أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2021
971
التاريخ: 11-4-2021
1451
التاريخ: 8-12-2015
2157
التاريخ: 8-10-2021
1173
|
إعداد برنامج المكافحة الحيوية للحشائش
يختلف حد الضرر الاقتصادي للحشيشة باختلاف نوعها وباختلاف المحصول الذى تتنافس معه وبعوامل عديدة أخرى، ولمواجهة هذه العوامل فإنه يلزم تنظيم طرق للمكافحة موجهة نحو الهدف. وتعتبر المكافحة الحيوية إحدى وسائل المكافحة المفضلة عن غيرها ضد مشاكل بعض أنواع الحشائش، وهى تعتمد على تيسير عوامل المكافحة الحيوية المتخصصة على العائل، كما تعتمد على سهولة ودرجة الأمان المتاحة عند التعامل معها. ومن كثير من الطرق المختلفة التي يمكن اتباعها في إعداد برنامج المكافحة الحيوية تلقى إدخال الأعداء الحيوية معظم الاهتمام.
وتتوقف طريقة إدخال الأعداء الحيوية على وفرة الكائنات التي يمكنها خفض كثافة الحشيشة دون سواها من النباتات الأخرى. ويتقدم العمل عموماً طبقاً لنظام معين، وفيما يلى خطوات إحدى النظم العلمية المقبولة:
. تقدير ملائمة الحشيشة للمكافحة الحيوية.
. إجراء حصر للأعداء الحيوية للحشيشة.
. دراسة وتقييم بيئة الأعداء الحيوية المختلفة.
. دراسات التخصص على العائل للكائنات التي تم التأكد من أمان إدخالها للمنطقة.
. الإدخال وإقامة مجتمع الكائن.
. دراسات التقييم.
أ- مدى ملائمة الحشيشة للمكافحة الحيوية – النبات والمشكلة
يوجد اعتبارين هامين فيما إذا كان نوع الحشيشة ملائماً للمكافحة الحيوية وهما النبات والمشكلة ذاتها، وهل نوع النبات مستوطن native species أو تم إدخاله introduced، وهل له أنواع قريبة relatives ذات أهمية اقتصادية لاحتمالات وجود أعداء حيوية مناسبة. وهل هذه الأعداء يمكن أن تقدم عوناً معتمداً على المشكلة، وذلك فيما يتعلق بعدد أنواع الحشائش ونوع ومدى ثبات الموطن ودرجة الاستعجال في المكافحة.
وكلما زادت درجة القرابة لنباتات ذات أهمية اقتصادية أو بيئية كان من الصعب عموماً العثور على أعداء حيوية متخصصة على العائل "الحشيشة" لا تهاجم نباتاتاً نافعة. فالعمل الذى أجرى على المكافحة الحيوية لنبات حشيشة الشوك thistle في شمال أمريكا قد أعيق بوجود نبات الخرشوف المنزرع ونبات القرطم المنتمي لنفس العائلة "المركبة". كما أن استخدام المكافحة الحيوية ضد الحشائش النجيلية لم تصل إلى درجة من النجاح بسبب القرب الوثيق بمحاصيل الحبوب.
وبالرغم من الأمثلة العديدة للمكافحة الناجحة للحشائش المتوطنة بحشرات مدخلة فإن احتمالات العثور على أعداء حيوية قادرة على مكافحة حشائش مدخلة مع القليل من الاحتياطات والانتباه قوية بالمقارنة بحالة أنواع الحشائش المتوطنة.
واستخدام المسببات المرضية للنبات plant pathogens وإمكانية العثور على أو استنباط سلالات أكثر فاعلية من المسببات الموجودة قد يحسن من المكافحة الحيوية للحشائش المتوطنة. ويعضد ذلك ما حدث عند مكافحة حشيشة البيقة العقدية jointvetch برشها بالمسبب المرضى الفطري المستوطن كوليكتوتريكوم جليوسبوريوديس Collectotrichum gloeosporioides. وقد يحصل على الأعداء الحيوية للحشائش المتوطنة من مناطق أخرى تعيش فيها الحشيشة ومن الأنواع النباتية القريبة لها.
وهناك نقطة أخرى تمثل دوماً عقبة في استخدام كائنات المكافحة الحيوية وهى تضارب الاهتمام، فبعض الحشائش الهامة قد يكون لها فائدة في بعض الفصول والمناطق. فمثلاً حشيشة الفَرَس Sorghum halepense تعتبر حشيشة ضارة في معظم الولايات الأمريكية ولكن لأوراقها بعض الأهمية في عدد قليل من الولايات. كما أن النبات تماريكس بنتاندرا Tamarix pentandra يكون تجمعات كثيفة على المسطحات المائية في المناطق الشمالية لأريزونا ونيومكسيكو وبعض أجزاء من تكساس حيث يعوق المياه مسبباً للفيضانات خلال موسم المطر كما يسبب فقداً كبيراً للماء بالنتح في الأوقات الأخرى من العام. وعلى رغم ذلك فإن هذا النبات يعمل كمناطق أعشاش لنوع من الحمام الأبيض ذو أهمية كطائر صيد في المنطقة كما أنه يمثل مصدراً هاماً للرحيق.
ونظراً لأنه من الصعوبة بمكان في أغلب الأحوال الحد من توزيع الكائنات المتغذية على الحشيشة بمجرد إدخالها للمنطقة، فإن قيمة الحشيشة وأهميتها البيئية يجب أن يقدر بعناية مقارنة بقدرة الحشيشة على إحداث خسائر.
ومما يساعد على حل هذا التضارب في الاهتمامات فإنه يجب تذكر أن المكافحة الحيوية – بخلاف المكافحة الكيميائية والميكانيكية – تسبب خفضاً تدريجياً في أعداد الحشيشة ونادراً ما يحدث استئصال في مساحات شاسعة. ولهذا، فإذا أمكن الوصول إلى مستوى منخفض لكثافة الحشيشة كجزء من مجتمع نباتي أكثر تنوعاً فإن التضارب في الاهتمام قد يحل. ويمكن تحديد مشكلة الحشائش بعدد الأنواع النباتية الموجودة ونوع ودرجة ثبات البيئة ومستوى وتوقيت المكافحة لجعل الخسائر أقل ما يمكن.
وتعتبر الكائنات المتغذية على الحشيشة، المتخصصة على العائل، مفيدة في مكافحة الأنواع النباتية غير المرغوبة شديدة القرابة بالحشيشة. وحينما تشتمل المشكلة على نوعين أو أكثر من الأنواع النباتية أحدهما أو بعضهم غير عائل لتلك الكائنات، فإن الأنواع غير العائلة من الحشائش سوف تنمو بكامل قوتها بل قد تزداد في وفرتها وقد يتطلب الأمر استخدام وسائل أخرى لمكافحتها أحدها هو إدخال أعداء حيوية إضافية. ففي بعض المناطق سبب نوع الخنافس أجاسيكلس هيجروفيلا Agasicles hygrophila خفضاً كبيراً لكثافة حشيشة التمساحAlternanthra philoxeroides وفى نفس الوقت حدثت زيادة في كثافة حشيشة ياسنت الماء Eichhornia crassipes.
وقد تركزت معظم جهود المكافحة الحيوية على الحشائش الأرضية terrestrial weeds، وقد يرجع هذا إلى الشعور بوجود أعداء أقل من الحشرات المتخصصة على العائل في حالة الحشائش المائية aquatic weeds عنها في حالة النباتات الأرضية. وقد تكون هذه حقيقة في حالة النباتات المغمورة مثل الحَزَنبل الألفيMyriophyllum spicatum، لكن توجد أنواع حشرية كثيرة نسبياً على حشيشة التمساح مثلاً وهى نبات منبثق emersed plant وحشيشة ياسنت الماء وهى نبات طاف floating plant.
هذا وما زالت قيمة استخدام المكافحة الحيوية موضع شك في المناطق التي تتغير بدرجة عالية "مثل المناطق المنزرعة بالمحاصيل" خاصة عند استخدام طريقة التلقيح "بمعنى إطلاق الأعداء الحيوية وتركها لكى تزيد من تلقاء نفسها إلى المستوى الفعال". كما أنه إذا كانت دورة حياة العدو الحيوي طويلة فإن فرصة إعاقة تطوره عالية. وعلى رغم ذلك، فإن مكافحة الحشيشة الحولية إيمكس سباينوزا Emex spinosa في هاواي وكذلك حشيشة الحَسَك Tribulus terrestris في هاواي ومناطق من كاليفورنيا وأريزونا قد ظهر منها أن المكافحة الحيوية في المناطق المتغيرة أو المُثارة disturbed areas وكذلك التأثير على الحشائش في المناطق قليلة التغير "مثل جوانب الطرق وخطوط الأسوار" قد يسببان أيضاً تأثيراً إيجابياً في المناطق المتغيرة المجاورة.
وفى مناطق المحاصيل تعتبر المكافحة الفاعلة والسريعة للحشائش مطلوبة إذا كان من الممكن تجنب حدوث خسائر. وعلى رغم أن الحشرات المتغذية على الحشائش قد سببت مكافحة فاعلة في بعض الحالات، فإنه قد يتطلب الأمر عاماً كاملاً على الأقل في أفضل الظروف للوصول للمكافحة المرجوة. وفى معظم الحالات مضى ثلاثة إلى عشرة أعوام قبل حدوث خفض للحشائش تحت المستوى الاقتصادي الهام.
ب - البحث عن الأعداء الحيوية
قد يستخدم أي كائن يقلل من نمو النبات أو تكاثره كعامل في مكافحة الحشائش حيوياً. وقد تشمل هذه الأعداء – بخلاف الحشرات – كائنات دقيقة طفيلية مثل الفطريات والبكتيريا والفيروسات، لهذا يجب أن يشمل البحث عن الأعداء الحيوية الكائنات المصاحبة للنبات المستهدف target plant.
وقد استخدمت كائنات بخلاف الحشرات في مكافحة الحشائش، ولو أن استخدامها كان بدرجة قليلة. وفى حالة ممرضات النبات كانت العقبة الأساسية هي صعوبة معرفة النوع النباتي بالتحديد، كما أن ضررها أقل وضوحاً عن الضرر المسبب بالحشرات إلى جانب إنها عادة ما تهاجم أطوراً من النبات أشد صعوبة في الفحص أو تتواجد فقط في وقت قصير من العام كالبادرات.
وعلى رغم ذلك فقد ازداد استخدام ممرضات النبات خاصة في حالة عدم توافر فاعلية كافية للأنواع الحشرية على حشيشة معينة أو عدم توافر التخصص على العائل لاستخدامها في المكافحة الحيوية. وقد حدث ذلك في حالة نبات الهندباء البرى Chondrilla juncea في غرب البحر المتوسط حيث كان الفطر المسبب للصدأ Puccinia chondrilliana أشد فاعلية في خفض كثافة النبات عن الحشرات المتواجدة. ونظراً لتخصص هذا الفطر على هذا النبات فقد تم إدخاله إلى استراليا حيث انتشر سريعاً وسبب خفضاً كبيراً لهذا النوع النباتي الموجود منذ زمن بعيد.
وقد كانت هناك محاولات لاستخدام الفيروسات أيضاً لمكافحة الطحالب المزدهرة في برك الصرف الصحي في بعض المناطق. ويستخدم حَلَم النبات plant mites “acarians” بدرجة أقل في المكافحة الحيوية رغم التشابه الكبير بينه وبين الحشرات في التركيب العام ونوع الضرر المسبب. ومثال استخدام الحَلَم في مكافحة الحشائش هو إدخال حَلَم أسيريا كوندريللا Aceria chondrillae إلى استراليا ضد نبات الهندباء البرى.
وفى الوقت المطلوب فيه مكافحة نوع معين من الحشائش فإن التخصص على العائل يعد هاماً للغاية لحماية النباتات الأخرى المحيطة من الضرر. وحينما يكون المطلوب مكافحة عدة أنواع من الحشائش في منطقة واحدة فإن القليل من التخصص على العائل مطلوب طالما كان من الممكن التحكم في انتشارها لتظل النباتات المفيدة غير مضرورة. وهذا هو الحال في حالة النباتات المائية حيث يسمح الوضع باستخدام عدد كبير من الكائنات ضد هذه النباتات.
ويستخدم حالياً بعض أنواع الأسماك كالشَبّوط العشبي (المبروك) Ctenopharyngodon idella (شكل أ ، شكل ب) لمكافحة الحشائش المائية في عديد من دول العالم منها الولايات المتحدة واستراليا ومصر كوسيلة فاعلة في مكافحة تلك الحشائش والحصول في نفس الوقت على عائد اقتصادي مفيد من الأسماك.
جـ - ملاحظات أيكولوجية
ليست الملاحظات على بيئة الكائنات المتغذية على الحشائش هامة فقط لتعميق الفهم عن التخصص على العائل بل أيضاً للتأكيد على اختيار الكائنات التي لها قدرة عالية في المكافحة.
وللتخصص على العائل دراسات تقييم مسبقة على فاعلية عوامل المكافحة الحيوية المرشحة. ولهذا السبب فكثير من الحشرات المتخصصة على العائل قد يتم إدخالها ولكن القليل فقط هو الذى يثبت فائدته. وعلى سبيل المثال فقد تم استيراد 51 نوعاً من الحشرات التي تتغذى على الصبار إلى استراليا ضد نبات التين الشوكي ولم يثبت كفاءة وقيمة من هذه الحشرات سوى خمس فقط. ونظراً لأن كل حشرة يتم إطلاقها تتطلب جهوداً وتكاليفاً من الوقت والمال فمن المفيد اختيار الكائنات الأعلى كفاءة في المكافحة.
هذا ويجب أن تتحمل أو تتأقلم الحشرات المدخلة مع الظروف البيئية في المنطقة المراد استخدامها فيها إذا ما تكاثرت ووصلت إلى مستويات المكافحة. ويؤخذ هذا عموماً في الاعتبار خلال الدراسات الأولية إذا ما بُذِل جهد لاختيار الأعداء الحيوية من المناطق المشابهة بيئياً للمنطقة التي تحتوى الحشائش الممثلة للمشكلة.
وبمجرد إدخال كائنات المكافحة الحيوية وإقامة مجتمعها في منطقة جديدة فقد تتأقلم بصورة أفضل في بيئتها الجديدة وقد تمتد تدريجياً وتحسن من مكافحتها للحشيشة. فقد ظهر تأقلم حشرة كرايزولينا كوادريجيمينا Chrysolina quadrigemina مع الظروف المناخية لكولومبيا البريطانية وأعطت مكافحة متحسنة لحشيشة القلب Hypericum.
ومن الأمور بالغة الأهمية تزامن الضرر synchronization of damage المسبب بالأعداء الحيوية لدورة تطور النبات وظروف معينة أو عوامل محددة تحتها يتطور النبات. فتساقط أوراق نبات حشيشة القلب في الخريف والشتاء بسبب يرقات كرايزولينا كوادريجيمينا يسبب موت النبات خلال موسم الصيف الجاف في كاليفورنيا، نظراً لأن النباتات التي تتساقط أوراقها ليس لديها وقتاً كافياً لإنتاج كمية كافية من المجموع الجذري قبل جفاف الصيف.
أما حشرة التيليونيميا سكرابيولوسا Teleonemia scrupulosa فتسبب تساقط أوراق نبات اللانتانا Lantana خلال الصيف في هاواي، ولكن النبات يمكنه استرداد قوته خلال الوقت الباقي من السنة. إلا أنه حينما تم مد فترة تساقط الأوراق بإدخال عدة حشرات من رتبة حرشفية الأجنحة التي تتغذى على النبات خلال الشهور الباردة فإن كثيراً من هذه النباتات تم القضاء عليها في المناطق الأقل مطراً.
ومن الأمثلة الأخرى لعدم إمكانية الحشيشة تعويض الضرر المسبب بهجوم جيد التزامن هو تساقط أوراق نبات سينسيو يعقوب Senecio jacobaea بحشرة تيريا جاكوبيا Tyria jacobaeae في نوفاسكوتيا نحو شهرين قبل الصقيع بما لا يسمح للنباتات بأن تخزن احتياطياً كافياً بالجذور قبل حلول الشتاء مما يتسبب في موتها.
وقد تدل الملاحظات على دورة حياة النبات، على نوع ووقت الهجوم الذى يكون عنده النبات قابلاً للتأثر بهذا الهجوم. فمستوى المخزون من الكربوهيدرات في أعضاء التخزين في الحشائش المعمرة هو المؤشر لرشات المعاملة بمبيدات الحشائش. ويحصل عموماً على مكافحة أفضل عندما تكون المعاملة بالمبيد موقوتة بمستويات منخفضة من الكربوهيدرات المخزون. وقد استنتج أن عوامل المكافحة الحيوية المختارة لمهاجمة الحشيشة في وقت انخفاض مخزون الكربوهيدرات تعتبر مفضلة، ولكن أشير إلى أن هذه الفترة تختلف من نبات لآخر وحذر من أن التوقيت غير الدقيق للهجوم قد يسبب تنبيهاً للحشيشة. ويعد تساقط أوراق حشيشة التمساح بواسطة أجاسيليس هيجروفيلاAgasicles hygrophila في الوقت الذى كان فيه مخزون الكربوهيدرات في النباتات في أقل مستوى "مارس – يونيو" من عوامل النجاح في مكافحة هذا النبات في إحدى مناطق فلوريدا التي تم فيها الإطلاق.
هذا وعلى رغم إتقان الملاحظات البيئية على النبات وأعداءه الحيوية فإنه ما زال صعباً التنبؤ بأي العناصر المستخدمة أعلى كفاءة في المكافحة. وقد اقترح لذلك حل ممكن وذلك بإعطاء نقاط تشمل 12 صفة لمقارنة فاعلية العناصر قبل البدء في اختبارات التخصص على العائل "مثلاً نوع الضرر الموجه وإنتاجية الحشرة وعدد الأجيال وعوامل الموت".
د - تقدير التخصص على العائل
يعتبر استخدام وسائل المكافحة الحيوية – المتوطنة indigenous أو المجلوبة exotic - عملياً إذا ما كانت هناك ثقة بعدم إضرارها بالنباتات النافعة. ولهذا فإن الإثبات المستخدم لتقدير التخصص على العائل لعدو ما ودرجة الاعتماد التي يمكن وضعها عليه تعد ذات أهمية قصوى. ومعظم الإثبات يأتي طبيعياً من الاختبارات المعملية. ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن قدرة الطفيل على أخذ غذاءه من نبات ما ليست سوى إحدى الضروريات لحياته، فيجب أن يكون أيضاً قادراً على أن يجد النبات وأن يتمم دورة حياته في البيئة المحيطة. لهذا فإن الفحص الكامل للتخصص على العائل – والذى لا يعتبر دائماً ضرورياً – يوجه ناحية العنصر المستخدم. وفيما يلى ملخصاً لخطوات تعد ضرورية في دراسات التخصص على العائل للحشرات المتغذية على الحشائش، وهذه الخطوات تحتاج إلى تعديلات عند التعامل مع المسببات المرضية أو غير الحشرية.
1- دراسة البيولوجي والتأقلم على العائل
المطلب الأول هو معرفة بيولوجي الحشرة مع التركيز على التأقلمات المورفولوجية والفسيولوجية والسلوكية، وتلك المحددة للمدى من النباتات التي تتخصص عليها "فمثلاً طول آلة وضع البيض في كثير من الحشرات التي تبيض في رءوس الأزهار يحدد حجم الرؤوس وبالتالي نوع النبات القابل للهجوم، كما أن التفاعل المعقد بين سلوك الحشرات المسببة للقروح النباتية والاستجابات الفسيولوجية المعينة للنبات تحدد ملائمة العائل". هذه الدراسات تدعم طبيعياً بحصر دراسي وحقلي واسع لتقدير المدى النباتي الحقيقي للعائل. وبالطبع فإن أفضل البراهين هو أن تكون الحشرة قد سبق استخدامها في المكافحة الحيوية وأثبتت أنها مأمونة، ولكن قد يحتاج الأمر إلى اختبارات إضافية إذا كان المجتمع النباتي متنوعاً في البيئة الجديدة.
2- النباتات المهاجمة بالحشرات الغريبة
يمكن الوصول إلى درجة عالية من الاعتماد للتخصص على العائل لحشرة ما إذا كانت تنتمى إلى مجموعة تقسيمية "genus, subgenus" يقتصر غذائها على مجموعة نباتية واحدة، وهذا يدل على أن الحشرة متخصصة على تلك المجموعة النباتية. ومن ثم فخلال فترة زمنية طويلة وعادة في مساحة جغرافية واسعة لم تستخدم الحشرة أي نبات آخر. وفى هذا الصدد فإن النباتات العائلة من الأنواع النباتية الغريبة تعتبر ذات أهمية خاصة.
3- اختبارات التخصص على العائل
توجد استراتيجيتان أساسيتان للاختبار هما تحديد النباتات التي لا يمكن استخدامها وتحديد المدى من النباتات التي يمكن استخدامها. وقد تستخدم طريقة واحدة من هاتين الطريقتين، ولكن معظم الباحثين يستخدم الاثنتين. ويُرَكّز على الطريقة الأولى إذا كانت الحشرة من منطقة لا يعرف عنها إلا القليل فيما يختص بالتقسيم والمدى من العوائل أو عن الآفات لمحاصيل معينة. ولكن الطريقة الثانية مفضلة إذا ما كان هناك وفرة في المعلومات. وتجرى الاختبارات عادة في المعمل وقد تستعمل الأقفاص الحقلية field cages.
ويسمح التركيز على الطريقة الأولى بالتعرف على عدم إضرار الحشرة بنباتات محاصيل هامة، وهذا أمر ضروري بالذات لاختبار النباتات الاقتصادية التي قد تنمو مع الحشيشة المراد مكافحتها. وتلك الأنواع التي لم تتعرض أو تعرضت بدرجة بسيطة للحشرة من قبل ليس من المحتمل أن تحتوى على المنبه الذى يمكنه جذب الحشرة "إلا إذا كانت قريبة للعائل" ولكن قد ينقصها المثبطات المانعة لهجوم الحشرة، وهذا لا يجعلها حساسة لانتقال الحشرة إليها والذى يمكن أن يحدث بعد إضرار أو اختفاء الحشيشة مباشرة، وقد يحدث ضرر مؤقت للمحصول تحت هذه الظروف. ويعيب الطريقة الأولى أن النتائج قد لا تقود إلى الطريق السليم إذا ربيت الحشرات في أقفاص صغيرة أو تمت التغذية تحت ظروف إجبارية، حيث عادة ما تأكل الحشرة في مثل هذه الأحوال لتحافظ على حياتها ولكن في الطبيعة لا تتم التغذية. وتتميز الطريقة الثانية أنه إذا أمكن تحديد مدى العائل للعنصر المستخدم، فإن بقية النباتات الأخرى تعد منيعة، وتختار نباتات الاختبار على أساس الخطر المتوقع في الهجوم عليها.
4- تحليل التخصص على العائل النباتي
اختبار التخصص على العائل للحشرات التي تتغذى على أنواع قليلة من النباتات stenophagous يقدر أولياً باستخدام مواد نباتية ثانوية بالإضافة إلى المظاهر المرئية وباللمس. وتعتبر هذه التقديرات معقولة لمعرفة التخصص على العائل ولإيضاح العوائل غير القريبة تقسيمياً، إلا أن فحص علامات تعرف الحشرة على عائلها تعتبر صعبة لأن معظم الحشرات تتطلب عوامل عديدة لتكون جاهزة لقبولها للنبات تلقائياً.
هـ - الإطلاق وترسيخ المجتمع
على الرغم من التخطيط الحاذق في اختبار العناصر المرشحة لمكافحة الحشيشة، فإن ترسيخ مجتمعاتها قد يبوء بالفشل في المناطق المراد مكافحة حشائشها. فالطفيليات والمفترسات المتوطنة في مناطق الإطلاق قد تهاجم عوامل المكافحة "الحشرات الليلية nocturnal المطلقة خلال النهار قد تكون عرضه للافتراس بالذات"، كما أن الكائنات الممرضة التي قد تجلب مع الحشرات المتغذية على الحشيشة قد تسبب فشلاً في ترسيخ المجتمع الحشري. والإبادة الشاملة للنباتات في مناطق الإطلاق باستخدام مبيدات الحشائش أو حيوانات الرعي أو بتأثير الفيضانات تمنع أيضاً ترسيخ المجتمع، كما أن الاختلاف في عوامل البيئة العديدة "مثل النباتات المنافسة وظروف التربة والمناخ" بين منطقة الإطلاق ومصدر عنصر المكافحة قد يؤخر أو يبطل فعل المكافحة.
و- دراسات التقييم
لا تعتبر دراسات التقييم ضرورية لنجاح مشروع المكافحة الحيوية قدر إفادتها في العمل على نجاح المشاريع المستقبلية. وبصفة مثالية فإنه يجب تقدير المجتمع الطبيعي للأعداء الطبيعية وربطه بالضرر المسبب على العائل النباتي. وقد يتراوح تأثير كائنات المكافحة ما بين إبادة كبيرة وسريعة للنوع النباتي إلى تقليل بسيط لدرجة تنافس النبات المستهدف مع النباتات الأخرى في المجتمع النباتي. وفى الأمثلة الأخيرة يتطلب الأمر إجراء دراسات على درجة إنتاجية النباتات المصابة وغير المصابة، كما أن التصوير قبل وبعد إجراء المشروع يعد مفيداً ويزود بتسجيل لدرجة نجاح المشروع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
احمد, سيد عاشور.2003. الحشائش ومبيداتها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|