قال تعالى : {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران : 169] .

نحن - ووفق مبنى القرآن الكريم الذي يعد الشهداء أحياء -  نسلّم على شهداء طريق الإسلام وبالخصوص شهداء كربلاء ، ونخاطبهم ونتوسل بهم .

عندما وضعت معركة أحد أوزارها نادى أبو سفيان : إن هؤلاء السبعين من قتلى المسلمين في أحد عوض عن السبعين من قتلانا في معركة بدر ، ولكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : قتلانا في الجنّة ، وقتلاكم في النار (1) .

الشهيد والشهادة في الروايات

1- ورد في الروايات أن للشهيد سبع خصال معطاة من الله تعالى ، وهي هذه :

‏إن أول قطرة من دمه موجبة لغفران ذنوبه ، يضع رأسه في حضن الحور العين ، يتجمّل بلباس الجنة ، يتعطّر بأفضل العطور، يشاهد مكانه في الجنة ، يمكن له التجوال في كل الجنة ، يرفع عنه الستر فينظر لوجه الله تعالى (2) .

2- سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحد المسلمين يقول : (أسألك خير ما تُسأل) ، فقال : إن استجيب دعاؤه لرزق الشهادة (3) .

3- ورد في رواية أخرى : إن فوق كل خير خيراً إلا الشهادة فلا يتصور فوقها خير (4) .

4- إن للشهيد مقام الشفاعة يوم القيامه (5) .

5- روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : لا تُعرض على الشهيد خطاياه يوم القيامة (6) .

‏6- مقام شهداء الصف الأول في الحرب أفضل من غيرهم (7) .

7- يرد المجاهدون إلى الجنة من باب خاص (8) ، ويدخلون الجنة قبل الكل (9) ، ‏ولهم فيها مقام مخصوص (10) .

8- الشهيد فحسب من يتمنن أ´ن يرجع إلن الدنيا ليستشهد مرة أخرى (11).

9- أفضل الموت الشهادة (12) .

10- لا يوجد قطرة أحب إلن الله تعالى من قطرة دم سالت في سبيله (13) .

‏11- اذا كان يوم القيامة يخرج الشهيد من قبره شاهراً سيفه تشخب أوداجه دماً ، اللون لون الدم والرائحة المسك يخطو في عرصة القيامة (14) .

12- أئمتنا (عليهم السلام) شهداء ، وكذلك كثير من الأنبياء وأتباعهم كانوا من ‏الشهداء ، قال تعالى : {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ ...} [آل عمران : 146] ، وقال أيضاً  : {يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [البقرة : 61] .

13- الإمام علي (عليه السلام) مع تمتعه بمئات الفضائل والمناقب إلا أنه لم يقل : (فزت وربّ الكعبة) إلا حينما استشهد في محراب صلاته ، وهو الذي كان أول الناس باب الى مسجد الرسول إلا بيته ، أبو الأئمة وزوج الزهراء (عليها السلام) ، كاسر الأصنام ، وضربته يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين ، ولكنه لم يقل ولا في أي واحد من هذه الموارد : (فزت) .

14- قال امير المؤمنين (عليه السلام) : (والذي نفس ابن أبي طالب بيده لألف ضربة بالسيف أهون عليّ من ميتة على الفراش) (15) .

15- وكان علي (عليه السلام) حزيناً بعد أن وضعت معركة أحد أوزارها ؛ لأنه لم يكن من الشهداء ، حتى بشره النبي (صلى الله عليه وآله) بالشهادة في المستقبل .

16- يقول الشهيد مطهري في كتابه (الحماسة الحسينية) : السخي يخلّد ماله ، والفنان يخلد فنه ، والعالم يخلّد علمه ، ولكن الشهيد يخلّد نفسه هو (16) .

17- في عالم الحيوانات أيضاً لا قيمة للخروف الميت ، ولكن الخروف الذي يذبح الى جهة القبلة ويذكر عليه اسم الله تكون له قيمة في الشرع الإسلامي .

18- ثمّ إن الأعمى لا يمكنه أن يدرك معنى البصر ، كذلك لا يمكن لمن يعيش في هذه الدنيا أن يدرك حياة الشهداء .

19- إذا كان لإنفاق المال في سبيل الله قابلية النمو الى حد سبع مئة ضعف واكثر فكيف بإعطاء النفس في سبيل الله ؟

_______________________

1. تفسير مجمع البيان ، ج2 ، ص 330 (إذ ورد في الرواية أنه قال لهم (صلى الله عليه وآله) : اجيبوه فقالوا : لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار...الخ).

2. وساثل الشيعة ، ج11، ص ١٠ ‏.

‏3. مستدرك وسائل الشيعة ، ج2 ‏، ص ٢٤٣ ‏.

4. بحار الأنوار، ج ٧٤ ‏، ص ٦١ ‏.

5.  بحار الأنوار، ج ٢ ‏، ص ١٥ ‏.

6.  وسائل الشيعة ، ج 11 ، ص ٩ ‏.

7.  ميزان الحكمة .

8. بحار الأنوار ، ج97 ، ص 8 .

9. المصدر السابق ، ج97 ، ص 11 .

10. تفسير نور الثقلين ، ج2 ، ص241 .

11. كنز العمال ، ج4 ، ص 290 .

12. بحار الأنوار ، ج100 ، ص 8 .

13. وسائل الشيعة ، ج11 ، ص 6 .

14. بحار الأنوار ، ج97 ، ص 13 .

15. شرح ابن أبي الحديد ، ج1 ، ص 305 .

16. الحماسة الحسينية ، ج3 ، ص 40 .