طرق مقاومة الحشائش

يقصد بمقاومة الحشائش تقليل ضررها الى اقل حد ممكن , حتى لا تحدث نقصاً في كمية المحصول الناتج وجودته نتيجة منافستها لنباتات المحصول. والوسائل المتبعة عادة في مقاومة الحشائش في نظام الزراعة العضوية , اما ان تكون طرق ميكانيكية او زراعية او حيوية او طبيعية . ولا يمكن الاعتماد على طريقة أو اسلوب واحد في مقاومة الحشائش , بل لابد من اتباع اكثر من طريقة بما يحقق تكامل عملية المقاومة . وتتوقف طرق المقاومة المستخدمة على طريقة تكاثر الحشيشة ونوع الحشيشة وطبيعة نموها ومقدار الضرر الذي تحدثه الحشيشة وكذلك نوعية الضرر الذي تحدثه الحشيشة. وفيما يلي أهم طرق مقاومة الحشائش في الزراعة العضوية.

أ‌- الطرق الميكانيكية Mechanical Methods

وهي طرق مباشرة لمقاومة الحشائش وتنقسم الى:

1- الحرث والإثارة Tillage

مقاومة الحشائش قبل الزراعة افضل من مقاومة والنبات منزرع بالتربة , حيث يتم في هذه الحالة ري الأرض بعد حصاد المحصول السابق وقبل زراعة المحصول اللاحق وبالتالي يتم حرث الأرض والتخلص من الحشائش النامية قبل الزراعة حيث يتم قلب الأرض وتعريضها للشمس فتموت الحشائش بعد انتاجها.

ويراعى عدم استخدام محراث قلاب وذلك حتى لا يؤدي لدفن بذور الحشائش على اعماق كبيرة في التربة , ويتم إثارة التربة عند وجود حشائش تنمو بعد الزراعة لكي يتم منع تكوين نموات جديدة. ويتم القضاء على الحشائش ذات الجذور المتعمقة على مراحل طويلة لمواسم عديدة.

2- الاقتلاع باليد Hand pulling

وذلك عن طريق نقاوة الحشائش باليد للتخلص منها وذلك لصعوبة المقاومة بالعازقات ويفضل في هذه الحالة اقتلاع الحشائش وهي صغيرة الحجم حتى لا تنافس النباتات وكذلك سهولة قلعها في هذا العمر.

3- العزيق اليدوي Hand doeing

هذه العملية تحقق نتيجة جيدة لمقاومة الحشائش خاصة المحاصيل التي يتم زراعتها على سطور او مصاطب اي يوجد مسافات بين النباتات بعضها وبالتالي يتم القضاء على الحشائش الموجودة بالفأس او العزاقات اليدوية او الميكانيكية ويفضل العزيق والحشائش في عمر صغير.

4- الحرق Burning

تستخدم لحرارة من 45 – 60 وهذه الدرجة تؤدي لتجلط البروتوبلازم وتعمل تثبيط النشاط الأنزيمي وبالتالي تقتل الخلايا الحية ويتم استخدام هذه الطرق على جوانب السكك الحديدية والترع والمصارف والطرق الزراعية ويمكن قطع الحشائش وحرقها لمنع انتشار بذورها . وتستخدم المقاومة باللهب في خطوط القطن بحيث تؤدي لقتل الحشائش دون تأثير على نباتات القطن المنزرعة.

5- الغمر بالماء Flooding

يتم غمر الأرض بالماء لتقليل نبة إنبات بذور بعض الحشائش لنقص كمية الأكسجين الازمة للتنفس.

6- الحش Mowing

يتم حش نباتات الحشائش بالمنجلة أو الشرشرة وذلك أثناء التزهير ويجب عدم التأخير حتى لا يحدث تكوين بذور الحشائش وكذلك عدم التكبير عن ذلك حتى لا يؤدي لتكوين نموات اخرى تعطي بذوراً.

7- الرعي Grazing

يتم رعي المواشي في الحقل مباشرة للمحصول المنزرع وما به من حشائش حيث ان دوس الحيوانات يؤدي لقتل جذور الحشائش ويكون الرعي قبل تكون البذور اي عند مرحلة التزهير.

ب‌- الطرق الزراعية Cultural Methods

وهي طرق غير مباشرة تستخدم في المزارع العضوية وتلعب دوراً هاماً في التخلص من الحشائش المصاحبة للمحصول وأهم هذه الطرق هي:

1- استعمال دورة زراعية The use of crop rotation

يتم زراعة محاصيل على خطوط تتعاقب مع محاصيل تزرع بكثافات (بدار) حتى يتم مقاومة الحشائش وعدم زراعة محصول ما في أرض لسنوات عدة حيث ان ذلك يؤدي لزيادة الحشائش وبالتالي انخفاض المحصول المنزرع فمثلاً لا يتم زراعة قمح هذا العام ثم العام التالي يتم زراعته وهكذا وتجب عدم زراعة محصول معين في ارض موبوءة بحشيشة معينة تتوافق مع هذا المحصول وبالتالي تؤثر عليه تأثراً بالغاً.

2- زراعة محصول منافس Competittive crops

يعتبر المحصول المنافس هو الذي يتم زراعته لشدة منافسته للحشائش المجودة في الأرض وذلك لسرعة نموه وزيادة مجموعه الخضري مما يؤدي لحجب الضوء عن الحشائش وبالتالي يعطل من نمو الحشائش وكذلك زيادة مجموعها الجذري خاصة البذور السطحية مما يؤدي الى زيادة قدرتها على منافسة الحشائش على الماء والعناصر الغذائية.

3- طرق الزراعة Culture methods

يصعب إجراء عمليات الخدمة والمقاومة الميكانيكية بعد الزراعة للمحاصيل التي تزرع بدار أما المحاصيل التي تزرع على خطوط أو مصاطب فإنه يسهل إجراء هذه المقاومة وبالتالي يقل ظهور الحشائش وكذلك فإن زراعة الأرز بطريقة الشتل أفضل في مقاومة الحشائش عن الزراعة بطريقة البدار.

ح‌- الطرق الحيوية Biological methods

هناك أعداد طبيعية للحشائش مثل العناكب والبكتريا والفطريات وأسماك المبروك التي تقوم بالتغذية على الحشائش أو إصابتها تؤدي الى الحد من انتشارها ولكن لا تقضي عليها تماماً. ومن عيوبها أن الآفة قد تتحول من التغذية على الحشيشة للتغذي أيضاً على المحصول المنزرع وعلى الكائنات النافعة بالتربة لذلك يجب مراعاة ما يلي :

1- أن تكون الحشرة التي ستقاوم الحشائش ذات كفاءة وإذا سببت صرراً يجب يقل هذا الضرر عن الأضرار الناجمة عن الإصابة بالحشائش.

2- مدى مقاومة الحشائش بالطرق الأخرى لأن المقاومة البيولوجية قد تسبب خطراً بعد ذلك.

ويتوقف نجاح المقاومة البيولوجية للحشائش على:

1. التخصص الكامل للكائنات الحية أو الحشرات على الحشائش المراد مقاومتها بحيث لا تتغذى على نباتات اخرى.
2. أقلمه وملائمة الكائنات الحية أو الحشرات في البيئة التي ستنمو فيها وعدم وجود أعداد طبيعية تتغذى على هذه الكائنات الحية أو الحشرات.

ومن الأمثلة على ذلك:

1. في مصر يتم تربية أسماك المبروك في حقول الأرز لتتغذى على حشائش الأرز.
2. في روسيا أمكن استخدام ذبابة صغيرة لمقاومة حشيشة الهالوك على الفول.
3. استخدام حشرات ثاقبة لمقاومة السعد إلا ان استخدامها لا يزال محدوداً نظراً لأنها محفوفة بالمخاطر للمحصول المنزرع.

ومن الطرق الحديثة المستخدمة والتي تثبط نمو الحشائش دون الإضرار بالمحصول والبيئة هو استخدام مستخلصات بعض النباتات أو الكائنات الحية الدقيقة والتي يطلق عليها أحياناً مبيدات الحشائش الحيوية Bio-herbicides. ومن المركبات التي تم استخلاصها وتؤدي لهذا التأثير هي مركبات فينولية مثل الكيومارين وبعض القلويات الى جانب التوكسينات الناتجة عن بعض الكائنات الحية الدقيقة.

د- الطرق الطبيعية Natural methods

إن أهم الطرق الطبيعية المستخدمة في المزارع العضوية هو تغطية سطح التربة واستخدام عملية التعقيم الشمسي للتربة Soil solarization للتخلص من معظم الحشائش المنتشرة في المزارع العضوية . ويمكن مناقشة هذه الطرق باختصار كما يلي :

أ‌- تغطية سطح التربة Mulching

تستخدم هذه الطريقة لمقاومة الحشائش في الحقول قليلة الحشائش حيث يتم تغطية سطح التربة لمنع الضوء عن بادرات الحشائش الصغيرة والتي تموت إذا لم يصلها الضوء في هذا العمر . ويتم التغطية بالبقايا النباتية الغير حية مثل أوراق الموز الجافة وقش الأرز والبرسيم الجاف وحطب الذرة وحشيشة الراي وغيرها من البقايا النباتية الجافة.

وتنجح عملية التغطية بالبقايا النباتية الغير حية عادة تحت أشجار الفاكهة . وفي زراعة الخضروات وبعض النباتات الطبية والعطرية والمحاصيل فيستخدم حالياً التغطية بشرائح البلاستيك كما في زراعة الفراولة ومحاصيل الصوب الزراعية. ويعيب استخدام التغطية بشرائح البلاستيك ارتفاع التكاليف وزيادة الرطوبة أسفله مما يزيد من الأمراض الفطرية مثل أعفان الجذور.

وتغطي عادة المصاطب بالبلاستيك الأسود شتاء والأبيض Milky صيفاً . وتؤدي التغطية بالإضافة الى منع إنبات ونمو الحشائش التي تحتاج لضوء الشمس الى خفض البخر من سطح التربة كما أنها تقلل مدى تذبذب درجة الحرارة بين الليل والنهار , وتساعد على عدم تكون قشرة على سطح التربة.

وحالياً تستخدم محاصيل التغطية الحية سواء بين صفوف الأشجار أو سطور الخضروات والمحاصيل في زراعات بينية مع المحصول المنزرع . وعادة ما تكون محاصيل التغطية محاصيل أعلاف سريعة النمو قوية التنافس مع الحشائش , أو تكون محاصيل خضروات أو محاصيل حقل أو نباتات طبية وعطرية تزرع من أجل محصولها. وإمكانية أخذ بقايا هذه المحاصيل لاستخدامها في التغطية تحت الأشجار بعد ذلك مثل الذرة أو البرسيم الجاف.

ويجب الحر في اختيار محصول التغطية المناسب للزراعات البينية حيث أن لبعض هذه المحاصيل إفرازات كيمياوية ضارة بالمحصول المنزرع وزراعته بالمسافات المناسبة بعيداً عن المحصول المنزرع.

ب‌- التعقيم الشمسي  Soil solarization

يعتبر التعقيم الشمسي للتربة وسيلة فعالة لتقليل اوان وأعداد الحشائش في التربة بالإضافة الى مقاومة العديد من أنواع الكائنات الممرضة وآفات التربة. وفي هذه الطريقة تغطي التربة بشرائح البلاستيك الشفاف الذي يسمح بنفاذ أشعة الشمس وتسخين الطبقة السطحية من التربة الى الدرجة التي تقتل بذور الحشائش أو نموها. وبالإضافة الى ذلك فعملية التغطية تؤدي الى زيادة تجمع غاز ثاني اوكسيد الكربون تحت البلاستيك المحكم وذلك نتيجة تنفس كائنات التربة الدقيقة وبذور الحشائش النابتة قبل موتها يوفر جو خانق لبذور الحشائش النابتة الى جانب الكثير من الكائنات الحية الدقيقة الممرضة بالتربة.

وينجح التعقيم الشمسي في المحاصيل التي يصعب معها العزيق أو أي عمليات اخرى مثل النباتات الطبيعية و العطرية والخضروات التي تزرع بصورة مكثفة.

وتتم عملية التعقيم الشمسي بتغطية سطح التربة بعد تجهيزها جيداً للزراعة وذلك برقائق البلاستيك الشفاف وذلك في الفترة التي ترتفع فيها درجة الحرارة ويزداد فيها شدة الإشعاع الشمسي (يوليو وأغسطس). وتتم التغطية بعد عدة أيام من الري حتة يتم إنبات معظم بذور الحشائش الحولية . ويجب ملاحظة أن يكون سطح التربة ناعماً حتى يكون البلاستيك ملامساً لسطح التربة تماماً مما يزيد من كفاءة التعقيم الشمسي. وتستمر فترة التغطية بالبلاستيك لمدة 4 أسابيع لقتل الحشائش الحولية و 6 أسابيع لقتل بذور الحشائش الصيفية والبذور الساكنة. وبعد الانتهاء من فترة التعقيم يمكن رفع البلاستيك أ, تركه اذا كان يغطي مصاطب وتثقيبه على مسافات زراعة المحصول ويتم زراعة البذور أو الشتلات في حدود عمق 3-5 سم.

ومن الحشائش الصيفية والشتوية التي ينجح التعقيم الشمسي في مقاومتها , عرف الديك , السريس , أبو ركبة , ذيل الفأر , الحميض , الجعضيض , ذيل القط , الكبر , والزرنيخ الى جانب الحشائش المتطفلة مثل الهالوك والحامول.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

ماهر جورجي نسيم. 2008. الزراعة العضوية (اساسيات وتقنيات).