أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2017
![]()
التاريخ: 2-3-2018
![]()
التاريخ: 16-10-2020
![]()
التاريخ: 15-10-2017
![]() |
النمط الأول: تفاعلات فرط الحساسية المباشرة
عادة ما تتم تفاعلات النمط الأول بواسطة الجلوبولينات المناعية من النوع E. ينتج عن التعرض الأولي للمستضد إنتاج أضداد محددة للـ IgE يتم التعبير عنها على سطح الخلايا البدينة في الأنسجة والخلايا القاعدية في الدم، وعند إعادة التعرُّض للمستضد يرتبط المستضد على نحو أصِرَة مُتصالبة Cross-Link)) على سطح اثنين أو أكثر من الأضداد من النمط E؛ مما يؤدي إلى ابْتِداء تنشيط هذه الخلايا. يسبب التنشيط الخَلوِيّ بدوره إطلاق عديد من الوسائط الكيميائية خارج الخلية مع وسطاء التهابات مسبقة التشكيل تتضمن الهيبارين والتريبتاز، والليوكوترين، والبروستاجلاندين والسيتوكين، والثرومبوكسان (مادة محرّضة للتخثر وقابضة للأوعية)، والعامل المنشّط للصفيحات.
تتطلب إثارة التفاعلات التحسسية من النمط الأول الحاجة إلى فترة عدة أسابيع بعد التعرض الأولي، وبمجرد أن أصبحت هذه الخلايا مُحَسَّسة، فإن إعادة التعرُّض للمستضد تسبب إطلاق تفاعلات تحسسية في غضون دقائق نتيجة للوجود المسبق للأضداد المتشكلة ومن ثُمَّ التعرُّض الأولي. إضافة إلى ذلك، إن هذا النمط من التفاعلات التحسسية يمكن أن يحدث عند إعادة التعرُّض لكميات صغيرة من الأدوية التي يتم تناولها بأي طريق.
يُعد التاق (الحساسية المفرطة) الحادث بتواسط مناعي أحد الأمثلة على التفاعلات التحسسية من النمط الأول، بينما تسمى التفاعلات التي تشبه سريريًا التاق، ولكنها لا تكتنف الوسائط المناعية (أضداد)، تفاعلات تاقانية، أو تفاعلات أَرْجِيَّة كاذبة. ينتج عن تَوَلَّد التفاعلات التحسسية الفورية من النمط الأول تفاعلات قد تقتصر على أعضاء مفردة، وعادةً تشمل الغشاء المخاطي للأنف فتسبب التهابا أنفيًا، أو الجهاز التنفسي فتسبب الربو الحاد، أو الجلد فتسبب الشرى، أو يمكن أن يشمل أعضاء متعددة بشكل مُتَوَاقِت يُطلق عليها مُصْطَلَح التاق، وهو أعراض شديدة وفورية للحساسية.
النمط الثاني: التفاعلات الآجلة السامة للخلايا
تعد التفاعلات التحسسية من النمط الثاني غير شائعة نسبيًا وتنطوي على تدمير الخلايا المضيفة (عادةً خلايا الدم) عن طريق الأضداد الخلوية بإحدى آليتين. أولاً: يرتبط الدواء كناشبة بالخلايا مثل: الصَّفَيْحَات، أو كُرَيَّات الدَّم الحَمْراء. يتم إنتاج أضداد من نمط IgG أو IgM الخاصة بالدواء المرتبط أو أحد مكونات سطح الخلية التي تم تغييرها بواسطة الدواء يتسبب ارتباط مستضد - ضد ببدء استجابة خلوية ينتج عنها تخريب الخلية بتوسط المتممة، أو الخلايا البَلْعَمِيَّة التي تمتلك مُسْتَقْبلات ضدية على سطحها .
يمكن أن يؤدي تنشيط المتممة بالقرب من سطح الخلية إلى فقدان غشاء الخلية وموتها، وعلى نحو بديل، قد ترتبط العدلات أو الوحيدات، أو البلاعِم على الأضداد الموجودة على غلاف الخلية من خلال مستقبلات IgG مما يؤدي إلى بلعمة الخلية المستهدفة.
يُشار إلى عملية تعزيز البلعمة عن طريق ارتباط الأضداد بأسطح الخلايا، أو الجسيمات الأخرى بالطهاية (Opsonization) ، إضافة إلى ذلك، قد يقوم الجلوبولين المناعي IgG المرتبط بالخلايا بتوجيه العمل غير البلعمي للخلايا التائية، أو الخلايا القاتلة الطبيعية؛ مما يؤدي إلى تدمير الخلايا من خلال عملية تسمى السمية الخلوية (Cellular Cytotoxicity) المعتمدة على الضد ويمكن أن تستمر هذه العملية غير النوعية من خلال ارتباط مستقبلات الجلوبولين المناعي IgG للخلايا التائية بالخلية المستهدفة. تُعد كريات الدم الحمراء، والكريات البيضاء والصفيحات من الخلايا التي تتأثر بشكل شائع بهذا النمط من التفاعلات التحسسية؛ مما قد يؤدي إلى فقر الدم الانحلالي، وندرة المحببات، ونقص الصفيحات. يُذكر أن من الأدوية التي تسبب هذا النمط من التفاعلات التحسسية البنسلين، والكينيدين، والكينين والسيفالوسبورين والسلفوناميدات.
النمط الثالث: التفاعلات بتَواسُط المعقد المناعي
ينتج النمط الثالث من التفاعلات بتواسط المعقد المناعي، حيث يتم تكوين المعقد المناعي من الدواء (المستضد) - الضد في مصل الدم، وقد يترسب في الأنسجة التي غالباً ما تترسب في جدران الأوعية الدموية مما يؤدي إلى تنشيط المتممة وإصابة الخلايا البطانية ويؤدي ذلك إلى تفاعلات التهابية موضعية أو منتشرة. ويمكن أن يؤدي تكوين المعقدات المناعية في مصل الدم إلى تراكم الصفيحات الدموية، أو تنشيط المتممة، أو تنشيط الخلايا البلعمية. وقد ينتج أيضًا مواد الانْجِذابِ الكيميائي مثل عامل المتممة البروتيني الذي يسبب اندفاق العدلات التي تحرر بدورها عديدا من المواد السامة مثل البروتيناز، والكولاجيناز، والإنزيمات المولدة للكاينين، والأكسجين التفاعلي، ومواد النيتروجين مسببة تخريباً للأنسجة الموضعيّة. يُعد داء المصل والالتهاب الوعائي من أمثلة هذا النمط من التفاعلات التحسسية، وعادة ما تظهر هذه الأعراض على أنها حمى وشرى، وألم مفصلي، واعتلال عقد لمفية بعد (7-21) يوما من التعرض.
النمط الرابع: التفاعلات بوساطة الخلايا
تظهر تفاعلات النمط الرابع عادةً على شكل أعراض جلدية بوساطة الخلايا التائية المنشطة (الخلايا التائية المساعدة، أو خلايا التمايز العُنْقُودية، أو الخلية التائية السامة للخلايا) ، وقد تم وصف ثلاث فئات فرعية من تفاعلات النمط الرابع الأولى التي تعتمد على استجابة الخلية التائية (مثل: الخلايا التائية المساعدة 1، والخلايا التائية المساعدة 2 ، والخلية التائية السامة للخلايا)، وتعتمد الثانية على آلية المستجيب المُسْتَفْعلة (على سبيل المثال توظيف البلاعم، والحمضات، أو العدلات)، والثالثة تعتمد على المظاهر السريرية (مثل: التهاب الجلد التماسي والطفح الفقاعي، والطفح البقعي الحطاطي).
تتطلب تفاعلات النمط الرابع خلايا ذاكرة تائية نوعية (Memory T Cells) بالمستضد المعني، وعند التعرُّض للمستضد، يتم التوسط في الاستجابة المناعية من خلال نوع فرعي محدد من الخلايا التائية التي تنظم الاستجابة الالتهابية بواسطة إفراز السيتوكينات، وتوظيف الخلايا المُسْتَفْعِلَة. ترتبط ردود الفعل هذه بمجموعة متنوعة من الاثار الضارة التي عادة ما تكون مفيدة لأغراض التشخيص. تتضمن امثلة هذا الأخير مستضد مشتق البروتين المنقى من المتفطرة السلية المستخدمة في اختبار جلد السلين. بعد الحقن داخل الادمة، تنتج هذه المستضدات تفاعلاً موضعياً ( حمامياً او تصالبياً) في غضون ( 48-72) ساعة. غالباً ما تتظاهر تفاعلات النمط الرابع بفرط الحساسية تماسية والطفح البقعي الحطاطي
تفاعلات تحسسية اخرى
ثمة تفاعلات تحسسية لا تنتمي إلى التصنيف السابق، حيث قد تكون الآلية المحددة وراء الاستجابة المناعية غير معروفة بدقة، وتم وصف بعض التفاعلات التحسسية من مثل: التفاعلات الدوائية الكبدية (الركود الصفراوي، أو الخلايا الكبدية) والتفاعلات الدوائية الرئوية (مثل: الالتهاب الرئوي الخلالي الناجم عن النيتروفورانتوين) على أنها تفاعلات مناعية. ولعل الأكثر شيوعا هي التفاعلات الجلدية المتأخرة التي تحدث مع مجموعة متنوعة من الأدوية (لا سيما البنسلين والسلفوناميدات). كما يذكر من أحد الأشكال الأكثر شيوعا للتفاعلات المناعية التي يسببها الدواء هو الطفح الجلدي الثابت والطَّفْح الجلدي الحطاطي، أو الطفح الجلدي الحصبي الشكل، أو الطفح الجلدي الحمامي، والتهاب الجلد التقشري، وتفاعلات الحساسية للضوء، أو الإكزيما، وقد تظهر هذه التفاعلات أيضًا متأخرة على شكل حكة، وشرى، ووذمة وعائية.
قد تسبب الاستجابات المناعية بعض التفاعلات الجلدية الضارة الشديدة. وتشمل الندبات وتَقَشُرِ الأَنْسِجَةِ المُتَمَوِّتَةِ البَشْرَوِيَّةِ التَّسَمُّمِي، وهي حالة جلدية مهددة للحياة تتسبب في انفصال الطبقة الخارجية للجلد (للبشرة) عن طبقة الأدمة التي تحتها في جميع الجسم. والطفح الجلدي الدوائي مع كَثْرَة اليُوزينيَّات والأعراض الجهازية، والاضطرابات الجلدية المخاطية. وقد تعزى السببيات المرضية المناعية لمتلازمة ستيفنز - جونسون (Stevens-Johnson Syndrome) (شكل شديد من الحُمامَى المُتَعَدِّدَة الأشكال) وتَقَشَّر الأَنْسِجَةِ الْمُتَمَوِّتَةِ البَشْرَوِيَّةِ التَّسَمُّمِي إِلَى استجابة الخلايا التائية التي تسبب موت الخلايا الكيراتينية. إن تعزيز الخلايا اللمفاوية التائية السامة للخلايا استجابة لمناعة الدواء، ينتج عنه تنشيط أحد أنواع إنزيمات البروتياز داخل الخلايا الذي يشطر بدوره بروتينا أساسيا داخل الخلايا الكيراتينية؛ مما يسبب استماتة الخلايا.
صورة توضح بعض التفاعلات التحسسية
|
|
مقاومة الأنسولين.. أعراض خفية ومضاعفات خطيرة
|
|
|
|
|
أمل جديد في علاج ألزهايمر.. اكتشاف إنزيم جديد يساهم في التدهور المعرفي ؟
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تقيم ندوة علمية عن روايات كتاب نهج البلاغة
|
|
|