أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2014
2744
التاريخ: 21-10-2014
2443
التاريخ: 8-06-2015
20893
التاريخ: 11-12-2015
6347
|
مصبا- عطا زيد درهما : تن أو له. ويتعدّى الى ثان بالهمزة فيقال أعطيته درهما. والعطاء اسم منه والعطيّة : ما تعطيه ، والجمع العطايا. والمعاطاة من ذلك لأنّها مناولة لكنّ استعملها الفقهاء في مناولة خاصّة.
مقا- عطو : أصل واحد صحيح يدلّ على أخذ ، ومناولة ، لا يخرج الباب عنهما. فالعطو : التناول باليد. ويقال عاطى الصبيّ أهله ، إذا عمل لهم وناول ما أرادوا. والعطاء : اسم لما يعطى ، وهي العطيّة ، ويقولو ن إنّ التعاطي : تناول ما ليس بحقّ ، يقال فلان يتعاطى ظلم فلان. ومن أمثال العرب- عاط بغير أنواط- أي انّه يسمو الى الأمر ولا آلة له عنده ، كالذي يتعلّق ولا متعلّق له.
اشتقاق- 42- عطوت الشيء : إذا مددت يدك لتأخذه ، فأنا عاط ، والشيء معطو.
صحا- أعطاه مالا ، والاسم العطاء ، وأصله عط أو بالواو ، لأنّه من عطوت ، إلّا أنّ العرب يهمز الواو والياء إذا جاءتا بعد الألف ، لأنّ الهمزة أحمل للحركة منهما ، ولأنّهم يستثقلون الوقف على الو أو ، وكذلك الياء ، مثل الرداء وأصله الردأي. وإذا ألحقوا فيها الهاء فمنهم من يهمزها بتاء على الواحد ، فيقول عطاءة ورداءة ، ومنهم من يردّها الى الأصل فيقول عطاوة ورداية ، وكذلك في التثنية ، واستعطى وتعطّى : سأل العطاء. ورجل معطاء : كثير الإعطاء وامرأة معطاء ، وقوم معاطئ ومعاط. ويقال أعطى البعير : إذا انقاد ولم يستصعب. وقوس عطوى على فعلى : مواتية سهلة. وعطوت الشيء تناولته باليد. ويقال هو يعطّيني ويعاطيني إذا كان يخدمك ، وتعاطاه : تن أو له. وفلان يتعاطى كذا أي يخوض فيه.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو إيتاء شيء لشيء بمقتضى ما في النفس من عظمة أو التزام ، من دون نظر الى جهة تمليك أو غرض أو عوض أو غيرها.
كما أنّ النظر في الجود : الى كثرة العطاء المنبعثة من صفة الجود في القلب وفي الهبة : الى جهة التمليك من دون توجّه الى ما يقابلها.
وفي السخاء : الى جهة صفة اللينة والتمايل الى الجود في القلب.
وفي البذل : الى جهة مطلق نقل شيء الى آخر من دون نظر الى خصوصيّة في الباذل من تفوق ، ومن دون نظر الى عوض.
فيلاحظ في الإعطاء قيدان : الإيتاء ، واقتضاء النفس.
وبهذا اللحاظ تستعمل المادّة في القرآن الكريم ممتازة عن مترادفاتها- كما في :
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1].
{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } [الضحى: 5].
{جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا} [النبأ: 36].
{ هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [ص: 39].
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ .. وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ ... كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا } [الإسراء: 18 - 20].
فهذه العطايا من جانب اللّه المتعال بمقتضى مقام عظمته وسعة رحمته وبسط إفاضته. والحساب بمعنى الإشراف على شيء بقصد السبر والدقّة فيه. والعطاء من اللّه تعالى وإن كان بمقتضى الكبرياء إلّا أنّه على تقدير ونظم وحساب ودقّة.
وأمّا قوله تعالى- بغير حساب : متعلّق بالمنّ والإمساك ، اشارة الى كثرة العطاء وسعته ، بحيث إنّ المنّ لا يحتاج الى التقدير.
{حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29].
إعطاؤهم على اقتضاء تعهّد والتزام في أنفسهم.
{قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } [طه: 50].
هذه الآية كقوله تعالى :
{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2].
إلّا أنّها في مقام بيان اثبات وجوده بآثاره ، وتبيين الخلق والتصريح به.
{ فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} [القمر: 29].
التعاطي تفاعل ، ويدلّ على مطاوعة المعاطاة واختياره ، والمفاعلة يدلّ على استمرار في الجملة. فالمعاطاة استمرار في العطاء ، ومن لوازمه جريان الفعل بين الاثنين. والتعاطي استمرار في اختيار العطاء ومط أو عته.
فالتعبير بالتعاطى يدلّ على أنّهم أعطوا لهذا الرجل صاحبهم عطاء لعقر الناقة ، والرجل أطاعهم بقبول العطاء والعقر.
فالتفاسير المختلفة في المقام بعيدة عن التحقيق وعن صراحة الكلمة وأمّا مفهو م الأخذ : فهو من آثار المعاطاة والتعاطي ، وليس المادّة تدلّ عليه بالأصالة.
ومن أسماء اللّه الكريمة : المعطى ، فانّه عزّ وجلّ يؤتى فيضه وخيره على اقتضاء كبرياء ذاته ، وينزّل رحمته وإحسانه على خلقه بحسب مقام عظمته وربوبيّته ومجده ، من دون نظر الى خصوصيّات اخر.
ولا يطلق عليه تعالى : السخيّ ، والباذل وأمثالهما.
__________________
-مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ .
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|