المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



إعجاز القرآن الكريم هو ما فيه من أنباء الماضي فقط.  
  
8170   01:27 مساءاً   التاريخ: 11-12-2015
المؤلف : السيد ابو القاسم الخوئي
الكتاب أو المصدر : نفحات الاعجاز في رد الكتاب المسمى (حُسن الإيجاز)
الجزء والصفحة : ص34-41.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / شبهات وردود /

قال "حسن الإيجاز" : "ورأى بعضهم أنّ إعجاز القرآن ما فيه من أنباء الماضي ، مع أنّ الذي ادّعى أنّه اُوحي إليه اُمّي لا يعرف القراءة.

وهي دعوى لم أقف على أوهى منها ، فإنّ كثيرين من الشعراء الاُمّيّين نظموا كثيراً من أنباء الماضي ، لأنّ الاُمّي يسمع ويحفظ ، وحضرة نبي المسلمين كان يسمع أنباء الماضي من اليهود والنصارى والعرب وغيرهم ، وكان يخالط بعض الرهبان والأحبار وعلماء اليهودية والنصرانية ويساعدوه وينصّرونه في أوّل أمره لتصديقه كتبهم ، وأمل كل من الفريقين أن يكون منهم ويهدي الوثنيّين إلى دينهم ، على أنّه كان ينسى بعض ما يحدّثونه به فيؤلفه وفيه خطأ كثير".

قلنا : لم يقل أحد إنّ إعجاز القرآن هو محض ما ذكره ، بل إنّه أحد وجوه إعجازه ـ كما أشرنا ص 15 ـ وذلك أنّ القرآن اشترك مع العهدين في اُصول قصص كثيرة ، ولكنّه خالفها بمخالفات كبيرة تعود إلى تصحيحهما وتهذيبهما ممّا فيها من خرافات الكفر وما ينجرّ إليه من الوقيعة في قدس الأنبياء ، ولو كان رسول الله قارئاً ينظر إلى العهدين أو حافظاً يأخذ من اليهود والنصارى لنقل تلك القصص على خرافاتها ، وكان ذلك هو اللازم له في تقرّبه إلى اليهود والنصارى والأسلم من نقدهم عليه بالمخالفة.

فلم تكن تلك المخالفات الجارية على الحقائق المعقولة إلاّ لصدورها عن وحي الله محقّ الحقّ ومزهق الباطل ، والعقل والوجدان يشهدان بأنّ رسول الله الذي نشأ بين وثنيّين وحشيّين خالين من كلّ المعارف ، مجاوراً لليهود والنصارى والزاعمين بأنّ تلك الخرافات من وحي الله الصادق لو جاء بالقرآن من ناحية بشريّته لأثبت تلك الخرافات على شناعتها ، وذلك لقصور أبناء جنسه في عصرهم المظلم ووحشيّة وثنيّتهم وجاهليّتهم العمياء عن إدراك خرافيّتها وكفرها مع شيوع كونها من وحي الله عند أهل الكتاب ، ولكنّ وحي الله الهادي بيّن لهم ضلالهم في هذه الخرافات بأجمل إشارة.

وجاء في العهدين أيضاً قصص كفريّة وخرافية لا أصل لها ، وهي ممّا يرغب أصحاب القصص في نقلها وإدخالها في ضمن مقاصدهم ، ولو كان القرآن من ناحية البشريّة وأهوائها لوافق اليهود والنصارى أيضاً بذكر هذه القصص تقرّباً إليهم وافتخاراً عندهم وعند العرب بسعة ميدانه في العلم والوحي ، ولكنّه {مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم : 3 ، 4] فليقل "حسن الإيجاز" ما قال ، وليكتب ما يكتب ، فإنّا نشكره إذا كتب مخالفات القرآن للعهدين تفصيلاً لكي نعرّفه وأصحابه الحقّ من الباطل.

فمن جملة المخالفات أنّ القرآن تعرّض مراراً لقصة آدم والشجرة ، فلم يذكر ما ذكرته التوراة الرائجة من نسبتها الكذبَ إلى الله جلّ شأنه ، والصدق والنصيحة للحيّة ، وخوفَ الله من حياة آدم ، ومحاذرته من أن يكون آدم مثله فيهدّد مملكته ، إلى غير ذلك من الخرافات ، فراجع الفصل الثالث من سفر التكوين فإنّك ترى العجب.

وذكر القرآن قصّة مجيء الملائكة إلى إبراهيم للبشرى وإلى لوط بإهلاك قومه ، ولكنّه لم يذكرهم تارةً ثلاثة ، وتارة واحداً ، وتارة اثنين ، ولم يصفهم تارةً بصفات الله ، وتارة بالملائكة ، وتارة بالأكل من طعام إبراهيم ولوط; ولم يصفهم بعدم القدرة كما وقع كل هذه التناقضات الخرافية في التوراة ، فراجع الفصل الثامن عشر والتاسع عشر من سفر التكوين.

وذكر القرآن قصّة طلب إبراهيم من الله أن يريه إحياءه للموتى ليطمئنّ قلب إبراهيم بمشاهدة ذلك من الحسّ زيادة على إيمانه الغيبي بهذه الحقيقة ، اُنظر سورة البقرة آية 262 ، فكانت قصّته مخالفة أشدّ المخالفة لقصّة التوراة في وعد الله لإبراهيم بأنّه يرث أرض فلسطين وقول إبراهيم : بماذا أعلم أنّي أرثها فقال الله له : خذ عجلة وعنزاً وكبشاً ويمامة وحمامة ، فأخذها وشقّها من الوسط ، وجعل شق كلّ واحد مقابل صاحبه ، وأمّا الطير فلم يشّقه فنزلت الجوارح على الجثث وصار إبراهيم يزجرها.

اُنظر في الخامس والعشرين من التكوين / عدد 7 إلى 12 ، فراجع المقام وانظر ما يناسب إيمان إبراهيم وأدبه مع الله ، وما هو وجه حجّة الله التي تفيد إبراهيم علماً ، وما هو محصّل القصّة وغايتها ، وقل : بماذا يخرج ذلك الكلام عن الكلام الفارغ المبتور الخرافي؟! وطابقها مع قصّة القرآن وقل إن شئت بعد ذلك : إنّ كلام التوراة كلام الله وإنّ كلام القرآن كلام بشر اُميّ يخالف كلام الله في التوراة ، وابتهج في نفسك بتمييزك!

وذكر القرآن قصص إرسال الله لموسى إلى فرعون ليعظه ويدعوه للإيمان وخشية الله وإطلاق بني إسرائيل من العبوديّة القاسية ، وأنَّ موسى أراد أن يتعرّف البشرى بنجاح هذه الرسالة ، وأنّهم لا يعاجلونه بالقتل والانتقام لصاحبهم ، وسأل من الله جريان الرسالة وحسن التبليغ والتأييد على أسبابها العادية في طلاقة اللسان والمؤازرة بالدعوة والإيمان ، فطلب مشاركة هارون بذلك ، فجرى القرآن الكريم من مكرّرات هذه القصّة على الوجه المعقول المناسب لجلال الله وقدس الرسول.

وحاشا كتاب الله أن يذكر ما ذكرته التوراة الرائجة من أنّ الله وعد موسى بالنجاح والمجيء ببني إسرائيل إلى أرض فلسطين ، وموسى مع ذلك يرفض الرسالة بسوء الادب في الكلام ، وأنّ الله جلّ شأنه افتتح الرسالة بأن أمر موسى أن يأمر شيوخ بني إسرائيل بالكذب على فرعون بقولهم : "إله العبرانيين التقانا" وأن يكذب موسى معهم بقولهم : "نذهب سفر ثلاثة أيّام لنذبح" وأنّ الله جلّ شأنه بعد تلك المواعيد لموسى التقى موسى في الطريق وأراد أن يقتله ، فخادعته صفورة امرأة موسى فانفكّ عنه. وأنّ موسى يكون إلهاً لهارون ولفرعون ، انظر الفصل الثالث والرابع والسادس من سفر الخروج.

ودع عنك ما تنسبه إلى قدس موسى من سوء الأدب في مكالمته مع الله ، وأنّ الذي عمل العجل لبني إسرائيل إلها ودعاهم إلى عبادته هو هارون حينما كان الله يكلّم موسى في تقديس ثيابه ونصبه لرئاسة الدين ، والقرآن الكريم يذكر أنّ الذي صنع العجل هو السامري ، أي الشمروني من عشيرة شمرون بن يساكر بن يعقوب ، وأنّ هارون كان بريئاً من ذلك مغلوباً على أمره.

وذكر القرآن داود فوصفه بحسن العبادة والاستقامة ، كما في المزامير الرائجة ، وذكر قصّة الخصمين اللذين تسوّرا المحراب ، انظر "سورة ص" وحاشا كلام الله أن يقرف نبي الله وحامل وحيه الزبور بما قرفه به العهد القديم ، من خرافة زوجة اُوريا والزنا بها ، وحملها من الزنا وإرادة تمويه الحمل ، والسعي في قتل اُوريا المؤمن المجاهد الناصح ، انظر شناعة الفصل الحادي عشر والثاني عشر من صموئيل الثاني ، وانظر إلى الثالث عشر أيضاً.

وذكر القرآن سليمان النبي بجميل الذكر وحسن الإيمان ، وحاشا كلام الله أن يقرف نبي الله بكبائر المعاصي وعبادة الأوثان والإعانة على الشرك كما فعله العهد القديم ، انظر الفصل الحادي عشر من سفر الملوك الأول ، والثاني والثلاثين من الملوك الثاني / عدد 13.

وليت شعري كيف يجتمع ذلك مع قول العهد القديم : "إنّ الله قال لداود : سليمان ابنك ، هو يبني بيتي ودياري ، لأنّه اخترته لي ابناً ، وأنا أكون له أباً"؟! انظر الثامن والعشرين من الأيام الاول / عدد 6.

ووصف القرآنُ المسيحَ بالبرّ بوالدته ، وذكرت الأناجيل أنّ والدته مريم المقدّسة جاءته مشتاقة لرؤيته وطلبت أن يخرج إليها لتراه ، فقال : "من هي اُمي؟! ومدّ يده إلى تلاميذه وقال : ها اُمي وإخوتي ، لأنّ من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي واُختي واُمي" انظر ثاني عشر متّى / عدد 46 إلى 50 ، وثالث مرقس / عدد 31 إلى 35 ، وثامن لوقا/ عدد 19 إلى 21 ، فأين يكون برّه بأمه القدسية البرّة مع انتهاره لها وحرمانها رؤيته والتنديد بقداستها وتفضيل التلاميذ عليها؟! وإن شئت أن تعرف حال التلاميذ فراجع الجزء الأول من كتاب "الهدى" ص 30 و 31.

وذكر القرآن براءة المسيح من ادّعاء الإلوهية والشرك والثالوث ، كما في سورة المائدة / الآية 116 و 117; وإنجيل يوحنّا يقرف قدس المسيح بالقول بتعدّد الآلهة والاحتجاج له ، حيث يذكر أنّ اليهود نسبوه إلى الكفر وقالوا له : "إنّك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً فقال : أليس مكتوباً في ناموسكم أنا قلت : إنكم آلهة ، ولا يمكن أن يُنقض المكتوب" انظر في عاشر يوحنّا / عدد 31 إلى 36.

هذا ، مع أنّ الاستشهاد بالمكتوب في الناموس غلط واضح ، فإنّ المزمور الثاني والثمانين يُعرف منه أنّه أورد هذا الكلام في مقام التوبيخ على دعواهم مراتب الإلوهية.

والحاصل أنّ القرآن بمخالفته للعهدين في هذه المقامات قد أشار إشارة جميلة إلى أغلاطهما الفاحشة وتصحيحهما بذكر الحقائق والمعقولة ، وليقل صاحب "حسن الإيجاز" وأصحابه : "لأنّ نبي المسلمين اُمي لم يقع فيما وقع فيه العهدان من الأغلاط الخرافية الكفريّة" بل أورد هذه القصص وغيرها على الحقائق المعقولة ، ولأجل ذلك لم يذكر ما ذكره العهدان من نسبة الزنا للوط بابنتيه ، ولروابين بن يعقوب بزوجة أبيه ، ولفارص بكنّته (1) ثامار ، فصار من ذلك الزنا سبط يهوذا ، ومنهم داود وسليمان ، بل ولادة المسيح بزعم الأناجيل. ولداود بامرأة اُوريّا على الوجه الشنيع ، ولأمنون بن داود بأخته ثامار بقيادة ابن عمّهما وصفح داود عن ذلك.

ولم يذكر أنّ الله تحيّر كيف يخدع أخاب ، واستشار جند السماء فلم يوفق لوجه الكذب والخديعة إلاّ روح الكذب فأعطي هذه المأمورية.

ولم يذكر أنّ يعقوب تصارع مع الله فغلبه ، وأنّه انتهب بركة النبوّة من أبيه بالتزوير والخديعة والكذب المتكرّر.

ولم يذكر أنّ المسيح كذب على إخوته.

ولم يتّبع الأناجيل في تناقضاتها ـ كما اُشير إليها في كتاب "الهدى" ـ بل أشار بجميل الإشارة ، بالوحي المطابق للعقل ، إلى كذب ما نسبه العهدان من الكذب والمخادعة ليعقوب ، والزنا الفاحش لداود ، وعبادة الأوثان لسليمان ، والقول بتعدّد الآلهة والأرباب للمسيح ، وأوضح ذلك بقوله تعالى : " {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة : 124] .

كما أشار إلى بطلان نسبة العهدين إلى الوحي لما فيهما من التناقض والاختلاف بالحجّة العقلية على كرامة وحي القرآن بقوله تعالى : {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء : 82] .

وإذا أردت بيان ما في العهدين من التناقض والاختلاف فراجع الجزء الأول من كتاب "الهدى" صحيفة 48 إلى 232 ، وستراه مفصّلاً إن شاء الله تعالى في "الرحلة المدرسية".

ألا وإنّه ليكفي من معجزات القرآن الكريم ما ذكرناه على الاختصار من الملاحظات التاريخية فضلاً عن غيرها.

وبما ذكرناه من حال القرآن في تصحيح أغلاط العهدين في التاريخ ـ مع أنّها كتب يدّعي نسبتها إلى الوحي ملايين من البشر في قرون متطاولة ـ تعرف شطط الاعتراض ـ ص 22 ـ على قصّة ذي القرنين ، بدعوى مخالفة القرآن لبعض التواريخ المتخالفة في نفسها ، ألا تقول من هو المؤرّخ؟! ومن أين عُرف صدقه وتحقيقه بحيث يتعرض به على غيره؟!

_________________________

(1) أي امرأة ابنه المسماة بـ "ثامار".

 

 

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .