المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

ماكس بلانك
21-3-2017
مرض الببرين الذي يصيب ديدان الحرير
6-3-2022
أعضاء سلطة التنفيذ القضائي في الجزائر
19-2-2017
ما هو أوثق مرجع تاريخي لمدرسة أهل البيت؟
2024-10-30
علماؤنا أسوتنا
6-4-2016
Greek number systems
13-10-2015


البُعيث المجاشعي  
  
7504   08:50 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص731-732
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-06-2015 2241
التاريخ: 22-06-2015 3117
التاريخ: 13-08-2015 1867
التاريخ: 29-12-2015 21655

البُعيث المجاشعي (1)هو أبو مالك أو أبو يزيد خداش بن بشر بن خالد من بني مجاشع بن تميم؛ و أمّه أصفهانية (و قيل من سجستان) يقال لها مروة أو وردة (و قيل بل كانت تسمّى فرتنا، كما ورد في شعر جرير؛ و لكن من المحتمل أن يكون جرير قد كنى بفرتنا-في معرض هجائه للبعيث-عن المرأة الفاجرة، و تلك كناية معروفة في القاموس) ، و لذلك كان يقال له: ابن حمراء العجان.

و كان البعيث من أهل البصرة دخل في الهجاء بين الشعراء و هاجى جريرا مدة طويلة و أعانة الفرزدق (الكامل 16) . و قد توفي في البصرة نحو سنة 134 ه‍ (751 م) في الاغلب بعد أن أسنّ.

ذكر الجاحظ (2) أن الكميت و البعيث و الطرمّاح كانوا شعراء خطباء، و كان البعيث أخطبهم؛ أما في الشعر فعدّه ابن سلاّم (3) رأس الطبقة الثانية من الاسلاميّين (بعد جرير و الفرزدق و الاخطل) ، و وصفه بأنه فاخر الكلام حرّ اللفظ. و أكثر شعر البعيث الهجاء.

المختار من شعره:

- و من البارع الفصيح في بخل المعشوق قول البعيث (ديوان المعاني 1:277) :

أزارتك ليلى و النجوم خواضع... و قد بهر الليل النجوم الطوالع

فأعطتك آيات المنى، غير أنها... كواذب إن حصّلتها و خوادع

على حين ضمّ الليل من كلّ جانب... جناحيه، و انقضّت نجوم ضواجع (4)

و أعجلها عن زورة لم أفز بها... من الصبح حاد يزعج الليل ساطع

- و قال البعيث يهجو جريرا:

إذا أيسرت معزى عطيّة و ارتعت... تلاعا من المروّت أحوى جميمها (5)

تعرّضت لي حتى صككتك صكّة... على الوجه يكبو لليدين أميمها (6)

أ ليست كليب ألأم الناس كلّهم... و أنت إذا عدّت كليب لئيمها

- و له أيضا في هجاء جرير:

كليب لئام الناس، قد يعلمونها... و أنت إذا عدّت كليب لئيمها

أ ترجو كليب أن يجيء حديثها... بخير، و قد أعيا كليبا قديمها

-جاء في البيان و التبيين (1:204) : قال البعيث الشاعر و كان أخطب الناس: إنّي، و اللّه، ما أرسل الكلام قضيبا خشيبا، و ما أريد أن أخطب يوم الحفل إلا بالبائت المحكّك (7).

_______________________

1) تمييزا له من البعيث الهاشمي (راجع الأمالي 1:199) .

2) البيان و التبيين 1:45،204،374،3:11،4:84.

3) طبقات الشعراء 121.

4) الضواجع جمع ضاجع: النجم المائل الى المغيب. -صار آخر الليل.

5) الجميم: العشب. الاحوى: الاصفر اليابس. المروت: أرض لا يجف ثراها (لأنها مستنقع) و لا ينبت مرعاها (بما يكفي لأن ترعاه الماشية) . التلاع: مساقط الماء. عطية: والد جرير. - يقول الشاعر عن معزى أهل جرير أنها أبدا جائعة و أن جريرا و أهله مهتمون دائما بالبحث عن مراع لها. فاذا رعت هذه المعزى عشبا قليلا يابسا و شعر جرير بشيء من الراحة و الفراغ تعرض لي (بدأ يهجوني) .

6) صك: ضرب. كبا الفرس: سقط على وجهه. الاميم: الذي أصيب رأسه بشق.

7) قضيبا: مقتضبا (ناقصا) . خشيبا: فجا لم يصقل. يوم الحفل: يوم اجتماع الناس. البائت: الذي بات صاحبه يجبل الرأي فيه. المحكك: المنقح، المهذب.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.