المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6628 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



مراقبة الله تعالى  
  
37   06:46 مساءً   التاريخ: 2025-05-05
المؤلف : الحارث بن أسد المحاسبي
الكتاب أو المصدر : آداب النفوس
الجزء والصفحة : ص 52 ـ 56
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الفضائل / التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-5-2020 2862
التاريخ: 2024-03-13 1451
التاريخ: 2024-03-12 1129
التاريخ: 21-7-2016 2264

مَا يعين على المراقبة:

يروي عَن بعض الْحُكَمَاء أَنه قَالَ إِن من أشرف المقامات وأفضلها المراقبة لله.

ومن أحسن المراقبة أَن يكون العَبْد مراقبًا بالشكر على النعم وَالِاعْتِرَاف بالإساءة والتعرّض للعفو عَن الْإِسَاءَة فَيكون قلبه لَازِمًا لهَذَا الْمقَام فِي كلّ أَعماله فَمَتَى مَا غفل ردّه إِلَى هَذَا بِإِذن الله.

وَمِمَّا يعين على هَذَا: ترك الذُّنُوب والتفرّغ من الاشغال والعناية بالمراجعة.

ومن أَعمال الْقلب الَّتِي يزكو بهَا وَلَا يَسْتَغْنِي عَنْهَا: الْإِخْلَاص والثقة وَالشُّكْر والتواضع والاستسلام والنصيحة وَالْحب فِي الله تَعَالَى والبغض فِيهِ.

وَقَالَ: أقلّ النصح الَّذِي يحرجك تَركه وَلَا يسعك إِلَّا الْعَمَل بِهِ فَمَتَى قصرت عَنهُ كنت مصرًّا على مَعْصِيّة الله تَعَالَى فِي ترك النَّصِيحَة لِعِبَادِهِ فَأَقلّ ذَلِك أَلّا تحبّ لَأحَدَّ من النَّاس شَيْئا مِمَّا يكره الله (عزّ وَجلّ) وَلَا تكره لَهُم مَا أحبّ الله (عزّ وَجلّ).

فَهَذِهِ الْحَال الَّتِي وَصفنَا واجبه على الْخلق لَا يسع تَركهَا طرفَة عين بضمير وَلَا بِفعل جوارح.

وَحَال أُخْرَى فَوق هَذِه وَهِي فَضِيلَة للْعَبد أَن يكره لَهُم مَا كره الله وَأَن يُحبَّ لَهُم مَا أحبَّ الله تَعَالَى.

قَالَ: وَجَاء رجل إلى عبد الله بن الْمُبَارك فَقَالَ لَهُ: أوصني. فَقَالَ: راقب الله. فَقَالَ الرجل: وَمَا مراقبة الله؟ فَقَالَ: أَن يستحيي من الله.

 

المراقبة والمناجاة من الْيَقِين:

قَالَ: فالمناجاة والمراقبة من حَيْثُ تضع قَلْبك وَهُوَ أَن تضعه دون الْعَرْش فتناجي من هُنَاكَ.

وَفِي ردّ الْقلب الى المراقبة مراجعتان:

أولاهما: مراقبة النّظر مَعَ تذكّر الْعلم، قَالَ تَعَالَى: {إِنَّه عليم بِذَات الصُّدُور} وَقَالَ تَعَالَى: {يعلم مَا فِي أَنفسكُم فَاحْذَرُوهُ} ثمَّ تذكر العظمة لوُجُود الْحَلَاوَة.

وَالْقَوْل الآخر: يُروَى أنّ الله سُبْحَانَهُ أوصى الى إبراهيم (عَلَيْهِ السَّلَام): يَا إبراهيم تَدْرِي لم أتخذتك خَلِيلًا؟ قَالَ: لَا يَا رب. قَالَ: لطول قيامك بَين يَدي. قَالَ: فَقيل: إِنَّمَا كَانَ قِيَامه بِالْقَلْبِ وَلَيْسَ بِالصَّلَاةِ.

وَهَذَا يُوَافق الْقُرْآن قَالَ تَعَالَى: {إِنَّا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدَّار}.

وَقَول حَارِثَة كَأَنِّي انْظُر الى عرش رَبِّي بارزًا.

 

من آدَاب المراقبة:

وَقَالَ: أعلى الْأَعْمَال فِي الدَّرَجَات: أن تعبد الله على السرور بمولاك ثُمَّ على التَّعْظِيم لَهُ ثُمَّ على الشُّكْر ثُمَّ على الْخَوْف وَآخر الأعمال الَّتِي تكون بِالصبرِ.

وَالصَّبْر على وُجُوه: تصبر وصبر جميل ثُمَّ تخرج الى الْخَوْف وَالشُّكْر ثُمَّ الى التَّعْظِيم ثمَّ السرور.

وَمن أَرَادَ الزّهْد فَلْيَكُن الْكثير مِمَّا فِي أَيدي النَّاس عِنْده قَلِيلا وَليكن الْقَلِيل عِنْده من دُنْيَاهُ كثيرا وَليكن الْعَظِيم مِنْهُم اليه من الأذى صَغِيرا وَليكن الصَّغِير مِنْهُ إِلَيْهِم عِنْده عَظِيما.

وَقَالَ: إِذا دعتك نَفسك الى مَا تَنْقَطِع بِهِ عِنْد حظك فَاجْعَلْ بَيْنك وَبَينهَا حكمًا من الْحيَاء من الله تَعَالَى.

وَقَالَ: إِنّ الأكياس إِذا دعتهم النُّفُوس إلى أن تقطهم بخدائعها عَن سَبِيل نجاتهم حاكموها إلى الْحيَاء من الله تَعَالَى فأذلّها حكم الْحيَاء.

وَقَالَ: مخرج الاغترار من حسن ظنّ الْقلب ومخرج حسن ظنّ الْقلب من الْقيام لله على مَا يكره ثُمَّ من كذب النَّفس.

وَقَالَ: من النّصح أن تحبّ أن يكون النَّاس كلّهم خيرا مِنْك وَقَالَ: ذُكر عِنْدَ ابْن الْمُبَارك عَابِد تعبّد بِلَا فقه. فَقَالَ: لَيْت بيني وَبَينه بحرًا.

وَقَالَ: مَن انْقَطع إلى الله لم يصبر على النَّاس وَمن انْقَطع الى غير الله لم يصبر عَن النَّاس.

وَقَالَ: مَن قَرَأَ الْقُرْآن مَا لَهُ ولكلام النَّاس.

وَقَالَ إِنَّمَا هِيَ أيّام قَلَائِل فَمَا على الْإِنْسَان لَو وهب نَفسه لله.

وَقَالَ: التَّوَاضُع لله ذلّ الْقلب.

وَقَالَ: أوّل النعم معرفَة الْعلم الَّذِي بِهِ تُؤدِّى فَرَائض الله ثمَّ الصِّحَّة والغنى ثمَّ الْعقل.

وَقَالَ: لَيْسَ للْعَبد أَن يردّ على مَوْلَاهُ شَيْئا من أَحْكَامه وَعَلِيهِ أن يرضى بِمَا ورد عَلَيْهِ من حكم مَوْلَاهُ ويجب عليه أن يصبر.

فللعبد حالان: حَال يُوَافق مِنْهُ رضَا على مَا يحبّ، وَحَال يُوَافق مِنْهُ صبرًا على مَا يكره.

 

 

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.