أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
1330
التاريخ: 8-12-2015
1976
التاريخ: 10-06-2015
1034
التاريخ: 8-12-2015
1428
|
لو تأملنا في المفهوم اللغوي الصحيح لكلمة الشفاعة لاستطعنا الحصول على مدلولها الإسلامي لأنّ كلمة الشفاعة مأخوذة من المصدر «شَفْع» على ورن (نَفْع) ويعني «ضم الشيء إلى مثله» ومن هنا تتضح ضرورة وجود نوع من التشابه بين الاثنين رغم الفروقات الموجودة بينهما.
ولهذا السبب فالشفاعة بمفهومها القرآني تعني أنّ الشخص المذنب الذي يتصف ببعض الجوانب الإيجابية (كالإيمان أو العمل الصالح) يشبه أولياء اللَّه، وهم بدورهم يبذلون له العون ويسوقونه نحو جادّة الكمال ويطلبون له المغفرة من اللَّه تعالى.
ويمكن وصف حقيقة الشفاعة بصيغة اخرى فهي عبارة عن وقوف كائن أقوى وأفضل إلى جانب آخر أضعف ليعينه على طي مراتب الكمال.
إنّ الشفاعة للأشخاص المخطئين موجودة في المجتمعات البشرية على مر العصور وقد كان الأشخاص المتنفّذون يشفعون للمخطئين عند أصحاب السلطة قبل نزول القرآن بآلاف السنين، إلّاأنّ الشفاعة السائدة بين أوساط الناس تختلف عن الشفاعة في منطق القرآن والأديان السماوية بفارق واحد مهم وواضح وهو : أنّ الشفاعة في المجتمعات الإنسانية غالباً ما يُقصد بها قبول شخص متنفّذ للحاجة إليه في وجه من الوجوه، ولذلك تقبل شفاعته في حق المخطيء، لكي يستفيد من الشافع في الظرف المناسب لبلوغ بعض الغايات!
فالملوك مثلًا كانوا يقبلون شفاعة حواشيهم ورجال دولتهم في بعض المجالات لكي يعظموهم ويمّجدوهم وليستفيدوا منهم في انجاز أعمالهم في الوقت المناسب.
وكذلك كان الشفعاء يأخذون بنظر الاعتبار علاقتهم الشخصية بالمشفوع له، وليس أهليته ومدى استحقاقه لها.
ولكن لما كان اللَّه غنيّاً بالذات وغير محتاج على الاطلاق، فالشفاعة لديه تأخذ طابعاً آخر وهو أنّ الشفعاء لديه ينظرون إلى المخطئين ليروا مَن مِنهم ينال رضا اللَّه بسبب بعض النقاط الإيجابية لديه كالإيمان والعمل الصالح، فيشفعون له عند اللَّه لأجل هذه الجوانب الإيجابية، وهذا هو الفارق الشاسع بين الشفاعة المتداولة بين الناس وشفاعة أولياء اللَّه لديه، إذ أنّ الاولى قائمة على العلاقات في حين أنّ الثانية قائمة على الضوابط والاستحقاقات :
ومن هذا المنطلق يمكن الردّ على بعض المنتقدين الجهلة الذين يرون الشفاعة نوعاً من الوساطة أو أنّها بمثابة الضوء الأخضر للمذنبين، وقارنوها بشفاعة حواشي الملوك المتجبّرين، فالأسس التي تقوم عليها الشفاعة في مفهومها الشرعي تعتبر بنّاءة ومبنية على عوامل اللياقة والاستحقاق، في حين تنبع الشفاعة المتعارفة بين الناس في أغلب أشكالها من الحاجة المتبادلة بين الطرفين وترتكز على العلاقات الخاصة والشخصية غير المنطقية.
فالشفاعة الإلهيّة تربوية، والشفاعة المتعارفة تكون سبباً للاجتراء على ارتكاب الذنب أحياناً.
وتمثّل الآيات التي ذُكرت سابقاً شاهداً حيّاً على هذا المعنى، لأنّها تحدد خصائص لمن تنالهم الشفاعة تقوم على الجوانب الإيجابية والتأهيل والاستحقاق، وكثيراً ما تكون الأسس المقبولة للاستحقاق هي العمل الصالح.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|