المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



عندما ينغلق طفلك من دون مقدمات  
  
138   07:19 صباحاً   التاريخ: 2025-01-16
المؤلف : د. لورا ماركهام
الكتاب أو المصدر : آباء مطمئنون أبناء سعداء
الجزء والصفحة : ص121ــ123
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

((أقول: ((أعلم أن شيئًا لا ريب قد أغضبكِ حقًّا في المدرسة اليوم. إنني هنا لمساعدتكِ لكن لا يجوز لكِ أن تضربي أخاك على رأسه... يبدو أنكِ غاضبة جدا... هل يمكنكِ إخباري بما يجري؟)) فتصيح قائلة: ((كُفي عن الكلام، لا أريد أن أتحدث!)). - كريس، عن طفلتها ذات الأعوام الثمانية

عندما تصيح فينا طفلتنا قائلة: ((كُفي عن الكلام))، فذلك غالباً بسبب:

* أنها تشعر بالحرج من إخبارك بما حدث. غالبًا ما يشعر الأطفال بالحرج من إخبار آبائهم بتعرضهم للتنمر، على سبيل المثال، لأن ذلك يُشعرهم بخزي مشابه، أو:

* أنها قلقة من الطريقة التي ستستجيبين بها. هل ستقفين في صف المعلم؟ ستوبخينها لسوء تعاملها مع الواقعة؟ ستتصلين بأم الفتاة الأخرى، وتسببين لها الإحراج؟ ستتصرفين كما لو أنها حمقاء غير قادرة على حل مشكلاتها بمفردها؟ أو:

* أن العواطف بغيضة جدا بداخلها إلى درجة أنها لا تريد الإحساس بها، لذلك فإنها تحاول كبتها وإبعادها بعيدا. إن هي أخبرتك، ستشعر بالفظاعة تجتاحها مرة أخرى.

من سوء الحظ، فإن المشاعر التي تعجز عن التعبير عنها ستظل تضايقها، وستخرجها في صورة تصرفات سيئة - بضرب أخيها على سبيل المثال. كيف إذن ندعم طفلتنا حتى تعبر عن المشاعر التي تجعلها تسيء التصرف؟ (بعد وضع حد واضح، بالطبع، بأن أخاها لا يُضرب).

* لا ترغميها على الحديث. التطفل لن يساعدها على الشعور بالأمان. سواء أكانت بحاجة إلى الحديث أم لا، فإنها بحاجة إلى الشعور بأمان كاف للتعبير عن مشاعرها. ابقي حاضرة وأحيطيها بالحب، وضعي الحدود المناسبة في حين تعبر عن غضبها، وسوف تتدفق تلك المشاعر إن عاجلا أم آجلا.

* اجعليها تضحك. إذا سمحت لكِ طفلتك بخوض عراك بالوسادات معها بحيث ينتهي الأمر بكلتيكما بالكثير من الضحك، فمن شأن ذلك أن يحرر هرمونات الضغط النفسي نفسها التي تحررها نوبة بكاء طويلة. بمجرد أن تشعر بالتحسن ستزداد احتمالية بوحها بما أزعجها. لكنها ربما لا تحتاج حتى إلى الحديث عن ذلك. ما تحتاج إليه حقاً إنما هو إذابة تلك المشاعر العالقة بداخلها.

* استخدمي ((الوقت المميز)). غالبًا ما يستخدم الأطفال هذا الوقت للتعبير عن انزعاجهم، لكنهم لا يحتاجون في العادة، إلى الحديث عما أزعجهم - بل فقط التنفيس عن المشاعر بالضحك أو البكاء أو اللعب.

* اكسبي ثقتها. عندما تخبرك بأشياء، هل تنظمين انفعالاتك بحيث لا يطيش صوابك؟

* اعثري على حس التعاطف لديك. إذا استطعنا تجاوز غضبنا لأنها ضربت أخاها توا، وشعرنا بتعاطف حقيقي مع معاناتها، فسوف تشعر بهذا التعاطف في نبرة صوتنا ربما تظل تحاول مقاومة الإحساس بعواطفها، لكن بمجرد أن تشعر بالأمان، ستطفو العواطف.

ولِمَ كل هذا العناء؟ لأنك تساعدين طفلتك على تطوير الذكاء العاطفي، وتدعمينها في حل مشكلاتها، وتنشئين رابطة وطيدة معها. كما أنه من اللطيف، من دون شك، أن تتوقف عن ضرب شقيقها على أم رأسه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.