المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05

جغرافية الطاقة
7-11-2021
exemplar (n.)
2023-08-26
أنواع الحلم الأحمر ذو الأهمية الاقتصادية
13-7-2021
تمهيد حول مناهج البحث اللغوي
21-4-2019
بركات الأسرة السعيدة
18-8-2018
لطيف كنايته وظريف تعريضه
5-11-2014


عباده العجل من قبل بني اسرائيل‏  
  
2942   11:18 صباحاً   التاريخ: 4-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج8 , ص160- 164
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي موسى وهارون وقومهم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-01 237
التاريخ: 5-2-2016 2331
التاريخ: 5-2-2016 2081
التاريخ: 2023-07-16 1154

وردت الإشارة إلى‏ قصة عجل السامري في القرآن الكريم فبعدما جاء موسى‏ عليه السلام إلى‏

ملتقى الوعد الإلهي (جبل الطور) ليتسلم آيات الوحي وجه اللَّه تعالى‏ إليه الخطاب بالقول :

{قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَاضَلَّهُمُ السَّامِرِىُّ * فَرَجَعَ مُوسَى‏ الَى‏ قَوْمِهِ غَضْبانَ اسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ الَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدَاً حَسَنًا افَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ امْ ارَدتُّم انْ يَحِلَّ عَلَيكُم غَضَبٌ مِن رَّبِّكُم فَاخْلَفْتُم مَّوْعِدِى * قالُوا مَا اخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا اوْزاراً مِنْ زِينَةِ القَومِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذلِكَ الْقَى‏ السَّامِرِىُّ * فَاخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقالُوا هَذَا الهُكُم وَالَهُ مُوسَى‏ فَنَسِىَ * افَلَا يَرَوْنَ الّا يَرجِعُ الَيهِم قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُم ضَرَّاً وَلا نَفْعَاً * وَلَقَدْ قَالَ لَهُم هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يا قَومِ انَّمَا فُتِنْتُم بِهِ وَانَّ رَبَّكُمُ الرَّحمنُ فَاتَّبِعُونِى وَاطِيعُوا امْرِى * قَالُوا لَنْ نَّبْرَحَ عَلَيهِ عَاكِفِينَ حَتّى‏ يَرْجِعَ الَيْنَا مُوسَى‏ * قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ اذْ رَايْتَهُم ضَلُّوا * الَّا تَتَّبِعَنِ افَعَصَيتَ امْرِى * قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَاخُذْ بِلِحْيَتِى وَلَا بِرَاْسِي انِّى خَشِيتُ انْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِى اسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرقُبْ قَوْلِى * قَال فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِىُّ * قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّن اثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِى نَفْسِى} (طه/ 85- 96).

يستفاد من مجموع هذه الآيات أنّ بني اسرائيل في غياب موسى‏ قد غرّر بهم‏ «السامري» ذلك الرجل المنحرف والذي يقال إنّ له خبرة في صياغة الذهب ، فصنع لهم من حُليّهم وزينتهم عجلًا من ذهب وانبرى‏ هارون إلى‏ منازلتهم. إلى‏ أن يقول القرآن في مقام اعتذار هارون من موسى‏ : {إنَّ القَومَ اسْتَضعَفُونِى وَكَادُوا يَقتلُونَنى}. (الأعراف/ 150)

وأخيراً انزعج موسى‏ عليه السلام كثيراً من هذه القضية ، وألقى باللائمة على‏ أخيه ، وعاتب السامري ، وأحرق صنمه بالنار ، وذرَّ رماده في البحر ، ووجه عقاباً صارماً إلى‏ بني اسرائيل ، والآن لنلقي نظرة على‏ ما تقوله التوراة في هذا المجال :

جاء في الفصل الثاني من سفر الخروج في التوراة ما يلي :

«ولما رأى القوم أنّ موسى‏ عليه السلام يتريث في هبوطه من الجبل ، اجتمع أولئك القوم عند

هارون)؛ وقالوا له : انهض واصنع لنا آلهة تسير أمامنا ، لأننا لا نعلم ما حلّ بذلك الرجل الذي أخرجنا من ملك مصر- وقال لهم هارون أخرجوا الاقراط الذهبية من آذان نسائكم وصبيانكم! وبناتكم واجلبوها عندي- فاخرج جميع القوم الأقراط الذهبية التي كانت في آذانهم وجاءوا بها إلى‏ هارون ، فأخذها من أيديهم ، فصورها بشكل بارز ، وصبت على‏ شكل عجل وقالوا : يا أسرائيل هذه هي آلهتك التي أخرجتك من أرض مصر.

وعندما رأى‏ هارون ذلك أقام مذبحة مقابل ذلك ، ونادى‏ هارون وقال غداً سيكون عيداً نعقده لهذا الإله- وقاموا في وقت السحر وقربوا القرابين المحترقة وقذفوا الهدايا بالقرب منها للحفظ والسلامة وجلسوا للأكل والشرب وقاموا من فورهم للّعب- وقال اللَّه تعالى‏ لموسى‏ عليه السلام انزل إلى‏ قومك ، لأنّ القوم الذين أخرجتهم من أرض مصر قد فسدوا- بل إنّهم انحرفوا بسرعة عن المسلك الذي أمرتهم به ، وصنعوا لأنفسهم عجلًا أعدوه من قبل وسجدوا له وقدموا له قرباناً أيضاً ، وقالوا لإسرائيل ها هي آلهتك التي اخرجتك من أرض مصر ، لكن موسى‏ طلب من ربّه وقال : لماذا تصب غضبك على القوم الذين أخرجتهم من أرض مصر بحولك العظيم لكي لا يتكلم أهل مصر بأنّك أخرجتهم لقصد سيّ‏ء ، حتى‏ تقضي عليهم في وسط الجبال ولتبيدهم من على‏ وجه الأرض؛ تنازل من شدّة سخطك! وغيّر إرادتك بصدد انزال البلاء على‏ قومك ، واذكر عبادك إبراهيم واسحاق واسرائيل ، لأنّهم أقسموا بذاتك من أجلهم ، قلت لهم : بأنّي سأبارك في ذرّيتكم واجعل عددكم بعدد النجوم.

ووقع الأمر بالفعل ، فعندما اقترب من المخيم شاهد العجل والمهرولين وثارت ثائرة موسى ، فألقى‏ الألواح من يده ، وكسرها تحت الجبل ، وأخذ العجل الذي صنعوه وأحرقه بالنار وسحقه إلى‏ أن أصبح تراباً ثم نثره في الماء ، وسقى‏ بني اسرائيل منه! وقال موسى لهارون : ماذا فعل بك هؤلاء القوم حتى‏ أقدمت على‏ ارتكاب هذا الذنب العظيم ، فقال هارون : لاتثر ثائرة سيدي لأنّك تعلم أنّهم يميلون إلى‏ الخطايا ، وقالوا لي اصنع لنا آلهة نقتدي بهم ونمضي خلفهم ، لأنّ موسى الرجل الذي أخرجنا من أرض مصر ، لا نعلم ماذا حلَّ به ، وأنا قلت لهم : ليخرج كل من كان لديه قطع ذهبية ، ثم أعطوني إيّاها والقيتها في نار حامية فخرج هذا العجل ...

ورجع موسى‏ إلى‏ ربّه ، وقال واأسفي على‏ ما ارتكب هؤلاء القوم من ذنب عظيم لأنّهم صنعوا لأنفسهم آلهة من ذهب ، والآن لو رفعت عنهم وزرهم وإلّا ألتمس منك أن تمحو إسمي من الكتاب الذي عهدته لي (مقام النبوة)!

وقال اللَّه تعالى‏ لموسى‏ : كل من أقام على الذنب امحو اسمه من كتابه ، فإذن تحرك الآن وارشد هؤلاء القوم إلى‏ المكان الذي أوصيتك به‏ (1).

ويستفاد من العبارات السابقة المنقولة عيناً من كتاب العهد القديم عدّة نكات :

1- إنّ الأمر بصنع الصنم وعبادته صدر من هارون ، كما أنّ الأمر تحقق بمعونته أيضاً وهو فضلًا عن عدم نهيه عن هذا العمل كان مروجا له ومرسياً لدعائمه ، ولم يأت الحديث عن السامري في هذا الفصل مطلقاً ، ترى‏ هل يمكن تحقق هذا العمل من قبل شخص يقوم مقام موسى‏ ، بصفته وزيراً مساعداً وملازماً ورئيساً لكهنة بني اسرائيل- بشهادة التوراة- كيف يصدق العقل والمنطق أن تُنسب هذه النسبة القبيحة والمخجلة إلى‏ هارون‏ (2)؟

2- إنّ اللَّه تعالى‏ اشتد غضبه على‏ أثر هذه القضية بحيث أراد أن يبيد قوم موسى‏ لكن موسى‏ نبّهَ اللَّه تعالى‏ إلى‏ نكتتين (خصوصاً أنّه يخاطب اللَّه تعالى‏ بجملة واحدة ويقول لا يعزب عن بالك ليهدأ من فورة غضبه وسخطه ، الاولى‏ : إنّك إذا قمت بهذا العمل فإنّ أهل مصر سيقولون : ألهذه الغاية اخرجت بني اسرائيل من مصر ، كي تقتلهم في وسط الجبال وتبيدهم من على‏ وجه الأرض ، والاخرى‏ ، هي أنّك اعطيت موثقا بأني سأزيد من نسل أبنائكم بعدد نجوم السماء ، وهذا العمل لا ينسجم مع هذا القول والقسم! وتغيرت مشيئة اللَّه تعالى‏ على‏ أثر تنبيهات موسى‏ له كما هو المصرح به في التوراة.

3- إنّ موسى‏ عليه السلام بعد أن أحرق العجل بالنار ، نثر رماده في الماء وأعطى هذا الماء لبني اسرائيل كي يشربوا منه فهل كانت هناك خصوصية في الرماد المتبقي من العجل حتى‏ يشربوا من مائه؟!

4- حينما اعترض موسى‏ على‏ هارون ، قال هارون بهدوء تام له : أنت تعلم مدى ميل هؤلاء القوم نحو الخطايا وهم طلبوا مني وأنا لبيت طلبهم (ياله من عذر؟! ...) وموسى‏ لم يعترض عليه في المرة الثانية (فياله من مصلح متقاعس).

5- وفي نهاية المطاف ذهب موسى‏ عليه السلام إلى‏ محضر القدس الإلهي ، وهدد اللَّه بالاستقالة من مقام النبوة قائلًا : إذا غفرت لهؤلاء العاصين فهو الأحسن وإلّا فامحوا اسمي من الكتاب الذي دونته! (واعهد بهذه المهمّة الشاقة إلى‏ شخص آخر ...).

لاحظوا جيداً إلى‏ ما رسمته التوراة عن اللَّه ، والنبي ، ووزيره ، ثم قارنوا بعد ذلك بين هذا الفصل التاريخي وبين ما ورد في القرآن!

___________________
(1) نقلًا عن التوراة المترجم والذي طبع في بريطانيا سنة 1878 ص 104 و 105 ، (سفر الخروج الباب 23).

(2) مؤلف كتاب «القاموس المقدس» هاكس الاميركي يقدم توجيهاً مضحكاً لهذه القصة إذ يقول :

«لقد قام هارون بهذا العمل لإسكات القوم» ، فمع أنّ هذا الكلام يصدق عليه القول المعروف «العذر أقبح من الفعل» ، فهو لا يتلائم أبداً مع اقامة المذبحة والأمر بالقربان وتعيين العيد.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .