المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



عبد الله بن المعتز  
  
5740   11:59 صباحاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص377-381
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-12-2015 4495
التاريخ: 27-09-2015 10979
التاريخ: 29-12-2015 2410
التاريخ: 2-3-2018 3680

هو ابو العباس عبد الله بن الخليفة المعتز بن الخليفة المتوكل بن الخليفة المعتصم بن الخليفة هارون الرشيد، ولد في 23 شعبان سنة 247هـ (2-11-861م) في مدينة سامرّا، في ايام جده المتوكل، وقد كان النزاع، في ذلك الحين، على الخلافة وعلى ولاية العهد، ثائراً ومنذرا بالحدة.

كان رؤساء الجند الاتراك قد بدأوا يتلاعبون بالخلافة والخلفاء. فظاهر محمد بن المتوكل الجنود الاتراك على ابيه المتوكل حتى قتلوا اباه(247هـ) فتولى هو الخلافة باسم المنتصر. ثم ان المنتصر مات بعد ستة اشهر فخلفه ابن عمه احمد المستعين، وكان ضعيفا مستضعفا . ثم خلع المنتصر(252هـ) فخلفه ابن عمه محمد بن المتوكل باسم المعتز بالله . ولكن الجند الاتراك سرعان ما طالبوا المعتز بالأموال فلم يكن لديه منها شيء يرضيهم به فخلعوه(255هـ) ثم قتلوه. ثم جاء المهتدي وكان كريما صالحا ولكنه لم ينج من يد الجند الاتراك فخلعوه بعد ان بقي في الخلافة سنة الا عشرة ايام . وجاء المعتمد، وكان مستضعفا فاستبد بأمر الدولة اخوه طلحة الموفق. وفي ايامه كانت ثورة الزنج . ولما مات المعتمد ، سنة 279هـ (892م) ن خلفه المعتضد، «و كان شهما عاقلا فاضلا، و لكنّه ولي و الدنيا خراب» . ثم مات المعتضد (289 ه‍-902 م) فخلفه المكتفي، و في أيامه ظهر القرامطة. و لما مات المكتفي (295 ه‍-908 م) خلفه المقتدر.

في هذا العاصف السياسي لم يكن لابن المعتز، و لا لأحد غيره، أن يتمنّى الخلافة. من أجل ذلك كان ابن المعتزّ منصرفا إلى تلقّي العلم و نظم الشعر و تأليف الكتب، و إلى حياة ناعمة لاهية. كان من أساتذة عبد اللّه بن المعتزّ المبرّد المشهور (ت 285 ه‍) و أبو جعفر بن زياد الضبي صاحب القراءات و النحو، ثم الاديب أبو الحسن الدمشقي، و أبو علي العنزي (ت 290 ه‍) و أبو العبّاس ثعلب (ت 291 ه‍) الإمام في اللغة و النحو و غيرهم.

غير أنّ الجند الأتراك لم يرضوا عن المقتدر طويلا و أرادوا أميرا عباسيا يولّونه الخلافة فوقعوا على عبد اللّه بن المعتزّ فبايعوه (20 ربيع الأول 296 ه‍- 17-12-908 م) ، بعد أن سجنوا المقتدر. غير أن أنصار المقتدر عادوا فجمعوا صفوفهم، في اليوم التالي، و أخرجوا المقتدر من السجن ثم أخذوا عبد اللّه بن المعتزّ فعذبوه حتى مات. و عاد المقتدر إلى الخلافة.

خصائصه الفنّيّة:

كان عبد اللّه بن المعتزّ أديبا شاعرا و ناقدا عالما مصنّفا يجيد فنّي النظم و النثر، واسع الثقافة بعدد من فنون المعرفة بصيرا بصنعة الألحان. و من كتب ابن المعتزّ: كتاب الآداب (في الأخلاق؟) ، كتاب البديع، تباشير السرور، فصول التماثيل، طبقات الشعراء المحدثين (ألّفه نحو سنة 280 ه‍) ، أشعار الملوك، سرقات الشعراء، الزهر و الرياض، مكاتبات الاخوان بالشعر، الصيد بالجوارح، الجامع في الغناء، حلى الاخبار.

و عبد اللّه بن المعتزّ شاعر مكثر مجيد حسن الطبع جيد القريحة بليغا صاحب صناعة. ثم هو قريب المأخذ حسن الاختراع للمعاني فصيح الألفاظ سهل التركيب جميل الديباجة يصيب التشابيه و الاستعارات. أما فنونه فهي الأدب و الفخر و المدح و الرثاء و الهجاء و الوصف و النسيب و الطرد و الزهد.

و وصفه خاصة يتناول وجوه الحياة المترفة في القصور، و هو يكثر من وصف الخمر و وصف الحلى و الجواهر. و له في الهلال و النجوم أوصاف بارعة هي بلا ريب أفضل شعره.

المختار من آثاره:

- قال ابن المعتز في الحسود:

اصبر على كيد الحسود... فانّ صبرك قاتله

كالنّار تأكل بعضها... إن لم تجد ما تأكله

- و قال في رأي الناس في الغنى و الغنيّ:

إذا كنت ذا ثروة من غنى... فأنت المسوّد في العالم

و حسبك من نسب صورة... تخبّر أنّك من آدم

- و اشتهر ابن المعتز بوصف الهلال و النجوم، من ذلك قوله:

-زارني و الدّجى أحمّ الحواشي... و الثريّا في الغرب كالعنقود

و هلال السما كطوق عروسٍ... بات يجلى على غلائل سود

- أهلا بفطر قد أنار هلاله... فالآن فاغد إلى المدام و بكّر

و انظر اليه كزورق من فضّةٍ... قد أثقلته حمولة من عنبر

- انظر إلى حسن هلال بدا... يهتك من أنواره الحندسا

كمنجل قد صيغ من فضّةٍ... يحصد من زهر الدّجى نرجسا

- و كأن المجرّ جدول ماءٍ... نوّر الأقحوان في جانبيه

و كأن الهلال نصف سوارٍ... و الثّريّا كفّ تشير اليه

- و قال يصف مجلس خمر تحت عريشة:

شربنا عصير الكرم تحت ظلاله... على وجه معشوق الشمائل أغيد

كأنّ عناقيد الكروم و ظلّها... كواكب درّ في سماء زبرجد

- قال في الحسن و القبح:

يهيم بالحسن كما ينبغي... و يرحم القبح فيهواه

- و قال في زيارة الحبيب:

كم فيهم من مليح الوجه مكتحل... بالسحر يطبق جفنيه على حور

لاحظته بالهوى حتّى استقاد له... طوعا و أسلفني الميعاد بالنظر

و جاءني في قميص اللّيل مستترا... يستعجل الخطو من خوف و من حذر

فقمت أفرش خدّي في الطريق له... ذلاّ و أسحب أذيالي على الأثر

و لاح ضوء هلال كاد يفضحنا... مثل القلامة قد قدّت من الظفر

و كان ما كان ممّا لست أذكره... فظنّ خيرا و لا تسأل عن الخبر

- من مقدّمة طبقات الشعراء:

الحمد للّه الذي أفحم مصاقع الفصحاء بمعجز كلامه و أخرس شقاشق البلغاء بترتيبه و نظامه و بهر العرب العرباء باختراع مفتتحه و ختامه. . . . و الصلاة و السلام على من اهتزّت بأرواح نصره أعطاف دولة العرب فماج بها خضمّ دولة الاكاسرة و القياصرة فاضطرب، و خضع من أعمال حسامه ربّ التاج و السرير لصاحب الشاة و البعير فعطست العرب فرحا بأنف العزّ الشامخ و جرّت مرحا ذيل الشرف الباذخ. . . .

عقد الفكر طرفي بالنجوم لوارد ورد عليّ من الهموم نفض عن عينيّ كحل الرقاد و ألبس مقلتي حلل السهاد، فتأمّلت فخطر عليّ الخاطر في بعض الأفكار أن أذكر في نسخة ما وضعته الشعراء من الأشعار في مدح الخلفاء و الوزراء و الأمراء من بني العبّاس ليكون مذكورا عند الناس، متابعا لما ألّفه ابن نجيم قبلي بكتابه المسمّى بطبقات الشعر (الشعراء؟) الثقات، مستعينا باللّه المسهّل الحاجات و سمّيته طبقات الشعراء المتكلّمين من الأدباء المتقدّمين.

فكان أول ترجمة ابن نجيم بشّار بن برد و ما له من الأشعار و الآثار، فنظرت في ذلك أن أجمعهم في هذا الكتاب فرأيت الاختصار لأشعارهم عين الصواب. و لو اقتصيت جميع الاشعار لطال الكتاب و خرج عن حدّ القصد. فاختصرت ذلك و ذكرت ما كان شاذا من دواوينهم و ما لم يذكر في الكتب من أشعارهم و اقتصرت ما كان من مطوّلات قصائدهم. . . .

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.