المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 7335 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



المقابر التي من عهد «أحمس الثاني» في الواحة البحرية (قرية البويطي)  
  
43   03:08 مساءً   التاريخ: 2025-05-05
المؤلف : سليم حسن
الكتاب أو المصدر : موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة : ج12 ص 398 ــ 406
القسم : التاريخ / العصور الحجرية / العصور القديمة في مصر /

عثر على بعض مقابر هامة تحت منازل قرية «البويطي» من عهد «أحمس الثاني»، وقد وجدت عليها نقوش وعددها ثلاث وهي: (1) مقبرة ثاتي، (2) ومقبرة «بدعشتر»، (3) ومقبرة «تانفرت باست». وهذه المقابر وجدت متجاورة، وقد قطعت في نفس التل القريب من «الشيخ الصوبي»، وكلها مقطوعة في الصخر وتحتوي كل واحدة منها على عدة حجرات عليها نقوش على ملاط ملون. ومناظرها ذات صبغة دينية في معظمها، وبعض هذه النقوش له أهمية عظيمة لدراسة ديانة هذا العصر، ويلحظ أن ملابس السيدات اللاتي مثلهن هناك لها طابع خاص، وتختلف عن الملابس المصرية العادية، ويظهر فيها التأثير الأجنبي وبخاصة الإغريقي، ولا غرابة في ذلك؛ لأن مصر بخاصة في عهد الأسرة السادسة والعشرين كان اختلاطها بالإغريق قد ازداد بدرجة محسة تمشيًا مع السياسة المصرية وقتئذ. انظر شكل رقم

وتدل شواهد الأحوال على أن «بدعشتر» لا بد كان عائشًا في عهد الملك «إبريز» أو قبله. أما «ثاتي» فهو حفيده، وعلى ذلك فإن القبرين يؤرخان بالأسرة السادسة والعشرين. وسنحاول هنا أن نتحدث عن هذه المقابر بشيء من الإيجاز مع ملاحظة ما فيها من مميزات بارزة.

مقبرة «بدعشتر»

تحتوي هذه المقبرة على أربع قاعات ذات عمد وثلاث حجرات. ويلاحظ أن نقوش هذه المقبرة قد عملت على يد مفتنين مهرة، غير أن معظم نقوشها قد أبيد. وتابوتها منحوت نحتًا جميلًا، ونقش عليه ساعات الليل وساعات النهار، كما رسم عليه الاثنان والأربعون قاضيًا لقاعة المحاكمة. والمناظر التي على كل جدران المقبرة ذات صبغة دينية.

ويدل اسم صاحب المقبرة المركب تركيبًا مزجيًّا على أنه كان فيه عنصر أجنبي، ومعنى «بدعشتر» هو «هدية الإلهة عشتار»، وهي إلهة سورية وقد أدخلت عبادتها مصر منذ الأسرة الثامنة عشرة، وتمثل بشكل امرأة لها رأس لبؤة. وتوحد أحيانًا بالإلهة «سخمت» إلهة القوة كما توحد أحيانًا بالإلهة «حتحور».

وكان «بدعشتر» يحمل لقبي الكاهن الأول للإله «خنسو» وكاهن الإله «حور»، وكان والده المسمى «حورخب» يحمل نفس اللقبين، وكانت أمه تدعى «تاأرو»، وقد تزوج «بدعشتر» من سيدة تدعى «تانفرت باست»، وأنجب منها ذكرًا وأنثى وهما على التوالي «بديسي» و«نعس»، وقد تزوج أحدهما من الآخر، وهذا مثل من الأمثلة القليلة التي لدينا في مصر القديمة التي يتزوج الأخ من أخته من عامة الشعب. وعند فحص شجرة نسب هذه الأسرة اتضح لنا أن «بدعشتر» لا بد كان على قيد الحياة في عهد الملك «إبريز». ونحن نعلم من شجرة النسب أن «زدخنسوف عنخ» الكاهن الثاني للإله «آمون»، والكاهن لمعظم آلهة الواحة البحرية وحاكمها في الوقت نفسه هو ابن عم «بديسي» عم «بدعشتر». ومما ذكره آنفًا أن «زدخنسوف عنخ» قد بدأ مجال حياته في عهد الملك «إبريز»، ولكنه وصل إلى قمة مجده في عهد الملك «أمسيس». والظاهر أن مقبرة «بدعشتر» هي أقدم مقبرة بعد مقبرة «أمنحوتب»، التي ترجع إلى عهد أواخر الأسرة الثامنة عشرة تقريبًا، وهي مقامة في «قعرت حلوه».

ومن سلسلة النسب يمكن القول: إن «زدخنسوف عنخ» قد عاش في عهد كل من «إبريز» و«أحمس الثاني»، ومن ثم يمكن نسبة كل مقابر أسرته إلى الأسرة السادسة والعشرين. ومناظر مقبرة «بدعشتر» كلها دينية، ولكنها على مستوى عالٍ، فقد استعمل في تزيينها المناظر التي كانت لا تستعمل إلا للملوك، مثال ذلك نشاهد الإلهين «حور» و«تحوت» يطهرانه، ولا شك في أن ذلك قد حدث بعد أن انتشرت الديموقراطية في الديانة المصرية، وهي أقدم ديموقراطية ظهرت في العالم. وكذلك نجد أن أرواح «با» و«نخن»، التي كانت تنتحب وتنعي إخوتها من الآلهة أصبحت تنتحب، وتنعي أفراد الشعب كأنهم إخوتها.

ومن المشاهدات الغريبة كذلك في هذا القبر أنه بدلًا من قيام الإلهتين «أزيس» و«نفتيس» بالحزن على أخيهما المتوفى، نجد أنه قد حل محلهما الإلهتان «مرت شمع»؛ أي إلهة النيل الجنوبي والإلهة «مرت محيت»؛ أي إلهة النيل الشمالي، وهما توحدان في بعض المتون بالإلهتين «نخبيت» و«وازيت»؛ أي فيضان النيل الجنوبي وفيضان النيل الشمالي. ونحن نعلم من جهتنا أن «أزيس» عندما بكت على أخيها «أوزير»، فاض النيل وهو ما يعرف عند العامة حتى الآن «بليلة النقطة» التي تحدث في حوالي 19 يونيه من كل سنة، ويقول الفلاحون المصريون: إن في هذه الليلة تنزل الحلاوة في الفاكهة، ويبدأ ارتفاع النيل تدريجًا. هذا فضلًا عن أن أوزير كان يوحد بالنيل.

هذا ومن المناظر المألوفة التي نجدها في مقابر هذا العهد في الواحة البحرية، وتشاهد في مقبرة «بدعشتر» منظر محاكمة المتوفى أمام الإله «أوزير» بكل حذافيره. ومن المناظر التي ألفنا وجودها كذلك في المعابد، ويقوم بها الملك للإله وانتقلت إلى المقابر ما نشاهده في الحجرة الثانية من مقبرة «بدعشتر» ، إذ نرى على الجانب الأيمن للباب منظر «بدعشتر» يقدم صورة الإلهة «ماعت» (العدالة) للإله «أوزير»؛ لتكون غذاءً له ماديًّا وروحيًّا، ونشاهد تحت صورة «ماعت» متنًا نعرف منه أن «بدعشتر» كان الكاهن الأكبر للإله «خنسو» وكاهن «حور»، وأن والده يدعى «حورخب» وأمه تدعى «تا أرو».

ومما يلفت النظر في نقوش مقبرة «بدعشتر» المنظر الذي مثل فيه صاحب المقبرة، يؤدي حسابه في الآخرة أمام الإله «رع» وتقدمه الإلهة «ماعت»، وهذا المنظر يعود بنا إلى الفكرة الأولى القائلة بأن حساب المتوفى في الآخرة كان يجري أمام الإله «رع»، ثم حل محله بعد ذلك الإله «أوزير» عندما أصبح إله الآخرة.

مقبرة «ثاتي» تمتاز مقبرة هذا السيد بأن مناظرها ذات أهمية من الوجهة الأثرية، وذلك على الرغم من أن رسمها غير دقيق. ويفتح بابها نحو الجنوب وتحتوي على قاعة ذات عمد. وتقع مقبرة «بدعشتر» خلف مقبرة هذا السيد، هذا وتحتوي المقبرة خلافًا لقاعة العمد هذه على حجرتين، وتدل شواهد الأحوال على أن الأخيرة كانت هي حجرة الدفن. والظاهر أنها نهبت في العهد المتأخر، وقد استعملت للدفن كرة أخرى، وقد ولد فيها أربعة توابيت لم يبقَ سليمًا منها إلا واحد وفيه جسم رجل محنط، ولم يكن معه بطبيعة الحال شيء يذكر من الحلي الفاخرة.

والمناظر التي صورت على جدران قاعة العمد تحتوي على منظر محاكمة المتوفى أمام «أوزير» ووزن قلبه، كما نشاهد فيها الإلهين «حور» و«تحوت» يقومان بعملية التطهير، التي كانت لا تعمل قديمًا بوساطة هذين الإلهين إلا للملك، كما سبقت الإشارة لذلك، يضاف إلى هذا أننا نشاهد في نفس الحجرة صورتي أرواح بلدة «نخن» وبلدة «ب» الأولى ممثلة بأربعة صقور، والأخرى بأربعة من أولاد آوى، وهؤلاء في الواقع كانوا يمثلون أرواح الملوك الذين غيروا، وقد مثلت هنا لتكون في خدمة المتوفى، وكانت من قبل في خدمة الملوك والآلهة فقط.

وفي هذه القاعة ذات العمد يشاهد منظر غاية في الأهمية يمثل زوج صاحب المقبرة، وتدعى «تانفرت باست» — وقبرها على ما يقرب من مائة متر من قبر زوجها — ومعها ابنتها وتقدمان قربانًا. وأهم ما يلفت النظر في منظرهما أنهما لا ترتديان ملابس  مصرية، بل تنم ملابسهما عن أصل أجنبي، وتدل الظواهر على أنها من أصل فنيقي أو إغريقي على ما يظن. وكذلك يشاهد على نفس العمود الذي رسمتا عليه والد «ثاتي»، الذي كان يدعى «بديسي»، ويشاهد كذلك «بدعشتر» ابنه يمشي أمامه وهو أخو صاحب المقبرة، ويجب ألا نخلط بينه وبين صاحب المقبرة السابقة الذي يعتبر جد «ثاتي». وكذلك يشاهد في هذه القاعة بعض مناظر من التي كانت لا ترسم إلا في مقابر الملوك، وبوجه خاص منظر سفينة الشمس تجرها أولاد آوى في العالم السفلي لخلوه من الريح، وذلك في أثناء سير سفينة «رع» ليلًا في عالم الآخرة.

وفي الحجرة الثانية من هذا القبر نجد كل مناظرها ذات طابع ديني تمثل مناظر من عالم الآخرة، وعددًا من الآلهة من الذين يوجدون في كتاب الموتى وعلى توابيت الدولة الحديثة.

أما حجرة الدفن فقد مثل عليها منظر ظهر فيه «أوزير» على نعش تكنفه كل من الإلهتين «نفتيس» و«أزيس» الأولى عن يمينه، والأخرى عن يساره.

مقبرة «تانفرت باست» زوج ثاتي

تقع هذه المقبرة على مسافة قريبة جدًّا خلف مقبرة زوجها، وتدل حالة المقبرة على أنه لم يكن قد تم نحتها، ولم يلون من القبر إلا جزء صغير، ويشاهد في الحجرة الداخلية صاحبة المقبرة تقودها الإلهة «أزيس»، ومعها أختها «نفتيس» إلى الإله «أوزير»، وتدل شواهد الأحوال على أن القبر لم يكن قد تم عند موت صاحبته.

مقابر «قعرت سليم» المنحوتة في الحافة الشرقية لجبل «البويطي»

يوجد في هذه الجهة مقبرتان من عهد الملك «أحمس الثاني» وهما:

مقبرة «زدأموتف عنخ»: ويلحظ أنه لم يوجد أثر مقصورة لهذه المقبرة، وتحتوي على قاعة ذات أربعة عمد، وقد نهبت المقبرة في العهد الروماني، واستعملت للدفن ثانية، غير أنه من حسن الحظ لم تشوه نقوشها كثيرًا، وقد نهبت من جديد في عصرنا الحديث، وأخيرًا نظفها من جديد «الدكتور أحمد فخري» ونشر نقوشها. وتحتوي حجرة الدفن على غرفة مربعة تقريبًا يصل إليها الإنسان بوساطة بئر عمقها حوالي خمسة أمتار. وقد حفظت لنا كل نقوشها إلا ما كان في الجزء الذي قطع فيه المدخل للدفنة المتأخرة، فقد هشم، ولا تزال هذه النقوش حافظة لرونقها. ومما تجدر ملاحظته في نقوش هذه المقبرة أن اسم صاحبها «زدأموتف عنخ»، قد ذكر مرات عدة دون أن يذكر معه أي لقب أو وظيفة من الوظائف التي كان يحملها في حياته الدنيا، كما هي العادة تقريبًا في كل المقابر التي عثر عليها في كل أنحاء وادي النيل، ولعل السبب في ذلك هو أن «زدأموتف عنخ» هذا كان تاجرًا من أصحاب اليسار من الذين كانوا يتجرون بين وادي النيل والواحات وغيرها من البلدان المجاورة؛ ولذلك لم يكن موظفًا في الحكومة ولم يحمل من أجل ذلك لقبًا معينًا. وتدل شواهد الأحوال على أن هذا هو على أغلب الظن السبب الحقيقي لهذه الظاهرة، إذ سنجد أن ابنه الذي يدعى «بان ننتي» الذي يوجد قبره بجوار قبر والده لم يحمل أي لقب كذلك في النقوش التي تركها لنا على قبره، وهذا يعني أنه كان كوالده تاجرًا حرًّا ولم يكن قط موظفًا.

ومما تجدر ملاحظته في نقوش هذا القبر أن مدخله قد زُيِّن بنقوش ومناظر كالتي الإله «حور» على اليسار وصورة الإله «تحوت» على اليمين، وكل منهما يصب ماء الطهور كأن صاحب المقبرة كان ملكًا، وهذه الظاهرة كما ذكرنا من قبل أن دلت على شيء، فإنما تدل على منتهى الديموقراطية في عالم الآخرة التي قامت في مصر على أعقاب الثورة الاجتماعية بعد سقوط الأسرة السادسة.

والمناظر التي في الحجرة الداخلية مأخوذة من كتاب الموتى، الذي كان غالبًا ما يكتب معظمه أو بعضه، ويوضع مع المتوفى على إضمامة من البردي، والظاهر هنا أن المتوفى كان يحرص على أن تكون معه فصول بعض هذا الكتاب في قبره بصورة ثابتة، فنقشها على الجدران يضمن بقاءها أكثر من كتابتها على البردي، الذي كان قابلًا للتلف بسرعة، وبخاصة أن عبادة الإله «أوزير» إله الآخرة كانت منتشرة بصورة بارزة في الواحات لقربها من مقر عبادته وهو «العرابة المدفونة». وقد خلت المقبرة من المناظر الدنيوية التي كنا نراها في مقابر الدولة الحديثة، واقتصر الأمر على المناظر الدينية البحتة.

وفي مدخل المقبرة نشاهد كاهنين يحملان آنيتين، كما نشاهد متونًا تحدثنا عن القرابين التي تقدم للمتوفى، ثم نشاهد بعد ذلك ثماني نائحات صورن على مدخل الحجرة أربعًا على كل من الجانبين، ويرتدين ملابس بيض، وهي لباس الحزن عند المصريين القدامى. ونشاهد بعد ذلك على الجدار الشرقي للحجرة أولاد «حور» الأربعة، وهم «دواموتف» و«كبحسنوف» و«أمستي»، ثم «حابي»، وهم الآلهة والذين كان يوكل إليهم حفظ أحشاء المتوفى منذ ظهورهم بصورة واضحة في عهد الدولة الوسطى، وقد كانوا يرسمون بوصفهم ذكورًا، غير أنه قد رسم هنا منهم اثنتان في صورة أنثيين وهما «حابي» و«أمستي»، وتحملان آنيتين، أما الاثنان الآخران وهما «دواموتف» و«كبحسنوف»، فقد مثلا في هيئة رجلين يهرولان وفي يد كل منهما سكين، كأنهما يَدْرَآنِ الخطر عن المتوفى، وهذه ظاهرة جديدة في وظائف أولاد «حور». والمناظر الباقية على جدران هذه المقبرة ليس فيها ما يلفت النظر، بل كلها مناظر دينية عادية.

مقبرة «بان ننتي» أو «بناتي» بن «زدأموتف عنخ»: توجد مقبرة «بناتي» بالقرب من مقبرة والده «زدأموتف عنخ» وبئرها على مسافة خمسة عشر مترًا من بئر «زدأموتف عنخ» من جهة الغرب، وليس هناك أي أثر لوجود مقصورة لهذه المقبرة، وتبلغ عمق البئر ستة أمتار، وفي نهاية البئر فتحتان أهمهما هي التي في الشمال، وتؤدي إلى حجرة الدفن التي تحتوي على قاعة ذات عمد وثلاث كوات مسدودة، واحدة منها منقوشة جدرانها. وعلى الرغم من أن المقبرة قد نهبت في العهد الروماني، واستعملت ثانية فإن نقوشها قد حفظت حفظًا جيدًا، هذا بالإضافة إلى إتقان نقوشها. وعندما أعاد فتحها الدكتور «أحمد فخري» لم يجد فيها أية آثار.

وأهم المناظر التي صورت على جدران هذه المقبرة في القاعة ذات العمد ما يأتي: منظر يرى فيه صاحب المقبرة يقوده «أيونموتف» (عمود أمه) والإله «أنوبيس» إلى الآلهة «أوزير» و«أزيس» و«حور»، ثم يشاهد المتوفى على الجدار الغربي واقفًا وأمامه مائدة قربان يحملها المتوفى راكعًا كأنه نفسه مائدة أمام الإلهين «حور أختي» والإلهة «عبعأست» على رأسها قنفذ، وقد كتب أمامها «عبعأست» الإلهة العظيمة سيدة السماء وسيدة الآلهة. وقد كان القنفذ في مصر القديمة يعد حيوانًا مقدسًا، وقد استعملت صورته تعاويذ سحرية.

وعلى الجدار الشرقي الذي يقابل المنظر السالف الذكر منظر آخر مثل فيه المتوفى يقوده «أيونموتف» و«أنوبيس» إلى الإلهين «آمون» و«حورسا أزيس». وقد نقش أمام «أنوبيس»: «أنوبيس» رب الأرض العالية (أي: المقدسة)، والإله العظيم صاحب «حزت». ولا بد أن «حزت» هذه تعني المكان العالي الذي فيه الجبانة في هذه الجهة، ولدينا نظير يشبه هذا التعبير في مقبرة «دبحني» بالجيزة، وذلك عندما كان يتحدث عن هرم الملكة «خنتكاوس».

هذا ويشاهد على نفس الجدار ستة رموز لآلهة كل منها على حامل وهي الآلهة: نجدها في المعابد ومقابر الملوك، فنجد مثلًا أنه قد زين عارضتي باب القبر بصورة «وبوات» (فاتح الطريق)، (2) «حور»، (3) «أبيس»، (4) «نفرتوم»، (5) «رع حور أختي»، (6) الإله «خنسو»؛ كما يشاهد على الجهة اليسرى ستة آلهة على حوامل أيضًا، وهي كالسابقة عدا رمز الإله «نفرتوم»، وكذلك نرى رمز الإله «نفرتوم» على حامل، وتقف كل من «أزيس» و«نفتيس» على الجانبين ناشرتين أجنحتهما حامية لهذا الرمز، وهذا المنظر غريب في بابه في مناظر مقابر أفراد الشعب.

هذا ويرى على نفس الجدار في الصف الأعلى الإله «أنوبيس» يحنط مومية المتوفى على مغسلة على جانبيها إلهتان، وفي الصف الأسفل نشاهد المومية تتعبد إليها كل من «أزيس» و«نفتيس» في حضرة كل من «أوزير وننفر» و«حورسا أزيس». ويلفت النظر هنا أن «أوزير وننفر» لم يمثل في هيئة مومية، بل في هيئة إله يخطو إلى الأمام. وعلى الجدار الشمالي نشاهد سفينة الشمس تجرها آلهة في صورة أبناء آوى، ويحملها الإله «شو» (إله الهواء) وأربعة آلهة آخرين، ويتعبد إليها آلهة وثامون بلدة «الأشمونين» وهم آلهة مثلوا في صورة قردة. وقد صور على عمد القاعة الإله «جب» إله الأرض والإلهة «نوت» إلهة السماء، والإله «منديس بانبددو» في صورة كبش (إله تمي الأمديد الحالية) والإلهة «عبعأست» و«أوزير وننفر» و«أزيس»، وروح الإله «شو» إله الفضاء ثم الإلهة «تفنوت» إلهة الرطوبة.

حجرة الدفن: يشاهد في مدخل هذه الحجرة على العتب الخارجي الشمس المجنحة، ومعها متن يخاطب الإله «أوزير»، وعلى عارضتي الباب يشاهد الإله «تحوت» على اليسار والإله «حور» على اليمين يطهران المتوفى. ويشاهد قبالة المدخل في وسط الجدار سطر من النقوش، وعلى يمين ويسار الجدار منظر قاعة محاكمة «أوزير» للمتوفى ووزن قلبه، وعلى اليسار يوجد منظر آخر يمثل فيه «أوزير» جالسًا على عرشه، كما يشاهد صاحب المقبرة يتبعه عدد من الآلهة يقدمون له القربان. هذا ويلحظ أنه على كلا جانبي الجدار الجنوبي على اليسار وعلى اليمين من المدخل مناظر ملونة، فعلى اليمين منظر تحنيط في الصف الأعلى، وفي الصف الأسفل نشاهد الإلهة «نيت» قابضة على قوسها، وقد لقبت «نيت العظيمة»، ويتبعها الإلهان «أنوبيس» و«تحوت»، وفي الجانب الآخر يشاهد الإله «حا» يقبض على حربته، ويلحظ أن كلًّا من الإلهين «حا» و«نيت» كان مستعدًّا لمهاجمة الأعداء الذين يريدون شرًّا بمومية المتوفى، وبذلك كانا يحميانها من كل خطر يتهددها.

ومما هو جدير بالملاحظة هنا أن الإلهة «نيت» لم يأتِ ذكرها في النقوش التي كشف عنها في الواحات حتى الآن، إلا في هذا المتن الديني الخاص بالعالم السفلي، وكنا ننتظر انتشار عبادة هذه الإلهة في الواحات التي قام بتعميرها «أحمس» الثاني، الذي يعد نفسه أبًا لها إذ يدعى «أحمس سانيت»؛ أي «أحمس بن نيت». ولعل السبب في ذلك يرجع إلى ضعف نفوذ كهنة صا الحجر وقتئذ، وطغيان سلطان كهنة آمون في هذا العهد، وسنرى بعد أن ملوك الأسرة السادسة والعشرين كانوا يخشون بأس كهنة آمون الذين كانوا قد تسلطوا على البلاد بدرجة عظيمة في عهد الأسرة الخامسة والعشرين، وهي التي كان ملوكها متمسكين بعقائد آمون وتعاليمه بدرجة التعصب الذي ما بعده تعصب.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).