أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2014
2220
التاريخ: 7-12-2015
2087
التاريخ: 2023-07-24
978
التاريخ: 16-12-2015
1907
|
بعد اجتياز لحظات الموت، وبعد فراق الدنيا عندما تفتح العيون في البرزخ ويشاهد الإنسان بعض الأسرار التي كانت محتجبة خلف ستار الغيب، ويرى نتائج أعماله بأمّ عينيه ويرى خُلُوَّ يديهِ من الحسنات وتراكُمَ الذنوبِ الثقيلةِ يُثقِلُ كاهِلهُ، فإنّه يندم بشدّه على ما فعل في الماضي ويفكّر في إصلاح ما اقترفه، هنا يلتفت إلى الملائكة الذين قبضوا روحه ويتوسّل إلى اللَّه - كما جاء في الآية العاشرة من آيات البحث - ويضج بالعويل ويطلب من اللَّه العودة إلى دار الدنيا، قال تعالى : {حَتّى اذَا جَاءَ احَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّى اعْمَلُ صَالِحاً فِيَما تَرَكْتُ}.
لكن السنن الإلهيّة لا تسمح لأحدٍ بهذا، فلا الصالحون يتمكنون من العودة لإضافة الصالحات إلى أعمالهم، ولا المسيئون يمكنهم العودة للتوبة والإصلاح، لذا يجاب عن هذا الطلب بحزم ويقال له : {كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هَوُ قَائِلُهَا}.
إنّ جميع المجرمين عندما يقعون بقبضة المُقتَصِّ يتوسلون بمثل هذه الأساليب، ولكن غالباً ما يعودون إلى تكرار أعمالهم فور ارتفاع أمواج البلاء عنهم.
وممّا يجلب الإنتباه هنا هو أنّ المخاطب في كلمة «ربِّ»، هو الذات المقدّسة الإلهيّة، لكن المخاطب في «ارجعون» جاء بصيغة الجمع.
يرى المفسرون : أنّ هذا إِمّا من أجل التعظيم لمقام الحق تعالى، وإمّا أن يكون المخاطب في الواقع هم الملائكة الذين يأتون أفواجاً لقبض الأرواح.
كما أنّ هذا المعنى محتمل أيضاً وهو أنّهم يتوسلون بساحة اللطف الإلهي أولًا، ثم يلتفتون إلى الملائكة يطلبون منهم العودة «1».
وجاء ما يشابه هذا المعنى أيضاً في قوله تعالى : {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ مِّنْ قَبْلِ انْ يَأْتِي احَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولُ رَبِّ لَوْلَا اخَّرتَنِي الَى اجَلٍ قَريبٍ فَاصَّدَّقَ وَاكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ}
(المنافقون/ 10).
وقد اجيبوا هنا بجواب سلبي أيضاً في ذيل الآية، وبصورة اخرى : قال تعالى : {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً اذَا جَاءَ اجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (المنافقون/ 11).
كما يستفاد من الآية 28 من سورة الأنعام أيضاً أنّ المجرمين يتحدّثون بهذا الحديث عندما يعرضون على جهنّم، وبما أنّ ذلك خارج عن موضوع البحث فإننا نعرض عن ذكره هنا.
_____________________
(1) واحتمل صاحب تفسير الميزان هذا الاحتمال أيضاً وهو أنّ ضمير الجمع يدل على الجمع في الفعل لا على الجمع في الفاعل، فكانّ المحتضر يريد أن يقول «إرجع، ارجع» عدّة مرات فيأتي بكلمة ارجعوا بدلًا عن التكرار. (تفسير الميزان ج 15، ص 71) ولكن من البديهي لو جاز هذا في اللغة لكان قليلًا جدّاً.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|