أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-2-2018
2865
التاريخ: 10-04-2015
2452
التاريخ: 29-12-2015
4499
التاريخ: 14-08-2015
2458
|
هو أبو عبد اللّه محمّد بن القاسم بن خلاّد (1) بن ياسر بن سليمان اليمامي، مولى بني هاشم من بني العبّاس (طبقات ابن المعتزّ 415) ، لقّبه بذلك أبو زيد الانصاريّ لأنه سأله عن تصغير عيس (وفيات 2:324) .
ولد أبو العيناء في الأهواز سنة 191 ه(719 م) ثم انتقل إلى البصرة و تلقّى العلم فيها على الأصمعي و أبي عبيدة و أبي زيد الأنصاريّ و غيرهم، و قد عمي في ذلك الحين، و كان قد بلغ الأربعين من عمره. ثمّ انه بارح البصرة، و هو عازم على ألاّ يعود إليها، و جاء إلى بغداد. و قد نال أبو العيناء حظوة عند الخليفة المتوكّل، و عاش حينا في بغداد و سامرّا ثم عاد إلى البصرة (وفيات 2:324) ، فتوفّي فيها في العشرين من جمادى الثانية من سنة 283 ه (2)(5-8-896 م) في الأغلب.
خصائصه الفنّيّة:
كان أبو العيناء أديبا إخباريا فصيحا بليغا «من ظرفاء العالم، آية في الذكاء و اللسن و سرعة الجواب» (معجم الأدباء 18:286) . و كان كثير المزح حسن الحديث و التحديث واسع المعرفة بالناس جريئا عليهم. و كان شاعرا مقلا و لكن كثير الإحسان و الإجادة قريب المعاني واضح القصد سهل التركيب ظاهر النكتة. و فنونه الحكمة و الفخر و الهجاء.
المختار من شعره:
- قال أبو العيناء في ذهاب بصره:
إن يأخذ اللّه من عينيّ نورهما... ففي لساني و سمعي منهما نور
قلب ذكيّ، و عقل غير ذي خطل... و في فمي صارم كالسيف مشهور
- و قال في المال:
من كان يملك درهمين تعلّمت ...شفتاه أنواع الكلام فقالا
و تقدّم الفصحاء فاستمعوا له... و رأيته بين الورى مختالا
لو لا دراهمه التي في كيسه... لرأيته شرّ البريّة حالا
إن الغنيّ إذا تكلّم كاذبا قالوا... صدقت و ما نطقت محالا
و إذا الفقير أصاب قالوا لم تصب... و كذبت يا هذا و قلت ضلالا
إن الدراهم في المواطن كلّها... تكسو الرجال مهابة و جلالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحة... وهي السلاح لمن أراد قتالا
- و قال يفخر بنفسه:
أ لم تعلمي، يا عمرك اللّه، أنني... كريم على حين الكرام قليل
و إنّي لا أخزى إذا قيل مقتر... جواد؛ و أخزى أن يقال بخيل (3)
و إلاّ يكن عظمي طويلا فإنني... له بالخصال الصالحات وصول (4)
إذا كنت في القوم الطوال فضلتهم... بطولي لهم حتّى يقال طويل (5)
و لا خير في حسن الجسوم و طولها... إذا لم يزن طول الجسوم عقول
و لم أر كالمعروف، أما مذاقه... فحلو و أما وجهه فجميل
___________________
1) في معجم الأدباء (18:286) : محمد بن القاسم و قيل ابن خلاد.
2) 282 ه(نكت الهيمان 265) .
3) خزى: وقع في بلية و عار ثم اشتهر بذلك. مقتر: فقير.
4) طويل العظم: طويل الجسم. وصول (بفتح الواو) : زائد في طوله (تعبير مأخوذ من الحرب: إذا كان السيف أو الرمح قصيرا فان المحارب يمد به ذراعه حتى يصل به الى خصمه) . يقول الشاعر: إذا كنت قصير القامة فان أعمالي الصالحة تعوض علي ما فقدت من الطول في الجسم.
5) إذا كنت بين جماعة كلهم أطول قامة مني كنت أنا أطول (من الطول بفتح الطاء بمعنى الفضل و الغنى، و هو ما تتطول أو تتفضل به على الآخرين) حتى يقال إنني أطول منهم كلهم.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|