أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-12-2015
3138
التاريخ: 24-12-2015
2394
التاريخ: 24-12-2015
2618
التاريخ: 2023-09-06
943
|
(بلال بن رياح) بفتح الراء المهملة والباء الموحدة وبعد الألف حاء مهملة الحبشي بن حمامة وهي أمه كانت مولاة لبني جمح يكنى أبا عبد الله مؤذن رسول الله صلى الله عليه وآله أسلم قديما فعذبه قومه وجعلوا يقولون له ربك اللات والعزى وهو يقول أحد أحد.
قال محمد بن إسحاق كان أمية بن خلف يخرج بلال إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ثم يأمر بالشجرة العظيمة ثم توضع على ظهره فيقول لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى، فيقول بلال وهو على ذلك أحد أحد فمر أبو بكر يوما على أمية بن خلف وهو يعذب بلالا فقال لأمية اما تتقى الله تعالى في هذا المسكين حتى متى قال أنت أفسدته فأنقذه مما ترى فقال أبو بكر افعل عندي غلام أسود أجلد وأقوى على دينك أعطيكه به قال أمية قد قبلت قال هو لك فأعطاه أبو بكر غلامه ذلك واخذ بلالا.
وفى معالم التنزيل أسم الغلام الذي اشترى به أبو بكر بلالا من أمية بن خلف قسطاط.
وفى مناقب ابن شهرآشوب كان لأبي بكر غلام مشرك فرأى بلالا يعذب فقايض به، وقيل إن أبا بكر اشترى بلالا بسبع آواق، وقيل بخمس فاعتقه وشهد بدرا واحدا والمشاهد كلها مع رسول الله وفيه يقول الشاعر يوم بدر:
هنيئا زادك الرحمن خيرا * فقد أدركت خيرك يا بلال
فلا نكسا وجدت ولا جبانا * غداة تنوشك الأسل الطوال
وهو أول من اذن لرسول الله صلى الله عليه وآله وكان يؤذن له سفرا وحضرا وكان خازنا على بيت ماله وعامله على صدقات الثمار وشهد له رسول الله بالجنة وكان ادم شديد الأدمة نحيفا طويلا أحنى له شعر كثير خفيف العارضين به شمط كثير لا يغيره وكان يلحن في كلامه ويجعل الشين سينا فقال رسول الله سين بلال عند الله شين وجاء رجل إلى أمير المؤمنين فقال يا أمير المؤمنين ان بلالا كان يناظر اليوم فلانا فجعل يلحن في كلامه وفلان يعرب ويضحك من بلال فقال أمير المؤمنين " عليه السلام " يا أبا عبد الله إنما يراد اعراب الكلام وتقويمه لتقويم الأعمال وتهذيبها ما ينفع فلانا اعرابه وتقويمه لكلامه إذا كانت أفعاله ملحونة أقبح لحن وماذا يضر بلالا لحنه في كلامه إذا كانت أفعاله مقومة أحسن تقويم ومهذبة أحسن تهذيب ومع ذلك فقد روى له شعر عنه فصيح بالعربية روى النسائي في سننه وابن هشام في سيرته انه لما قدم المدينة كان فيمن اخذته الحمى فكان إذا أفلت عنه يرفع عقيرته ويقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بواد وحولي أذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة * وهل يبدون لي شامة وطفيل
ثم يقول اللهم العن عتبة بن أبي ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا إلى أرض الوباء والمراد بالواد مكة وجليل نبت ضعيف وقيل هو التمام ومجنة بفتح الميم وقد تكسر وفتح الجيم أيضا وبعدها نون مشددة سوق بأسفل مكة وفى القاموس انه موضع قرب مكة وشامة وطفيل بكسر الفاء جبلان مشرفان على مجنة وفى المواهب اللدنية شامة وطفيل عينان بقرب مكة.
وروى أن بلال مدح النبي (ص) بلسان الحبشة فقال:
أره بره كنكره * كراكري مندره
فقال صلى الله عليه وآله لحسان بن ثابت اجعله عربيا فقال حسان بالعربية:
إذ المكارم في آفاقنا ذكرت * فإنما بك فينا يضرب المثل وروى أن النبي صلى الله عليه وآله بينما هو والناس في المسجد ينتظرون بلال أن يأتي فيؤذن إذ أتى بعد الأذان فقال النبي ما حبسك يا بلال فقال إني اجتزت بفاطمة وهي تطحن واضعة ابنها الحسن عند الرحى وهي تبكي فقلت لها أيما أحب إليك ان شئت كفيتك ابنك وإن شئت كفيتك الرحى فقالت أنا أرفق بابني وأخذت الرحى فطحنت فذاك الذي حبسني فقال النبي صلى الله عليه وآله رحمتها رحمك الله.
وفى مناقب ابن شهرآشوب روى إنه أخذ بلال جمانة بنت الزحاف الأشجعي فلما كان في وادى النعام هجمت عليه وضربته ضربة بعد ضربة ثم جمعت ما كان يعز عليها من ذهب وفضة في سفرة وركبت حجرة من خيل أبيها وخرجت من العسكر عل وجهها إلى شهاب بن مازن الملقب بالكوكب الدري وكان قد خطبها من أبيها ثم انه انفذ النبي صلى الله عليه وآله سلمان وصهيبا إليه لإبطائه فرأوه ملقي على وجه الأرض والدم يجرى من تحته على وجه الأرض فأتيا النبي صلى الله عليه وآله فأخبراه بذلك فقال النبي كفوا عن البكاء ثم صلى ركعتين ودعا بدعوات ثم أخذ كفا من الماء فرشه على بلال فوثب قائما وجعل يقبل قدم النبي صلى الله عليه وآله فقال له النبي من هذا الذي فعل بك هذا الفعال يا بلال فقال جمانة بنت الزحاف وإني لها عاشق فقال صلى الله عليه وآله أبشر يا بلال فسوف انفذ إليها وأتى بها فقال النبي صلى الله عليه وآله يا أبا الحسن هذا أخي جبرئيل يخبرني من رب العالمين ان جمانة لما قتلت بلال مضت إلى رجل يقال له شهاب بن مازن وكان قد خطبها من أبيها ولم ينعم له بزواجها وقد شكت حالها إليه وقد سار بجموعه يروم حربنا فقم وأقصده بالمسلمين فالله تعالى ينصرك عليه وها انا راجع إلى المدينة فقال فعند ذلك سار الإمام " ع " بالمسلمين وجعل يجد في السير حتى وصل إلى شهاب وجاهده ونصر المسلمون فأسلم شهاب وأسلمت جمانة والعسكر وأتى بهم الإمام إلى المدينة وجددوا الإسلام على يد النبي فقال النبي يا بلال ما تقول فقال يا رسول الله قد كنت محبا لها وشهاب ابن مازن أحق بها منى فعند ذلك وهب شهاب لبلال جاريتين وفرسين وناقتين.
وروى أنه صلى الله عليه وآله قال لعجوز أشجعية يا أشجعية لا تدخل العجوز الجنة فرآها بلال باكية فرفعها للنبي فقال والأسود كذلك فجلسا يبكيان فرآهما العباس فذكرهما له فقال صلى الله عليه وآله والشيخ كذلك فجلسوا يبكون فدعاهم وطيب قلوبهم وقال ينشئهم الله كأحسن ما كانوا وذكر انهم يدخلون الجنة شبابا منورين.
ولما كان يوم الفتح أمر النبي بلالا ان يصعد البيت ويؤذن فوقه فصعد وأذن على البيت فقال خالد بن سعيد بن العاص الحمد لله الذي أكرم أبى فلم يدرك هذا اليوم وقال الحارث بن هشام وا ثكلاه ليتني مت قبل هذا اليوم قبل أن أسمع بلالا ينهق فوق الكعبة وقال الحكم بن أبي العاص هذا والله الحدث العظيم ان عبد بنى جمع يصيح بما يصيح به على بيته فأتى جبرئيل " عليه السلام " رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره بمقالة القوم.
ولم يؤذن بلال لأحد بعد رسول الله وقال لا أؤذن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وان فاطمة " ع " قالت ذات يوم انى اشتهى ان اسمع صوت مؤذن أبى صلى الله عليه وآله بالأذان فبلغ ذلك بلالا فاخذ في الآذان فلما قال الله أكبر ذكرت أباها وأيامه فلم تتمالك من البكاء فلما بلغ إلى قوله اشهد ان محمدا رسول الله شهقت فاطمة " عليه السلام " وسقطت لوجهها وغشي عليها فقال الناس لبلال أمسك فقد فارقت ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله الدنيا فظنوا أنها قد ماتت فقطعوا أذانه ولم يتمه فأقامت فاطمة " عليه السلام " وسألته ان يتم الأذان فلم يفعل وقال لها يا سيدة النسوان انى أخشى عليك مما تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان فأعفته عن ذلك.
وفى المواهب اللدنية ان عمر لما قدم الشام حين فتحها اذن بلال فتذكر الناس النبي صلى الله عليه وآله قال أسلم مولى عمر فلم أر باكيا أكثر من يومئذ.
وعن إبراهيم التميمي لما توفى رسول الله صلى الله عليه وآله اذن بلال ورسول الله لم يدفن فكان إذا قال اشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله انتحب الناس في المسجد فلما دفن قال له أبو بكر أذن قال إن كنت انما أعتقتني لأن أكون معك فلا سبيل إلى ذلك وان كنت أعتقتني لله فخلني ومن أعتقتني له قال ما أعتقتك إلا لله قال فإني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله قال فذلك إليك قال فأقام حتى خرجت بعوث الشام فخرج معهم حتى انتهى إليها.
وعن سعيد بن المسيب قال لما كانت خلافة أبى بكر تجهز بلال ليخرج إلى الشام فقال له أبو بكر ما كنت أراك تدعني على هذه الحالة فلو أقمت معنا فأعنتنا قال إن كنت انما أعتقتني لله تعالى فدعني اذهب وان كنت انما أعتقتني لنفسك فاحبسني عندك فأذن له فخرج إلى الشام فمات بها.
وفى المنتفى قال أبو بكر لبلال أعتقك وقد كنت مؤذنا لرسول الله وبيدك ارزق رسوله ووفوده فكن مؤذنا لي كما كنت لرسول الله وخازنا لي كما كنت خازنا لرسول الله فقال يا أبا بكر صدقت كنت كذلك فان كنت أعتقتني لتأخذ منفعتي في الدنيا أقمت حتى أخدمك وان كنت أعتقتني لتأخذ الثواب من الرب فخلني والرب فبكى أبو بكر وقال أعتقك لآخذ الثواب من المولى فلا أعجلها في الدنيا فخرج بلال إلى الشام فمكث زمانا فرأى النبي صلى الله عليه وآله فقال يا بلال جفوتنا وخرجت من جوارنا وبلادنا فاقصد إلى زيارتنا فانتبه بلال وقصد إلى المدينة وذلك قريب موت فاطمة " ع " فلما انتهى إلى المدينة تلقاه الناس فأخبر بموت فاطمة فصاح وقال بضعة النبي ما أسرع ما لحقت بالنبي فقالوا له اصعد فأذن فقال لا افعل بعد ما أذنت لمحمد فلم يزالوا به حتى صعد فاجتمع أهل المدينة رجالهم ونساؤهم وصغارهم وكبارهم وقالوا هذا بلال مؤذن رسول الله يريد ان يؤذن استمعوا إلى أذانه فلما قال الله أكبر الله أكبر صاحوا وبكوا جميعا فلما قال اشهد ان لا إله إلا الله ضجوا جميعا ولما قال اشهد ان محمدا رسول الله لم يبق في المدينة ذو روح إلا بكى وصاح وخرجت العذارى من خدورهن وهن يبكين وصار كموت رسول الله صلى الله عليه وآله حتى فرغ من أذانه فقال أبشركم انه لا تمس النار عين بكت على رسول الله ثم انصرف إلى الشام وكان يرجع كل سنة مرة فينادى بالأذان إلى أن مات.
وأخرج الشيخ الصدوق في الفقيه عن أبي بصير عن أحدهما " عليه السلام " انه قال إن بلالا كان عبدا صالحا قال لا أؤذن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فترك يومئذ حي على خير العمل.
وفى كتاب أصفياء أمير المؤمنين " عليه السلام " وعن ابن أبي البختري قال حدثنا عبد الله بن الحسن ان بلال أبى ان يبايع أبا بكر وان عمر جاء واخذ بتلابيبه فقال يا بلال ان هذا جزاء أبى بكر منك انه أعتقك فلا تجئ تبايعه : فقال إن كان أبو بكر أعتقني لله فليدعني له وان كان أعتقني لغير ذلك فها انا ذا واما بيعته فما كنت أبايع أحدا لم يستخلفه رسول الله وان بيعة ابن عمه يوم الغدير في أعناقنا إلى يوم القيامة فأينا يستطيع أن يبايع على مولاه فقال له عمر لا أم لك لا تقيم معنا فارتحل إلى الشام وتوفى بدمشق في الطاعون ودفن بباب الصغير وله شعر في هذا المعنى:
بالله لا بأبي بكر نجوت ولولا * الله قامت على أوصالي الضبع
الله بوأني خيرا وأكرمني * وانما الخير عند الله متبع
لا تلقيني تبوعا كل مبتدع * فلست مبتدعا مثل الذي ابتدعوا
وعن هشام بن سالم عن أبي عبد الله " عليه السلام " قال كان بلال عبدا صالحا وكان صهيب عبدا أسود يبكى على عمر.
وأخرج ابن بابويه في أماليه بإسناده عن هشام بن الحكم عن ثابت بن هرمز عن الحسن بن أبي الحسن عن أحمد بن أبي الحميدي عن عبد الله بن علي قال حملت متاعا من البصرة إلى مصر فقدمتها فبينا انا في بعض الطريق إذ انا بشيخ طويل شديد الأدمة أصلع أبيض الرأس واللحية عليه طمران أحدهما أسود والآخر أبيض فقلت من هذا قالوا هذا بلال مؤذن رسول الله فأخذت ألواحي وأتيته فسلمت عليه ثم قلت السلام عليك أيها الشيخ فقال وعليك السلام ورحمة الله وبركاته قلت يرحمك الله حدثني بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله قال وما يدر بك من انا فقلت أنت بلال مؤذن رسول الله قال فبكى وبكيت حتى اجتمع الناس علينا ونحن نبكي قال لي يا غلام من أي البلاد أنت قلت من أهل العراق قال بخ بخ فمكث ساعة ثم قال اكتب يا أخا أهل العراق: بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول المؤذنون امناء المؤمنين على صلاتهم وصومهم ولحومهم ودمائهم لا يسألون الله شيئا إلا أعطاهم ولا يشفعون في شيء إلا شفعوا قلت زدني قال اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من اذن أربعين عاما محتسبا بعثه الله يوم القيامة وله عمل أربعين صديقا مبرورا متقبلا قلت زدني يرحمك الله قال اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله يقول من اذن عشرين عاما بعثه الله يوم القيامة وله نور مثل نور سماء الدنيا قلت زدني يرحمك الله قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله يقول من اذن عشر سنين أسكنه الله مع إبراهيم في قبته أو في درجته قلت زدني يرحمك الله قال اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من اذن سنة واحدة بعثه الله يوم القيامة وقد غفرت ذنوبه كلها بالغة ما بلغت ولو كانت مثل زنة جبل أحد قلت زدني يرحمك الله قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله يقول: من اذن في سبيل الله صلاة واحدة إيمانا واحتسابا وتقربا إلى الله غفر الله له ما سلف من ذنوبه ومن الله عليه بالعصمة فيما بقى من عمره وجمع بينه وبين الشهداء في الجنة قلت يرحمك الله حدثني بأحسن ما سمعت قال ويحك يا غلام قطعت نياط قلبي وبكى وبكيت حتى إني والله لرحمته ثم قال أكتب بسم الله الرحمن الرحيم: سمعت رسول الله يقول إذا كان يوم القيامة وجمع الله الناس في صعيد واحد بعث الله إلى المؤذنين بملائكة من نور معهم ألوية وأعلام من نور يقودون نجائب من زبرجد أخضر وحقائبها المسك الأذفر يركبها المؤذنون فيقومون عليها قياما يقودهم الملائكة ينادون بأعلى أصواتهم بالأذان ثم بكى بكاء شديدا حتى انتحبت وبكيت فلما سكت قلت مم بكاؤك قال ويحك ذكرتني أشياء سمعت حبيبي وصفيي صلى الله عليه وآله يقول والذي بعثني بالحق نبيا انهم ليمرون على الخلق قياما على النجائب فيقولون الله أكبر الله أكبر فإذا قالوا كذلك سمعت لأمتي ضجيجا فسأله أسامة بن زيد عن ذلك الضجيج ما هو قال الضجيج التسبيح والتحميد والتهليل فإذا قالوا أشهد ان لا إله إلا الله قالت أمتي إياه كنا نعبد في الدنيا فيقال صدقتم فإذا قالوا اشهد ان محمدا رسول الله قالت أمتي هذا الذي أتانا برسالة ربنا فآمنا به ولم نره فيقال لهم صدقتم هو الذي أدى إليكم الرسالة من ربكم وكنتم به مؤمنين فحقيق على الله ان يجمع بينكم وبين نبيكم فينتهي بهم إلى منازلهم وفيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم نظر إلى فقال لي ان استطعت ولا قوة إلا بالله ان لا تموت إلا مؤذنا فافعل فقلت يرحمك الله تفضل على وأخبرني فإني فقير محتاج وأد ألي ما سمعت من رسول الله فإنك قد رأيته ولم أره وصف لي كيف وصف لك رسول الله بناء الجنة قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول إن سور الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة ولبنة من ياقوت وملاطها المسك الأذفر شرفها الياقوت الأحمر والأخضر والأصفر قلت فما أبوابها قال أبوابها مختلفة باب الرحمة من ياقوتة حمراء قلت فما حلقته قال ويحك كف عنى فقد كلفتني شططا قلت ما انا بكاف عنك حتى تؤدى إلى ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم اما باب الصبر فباب صغير مصراع واحد من ياقوتة حمراء لا حلقة لها وأما باب الشكر فإنه من ياقوتة بيضاء له مصراعان مسيرة ما بينهما خمسمائة عام له ضجيج وحنين يقو اللهم جئني بأهلي قلت هل يتكلم الباب قال نعم ينطقه ذو الجلال والاكرام وأما باب البلاء قلت أليس باب البلاء هو باب الصبر قال لا قلت فما البلاء قال المصائب والأسقام والأمراض والجذام وهو باب من ياقوتة صفراء مصراع واحد ما أقل من يدخل منه قلت رحمك الله زدني وتفضل على فإني فقير فقال يا غلام لقد كلفتني شططا أما الباب الأعظم فيدخل منه العباد الصالحون وهم أهل الزهد والورع والراغبون إلى الله عز وجل المستأنسون به قلت رحمك الله فإذا دخلوا الجنة ماذا يصنعون قال يسيرون على نهرين في مصاف في سفن الياقوت مجاديفها اللؤلؤ فيها ملائكة من نور عليهم ثياب خضر شديدة خضرتها قلت رحمك الله هل يكون من النور الأخضر قال إن الثياب هي خضر ولكن فيها نور من نور رب العالمين يسيرون على حافة ذلك النهر قلت فما أسم ذلك النهر قال جنة المأوى قلت هل وسطها غير هذا قال نعم جنة عدن فسورها ياقوت أحمر هي في وسط الجنان فاما جنة عدن فسورها ياقوت أحمر وحصيها اللؤلؤ قلت فيها غيرها قال نعم جنة الفردوس قلت وكيف سورها قال ويحك كف عنى قد حيرت على قلبي قلت بل أنت الفاعل بي ذلك ما انا بكاف عنك حتى تنم لي الصفة وتخبرني عن سورها قال سورها نور قلت والغرف التي هي فيها قال هي من نور رب العالمين قلت زدني رحمك الله قال ويحك إلى هذا انتهى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله طوبى لك ان أنت وصلت إلى بعض هذه الصفة وطوبى لمن يؤمن بهذا قلت يرحمك الله انا والله من المؤمنين بهذا قال ويحك انه من يؤمن أو يصدق بهذا الحق والمنهاج لم يرغب في الدنيا ولا في زهرتها وحاسب نفسه قلت انا مؤمن بهذا قال صدقت ولكن قارب وسدد ولا تيأس وأعمل ولا تفرط وارجع وخف واحذر ثم بكى وشهق ثلاث شهقات فظننا انه مات ثم قال فداكم أبى وأمي لو رآكم محمد صلى الله عليه وآله لقرت عينه حين تسألون عن هذه الصفة ثم قال النجا النجا الوحا الوحا الرحيل الرحيل العمل العمل وإياكم والتفريط وإياكم والتفريط ثم قال ويحكم اجعلوني في حل مما فرطت فقلت له أنت في حل مما فرطت جزاك الله الجنة كما أديت وفعلت الذي عليك يجب ثم ودعى وقال لي اتق الله واد إلى أمة محمد ما أديت إليك فقلت افعل انشاء الله تعالى قال استودع الله دينك وأمانتك وزودك التقوى وأعانك على طاعته بمشيئته.
وذكر الزمخشري في ربيع الأبرار قال خطب بلال لأخيه خالد بن رباح امرأة قرشية فقال لأهلها نحن من قد عرفتم كنا عبدين فأعتقنا الله وكنا ضالين فهدانا الله وكنا فقيرين فأغنانا الله وانا أخطب لكم على أخي فلانة فان تنكحونا فالحمد لله وان تردونا فالله أكبر فاقبل بعضهم على بعض وقالوا بلال من قد عرفتم سابقته ومشاهده ومكانه من رسول الله صلى الله عليه وآله فزوجوا أخاه فلما انصرفا قال له أخوه يغفر الله لك أما كنت تذكر سوابقنا ومشاهدنا مع رسول الله فقال يا أخي صدقت فأنكحك الصدق ومات بلال (ره) سنة سبع عشرة أو عشرين أو إحدى وعشرين وله أربع وستون سنة وأختلف في موضع موته فقيل بدمشق ودفن بباب الصغير وقيل بحلب ودفن على باب الأربعين، قال القسطلاني في المواهب اللدنية ولا عقب له، والله أعلم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
جمعية العميد تدعو الباحثين لحضور فعّاليات مؤتمر العميد العلمي السابع
|
|
|