المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



تأثير المشاهد المحرمة على الهداية والتوفيق  
  
1468   01:24 صباحاً   التاريخ: 28-7-2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص138 ـ 143
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2016 2225
التاريخ: 21-4-2016 2633
التاريخ: 1-4-2018 2153
التاريخ: 21-8-2021 2366

إن مودة أهل البيت وموالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله أمر لا يمكن الفوز به في أجواء الفساد والمشاهد المحرمة إذ إن هناك آثار وضعية روحية تنعكس على عقل الإنسان وروحه تقتل فيه الدوافع الإيمانية لأن الله خلق الإنسان خلقة عقلية وروحية عجيبة ودقيقة تتأثر وتكتسب مما تشاهده وتسمعه وتحس به بل يتعدى ذلك التأثير إلى الذرية بل تستمر الآثار السلبية إلى مئات السنين فحينما ذكر الله تعالى في قصة موسى حينما أراد الخضر(عليه السلام)، إقامة الجدار وقال له موسى (عليه السلام)، لو شئت لاتخذت عليه أجرا فقال في تعليله أن صاحب الجدار كان صالحا وله يتيمين وكان تحته كنز لهما فأردنا أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك ويقال في تفسير هذه الآية بين الأبوين واليتيمين سبعون أبا وفي رواية أنه أبوهما العاشر وفي بعضهما كان بينهما سبعمائة سنة(1).

وسبب ذلك هو حتمية الآثار الوضعية للذنوب والمعاصي ومثال على ذلك أن من يشرب الخمر ضناً انه ماء لم يأثم إلا أن الآثار الوضعية للخمرة تؤثر فيه فيسكر ومن يشرب السم على أنه دواء سوف يقتله أكيد وكذلك المرأة الحامل التي تأخذ عقاقير تضر بالحمل فسوف تلد جنيناً مشوّهاً أو ناقصاً وتستمر العاهة معه حتى عند مواليده إذا استمر بالإنجاب.

وان الحرام يبدأ بخطوة واحدة وتلك هي الخطوة التي وضعت البوصلة باتجاه المشاهد المحرمة فلا يبقى أمامك إلا السير بهذا الاتجاه وحيث قال تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}[البقرة: 168]، وتجد أن النتيجة الحتمية لذلك الطريق هي السقوط في الهاوية وحقيقة ما يحدث هو ما يشبه المجالسة للتلفزيون وأحاديث أهل البيت تحذرنا من مصاحبة ومجالسة الأشرار ومخالطتهم بل تؤكد على ضرورة مجالسة ومخالطة الصالحين والاستفادة منهم والتعلم والتأثر بهم حيث ورد عن ابن عباس قال: قيل: يا رسول الله أي الجلساء خير؟ قال: (من تذكركم بالله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله)(2)، وقال أبوعبد الله (عليه السلام): كان أمير المؤمنين يقول: (ينبغي للمسلم أن يتجنب مؤاخاة ثلاثة: الماجن الفاجر، والأحمق والكذاب فأما الماجن الفاجر، فيزين لك فعله، ويحب أن تكون مثله، ولا يعينك على أمر دينك ومعادك، ومقاربته جفاء وقسوة ومدخله ومخرجه عار عليك(3)، وإن هذه الأمور إذا تطبع عليها الإنسان أصبح بعيدا عن الهداية والتوفيق وشيئاً فشيئاً سيكون قرينه الشيطان حيث قال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف: 36]، وهكذا يكون بعيداً عن ولاية محمد وآل محمد وعن موالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله حيث ورد في الحديث ولا تنال ولايتنا إلا بالورع عن محارم الله وشيئاً فشيئاً سوف تسيره تلك المشاهد لا إراديا ويسعى إلى تقليد ما يشاهده فهو بدل أن يقتدي بأهل البيت حيث قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب: 21]، فهو يقتدي بالفاسقين، لذلك تجد انتشار العلاقات المحرمة وممارسة الفحشاء بل محاكاة أفكارهم وملابسهم ورقصاتهم بحيث صار مألوفا لدرجة أنهم ينكرون على من يعترض عليهم أو يريد نصحهم وتوجيههم والبداية كانت بخطوة ورغبة انتهت بهم إلى سلوك طريق الشيطان والعياذ بالله لذلك ورد عن عيسي (عليه السلام)، حيث يقول ما مضمونه: (لا أقول لكم لا تعملوا الحرام بل أقول لكم لا تفكروا بالحرام فإن التفكير بالحرام كالدخان الذي يملأ البيت المزوّق)، ونقرأ في زيارة أمين الله واجعل نفسي مفارقة لأخلاق أعدائك، وورد في الحديث ما مضمونه (من رضي بعمل قوم شاركهم في أجورهم ومن أحب قوم حشره الله معهم)، وورد في الحديث من أصغي إلى ناطق فقد عبده فإن كان ينطق عن الله فقد عبد الله وان كان ينطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان، وقال الإمام الصادق (عليه السلام): واقطع عمن ينسيك وصله ذكر الله تعالى وتشغلك ألفته عن طاعة الله، فإن ذلك من أولياء الشيطان واخوانه)(4).

وورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤاخين كافراً ولا يخالطن فاجرا، ومن آخى كافراً أو خالط فاجراً كان فاجرا كافراً)(الوسائل ج11، ص507).

لذلك فإن تأثير ما يطرأ على الإنسان من مسموعات ومرئيات سلبا وإيجاباً على روحه وعقله مما لا شك فيه تؤكده الروايات والأحاديث لذلك فإن سامع الغيبة هو شريك في الإثم حيث قال الإمام علي (عليه السلام)(السامع للغيبة كالمغتاب) (غرر الحكم: ص221، ح4443)، وورد عن زين العابدين (عليه السلام): (حق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة، وسماع ما لا يحل سماعه)(الفقيه: ج2، ص618، ح2214)، وكذلك سماع الغناء والكلام الفاحش حيث ورد في الحديث: (الغناء يورث النفاق ويقسي القلب ويقطع الرزق)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (يحشر صاحب الغناء من قبره أعمى وأخرس وأبكم) (البحار: ج76، ص253، ح12)، وقال الصادق (عليه السلام): (المنجم ملعون والكاهن ملعون والساحر ملعون والمغنية ملعونة ومن آواها ملعون وآكل كسبها ملعون)، وهكذا سماع كل شيء باطل يشغل عن ذكر الله وأما النظر إلى الحرام وهو كغيره من الذنوب يؤدي إلى سوء العاقبة حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من ملأ عينه من حرام ملأ الله عينه يوم القيامة من النار إلا أن يتوب ويرجع) (الفقيه: ج4، ص12، ح1968)، وقال (إياكم وفضول النظر فإنه يبذر الهوى ويولد الغفلة)(البحار: ج69، ص199، ح29)، وقال: (لكل عضو من ابن آدم خط من الزنى فالعين زناها النظر) (المستدرك ج14، ص269، ح16681)، وقال علي (عليه السلام): (ليس في البدن شيء أقل شكرا من العين فلا تعطوها سؤلها فتشغلكم عن ذكر الله عز وجل)(الوسائل: ج6، ص505، ح8559)، وهكذا فإن الله عندما خلق الإنسان خلق معه الحاجز الفطري فهو ينفر من الأمور المخالفة للحياء والظلم والاعتداء ويأنس بالعدل والكرم والاحترام وهناك حاجز آخر هو الحاجز الشرعي الذي يجب على الإنسان أن يراعيه حتى يبقى سائرا على الصراط المستقيم ولا يقع ضحية طاعة الهوى والشيطان فعلى الإنسان أن يحذر الذنب لأنه يحجب عن القلب نور الإيمان وعن العقل نور الحكمة والعلم وان العين والإذن واللسان روافد تصب في روح الإنسان فإذا كانت تلك الروافد قذرة بالمعاصي صار القلب قذرا وان كانت تلك الروافد معتصمة من الذنوب صار القلب والروح طاهراً معتصما بذكر الله قويا منيعا من هجمات الشيطان وإغراءاته وحتى يتنعم بحلاوة الإيمان حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (النظرة سهم من سهم إبليس فمن تركها خوفا من الله أعطاه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه)(المستدرك: ج14، ص268، ح16680)، وقال: (غضوا أبصاركم ترون العجائب)(البحار: ج101، ص41، ح52) وقال علي (عليه السلام): من غض طرفه أراح قلبه وقل أسفه وأمن تلفه، وقال: (نعم صارف الشهوات غض الأبصار)، وقال: (من عفت أطرافه حسنت أوصافه)(غرر الحكم: ص256، ح5428).

والهدف من كل ذلك هو إيجاد الحصانة وتهيئة عوامل الصلاح وعدم الغفلة عن ذكر الله حيث قال النبي (صلى الله عليه وآله): بذكر الله تحيي القلوب وبنسيانه موتها (مجموعة ورام: ج2، ص119)، لذلك يأتي دور موالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله في الاقتداء والسير على نهج الطاهرين ورفض وترك كل شيء يربطنا بالكافرين لأن ذلك منهي عنه حيث قال تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}[البقرة: 168]، وقال {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}[الكافرون: 1 - 6]، وورد في زيارة أمين الله الواردة عن المعصومين.. واجعل نفسي مطمئنة بقدرك.. مفارقة لأخلاق أعدائك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ تفسير الميزان: ص351، ج16، من سورة الكهف.

2ـ وسائل الشيعة: ج8، ص412.

3ـ المصدر السابق: ص416.

4ـ مصباح الشريعة: ص43. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.