أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-12-2015
2217
التاريخ: 30-12-2015
2932
التاريخ: 22-7-2019
6863
التاريخ: 14-08-2015
1934
|
هو عبد اللّه بن عمر بن عمر بن عثمان بن عفّان؛ و أمّه آمنة بنت عمر (و قيل بنت سعيد) بن عثمان. و لقّب بالعرجيّ لأنه كان يسكن عرج الطائف، و هي قرية من نواحي الطائف في أول تهامة، على ثمانية و سبعين ميلا من المدينة، و كان له هنالك أراض و أموال.
كان العرجيّ أشقر أزرق العينين جميل الوجه، الا أنه كان كوسجا (خفيف اللحية) ناتئ الحنجرة. و كذلك كان من الفرسان المعدودين و من البارعين في صنع السهام و في الرماية. و قد غزا في بلاد الروم مع مسلمة بن عبد الملك، و أبلى في القتال بلاء حسنا و أنفق في سبيل اللّه أموالا كثيرة. و يبدو أنه كان يأمل بذلك أن يصل إلى منصب من إمارة في جيش أو ولاية على بلد، و لكن لم يتمّ له ذلك فاعتزل إلى الحجاز و انصرف إلى اللهو و المكائد.
لما جاء هشام بن عبد الملك إلى الخلافة (105 ه-724 م) ولّى على مكّة خاله ابراهيم بن هشام بن اسماعيل المخزومي (106 ه-725 م) ؛ و في سنة 114 ه(732 م) ولّى عليها خاله محمدا، فنشب النزاع بين العرجي و محمد ابن هشام باطنا و ظاهرا. و أراد العرجي أن يزيد في إغاظة محمد بن هشام فتغزّل بأمه جيداء. عندئذ غضب محمد بن هشام على العرجيّ و ألقاه في السجن إلى أن توفّي فيه، في الاغلب، سنة 120 ه(738 م) .
كان العرجيّ من شعراء قريش صاحب غزل و فتوّة ينحو في شعره و مغامراته منحى عمر بن أبي ربيعة، و في الاستهتار و قلة المبالاة منحى الأحوص. و شعر العرجيّ في الغزل؛ و لكنّ له أشياء يسيرة في الأدب و المدح و الهجاء و الفخر. و بعض شعره على النمط القديم، و في بعضه نفس محدث.
المختار من شعره:
- قال العرجيّ في الغزل، و هو قول مشهور و فيه غناء:
أماطت كساء الخزّ عن حرّ وجهها... و أدنت على الخدّين بردا مهلهلا (1)
من اللاء لم يحججن يبغين حسبة... و لكن ليقتلن البرئ المغفّلا (2)
- و مما قاله في جيداء أم محمد بن هشام المخزومي:
عوجي علينا، ربّة الهودج... إنّك ان لم تفعلي تحرجي (3)
إني أتيحت لي يمانيّة... إحدى بنات الحارث من مذحج
نلبث حولا كاملا كلّه... لا نلتقي إلاّ على منهج (4)
في الحجّ، إن حجّت و ما ذا منى... و أهله إن هي لم تحجج
أيسر ما نال محبّ لدى.. بين حبيب قوله: عرّج (5)
- لمّا حبس العرجيّ قال في سجنه يذكر ما يلاقي من التعذيب:
أضاعوني، و أيّ فتى أضاعوا... ليوم كريهة و سداد ثغر (6)
و صبر عند معترك المنايا... و قد شرعت أسنّتها بنحري (7)
أجرّر في الجوامع كل يوم... فيا للّه مظلمتي و صبري (8)
كأنّي لم أكن فيهم وسيطا... و لم تك نسبتي في آل عمرو (9)
-و قال في الأدب:
إذا أنت لم تغفر ذنوبا كثيرة... تريبك لم يسلم لك الدهر صاحب
و من لا يغمّض عينه عن صديقه... و عن بعض ما فيه يمت و هو عاتب
_____________________
1) الخز: الحرير. حر الوجه: الوجه الابيض الناقي الجميل. المهلهل: الرقيق.
2) حسبة. احتسابا، ابتغاء رضى اللّه.
3) عوجي: ميلي الينا، انزلي عندنا، زورينا. تحرجي: تأتين حرجا، ترتكبين ذنبا.
4) الحول: العام. المنهج: الطريق.
5) عرج: (بتضعيف الراء) مال الى المكان و أقام فيه.
6) كريهة: حرب. سداد ثغر: دفاع عن حدود الوطن.
7) شرعت: سددت، وجهت. الاسنة: رءوس الرماح. النحر: أعلى الصدر، المكان الذي يكون فيه النحر (الذبح) .
8) الجوامع جمع جامعة: القيد وسيط في قومه: ذو رئاسة و مجد. في آل عمرو: في آل عمرو بن عثمان بن عفان.
9) الوسيط في القوم: أوسطهم نسبا (أصيل فيهم) و أرفعهم محلا.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|