المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17420 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التفسير الفقهي بعد أن ظهرت المذاهب الفقهية  
  
1128   11:50 صباحاً   التاريخ: 14-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص808-814.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير الفقهي /

على هذا المنوال جرت سيرتهم في مسائل الخلاف ، والتي كانت تنتهي الى الوفاق في نهاية المطاف ..

أما وبعد ما ظهرت المذاهب الفقهية وجدت مسائل كثيرة للمسلمين لم تكن معهودة من ذي قبل ، فقد أخذ كل فقيه – باعتباره إمام مذهب – ينظر في هذه المسائل تحت ضوء القرآن والسنة وغيرهما من مصادر التشريع عندهم ، وهم مختلفون في المباني ، فكان يحكم فيها كل ، حسب ما ينقدح في ذهنه ن ويبدو له وفق مبناه ن ويراه حقاً لا غبار عليه عنده ، ومن ثم كان الاختلاف حتمياً أحياناً حسب اختلاف المباني ..

وكان في بادئ ذي بدء يسطو على الجميع روح التفاهم ، حيث التآخي ونشدان الحقيقة هو رائدهم .. فكم من مسائل الخلاف توافقوا عليه بعد الحوار والمناشدة الحرة ، ولم يكن عزيزاً على أحدهم أن يرجع الى رأي مخالفه إن ظهر له الحق في جانبه .

هذا هو الإمام الشافعي كان يقول : إذا صح عندكم الحديث عن رسول الله فهو رأيي (1) .

وذكر ابن النديم : أن رجلاً سأله عن مسألة فأجاب فيها ، فقال له  الرجل : خالفت علي بن أبي طالب (عليه السلام) ! فقال الشافعي : ثبت لي هذا عن علي بن أبي طالب ، حتى أضع خدي على التراب وأقول : قد أخطأت وأرجع عن قولي الى قوله (2) . وكان يقول لأحمد بن حنبل – وهو تلميذه في الفقه - : " أنتم أعلم بالأخبار الصحاح منا ، فإذا كان خبر صحيح فأعلمني حتى أذهب إليه (3).

وقال الربيع : سمعت الشافعي يقول : ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وتعزب عنه . فهمها قلت من قول ، وأصلت من أصل ، فيه عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) خلاف ما قلت ، فالقول ما قاله رسول الله ، وهو قولي .. وجعل يردد هذه الكلمات .. وقال – أيضاً - : أجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لم يكن ليدعها القول أحد .. الى أمثالها وهي كثير (4).

وهذا الإمام مالك – شيخ الشافعي – كان يتحذر الإفتاء ويكثر القول بلا أدري .. وكان يرى ان في الناس من هو أعلم منه .. ومن ثم كان لا يجيب على المسائل في كثير من الأحيان . قصده رجل من العراق بأربعين مسألة فأجاب عن خمس وثلاثين بلا أدري .

قال أبن المهدي : كنا عند مالك فجاءه رجل فسأله ، فقال : لا أحسن ! فقال الرجل : وأي شيء أقول إذا رجعت الى بلادي ؟ قال : تقول لهم : قال مالك بن أنس : لا أحسن .. (5) هذا في حين أن العباسيين كانوا يجهدون في ترفيع مالك ليجمع الناس على علمه (6) ، أما هو فكان يتحذر هذا المقام .. وإذا كان الأمر كذلك يباهي أو يماري ؟!

أما الإمام أحمد بن حنبل فقد قال عنه صاحب المنار : وقد كان هذا الإمام الجليل متأخراً قليلاً عن الأئمة الثلاثة ، وإن أدرك بعضهم وصحب أحدهم ، وكان قد رآى بوادر التزام تقليد الذين تكلموا في الأحكام وكتبوا فيها ، وعلم أن مالكاً قد ندم قبل موته ، إذ نقلت أقواله وفتاويه قبل موته ، ولذلك لم يدون مذهباً واقتصر على كتابه الحديث ، ولكن أصحابه جمعوا من أقواله وأجوبته وأعماله ما كان مجموعه مذهباً ، كما قال العلامة ابن  القيم .. (7)

كان أحمد متهماً بالميل للعلويين ، ومما يحكى عنه في ذلك : أن عبد الله قال لأبيه (أحمد بن حنبل) ما تقول في التفضيل ؟ قال : في الخلافة أبو بكر وعمر وعثمان .. قلت : فعليٌّ ؟ قال : يا بني ، علي بن أبي طالب من أهل بيت لا يقاس بهم أحد (8) .

وقال – ايضاً - : كنت بين يدي أبي جالساً ذات يوم فجاءت طائفة من الكرخية ، فذكروا خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، فزادوا وأطالوا ، فرفع أبي رأسه إليهم فقال : يا هؤلاء قد أكثرتم القول في عليّ والخلافة إن الخلافة لم تزين علياً ، بل عليّ زينها ..

قال ابن أبي الحديد : وهذا الكلام يدل بفحواه ومفهومه على أن غيره ازدان بالخلافة ، وتمت نقيصته بها .. وأن علياً لم يكن فيه نقص يحتاج الى أن يتمم بالخلافة .. بل الخلافة كانت ذات نقص فتمم نقصها في ولايته إياها .. (9) .

 ولما سأله إسحاق بن إبراهيم – عن القرآن وأنه ليس بمخلوق - : عمن تحكي أنه ليس بمخلوق ؟ فقال : جعفر بن محمد الصادق ، قال : ليس بخالق ولا مخلوق ! فسكت ابن إسحاق ! (10).

وأما أبو حنيفة فكان صاحب رأي ونظر في المسائل الفقهية ، وكان شديد العجب بآرائه ، وربما كان يغلظ على من خالفه أو يأتي بما يخالفه في الرأى ، وربما الى حد الجفاء ... كان يرى من نفسه ومَن سبقه من الرجال على حد سواء ، إن لم يكن هو أفضل منهم ...

نُقل عنه – بشأن التفسير بالمأثور - : ما جاءنا عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قبلناه على الرأس والعين . وما جاء عن الصحابة اخترنا منه ولم نخرج عن وقولهم . وما جاءنا عن التابعين ، فهم رجال ونحن رجال . ! (11)

ويروى عنه أن رجلاً سأله عن مسألة في الصرف ، فأفتاه . فقال له سفيان – وكان بحضرته - : إن أصحاب محمد (صلى الله عليه واله  وسلم) قد اختلفوا في هذه ! .. فغضب أبو حنيفة وقال للذي استفتاه : اذهب فاعمل بها ، فما كان فيها من إثم فهو عَلَيَّ (12)!

ويروى عنه الكثير من مخالفات لآراء الصحابة وكذلك رده للكثير من أحاديث مأثورة عن رسول الله كانت مستفيضة ..

كان يرى من سهم الراجل والفارس من الغنائم سواء .. فقيل له : فما تقول في قول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : " للراجل سهم وللفارس سهمان " ؟ ! قال : لا أجعل سهم بهيمة أكثر من سهم المؤمن !

وكان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) اشعر هو وأصحابه البدن .. فقال أبو حنيفة : الإشعار مثله .! (13)

وكان يرى أن البيع إذا وجب فلا خيار .. ولم يأخذ بقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)  : " البيعان بالخيار ما لم يفترقا" .. وكان يقول : لو أدركني رسول الله وأدركته لأخذ بكثير من أقوالي ..

قال : وهل الذين إلا الرأي الحسن !

وبذلك قيل عنه : أنه رد على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أربع مائة حديث .. قال أبو السائب : سمعت وكيعاً يقول : وجدنا أبا حنيفة خالف مائتي حديث . وقال أحمد بن حنبل : حدثنا مؤمل قال : سمعت حماد بن سلمة – وذكر أبا حنيفة – فقال : إنه استقبل الآثار والسنن فردها برأيه (14) .

ومن ثم قال ابن خلدون : إن الأئمة المجتهدين تفاوتوا في الإكثار من هذه الصناعة (صناعة علم الحديث) والإقلال : فأبو حنيفة يقال : بلغت روايته الى سبعة عشر حديثاً او نحوها .. (15) .

وهذا المنقول عن أبي حنيفة قد يكون مبالغاً فيه ، غير أنه إن دل فإنما يدل على جرأته في تقديم النظر على الأثر وترك النص والأخذ بالقياس ..

الأمر الذي أنبه الإمام الصادق عليه في مواقف عدة كان يختلف فيها الى الإمام (عليه السلام) ويتساءل معه وأحياناً يتحاجج لديه .. فكان ينصاع لنصحه ويرعوى من غلوائه .. (16)

فقد كانت مدرسة الإمام الصادق جامعة إسلامية يؤمها الناس من مختلف الطوائف والنحل ، فهي مدار الحركة الفكرية ، والمحور الذي تدور عليه آمال الموجهين وحملة الدعوة الإسلامية . وقد أثرت تعاليمه (عليه السلام) في كثير من أولئك الرجال فاعتدلوا في آرائهم ..

والإمام أبو حنيفة – المعروف بكثرة القياس – يكشف لنا عن أهمية هذه المدرسة وعظيم أثرها ، إذ يقول : " لولا السنتان لهلك النعمان " (17) . والسنتان هما اللتان حضر بهما عند الإمام الصادق ، وكان الإمام يشتد عليه في كثرة القياس ويناظره في ذلك . وبهذا يتضح أن أبا حنيفة ، في أخذه بأقوال الإمام الصادق ، واتباع أوامره ، يعد نفسه في نجاة من هلكة كانت تهدده .. وربما كان ذلك في التقليل الأخذ بالقياس ، واللجوء الى الأحاديث أكثر ..

نعم ، كان أبو حنيفة معجباً بموضع الإمام ويراه أفقه وأهيب الناس كلهم ، وهو القائل : " ما رأيت أفقه من جعفر من محمد الصادق " (18) .

وهكذا الإمام مالك كان يختلف إليه وتعجبه روعته وجلال عظمته ، قال : " اختلفتُ إليه زماناً ، فما كنتُ أراه إلا على ثلاث خصال ، إما مصل وإما صائم وإما يقرأ القرآن .

وما رأيته يحدث إلا على طهارة (19)..

وقال : " وما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق ، علماً وعبادةً وورعاً " (20) .
________________________

1- قال أبو الفداء : وقد قال غير واحد عنه : إذا صح عندكم الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقولوا به ودعوا قولي ، فإني أقول به ، وإن لم تسمعوا مني .. وفي رواية : فلا تقلدوني . وفي أخرى : فلا تلتفتوا الى قولي . وفي رواية : فاضربوا بقولي عرض الحائط ، فلا قول لي مع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) (البداية والنهاية ، ج10 ، ص253-254 . والذهبي ، ج2 ، ص434.
2- الفهرست لابن النديم ، ص309.
3- طبقات الحنابلة لابن أبي يعلي ،ج1 ، ص282 ؛ آداب الشافعي لابن أبي حاتم ، ص95.
4- راجع الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ، ج3 ، ص150.
5- المصدر نفسه ، ص194 ، الموافقات للشاطبي ، ج4 ، ص287-288.
6- راجع : الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ،ج1 ، ص165 .
7- المصدر نفسه ، ج3 ، ص151 ؛ الوحدة الإسلامية للسيد رشيد رضا ، ص117.
8- مناقب أحمد لابن الجوزي ، ص163 ؛ طبقات الحنابلة ، ج2 ، ص120.
9- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج1 ، ص17.
10.  مناقب أحمد ، ص359 ؛ الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ،ج4 ، ص503.
11.  تاريخ بغداد (الهامش) ،ج13 ، ص402.
12.  المصدر نفسه ، ص406.
13.  وله تعابير أجفى كقوله – استهزاء بالحديث الوارد " إذا كان الماء قدر قلتين لم ينجس" - : من أصحابي من يبول قلتين .. وكقوله – عند ما نقل إليه قول عمر في مسألة - : دعه ، هذا قول الشيطان ! (المصدر نفسه ، ص404-405).
14.  المصدر نفسه ، ص407-408.
15.  المصدر نفسه (المقدمة) ، ص444 ، اخريات الفصل السادس  - في علوم الحديث .
16.  قد احتفظ لنا التاريخ بكثير من تلك المواقف ، التي كان فيها لأبي حنيفة موقف تسليم ، لأنه أمام أمر واقع لا مجال للجدل والمناقشة ، وهو يعرف الإمام الصادق وخطته في مناظراته التي لا يريد بها إلا توجيه المسلمين توجيهاً صحيحاً . وكان بيته يختلط فيه أشتات الناس على اختلاف آرائهم ومبادئهم ونحلهم ، وكان ميدان المعترك الفكري واسعاً في جميع الأنحاء ، فكان (عليه السلام) في ذلك العهد مرجعاً لكل مشكلة ومهمة ، يقصده طلاب الحقيقة من الأنحاء القاصية ، ويختلف إليه أهل الجدل والنظر ، فيكون جوابه هو القول الفصل والحكم العدل . وهكذا كان إذا ورد الكوفة – معهد العلوم الإسلامية آنذاك – اختلف إليه علماؤها وأحاط به فقهاؤها يسألون عما يهمهم ويستقون من فيض علمه . وهو محل تقديرهم وإكبارهم .
وكان أبو حنيفة ممن يختلف الى الإمام الصادق ويسأله عن كثير من المسائل مع أدب واحترام ولا يخاطبه إلا بقوله : جعلت فداك يا ابن رسول الله ... وقد روى ابو حنيفة عن الإمام الصادق (عليه السلام) وحدّث عنه واتصل به في المدينة مدة من الزمن . ورواياته عنه أثبتها رواة مسانيده وورد منها في كتاب الآثار لأبي يوسف .. (الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ، ج1 ، ص314-317) .
17.  المصدر نفسه ، ج1 ، ص315.
18.  المصدر نفسه ، ج3 ، ص113.
19.  المصدر نفسه ، ج1 ، ص 53 ؛ تهذيب التهذيب لابن حجر ، ج2 ، ص104 – 105.
20.  المجالس السنية ، ج5 ، وقد ذكر ابن تيمية في كتاب التوسل والوسيلة ، ص52 ، ط2 ، هذه العبارة في جملة طويلة كانت ضمنها ..




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .