أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015
2638
التاريخ: 28-06-2015
1851
التاريخ: 22-7-2016
2246
التاريخ: 11-3-2016
3147
|
هو أبو بكر محمد بن الطيّب بن محمد بن جعفر بن القاسم الباقلاّنيّ أو ابن الباقلاّنيّ؛ كان مولده في البصرة، بعيد 330 ه (941 م) في الاغلب (1) و نشأ في بغداد. تلقّى الباقلاّنيّ العلم على أتباع أبي الحسن الاشعريّ كأبي الحسن الباهلي البصري (ت 370 ه) و أبي عبد اللّه الطائي؛ و أخذ الحديث عن أبي بكر القطيعي (ت 368 ه) و علم الاصول عن أبي عبد اللّه الشيرازي (ت 371 ه) و الفقه عن أبي بكر الأبهري شيخ المالكية في عصره (ت 375 ه) .
استقدم عضد الدولة البويهيّ، نحو سنة 360 ه(970-971 م) ، أبا بكر الباقلاّنيّ من البصرة الى شيراز. و لمّا تغلّب الباقلاّنيّ في مجلس عضد الدولة على الذين ناظروه من أئمّة المعتزلة علت منزلته جدّا، ثم لمّا دخل عضد الدولة بغداد و تولّى فيها منصب أمير الامراء (367 ه) كان الباقلاّنيّ في صحبته.
و سفر الباقلاّنيّ لعضد الدولة الى باسيليوس الثاني ملك الروم، نحو سنة 371 ه ، للمفاوضة في سبيل سلم أو تبادل أسرى؛ في هذه الأثناء ناظر علماء النصرانية، في بلاط القسطنطينية و بحضور الملك، و تغلّب عليهم.
و في العام التالي عاد الباقلاّنيّ الى بغداد و تولّى القضاء في بلدة عكبرة؛ و كان أيضا يتصدّر للتدريس.
و كانت وفاة أبي بكر الباقلاّنيّ في بغداد في 23 من ذي الحجّة 403 ه (5/6/ 1013 م) في الأغلب.
كان القاضي أبو بكر الباقلاّنيّ فقيها كبيرا و أصوليّا متعمّقا و من المتكلمين و النظّار المعدودين انتهت إليه رئاسة المذهب الأشعريّ في زمانه. و كان يطيل في الجدال و يجيد الاستنباط مع الإسراع في الجواب. ثم هو من أعلام الأدب و البلاغة القادرين على الموازنة بين الأساليب و التراكيب مع نظر ثاقب في مواطن القوّة و الضعف فيها. و الباقلاّنيّ يرى أن اللّغة العربية فوق اللغات الأعجمية، و أنّ القرآن الكريم فوق جميع ما قاله العرب. و مع أنّ القرآن ليس من جنس كلام العرب (ليس من نوع الكلام الذي ينظمونه و ينثرونه في العادة) فانّه ليس أعجميّا. و إعجاز القرآن قائم، في رأي الباقلاّنيّ، على استواء التعبير في جميع الأغراض التي وردت في القرآن مع جودة اللفظ و صفاء التركيب.
للباقلاني من الكتب: إعجاز القرآن-تمهيد الدلائل و تلخيص الاوائل-كتاب الانتصار لصحّة نقل القرآن و الردّ على من نحله الفساد بزيادة أو نقصان-كتاب الاستبصار في القرآن-كتاب الانصاف في مسائل الخلاف، الخ (2).
المختار من آثاره:
- من كتاب إعجاز القرآن (القاهرة، دار المعارف،54-56) :
. . . . انّ عجيب نظمه و بديع تأليفه لا يتفاوت و لا يتباين، على ما يتصرّف إليه من الوجوه التي يتصرّف فيها: من ذكر قصص و مواعظ و احتجاج، و حكم، و إعذار و إنذار، و وعد و وعيد. . . . و نجد كلام البليغ الكامل و الشاعر المفلق و الخطيب المصقع يختلف على حسب هذه الأمور؛ فمن الشعراء من يجوّد في المدح دون الهجاء، و منهم من يبرّز في الهجو دون المديح. . . . و منهم من يغرب في وصف الإبل أو الخيل. . . . أو وصف الخمر أو الغزل. . . . . و متى تأمّلت شعر الشاعر البليغ رأيت التفاوت في شعره على حسب الأحوال التي يتصرّف فيها فيأتي بالغاية في البراعة في معنى؛ فإذا جاء الى غيره قصّر عنه و بانّ الاختلاف على شعره. . . .
و قد تأمّلنا نظم القرآن فوجدنا جميع ما يتصرّف فيه من الوجوه التي قدّمنا قد ذكرها على حدّ واحد في حسن النظم و بديع التأليف و الرصف لا تفاوت فيه و لا انحطاط عن المنزلة العليا. . . و كذلك قد تأمّلنا ما يتصرّف اليه (من!) وجوه الخطاب، من الآيات الطويلة و القصيرة، فرأينا الإعجاز في جميعها على حدّ لا يختلف. و كذلك قد يتفاوت كلام الناس عند إعادة ذكر القصة الواحدة تفاوتا بيّنا و يختلف اختلافا كبيرا. و نظرنا في القرآن فيما يعاد ذكره من القصة الواحدة فرأيناه غير مختلف و لا متفاوت، بل هو على نهاية البلاغة و غاية البراعة، فعلمنا بذلك أنه مما لا يقدر عليه البشر، لأنّ الذي يقدرون عليه قد بيّنا فيه التفاوت الكثير عند التّكرار و عند تباين الوجوه و اختلاف الأسباب التي يتضمّن.
______________________
1) لما رغب عضد الدولة في استدعاء الباقلاني الى شيراز كان الباقلاني شابا و لكن مشهورا بأنه من رجال علماء الاشعرية و فرسان علم الكلام. و جاء عضد الدولة الى الحكم سنة 338 ه و لكنه كان أولا تحت وصاية أبيه. و لعل بلاط عضد الدولة لم يبرز في عالم الفكر و الادب الا بعد 350 ه. و قد زار المتنبي عضد الدولة سنة 354 ه.
2) راجع ثبتا بمؤلفات القاضي الباقلاني في اعجاز القرآن (دار المعارف) ، ص 42-56.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|