قوله – سبحانه -: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة: 54].

إنما (1) نزلت في شأن (2)أمير المؤمنين – عليه السلام – لأن في عقبها : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ...} [المائدة: 55] الآية . وإن هذه الأوصاف ، كان مستكملاً له  بالإجماع.

وقد صح محبة الله ـ تعالى ـ ورسـوله ـ عليه السّلام ـ في خـبر الطير(3)، وحديث خيبر(4)، وقصة الوفاة (5). ولم يصح ذلك لغيره(6).

     ثم قال : { أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين} ومعلوم حاله مع المؤمنين ، والكافرين ، ولم يسبقه أحد من العالمين.

    ثم قال : { يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم} وهو منفي عنهما بالإجماع ، ولا حق بعلي (7) بالاتفاق.

   وأما(8) دعواهم أنهم أهل الردة ، فمحال. لأنهم كانوا يظهرون الشهادتين ، والتأذين(9) ، والصلاة. كما شهر في الصحاح ، والسنـن ، وهـذا لـيس مـن حـكـم الارتداد.

    ولنا أن نقول ـ أيضاً ـ : إنه قد صـحّ عـن النبيّ ـ عليه السّلام ـ : أنه قال(10) لعلي ـ عليه السّلام ـ : تُقاتـل ـ بعـدي ـ الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين.

    وهؤلاء ـ عندنا ـ مرتدون(11). يَدًلك ـ وضوحاً ـ أن أمير المؤمنين (12) عليه

السّلام ـ(13) قال ـ يوم البصرة -:

    والله ! ما قُوتل أهل هذه الآية حتى اليوم. وتلا هذه الآية.

      وقد روي عن عمّار (14))، وحذيفة(15)، وابن عباس(16)، وابن مسعود(17): أنها نزلت في أهل البصرة ، ومن قاتل عليا ـ عليه السّلام ] (18) ومن (19) المعلوم أن صاحبكم ، ليس له قتيل في الإسلام. وقد إنهزم عن النبي ـ عليه السّلام ـ مـراراً.

بلا خلاف

_______________

1- في (ش): إنهاء

2- تفسير القمي علي بن إبراهيم: ۱: ۱۷۰. تفسير نور الثقلين: ١: ٦٤١. تفسير البغوي: ٢: ٤٧. شواهد التنزيل: ١: ١٦١. فا بعدها. التفسير الكبير: ۱۲: ۲۰. الجامع لأحكام القرآن: ٦: ۲۲١.

3- في قوله (صلى الله عليه واله): ((اللهم آتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير)) فجاء علي (عليه السلام).

4- قوله (صلى الله عليه واله): ((لأعطين الراية غداً رجلا يحب الله ورسوله ويحّبانه )) فأعطاها علياً (عليه السلام).

5- قوله (صلى الله عليه واله) عند الوفاة : أدعوا لي خليلي ، فدعي بجماعة فأعرض عنهم حتى جاء عليُ فاحتضنه وجعل يسارّه.

6- في (هـ): غيره . من دون حرف الجر (اللام).

7- في (هـ): به

8- في (ح): فأما. مع الفاء.

9- في (ك): التأدين. بالدال المهملة.

10- عيون أخبار الرضا: ٢: ٦١ . باختلاف يسير في اللفظ ، الخصال: ١: ١٤٥. مسند أبي يعلى الموصلي: ۱: ۳۹۷ . مسند الإمام زيد: ۳٦٥. دلائل الإمامة: ١٢١. الجمـل: ۳٥. الإرشاد ۱۸۲. ذخائر العقبي : ١١٠. أنساب الأشراف (ط. المحمودي): ۲ : ۱۳۸، ۲۹۷. المستدرك على الصحيحين: ۳: ١۳۹. الدر المنثور: ۷: ۳۸۰. المناقب للخوارزمي: ١١٠. المغني في أبواب العدل والتوحيد: جـ ٢٠ ق ٢ (الإمامة): ٧٤. فردوس الأخبار: ۳: ١٥۹.

 11- في (هـ): مرتدين. بالياء. والوجه ما أثبتناه .

12- الإفصاح في إمامة علي بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ: ٥۹ ـ ٦۰. أمـالي الشيخ الطوسي: ١ : .۱۳۱

13- (عليه السّلام) ساقطة من (ح).

14- مجمع البيان: ۲: ٢٠٨. الإفصاح في إمامة علي بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ: ٦٢.

15- مجمع البيان: ٢: ٢٠٨. الإفصاح في إمامة علي بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ: ٦٢.

 16- مجمع البيان: ۲: ۲۰۸ الإفصاح في إمامة علي بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ: ٦۳.

17- الإفصاح في إمامة علي بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ: ٦۳.

18- ما بين المعقوفتين ساقط من (ح).

19- في (أ) : وهو من المعلوم.