أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-12-2015
1624
التاريخ: 7-12-2015
2053
التاريخ: 7-12-2015
1813
التاريخ: 7-12-2015
1495
|
نقرأ في الآية : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشرِى نَفْسَهُ ابتغَاءَ مَرضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالعِبَادِ} (البقرة/ 207).
وردت روايات كثيرة في المصادر الإسلامية المعروفة في شأن نزول هذه الآية منها :
1- ينقل المفسر السنّي المعروف «الثعلبي» في تفسيره في شأن نزول هذه الآية ما يلي :
«لما عزم النبي صلى الله عليه و آله على الهجرة إلى المدينة، ترك عليَّ بن أبي طالب عليه السلام في مكّة ليؤدّي الديون التي عليه والأمانات إلى اهلها، وأمرهُ ليلة خرج إلى الغار وقد احاط المشركون بالدار، أن ينام في فراشه صلى الله عليه و آله وقال له : اتشح ببردي الأخضر، ونم على فراشي فانّه لا يصل منهم إليك مكروه إن شاء اللَّه، ففعل ذلك علي عليه السلام فأوحى اللَّه تعالى إلى جبرئيل وميكائيل إنّي آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيّكما يؤثر صاحبه بالحياة، فاختار كلاهما الحياة فأوحى اللَّه تعالى إليهما : أَفلا كنتما مثل علي؟ آخيت بينه وبين محمّد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة، إهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوَّه، فنزلا فكان جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبرائيل ينادي بخ بخ من مثلك يا علي بن أبي طالب يباهي اللَّه تبارك وتعالى بك الملائكة فأنزل اللَّه على رسوله صلى الله عليه و آله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي عليه السلام : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشرِى نَفْسَهُ ابتغَاءَ مَرضاتِ اللَّهِ}».
وقد نقل رواية الثعلبي هذه وبنفس التفصيل كل من الغزالي في إحياء العلوم (ج 3، ص 238) والكنجي في كفاية الطالب (ص 114) ... وابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمّة» (ص 33) و «السبط بن الجوزي الحنفي» في «تذكرة الخواص» (ص 21) و «الشبلنجي» في «نور الابصار» (ص 82) (1).
2- ويروي الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» عن «أبو سعيد الخدري» هذا المضمون بشيء من التفاوت (2).
3- وفي نفس الكتاب «شواهد التنزيل» يروي عن ابن عباس أنّ علياً عليه السلام كان أول من آمن برسول اللَّه صلى الله عليه و آله بعد خديجة وارتدى رداءه وبات في فراشه ... (لكنه لم يشر إلى الآية الشريفة في هذه الرواية) (3).
4- وفي نفس الكتاب أيضاً يروي هذا المعنى عن «عبد اللَّه بن سليمان» (وفي نسخة عن عبد اللَّه بن عباس) قال : «أنام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله علياً على فراشه ليلة انطلق إلى الغار، فجاء أبو بكر يطلب رسول اللَّه فأخبره علي أنّه قد انطلق، فأتبعه أبو بكر وباتت قريش تنظر علياً وجعلوا يرمونه، فلما أصبحوا إذا هم بعلي، فقالوا : أين محمّد؟ قال : لا علم لي به، فقالوا : قد أنكرنا تضورك كنّا نرمي محمّداً فلا يتضور وأنت تتضور، وفيه نزلت هذه الآية : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشرِى نَفْسَهُ ابتغَاءَ مَرضاةِ اللَّهِ} (4).
5- يروي الحاكم النيسابوري في كتابه المعروف «مستدرك الصحيحين» عن ابن عباس أنّ علياً عليه السلام باع نفسه للَّه، وارتدى ثوب النبيّ صلى الله عليه و آله وبات في فراشه ... وفي نهاية هذه الرواية يقول : هذا الحديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (5).
6- في نفس الكتاب يروي عن «حكيم بن جبير» عن «علي بن الحسين عليه السلام : «إنّ أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة اللَّه علي بن أبي طالب عليه السلام» (6).
ثمّ يضيف : لما أراد علي عليه السلام المبيت في فراش رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، كان يردد هذه الأبيات :
وقيتُ بنفسي خير منْ وطىء الحصى ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول إله خاف أن يمكروا به فنجاه ذو الطول الإله من المكر
وبات رسول اللَّه في الغار آمناً موقى وفي حفظ الإله وفي ستر
وبتُّ اراعيهم ولم يتهمونني وقد وطنت نفسي على القتل والأسر (7)
وجاءت هذه الأبيات التي تعبّرُ عن التضحية والإيثار وفخر علي عليه السلام بهذا الأمر، في كتب اخرى أيضاً.
7- يقول «الطبري» المؤرخ المعروف بشأن هجرة النبيّ صلى الله عليه و آله واحاطة المشركين بداره صلى الله عليه و آله : ثم جعلوا يطلّعون فيرون علياً على الفراش متسجياً ببرد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فيقولون :
«واللَّه إنّ هذا لمحمد نائم عليه بُردُه فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا فقام علي عن الفراش فقالوا : واللَّه لقد صدقنا الذي حدثنا فكان ممّا نزل في ذلك اليوم وما كانوا أجمعوا له : {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثِبتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ ....}» (8). (الانفال/ 30)
8- يروي «ابن الأثير» في «اسد الغابة» في فضائل علي عليه السلام : «لما أراد النبيّ صلى الله عليه و آله الهجرة، خلَّف عليَّ بن أبي طالب بمكة لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده، وأمره ليلة خرج من الغار وقد أحاط به المشركون بالدار أن ينام على فراشه وقال : إِتَّشِحْ ببردي الحضرمي- وبعدها نقل قصة ليلة المبيت وما أوحى اللَّه إلى جبرائيل وميكائيل .. ثمّ قال :
فأنزل اللَّه عزّ وجلّ على رسوله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي : {وَمِنَ النَّاس مَن يَشرِىِ نَفْسَهُ ابتغَاءَ مَرضَاتِ اللَّهِ}» (9).
9- يروي «أحمد بن حنبل» أحد أئمّة أهل السنّة الأربعة في مسنده وهو من المصادر الإسلامية المشهورة، عن ابن عباس في تفسير الآية : {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثِبتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ ....} قال : تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم : إذا أصبح فأَثبتوه بالوثائق- يريدون النبيّ صلى الله عليه و آله وقال بعضهم : بل اقتلوه، وقال بعضهم : بل أَخرجوه، فأَطلَع اللَّه نبيّه صلى الله عليه و آله على ذلك فبات علي عليه السلام على فراش النبيّ صلى الله عليه و آله وخرج النبيّ صلى الله عليه و آله حتى لحق بالغار» (10).
ولم يشر الإمام أحمد إلى آية : {وَمِنَ النَّاس مَن يَشرِىِ نَفْسَهُ ...}، إلّا أنّه يتحدث عن آية : {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا ...} التي وردت في واقعة ليلة المبيت أيضاً.
ولا تنحصر الروايات بما قيل : بل هناك روايات كثيرة اخرى رويت في المصادر المعروفة بهذا الصدد، وللمزيد من الاطلاع بإمكانكم مراجعة كتب : احقاق الحق (11)، وشواهد التنزيل (12)، وفضائل الخمسة (13)، والغدير (14)، وتفسير البرهان (15).
________________________
(1) الغدير، ج 2، ص 48.
(2) شواهد التنزيل، ج 1، ص 196، ح 133.
(3) المصدر السابق، ص 98.
(4) شواهد التنزيل، ج 1، ص 100.
(5) مستدرك الصحيحين، ج 3، ص 4.
(6) المصدر السابق.
(7) مستدرك الصحيحين : ج 3، ص 4.
(8) تاريخ الطبري، ج 2، ص 100.
(9) اسد الغابة، ج 4، ص 25.
(10) مسند أحمد، ج 1، ص 348.
(11) شواهد التنزيل، ج 1، ص 96 وما بعدها.
(12) فضائل الخمسة، ج 2، ص 345 وما بعدها.
(13) الغدير، ج 2، ص 49 و ما بعدها.
(14) الغدير، ج 2، ص 49 و ما بعدها.
(15) تفسير البرهان، ج 1، ص 206- 207.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|