أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015
3150
التاريخ: 2-3-2018
11509
التاريخ: 30-12-2015
2145
التاريخ: 25-12-2015
4738
|
ولد أبو عليّ الحسين بن الضحّاك بن ياسر في البصرة نحو سنة 155 ه (1) (772 م) و نشأ فيها ثم انتقل إلى بغداد في أواخر أيام هارون الرشيد و نادم ولدي هارون صالحا و الأمين. و لما ولي الأمين الخلافة كانت صلة الحسين به وثيقة جدّا. من أجل ذلك قطعه المأمون مدّة ثم رضي عليه. غير أنه عاد إلى الحظوة عند المعتصم و ابنيه الواثق و المتوكّل و حفيده المنتصر. و عاش الحسين الخليع إلى أيام المستعين و لكنه كان قد فني من الكبر. أما وفاته فكانت سنة 250 ه(864 م) .
خصائصه الفنّيّة:
عرف الحسين بن الضحّاك بلقب الخليع لما كان عليه من الاستهتار في الفسق و المجون. أمّا في الشاعرية فهو من أقران أبي نواس لا ينحطّ عن أبي نواس في طرافة أغراضه و اختراع معانيه، و لكنّ شعر أبي نواس أكثر تنوّعا و أحسن ديباجة و أدلّ على المقدرة في القول. و لم يرزق الحسين الخليع تلك الشهرة التي رزقها أبو نواس-على قصر حياة أبي نواس و طول حياة الحسين الخليع-و لذلك كان الناس ينسبون ما حسن من شعره إلى أبي نواس؛ و كان أبو نواس أحيانا يغير على معاني الحسين الخليع فيكسوها تعبيرا أسهل و ديباجة أحسن أو ينتحلها بمعانيها و ألفاظها و تراكيبها جملة. و الحسين الخليع شاعر مطبوع ظريف ماجن، و هو غلام أستاذه والبة بن الحباب (طبقات ابن المعتزّ 271) ، و على شعره شيء من نفس بشّار؛ و له ميل إلى الأبحر القصار. أما فنونه فهي المديح و العتاب و الرثاء و الهجاء و الخمر و الغزلان.
المختار من شعره:
- قال الحسين الخليع بن الضحّاك هذه القصيدة في الخمر، و هي التي عارضها أبو نواس و ألمّ بعدد من معانيها، كما عارضها ابن المعتزّ أيضا، منها:
بدّلت من نفحات الورد بالآء... و من صبوحك درّ الإبل و الشاء (2)
فعدّ همّك عن طرف يمارسه... جلف تلفّع طمرا بين أحناء (3)
ففي غد لك من زهراء صافية... بطيرناباذ ماء ليس كالماء (4)
ممّا تخيّر أولاها و أودعها... ربّ الخورنق في جوفاء ميثاء (5)
راح الفرات عليها في جداوله... و باكرتها سحابات بأنواء
صينت عن الشمس في قيطون محتنك... من اليهود لأمّ الراح غدّاء (6)
ما زال يهملها كالمستخفّ بها ...عصر الشباب كناس غير نسّاء.
يطري سواها إذا سيمت، مدافعة... عنها، و يوسعها من كل إزراء (7)
يسومها البيع أحيانا فيمنعه... أن قد يؤمّلها يوما لإثراء (8)
حتى إذا الدهر أبقى من سلالتها... جزء الحياة و قد ألوى بأجزاء (9)
لم يبق من شخصها إلاّ توهّمه... فالشيء منها إذا استثبتّ كاللاء (10)
تمازج الروح في أخفى مداخله... كما تمازج أنوار بأضواء
لا يدرك الحسّ منها حين تبعثها... إلاّ التنسّم أو لذعا بأحشاء
تلك التي وسمتني غير محتشم... وسم المجون و سمّتني بأسماء
هذا النعيم، و لا عيش تكون به... هند برابية من بعد أسماء (11)
- و قال يتغزّل و ينسب بغلام اسمه يسر:
أ يا من طرفه سحر... و من ريقته خمر
تجاسرت فكاشفتـ...ـك لمّا غلب الصبر
و ما أحسن في مثلـ...ـك أن ينهتك الستر
و إن لامني الناس... ففي وجهك لي عذر
فدعني من مواعيد...ك إذ حيّنك (12) الدهر
فلا و اللّه، لا تبر...ح أو ينقضي الأمر (13)
فإمّا الغصب و الذمّ... و إما البذل و الشكر
و إن شئت تيسّرت...كما سميّت يا يسر
و كن كاسمك لا تمنـ...ـعك النخوة و الكبر
فلا فزت بحظّي منـ...ـك إن ذاع له ذكر
____________________
1) معجم الادباء 10:6.
2) يلوم الذي يستبدل برائحة الورد الزكية العيس ثمر شجر الآء (الكريه الرائحة في البادية) ، و الذي يستبدل بالصبوح (شرب الخمر في الصباح) بدّر (حليب) الابل و الغنم.
3) الطرف: الحصان الأصيل. يمارسه: يهتم به، يمدحه. جلف: جاف، قاس (كناية عن البدوي) . الطمر: الثوب الممزق من القدم. تلفع: تغطى، ألقى على نفسه. أحناء (؟) .
4) زهراء صافية (كناية عن الخمر) . طيرناباذ: ضاحية جنوب بغداد مشهورة بالعنب.
5) الميثاء: الأرض السهلة الطرية (هذه الخمر اختمرت في باطن الأرض بحرارة قليلة و لم تطبخ بالنار) .
6) قيطون: غرفة داخلية في البيت (بعيدة عن حر الشمس) . المحتنك: الداهية، ذو الاختبار.
7) يعيبها و يمدح سواها ليبيع سواها و تبقى هي عنده معتقة. . . .
8) . . . حتى يبيعها ذات يوم بثمن يغتني به.
9) ألوى: أذهب أضاع.
10) كاللاء: مثل «لا» ، لا شيء.
11) . . . . هند برابية من بعد أسماء: كناية عن العيش في البادية.
12) حينك الدهر: جاء بك الي على غير موعد.
13) أو ينقضي الأمر: أنال منك مبتغاي.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|