أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-7-2016
3132
التاريخ: 12-08-2015
2535
التاريخ: 25-06-2015
2438
التاريخ: 24-3-2016
2654
|
كان مدرك بن عليّ الشّيباني أعرابيّا «من بادية البصرة، دخل بغداد صغيرا و نشأ بها فتفقّه و حصّل العربية (النحو) و الأدب» ، و قد تولّى القضاء في بغداد.
في حياة مدرك الشيبانيّ هذا حادث واحد وصل إلينا هو أنه كان يذهب أحيانا إلى دير الروم (حيّ النصارى) في الجانب الشرقيّ من بغداد (الرّصافة) فتعشّق غلاما اسمه عمرو بن يوحنّا حتّى ذهب عقله.
و يبدو أن مدرك بن عليّ توفّي في أعقاب القرن الرابع الهجري، ربّما في سنة ٣٩٠ ه(١٠٠٠ م) .
خصائصه الفنّيّة:
كان مدرك بن عليّ شاعرا أديبا فاضلا، فلمّا هام بعمرو بن يوحنّا قال فيه أرجوزة مزدوجة جمع فيها عددا كبيرا من مصطلحات النصارى في عقائدهم و أوردها على سبيل الحكاية و هو، مع ذلك، يعلم أنّ ما فعله مخالف للمدرك الإسلاميّ في الدين. إلا أنّ مدركا كان يستحلف حبيبه بما يورد من المصطلحات النصرانية حتّى يعطف عليه.
المختار من الأرجزة المزدوجة:
(نلاحظ أن كلّ بيتين يؤلفان وحدة في القافية) :
- قال مدرك الشيباني يتغزّل بعمرو بن يوحنّا و يتعطّفه:
من عاشق ناء هواه دان... ناطق دمع صامت اللسان (1)
معذّب بالصدّ و الهجران... موثق قلب مطلق الجثمان.
من غير ذنب كسبت يداه... غير هوى نمّت به عيناه (2)
شوقا إلى رؤية من أشقاه... كأنّما عافاه من أضناه
ما أبصر الناس جميعا بدرا... و لا رأوا شمسا و غصنا نضرا (3)
أحسن من عمرو-فديت عمرا... ظبي بعينيه سقاني خمرا
يا عمرو، ناشدتّك بالمسيح... إلاّ سمعت القول من نصيح
يخبر عن قلب له جريح... باح بما يلقى من التبريح (4)
بحقّ قوم حلقوا الرؤوسا... و عالجوا طول الحياة بوسا (5)
و قرّعوا في البيعة الناقوسا... مشمعلين يعبدون عيسى
_____________________
١) ناء: بعيد (في الدين و السن و الحياة الاجتماعية) . هواه دان: قريب بحبه لك.
٢) نمت به عيناه: وشت به، أظهرته عيناه. كأنما عافاه من أضناه (؟) -(الذي أسقمه و أشقاه قادر على شفائه و اسعاده!) .
٣) النضر: الأخضر اللين (الذي يلمع فيه النشاط من الصحة) .
4) التبريح: الشدة، التعذيب.
5) قوم حلقوا الرءوس: الرهبان. البوس-البؤس: الشقاء و الفقر و الشدة. البيعة (بكسر الباء) : الكنيسة. في القاموس (3:404) : شمعلة اليهود: قراءتهم (للصلاة في التوراة) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|