر بمواضع الأحاديث إرسال المسلمات ، وأخذوه حجة على ان الـفـعل القليل لا يبطل الصلاة ، ومن ثم عدوا هذه الآية من آيات الاحكام ، الامر الذي ينم عن اتفاقهم عـلـى صحة الحديث هكذا اورد الجصاص هذه الآية دليلاً على جواز العمل اليسير في الصلاة ، وروى نزولها في علي (عليه السلام)  عن مجاهد والسدي وابي جعفر وعتبة بن ابي حكيم (10) .

كـمـا استوفى الكلام فيه الحاكم الحسكاني واورده باسناده الى جماعة من كبار الصحابة ، امثال : عمار بن ياسر ، والمقداد بن الاسود ، وجابر بن عبد اللّه الانصاري ، وعبد اللّه بن عباس ، وانس بن مـالـك ، وابـي ذر الـغفاري ، فضلاً عن أقوال التابعين في ذلك ، فراجع (11).   وراجع ـ ايضا ـ فضائل الخمسة للسيد الفيروز آبادي  (12) .

وتعرض الذهبي لمسائل في الاصول والفروع مما اختصت الشيعة القول به ، مثل : (الرجعة ) و(الـمهدي ) و(التقية ) و(المسح على الأرجل ) ونحوها ، مما صرحت به الآيات ، أو جاء به النقل المتواتر متوافقاً مع ظاهر القرآن . وقد أشاد به شيخنا الطبرسي في تفسيره حسب مسلكه ، في تحكيم ظواهر القرآن عند تزاحم الآراء في مسائل الخلاف .
واخيراً يقول عنه : والطبرسي معتدل في تشيعه غير مغال فيه ، كغيره من متطرفي الامامية ، ولقد قـرأنا في تفسيره فلم نلمس عليه تعصباً كبيراً ، ولم نأخذ عليه انه كفر احداً من الصحابة ، او طعن فـيـهـم بما يذهب بعدالتهم ودينهم ، كما إنه لم يغال في شأن علي بما يجعله في مرتبة الإله او مصاف الانبياء ، وان كان يقول بالعصمة .

وكـل ما لاحظناه عليه من تعصبه لمذهب انه يدافع بكل قوة عن اصول مذهبه وعقائد اصحابه . كما انـه اذا روى أقوال المفسرين في آية من الآيات ، ونقل أقوال المفسرين من اهل مذهبه فيها ، نجده يرتضي قول علما مذهبه ويؤيده ، بما يظهر له من الدليل  (13) .
قلت : وقد اساء الظن بالشيعة ولعله تعمد مقيت حيث حسب منهم من يجعل علياً (عليه السلام)  في مرتبة الإله ، اذ لـم نـجـد مـن ينتمي الى الشيعة من يزعم ذلك ، اللهم الا الغلاة وهم خارجون عن الملة ، وتحكم الشيعة عليهم بالكفر والالحاد.

اما مصاف الانبياء ، فهو بلوغ مرتبة توازي مرتبة الأنبياء في الفضيلة دون النبوة ، فهو امر معقول . وقد جعل النبي (صلى الله عليه واله وسلم) العلماء  في مصاف الانبياء ، حيث قال : علما أمتي كأنبياء بني اسرائيل (14). و  العلماء  ورثة الانبياء (15) . و قال بشأن علي (عليه السلام)  : انت مني بمنزلة هارون من موسى إلا إنه لا نبي بعدي . حديث متواتر مستفيض ، وقد رواه اصحاب الصحاح والمسانيد من اهل الحديث (16).

وامـا الـمسائل التي تعرض لها الذهبي ، حيث وقعت مورد تأييد مفسري الشيعة ، فأظنها خارجة عن اختصاص مثل الذهبي البعيد عن مسائل الخلاف بين المذاهب الاسلامية ، في الاصول وفي الفروع ، كـل يـدافـع عـن رأيـه ، ويتكلم حسب فهمه من الكتاب والسنة والعقل الرشيد ، ما لم يكن تحميلاً ظاهراً ، الامر الذي يتحاشاه امثال الطبرسي وقبله الشيخ في (التبيان ). 

ولـيعلم ان في الشيعة جماعة اخبارية هم اصحاب جمود ، نظير اخوانهم الحشوية من اهل الحديث فـي السنة والجماعة ، و لا تحسب الطائفة على حساب هذه الفئة . وتفاسير علماء الشيعة من لدن شيخ الـطـائفة امثال (التبيان ) و(روح الجنان ) و(مجمع البيان ) ، كلها على نمط واحد ، تفاسير وضعت على اساس معقول لا افراط فيها ولا قصور ، ولا فيها شيء من التعصب المقيت .

وامـا الـنزعة الاعتزالية التي نسبهم اليها امثال الذهبي ، فهي نسبة خاطئة ، ان للشيعة الامامية مباني في اصول معارفها قد تتفق مع مشرب الاعتزال ، كمسألة العدل في الافعال ، وتجريد الذات عن مبادئ الصفات ، وتحكيم العقل في معرفة الحسن والقبح في التكليف ، وما الى ذلك . وهذا لا يعني ان الشيعة اخذت عن المعتزلة ولا العكس ، بل هو اتفاق نظر في مسائل من الكلام ، كما اتفقت الامة على مسائل في اصول العقيدة وفروع من مسائل الاحكام .
فـفـي مـثـل مسالة (الهداية والضلال ) حيث زعم الذهبي ان مفسرنا الجليل وافق المعتزلة في عقيدتهم ودافع عنها ، وهدم ما عداها  (17). انما هو توافق محض ، ولعل الشيعة هم الاصل في هذا النظر ، لانهم انما اخذوها عن اهل بيت الرسالة ، ومنهم نشر العلم والمعرفة في ارجاء الاسلام .
وكـذا مـسـألة (الرؤية ) وانكار تأثير السحر لولا إذنه تعالى ، وهكذا مسألة (الشفاعة ) ومـعـرفـة حـقيقة الايمان ، وما اليها فإنا نرى الذهبي أخذها دليلاً على محاكاة الشيعة فيها لأصحاب الاعتزال ، ولعلّ الصواب العكس  .
________________________
 
1- روضات الجنات للخوانساري ، تحقيق إسماعيليان ، ج5 ، ص359 .
2- التفسير والمفسرون ، ج2 ، ص104-105 .
3- التفسير والمفسرون ، ج2 ، ص109 .
4- معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري ، ص102 .
5- فتح الباري ، ج8 ، ص333 .
6- راجع : الغدير ، ج3 ، ص157 ، رقم 6 ، 16 .
7- لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي ، ص107 .
8- الغدير ، ج3 ، ص156-162 ؛ راجع : تفسير أبي الفتوح ،ج4 ، ص244-257 .
9- ونسبت هذه الأبيات الى خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين ايضاً ، ولعله الأرجح ، غير أن المشهور نسبتها الى حسان . راجع : هامش ابن عساكر ، ترجمة الإمام (عليه السلام) ، ج2 ، ص410.
10.  أحكام القرآن للجصاص ، ج2 ، ص446 .
11.  شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ، ج1 ، ص161-184 .
12.  فضائل الخمسة ، ج2 ، ص13-19 .
13.   التفسير والمفسرون ، ج2 ، ص142-143 .
14.  عوالي اللئالئ ، لابن أبي جمهور الإحسائي ، ج4 ، ص77 ، رقم 67 .
15.  المصدر نفسه ، ج1 ، ص358 ، رقم 29 وج2 ، ص241 ، رقم 9 ؛ سنن ابن ماجة ، ج1 ، ص98 .
16.  راجع : فضائل الخمسة ، ج1 ، ص299 فما بعد .
17.  التفسير والمفسرون ، ج2 ، ص128 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .