أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2015
1016
التاريخ: 2023-07-16
1162
التاريخ: 6-4-2016
1718
التاريخ: 16-12-2015
1086
|
قال تعالى : {إِذْ يَتَلقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الَيمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ* مَّا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق/ 17- 18).
الآية لم تتحدث في الظاهر عن كتاب الأعمال لكونها عرضت هذه الحقيقة بتعبير آخر : {اذْ يَتَلقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الَيمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} فمن الواضح أنّ التلقي هنا إشارة إلى التسجيل في صحف الأعمال، ثم قال تعالى للتأكيد أكثر {مَّا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.
«يتلقى» : مشتق من مادة (لقاءِ) ولكن تلقي الأعمال هنا كناية عن أخذها وتسجيلها.
«المتلقيان» : هُما الملكان المأموران بأخذ وتسجيل أعمال الناس.
«قعيد» : من مادة قعود وهو الجلوس، ويراد منها الملازم والمراقب كما نقول في كلامنا المتداول أنّ فلان جليس فلان بمعنى الملازم والمراقب له «1».
«يلفظ» : مشتقة من مادة (لفظ) بمعنى قذف الشيء، كما يقال (لفظت الرحى الدقيق) وتطلق هذه الكلمة على ما يخرجه الإنسان من فمه، فكأنّها أشياء تقذف إلى الخارج.
«رقيب» : كما قال الراغب في مفرداته مشتق من مادة (رقبة)، ويطلق على الشخص الذي يحافظ ويراقب شيئاً معيناً أو شخصاً.
«عتيد» : مشتق من مادة (عتاد) على وزن (جِهاد) بمعنى إعداد عدّة وذخيرة شيء قبل الحاجة، لذا يطلق على الشخص المستعد لأداء فعل معين ب (عتيد).
ولقد قال صاحب كتاب مقاييس اللغة : إنّ المعنى الأصلي ل (عتيد) القوة والضرب، وهذا المعنى بالنسبة للمعنى السابق كنسبة اللازم إلى الملزوم، على كل حال فهل أنّ كل واحد من هذين الوصفين مختص بأحد الملكين والآخر بالملك الثاني فيكون الأول مراقباً والثاني معداً للتدوين والتسجيل أم أنّ كليهما يدلان على هذا المعنى أي كلاهما يقومان بمراقبة أعمال الإنسان وتسجيل وتثبيت أعماله أيضاً.
يعتقد بعض المفسرين، أنّ الرقيب هو إسم لملك اليمين (الذي هو مأمور بكتابة أعمال الخير) والعتيد اسم لملك الشمال (الذي هو مأمور بكتابة أعمال الشر).
ولكن يظهر من أقوال بعض المفسرين، أنّهم ذكروا كلا الوصفين لكلا الملكين، أي إنّ كل واحد منهما رقيب وفي عين الحال عتيد أيضاً ولقد نقلت حول هذين الملكين روايات عديدة بالغة الأهميّة نذكر من جملتها حديثاً عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله : «صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال فاذا عمل حسنة كتبها له اليمين بعشر أمثالها وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين امسك فيمسك عنه سبع ساعات فإن استغفر اللَّه منها لم يكتب عليه شيء وإن لم يستغفر اللَّه كتب له سيئة واحدة» «2».
وتحمل مثل هذه الروايات للإنسان رسالة تربوية واضحة، ونستنتج من خلال هذه الرواية وبعض الروايات الاخرى أنّ عمل كلٍّ من هذين الملكين منفصل عن الآخر وسوف نفصِّل الموضوع أكثر في فقرة (التوضيحات).
________________________
(1). المتلقيان مثنى، وعلى هذا فلابدّ أن يكون (قعيد) مثنى أيضاً، ولكن هناك حذف في الآية والتقدير، عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد، وحذفت الاولى بقرينة الثانية.
(2). تفسير مجمع البيان، ج 9، ص 144؛ وكذلك في تفسير روح المعاني، ج 26 ص 164؛ وكذلك ورد في تفسير المراغي، ج 26، ص 161.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|