المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17751 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



نسبة صنع الخمر إلى‏ عيسى‏ المسيح عليه السلام‏  
  
12128   11:16 صباحاً   التاريخ: 4-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج8 , ص177- 180
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة نبي الله عيسى وقومه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-12-2015 12129
التاريخ: 2023-03-16 1259
التاريخ: 10-10-2014 1245
التاريخ: 11-10-2014 1662

أولى القرآن الكريم احتراماً بالغاً للسيد المسيح عليه السلام وتحدث عنه في سور متعددة (من قبيل سورة البقرة وآل عمران والمائدة وبعض السور الاخرى‏) ، وأشار إليه بكونه أحد أنبياء أولي العزم (صاحب شريعة وكتاب سماوي) وله معجزات كثيرة ، نقرأ في قوله تعالى‏ :

{وَيُعَلِّمُهُ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ وَالتَّورَاةَ وَالإِنجِيلَ* وَرَسُولًا الَى‏ بَنِى اسْرَائِيلَ انِّى قَد جِئتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُم انِّى اخْلُقُ لكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيئَةِ الطَّيْرِ فَانْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيراً بِاذنِ اللَّهِ وَابرِىُ الأَكمَهَ وَالأَبرَصَ وَاحِي المَوتَى‏ بإذن اللَّهِ وأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِى بِيُوتِكُم انَّ فِى ذَلِكَ لَآيةً لَّكُم انْ كُنْتُم مُّؤمِنيِنَ}. (آل عمران/ 48- 49)

وبناء على‏ ذلك تشكل المعاجز الأربع من (خلق الطير) و(شفاء المرضى الميؤوس من معالجتهم) و(إحياء الأموات) و (الإخبار عن الغيب) (التي كانت تتحقق بإذن اللَّه) عظمة معاجز السيد المسيح عليه السلام (وفقاً لبيان القرآن).

وفي موضع آخر يعد نزول المائدة السماوية (طعام الجنّة) إحدى معاجز المسيح عليه السلام وذلك في (سورة المائدة آية 115) نظراً إلى‏ اعتبار المسائل المعقولة والمقبولة من المعاجز بصورة عامة ، والآن لنلقي نظرة على‏ ما تقوله (الأناجيل) في هذا المجال ، ففي الباب الثاني من «انجيل يوحنا» الأنجيل الرابع من الأناجيل الأربعة ورد هذا المعنى :

«وفي اليوم الثالث كان في قاناي الجليل (أحد مدن بيت المقدس) عرس ، وكانت ام يسوع هناك فدعي يسوع وتلاميذه إلى‏ العرس ونفذت الخمر ، فقالت له امه : ما بقي عندهم خمر ، فأجابها : ومالي ولك يا امرأة ما جاءت ساعتي بعد ، فقالت امه للخدم : اعملوا ما يأمركم به.

وكان هناك ستة جرات من حجر يتطهر اليهود بمائها على عادتهم ، يسع كل واحد منها مقدار مكيالين أو ثلاثة ، فقال يسوع للخدم : املأوا الجرات بالماء فملأوها حتى‏ فاضت فقال لهم : استقوا الآن وناولوا رئيس الوليمة ، فناولوه فلما ذاق الماء الذي صار خمرا ، وكان لا يعرف من أين جاءت الخمر ، لكن الخدم الذين استقوا منه كانوا يعرفون ، دعا العريس‏ وقال له : جميع الناس يقدمون الخمر الجيد أولًا ، حتى‏ إذا سَكَر الضيوف ، قدموا إليهم الخمر الردي‏ء ، أما انت فأخرت الخمر الجيد إلى‏ الآن» (1).

يستشف من هذه القصة النكات التالية :

1- لما دخل السيد المسيح مع امّه مريم عليهما السلام إلى‏ محفل العرس ونفذت المشروبات الخمرية ، أقدم وبإيعاز من امه على‏ خلق المعجزة ، وأبدل ست جرات ممتلئة بالماء إلى‏ خمور صافية ، بحيث إنّ الطعم اللذيد لها استهوى على‏ أفئدة الحاضرين.

2- هذه هي المعجزة الاولى‏ من نوعها للمسيح عليه السلام والتي تحققت بإيعاز من أمه.

3- عظم شأن السيد المسيح وجلَّ قدره من خلال هذه المعجزة (تبديل الماء إلى‏ خمر) ممّا أدى‏ ذلك إلى‏ إيمان تلامذته به.

لطريف هنا أنّ أهالي مدينة قاناي الجليل ، لم يبرحوا يصنعون جرات المياه ويبيعوها للزوار والسياح احتفاء بذكرى‏ جرات الخمر التي حدثت بإعجاز السيد المسيح عليه السلام.

و ممّا لا شك فيه أنّ هذه هي اسطورة من الأساطير المفتعلة والكاذبة المنسوبة إلى‏ هذا النبي العظيم ، ولا يخفى على‏ أحد ما للخمر من قبح واضرار غير قابلة للحصر ، وقد منعت وحرمت في كافة الأديان السماوية ، حتى‏ أنّه سبق التصريح بها في نفس الكتب المقدّسة لليهود والنصارى ، كما ورد ذم الخمر بلهجة شديدة في كتاب «أمثال سليمان» إذ يقول هناك :

«لمن الويل لمن الشقاوة لمن المخاصمات لمن الكرب لمن الجروح بلا سبب لمن ازمهرار العينين ، للذين يدمنون الخمر الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج ، لا تنظر إلى‏ الخمر إذا إحمّرت حين تظهر حبابها في الكأس وساعت مرقوقة وفي الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأقحوان» (2).

يفهم من هذه العبارة جيدا أنّ مفاسد الخمرة كثيرة جدّاً فهي السبب الأساسي لكل الالام‏

الجسدية والهموم النفسية والفكرية والمنازعات والمصادمات والاختلافات الاجتماعية ، وهي من عوامل شقاء الإنسان وبؤسه ، وتفعل فعلها في وجود البشر كسم الحية وهي مبرر كاف على‏ انعدام العفة والسقوط في وحل الانحرافات الجنسية السيئة والوقوع في شرك أنواع التخيلات والابتلاءات التي طرحت في هذه العبارات بشكلٍ واضح جدّاً.

ونقرأ في موضع آخر من كتاب «أمثال سليمان» هذه العبارة : الخمرة المستهزئة (وهي التي تدعو الإنسان إلى‏ أن يقوم بحركات ويتحدث بكلمات تفضي إلى‏ الاستهزاء والسخرية) والمسكرات الصاخبة (وهي التي تسبب المنازعات والمخاصمات) وكل من يقع في أسره لا يصبح حكيماً (3).

كما ونقرأ في الفصل 28 من كتاب اشعياء هذه العبارة أيضاً : «أما هؤلاء (إشارة إلى‏ مجموعة من المنحرفين) فقد ضلوا طريقهم وفقدوا صوابهم بفعل الخمر والمسكرات أيضاً».

وجاء في موضع آخر من نفس الكتاب هذا المعنى : «الويل لُاولئك الذين استعانوا بشرب الخمرة على الغلبة وبمزج المسكرات على القوة» (4) ، أي أنّ قواهم تتحرك من خلال شرب الخمرة وتستعد للنزاع.

وجاء في كتاب هو شيع (من التوراة) : «إنّ الزنا والخمر وعصير العنب «بصورته المسكرة» كل منهم يؤدّي إلى‏ ضعف القلب» (5).

يتضح من هذه العبارات جيداً أنّ المعوّل في حرمة الخمر ليس كونها من المشروبات العادية إنّما لكونها من المائعات المسكرة التي تلحق الضرر بالجسم والروح الإنسانية وتؤدي إلى‏ الضياع والشقاء.

بناء على‏ هذا أليس من المخجل أن يقال إنّ المعجزة الاولى‏ للسيد المسيح عليه السلام التي ظهرت في مدينة قاناي الجليل تبلورت في التحول الذي طرأ ببركته على‏ عدّة ظروف كبيرة ممتلئة بالماء إلى‏ خمور صافية ، وعندما نقارن ذلك مع المعاجز القرآنية للسيد المسيح يتضح لنا مدى الفاصلة بين التواريخ المختلفة في ذهن البشر وبين التاريخ الواقعي الناشي‏ء من طريق الوحي.

______________________
(1) انجيل يوحنا عرس قانا الجليل ص 256.

(2) العهد العتيق ، كتاب أمثال سليمان ، فصل 23.

(3) عهد عتيق ، كتاب أمثال سليمان ، فصل 20 ، جملة 1.

(4) كتاب اشعياء ، فصل 5 ، جملة 22.

(5) كتاب هو شيع فصل 4 ، جملة 11.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .