أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015
2942
التاريخ: 21-06-2015
2318
التاريخ: 21-06-2015
2423
التاريخ: 26-1-2016
4039
|
اسمه جرول بن أوس، والحطيئة لقب له لأنه كان قصيرا قريبا من الأرض؛ استولده أوس بن مالك العبسي سفاحا من جارية اسمها الضرّاء كانت لبنت رياح بن عمرو. ثم ان الضراء تزوّجت الكلب بن كنيس بن جابر العبسيّ وكان أيضا مدخول النسب.
ويبدو أن الضرّاء كانت مستهترة تقول لابنها الحطيئة: لست لواحد ولا لاثنين! وكان هو يعلم أنه زنيم وينقم على أمّه وعلى الناس من أجل ذلك. وهذا يفسّر لنا نقل نسبه من قبيلة إلى قبيلة مرة بعد مرة، كما يعلّل لنا هجاءه لأمّه وأبيه ولنفسه، ويعلّل هجاءه المقذع ونيله من أعراض الناس حقا وباطلا. ولذلك أيضا «كان الحطيئة ذا شرّ وسفه: جشعا سؤولا ملحفا في الطلب، دنيء النفس كثير الشر قليل الخير بخيلا بذيئا هجّاء» (غ 2:163). وقال فيه ابن قتيبة (ص 181): «كان رقيق الدين لئيم الطبع». على أنه-كما قال الاصفهاني (غ 2:158) - «من أولاد الزنا الذين شرفوا» .
واشترك الحطيئة في الجاهلية في حرب داحس والغبراء.
وأسلم الحطيئة ووفد على الرسول وأنشده. غير أن ابن قتيبة يتردد في قبول ذلك (ص 180). ولمّا توفي الرسول ارتد الحطيئة مع قومه وقال بيتين يحلاّن مشكلة من مشاكل الردّة في الاسلام. ظنّ جماعة من الدارسين ان الردّة كانت ارتدادا من الايمان إلى الكفر. والحقيقة انها كانت عصيانا سياسيا واقتصاديا، أو تركا لطاعة أبي بكر لأن العرب من غير أهل المدينة لم يكن لهم رأي في انتخابه خليفة. وكانت أيضا امتناعا عن إرسال أموال الزكاة (الضرائب) إلى المدينة قبل أن تستوفي كل منطقة حقها من الاموال التي جمعت منها.
فقال الحطيئة:
أطعنا رسول اللّه إذ كان بيننا... فيا لعباد اللّه، ما لأبي بكر
أ يورثها بكرا، إذا مات، بعده... وتلك لعمر اللّه قاصمة الظهر
وهدأ الحطيئة في خلافة أبي بكر في اليمامة. وفي أول خلافة عمر رأيناه يحمل شعره إلى العراق والحجاز مدحا وهجاء. من ذلك هجاؤه للزبرقان ابن بدر.
كان الزبرقان بن بدر سيدا في قومه، وكان بينه وبين بني عمه آل قريع منافسة. فاتفق أن نزل الحطيئة في جوار الزبرقان ثم انتقل إلى جوار بغيض بن عامر بن شمّاس بن لأي بن جعفر (الملقّب بأنف الناقة) بن قريع في حديث طويل معقّد، ثم أخذ بمدح بغيض بن شمّاس وهجاء الزبرقان بن بدر. من ذلك قوله:
واللّه، ما معشر لاموا امرأ جنبا... في آل لأي بن شمّاس بأكياس (1)
ما كان ذنب بغيض، لا أبا لكم... في بائس جاء يحدو آخر الناس
لمّا بدا لي منكم عيب أنفسكم... ولم يكن لجراحي منكم آس (2)
أزمعت يأسا مبينا من نوالكم...ولن يرى طاردا للحرّ كالياس (3)
جار لقوم أطالوا هون منزله... وغادروه مقيما بين أرماس (4)
ملّوا قراه، وهرّته كلابهم... وجرّحوه بأنياب وأضراس
دع المكارم لا ترحل لبغيتها... واقعد فإنّك أنت الطاعم الكاسي (5)
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه...لا يذهب العرف بين اللّه والناس (6)
فشكاه الزبرقان إلى عمر بن الخطاب، وكان عمر أعلم الناس بالشعر (7)، ولكنه أراد أن تقوم الحجّة على الحطيئة من شاعر مثله (8) فاستدعى حسان بن ثابت وقال له: ما تقول، أهجاه؟ فقال حسان ذرق عليه! (كناية عن شدة هذا الهجاء وقبحه بالإضافة إلى المثل العليا الجاهلية). فألقى عمر عند ذلك الحطيئة في السجن. فقال الحطيئة يستشفع عمر ويذكر له ان حبسه قد حال بينه وبين الاهتمام بأولاده:
ما ذا تقول لأفراخٍ بذي مرخٍ... حمر الحواصل لا ماء ولا شجر (9)
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة... فارحم-عليك سلام اللّه-يا عمر
فخلّى عمر سبيل الحطيئة وأخذ عليه ألاّ يهجو أحدا من المسلمين ثم أعطاه ثلاثة آلاف درهم يستغني بها عن الهجاء.
وبقي الحطيئة حينا في المدينة ثم انتقل، في خلافة عمر، إلى حوران قاصدا علقمة بن علاثة؛ وكان علقمة سيدا في الجاهلية، أسلم وارتد ثم عاد إلى الطاعة وسكن حوران. ولكن علقمة كان قد توفّي قبل مديدة فأعطى ابن علقمة للحطيئة مائة ناقة مع أولادها.
وفي أيام عثمان بن عفّان ذهب الحطيئة إلى الكوفة ثم عاد إلى المدينة. أما في أيام علي[عليه السلام] فقد انزوى، و لكنه برز في أيام معاوية في المدينة. ورأيناه مرة في مجلس سعيد بن العاص والي المدينة من قبل معاوية. وتوفّي الحطيئة سنة 59 ه (678 م)، وقد أسنّ جدا.
الحطيئة من فحول الشعراء ومتقدّميهم وفصحائهم، مكثر متصرّف في جميع فنون الشعر من المديح والفخر والهجاء والنسيب والوصف مجيد في ذلك كله. وهو أيضا متين الشعر شرود القافية (10) لا مطعن في شعره (11). وفي شعره غناء (12). غير أن هجاء الحطيئة للناس والطمع والضراعة قد أفسدت الحطيئة وخفضت مقامه (13). لقد استفرغ الحطيئة شعره في مديح بني قريع، ثم أكثر من الهجاء: هجا أمّه وأباه وهجا نفسه، وكذلك هجا أضيافه وهجوه.
ومع أن الحطيئة كان شاعرا مطبوعا فانه كان ينقّح شعره ويعجب بالشعر المنقّح، شأن زهير بن أبي سلمى في ذلك-فقد كان الحطيئة راوية لزهير ولآل زهير، وكان زهير استاذا له. وعلى ذلك يعد الحطيئة في عبيد الشعر (14)
-المختار من شعره:
-قال الحطيئة يمدح آل سعد بن هذيم قوم أنف الناقة بن قريع، وهو بغيض بن عامر بن شمّاس بن لأي بن جعفر:
وبلدة جبتها وحدي بيعملة... إذا السراب على صحرائها اضطربا (15)
والذئب يطرقنا في كل منزلة... عدو القرينين في آثارنا خببا (16)
قالت أمامة: لا تجزع، فقلت لها... إنّ العزاء وان الصبر قد غلبا (17)
ان امرأ رهطه بالشام، منزله... برمل يبرين جارا، شدّ ما اغتربا (18)
هلاّ التمست لنا، ان كنت صادقة... مالا فيكسبنا بالخرج أو نشبا (19)
حتّى يجازي أقواما بسعيهم ...من آل لأي، وكانوا سادة نجبا (20)
ردّوا على جار مولاهم بمهلكة... لو لا الاله ولو لا عطفهم عطبا (21)
سيري، أمام، فإنّ الاكثرين حصى... والأكرمين إذا ما ينسبون أبا
قوم هم الانف، والاذناب غيرهم... ومن يسوّي بأنف الناقة الذنبا (22)
ومن جيّد مدح الحطيئة قوله في آل سعد بن هذيم قوم أنف الناقة:
ألا طرقتنا، بعد ما هجعوا، هند... وقد جزن غورا واستبان لنا نجد (23)
وإنّ التي نكّبتها عن معاشر ...عليّ غضابا أن صددت كما صدّوا (24)
أتت آل شمّاس بن لأي؛ وانما... أتاهم بها الاحلام والحسب العدّ (25)
يسوسون أحلاما بعيدا أناتها...وان غضبوا جاء الحفيظة والجدّ (26)
أقلّوا عليهم-لا أبا لأبيكمُ... من اللوم، أو سدّوا المكان الذي سدوا (27)
أولئك قوم ان بنوا أحسنوا البنى... وان عاهدوا أوفوا، وان عقدوا شدّوا (28)
وان كانت النعمى عليهم جزوا بها... وان أنعموا لا كدّروها ولا كدّوا (29)
وان قال مولاهم على جلّ حادث... من الدهر: ردّوا فضل أحلامكم ردّوا (30)
وان غاب عن لأي بغيض كفتهم... نواشئ لم تطرر شواربهم بعد (31)
مطاعين في الهيجا، مكاشيف للدجى...؛ بنى لهم آباؤهم و بنى الجدّ (32)
وتعذلني أبناء سعد عليهم...وما قلت الا بالتي علمت سعد (33)
وللحطيئة قصيدة موضوعية من الوصف والقصص رائعة المعنى جميلة السبك كاملة المعالجة. يذكر الحطيئة أن ضيفا نزل به وليس عنده ما يقريه به فخطر له أن يذبح ابنه ليقدّم للضيف لحمه طعاما. وكأنّ الطفل أدرك ما يجول في نفس أبيه فشجّعه على أن يفعل ذلك. ثم بدا للحطيئة من بعيد سرب من حمر الوحش فاصطاد منها واحدا أطعم منه ضيفه وفدى ابنه:
وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل... ببيداء لم يعرف بها ساكن رسما (34)
أخي جفوة فيه من الأنس وحشة... يرى البؤس فيه، من شراسته، نعمى (35)
تفرّد في شعب عجوزا إزاءها... ثلاثة أشخاص تخالهم بهما (36)
حفاة عراة ما اغتذوا خبز ملّة...ولا عرفوا للبرّ-مذ خلقوا-طعما (37)
رأى شبحا وسط الظلام فراعه... فلمّا رأى ضيفا تشمّر واهتمّا (38)
تروّى قليلا ثم أحجم برهة... وان هو لم يذبح فتاه فقد همّا (39)
وقال ابنه، لمّا رآه بحيرة... أ يا أبت، اذبحني ويسّر له طعما
ولا تعتذر بالعدم، علّ الذي طرا... يظنّ لنا مالا فيوسعنا ذمّا (40)
فقال: هيا ربّاه، ضيف ولا قرى... بحقّك، لا تحرمه تا الليلة اللحما (41)
فبينا هم عنّت على البعد عانة... قد انتظمت من خلف مسحلها نظما (42)
ظماء تريد الماء، فانسلّ نحوها... ألا إنّه منها إلى دمها أظما
فأمهلها حتّى تروّت عطاشها... فأرسل فيها من كنانته سهما
فخرّت نحوص ذات جحش فتيّة... قد اكتنزت لحما وقد طبّقت شحما (43)
فيا بشره إذ جرّها نحو أهله... ويا بشرهم لمّا رأوا كلمها يدمى (44)
وبات أبوهم من بشاشته أبا... لضيفهم، والأمّ من بشرها أمّا
وباتوا كراما قد قضوا حق ضيفهم... وما غرموا غرما وقد غنموا غنما
______________________________
1) أكياس جمع كيس (وليست في القاموس): عاقل، ذكي.
2) آسي: طبيب.
3) -عزمت على أن أفارقكم مرة واحدة (ليأسي من عطائكم). الياس: اليأس.
4) الارماس جمع رمس: قبر. بين ارماس: مهدد بالموت.
5) الطاعم الكاسي: الذي يطعمه الناس ويكسونه.
6) الجوازي جمع جازية: من يثيب على عمل الخير. العرف: عمل الخير.
7) البيان والتبيين 1:239.
8) مثله 1:240.
9) ذو مرخ: واد بالحجاز. حمر الحواصل: صغار الطير قبل أن يثبت الريش على نحورها (كناية عن أولاد الحطيئة)
10) القافية الشرود: القافية الموافقة للبيت حتى لا نجد أوفق له منها. وضدها: القافية المجتلبة.
11) راجع غ 2:157،163،165،169،174.
12) راجع غ 2:155،198،199،201.
13) غ 2:170،193.
14) راجع في ذلك كله طبقات الشعراء 21؛ البيان والتبيين 1؛204،206؛ الشعر والشعراء 17،47، 61،180؛ غ 2:165،172-174.
15) جاب: قطع. اليعملة: الناقة القديرة على السفر.
16) العدو: الجري، الركض. القرينان: الجملان يربطان بحبل واحد فيسيران معا. الخبب: نوع من المسير بين المشي والركض. -الذئب يسير محاذيا لنا ينتظر من أحدنا غرة (يتأخر عن القافلة أو يبتعد عنها) فيفترسه.
17) أمامة: امرأة الحطيئة. عزائي (أملي بأن أغتني) وصبري (على الفقر) قد نفدا. و «أمام» في البيت الثامن ترخيم «أمامة».
18) الشام (هنا) شمالي بلاد العرب. يبرين: موضع باليمامة (شرقي بلاد العرب). جارا: غريبا عن موطنه. . .. شد ما اغترب!: ما أبعد غربة الذي يكون أهله (موطنه) في الشمال ومنزله وهجرته إلى الشرق!
19) الخرج: مكان في اليمامة. النشب: المال، الغنى.
20) -إلى أن يعطينا أحد من آل لأي مالا، وكان آل لأي سادة نجبا (من أصل كريم).
21) -ردوا: تفضلوا، أنعموا. جار مولاهم: (يقصد الزبرقان بن بدر-راجع ترجمة الحطيئة). المهلكة: المكان القفر الذي يهلك الساكن فيه.
22) الأنف: مقدم جسم الحيوان (كناية عن الشرف). أنف الناقة هو جعفر بن قريع بن عوف جد جد (مكررة مرتين) بغيض بن عامر بن شماس بن لأي بن جعفر. وسبب تسمية جعفر «أنف الناقة» أن أباه قريع بن عوف نحر ناقة وفرقها بين نسائه. فأرسلت امرأته الشموس ابنها جعفرا ليأخذ نصيبها. فلما وصل لم يكن قد بقي من الناقة إلا رأسها وعنقها، فقال له أبوه: شأنك بهذا! فأدخل جعفر أصبعه في أنف الناقة وجعل يجرها، فسمي «أنف الناقة» (غ 2:181).
23) طرقتنا: تراءت لنا في المنام. جزن غورا: قطعت (النياق بنا) المكان المنخفض ثم ظهر لنا نجد.
24 و25) نكبتها: صرفت ناقتي عن معاشر: عن آل الزبرقان. صددت كما صدوا: هجرتهم بعد أن أهملوني.... ناقتي جاءت إلى آل شماس.... والذي جعل ناقتي تذهب إليهم (أذهب بها إليهم) الاحلام (عقولهم الكبيرة) والحسب العد (وأعمالهم الحميدة منذ القدم).
26) بعيد أناتها: لا تسفه. لا يضيقون صدرا مهما أصابهم. وإذا غضبوا غضبا حقيقيا كان لهم حقد شديد.
27) أقلوا عليهم: خففوا. سدوا المكان الذي سدوا: قوموا بما يقومون هم به، افعلوا مثلهم.
28) البنى (بفتح الباء): البناء (مصدرا)، والبنى (بكسر الباء وضمها) جمع بنية (بكسر الباء أو ضمها ثم بسكون النون): الشيء الذي نبنيه، مجازا أو حقيقة. وان عقدوا شدوا: وان أقاموا صداقة أو حلفا جعلوهما وثيقين متينين.
29) . . . . لم يكدروا النعمى (صنع الخير) بالمن والاذى، ولا كدوا (أعطوا شيئا قليلا).
30) مولاهم: جارهم، حليفهم، المستجير بهم. جل حادث: الحادث الجليل (المصيبة الكبيرة). ردوا فضل أحلامكم: اصبروا في هذه المصيبة.
31) وإذا لم يكن بغيض حاضرا فان الشبان من قومه (الذين لم تنبت شواربهم بعد) يكرمون الضيوف كما يكرمهم بغيض نفسه.
32) مطاعين في الهيجاء: يحسنون الطعان في الحرب، ينتصرون في الحروب. مكاشيف للدجى: يدفعون الظلم عن المظلوم، والفقر عن الفقير. . . بنى لهم آباؤهم (مجدا).
33) قال لي أبناء سعد (قوم بغيض) أنني أبالغ. والحقيقة أنني لم أقل إلا الاشياء التي يعرفها أبناء سعد أنفسهم عن بغيض.
34) الطاوي: الذي بات على الطوى (الجوع) ثلاث ليال. عاصب البطن: قد ربط بطنه (ليمنع معدته من الحركة) فلا يشعر بالجوع. مرمل: فقير (قد امتلأ ماعون بيته بالرمل لفراغ ذلك الماعون من المؤونة مدة طويلة). لم يعرف بها ساكن رسما: لم ينزل بها أحد منذ زمن طويل.
35) أخي جفوة: غليظ الطبع. فيه من الانس وحشة: ألف الانفراد حتى لو رأى انسانا لاستغرب منه واستوحش.... يظن أن ضيق العيش الذي ألفه وتعوده رفاهية.
36) -عاش منفردا في شعب (طريق في الجبل، بعيدا عن الناس) مع امرأته العجوز وثلاثة أولاد لهما تظنهم بهما (صغار الغنم) لنحولهم وهزالهم.
37) الملة: الرماد الحار. خبز ملة: العجين الذي يخبز. البر: الحنطة، القمح.
38) تشمر للأمر: تهيأ، استعد (لخدمة الضيف واكرامه). اهتم: أظهر الاهتمام؛ حزن (إذ لم يكن لديه طعام لهذا الضيف).
39) تروى: فكر مليا (في ذبح ابنه). أحجم: تأخر، امتنع. البرهة: المدة. هم: كاد يفعل.
40) العدم: الفقر. طرأ: أتى من مكان بعيد.
41) ولا قرى: وليس عندي طعام للضيف. تا مؤنث ذا (اسم اشارة).
42) فبينما هم (في ذلك) عنت (ظهرت، بدت). عانة (قطيع). انتظمت: وقفت في صف مستقيم. المسحل في القاموس (3:394) لسان قومه والخطيب (يقصد الحمار الوحشي الذي كان يسير على رأس ذلك القطيع).
43) النحوص في القاموس (2:319): الأتان التي لا ولد لها ولا لبن (ويكون لحمها أسمن وأطيب) ولكن الحطيئة يجعلها ذات جحش (أم ولد).
44) البشر: تهلل الوجه (الفرح). الكلم: الجرح. يدمى: يسيل منه الدم.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|