المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

مبادئ التنمية وموانعها وآفاتها
19-4-2016
دول الحضارات الشمالية (الدولة الأكادية).
2023-04-29
الحِداد
23-9-2016
كيفية الاستبراء من البول
7-11-2016
تقادم الوفاء بالأجرة
19-5-2016
Rotation with Constant Angular Acceleration
28-12-2016


تبريرات المخالفين‏ حول مكان الله  
  
5086   07:06 مساءاً   التاريخ: 30-11-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القرآن
الجزء والصفحة : ج4 ، ص209- 213.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

أثبت تاريخ العقائد الإسلاميّة بأنّ المنحرفين عن أصول الدين المعروفة كانوا يسْتعينون بالآيات المتشابهة لإثبات مقاصدهم دون أن يلتفتوا إلى القانون الذي طرحهُ القرآن في هذا المجال ، وهو تفسير المتشابهات في ظل المحكمات.

وقد لجأ القائلون بوجود مكان للَّه ‏تعالى ، والقائلون بوجود جسم له أيضاً إلى بعض الآيات المتشابهات واعتبروها كافيةً لإثبات ادّعائهم بصورة منفصلة عن بقية الآيات القرآنية ، إليكم أهمها :

1- {الرَّحْمَنُ عَلى العَرشِ اسْتَوَى‏} (طه/ 5) .

تصور هؤلاء بأنّ‏ (العرش) سريرٌ في أعلى السموات ، يجلس اللَّه عليه ، ويصدر أوامره إلى الملائكة !

فهم يتغافلون عن أنّ هذا تعبيرٌ كنائي يُستعمل في الكثير من العبارات المتداولة ، وهو كناية عن السلطة والقدرة.

ويجدر التوضيح بأنّ الملوك القدماء كانوا يمتلكون نوعين من العرش :

الأول : مرتفع يطلق عليه العرب إسم (العرش) ، يجلس عليه الملك في الأيام الخاصّة ذات الطابع الرسمي.

والثاني : منخفض ، يأتي إليه الملك كل يوم ويجلس عليه في الحالات الطبيعية ليمارس عمله ويصدر أحكامه وأوامره ويدبّر أمور البلاد ، ويُطلق عليه العرب (الكرسي).

واستُعملت كلمتا (العرش) و (الكرسي) رويداً رويداً كرمزين وكنايتين عن السلطة ، وهذا المفهوم واضح في التعابير التالية :

يقال : نَحَّوا الشخص الفلاني عن عرشه أي سُلبَت سلطتُهُ. أو فلانٌ فُلَّ عرشُهُ ، أي انتهت حكومته ، أو إنَّ الحادثة الفلانية هزَّتْ أركان عرشِ فلان أي زلزلت سلطتهُ ، ومن قبيل هذه التعابير.

وَعليه فعرش اللَّه معناه العالم العلوي ، وكرسيُّهُ معناه العالم السفلي ، أو إنّ العرش إشارة إلى عالم ما وراء الطبيعة والمجرّدات ، والكرسي إشارة إلى عالم المادّة ، والشاهد على هذا الكلام آية : {وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّمَواتِ وَالأَرضَ} (البقرة/ 255) .

فعندما يكون كُرسي اللَّه قد وسع جميع السموات والأرض فإنّه يعني أنّ عرشه ما وراء السموات والأرض ، أي ما وراء عالم الطبيعة (1).

بناءً على ذلك فحينما يُقال : الرحمن على العرش استوى ، فالمقصود منه أنّ حاكميته ، ومالكيته ، وسلطته شملت العالم العلوي بوسعه ، والعالم السفلي بتمامه.

وهذا الأمر واضحٌ جدّاً ، ويُمكن للآيات القرآنية التي تنفي وجود مكان للَّه (وأوردناها في بداية الكلام) ، أن تكون خير دليلٍ على‏ تفسير هذا الأمر.

ورد في تفسير الميزان أنّ الآية التي تلت هذه الآية (طه/ 6) تقول : {لَهُ مَا فِى السَّماوَاتِ وَمَا فِى الأَرضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحتَ الثَّرَى} ، وهي قرينة واضحة لتفسيرها (2).

وردَّ الفخر الرازي في تفسيره على استدلال المشبِّهة ، بهذه الآية على جلوس اللَّه على عرشه ، بعشر أدلة عقليّة ونقليّة ، من جملتها : إنّ اللَّه كان موجوداً قبل خَلق العرش أو أي مكانٍ آخر ، فهو لم يكُن محتاجاً إلى المكان منذ الأزل ، فكيف يُمكن أن يحتاج إلى مكان بعد خلق العرش ؟ !

والآخر هو : لو أنّ اللَّه تعالى جالسٌ على عرشه وفقاً لتصور هذه الجماعة لاستلزم أن يكون جزء من وجوده الكائن على يمين العرش غير الجزء الموجود على يساره ! ولأستلزم‏ التركيب ، والأخير يحتاج إلى الأجزاء بدوره ، (وهذا محال).

والآخر هو قول القرآن عن إبراهيم عليه السلام : {لَآ أُحِبُّ الآفِلِينَ}. (الأنعام/ 76)

يُشير إلى حضوره تعالى في كل مكان ، فلو كان جالساً على عرشه للزم أن يكون غائباً ومختفياً دائماً ، وهذا عين الأفول !

ومن جهةٍ اخرى يشير القرآن الكريم في الآية 17 من سورة الحاقّة إلى حملة العرش من الملائكة ، وبناءً على معتَقد جماعة (المشبّهة) يستلزم أن يكون اللَّه بحاجة إلى ملائكة العرش ليحفظوه! في ‏حين أنّ اللَّه على كل شي‏ءٍ حفيظ.

علاوةً على كون جميع آيات التوحيد ونفي التشبيه من المحكمات ، ونحن نعلم بأنّ ما يلزم التوحيد ونفي الكفؤ عنه تعالى هو نفي الجزئية عنه بكل ألوانها ، وهذا لا يتناسب مع استقراره في مكان معين .... (ودلائل اخرى) (3).

ومن جملة الآيات التي استعان بها هؤلاء الجماعة ، هي الآية 22 من سورة الفجر ، فبعد أن شرح سبحانه حوادث نهاية الدنيا وقيام القيامة قال : {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}.

طبعاً ، كما قال أكثر المفسّرين : إنّ المقصود من الآية هو مجي الأمر الإلهي لمحاسبة الناس ، أو حلول آيات عظمته ، لأنّ هذه الآيات والدلائل عظيمة لدرجة بحيث وكأنّ مجيئها يُعبّر عن مجي الذات الإلهيّة المقدّسة وتجلو كل أنواع الريب والشك من القلوب‏ (4).

من هنا فقد ورد بصريح العبارة في الآيات التي قرأناها سابقاً أنّ اللَّه موجود في كل مكان ، ولا يخلو مكانٌ من ذاته المقدّسة ، ولا يسعه مكان في نفس الوقت : {وَهُوَ مَعَكُم أَيْنَ مَا كُنْتُم}.

مع هذا فكيف يُمكن أن ينتقل من محلٍ لآخر ، كما استنتج (جماعة المشبهّة) من ظاهر كلمة (جاء) منها : {وَهُوَ مَعَكُم أَيْنَ مَا كُنتُم} (الحديد/ 4) .

ومنها : {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيهِ مِن حَبلِ الوَرِيدِ} (ق/ 16) .

ومنها : {فَأَينَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجهُ اللَّهِ} (البقرة/ 115) .

ومنها : {هُوَ الَّذِى فِى السَّمَاءِ الَهٌ وَفِى الأَرضِ إِلَهٌ} (الزخرف/ 84) .

كيف يُتصوَّر انتقالُه من مكانٍ لآخر؟

علاوةً على أنّ التغيير ، والزوال ، والغروب ، والأفول ، والحاجة إلى المكان ، تعتبر من لوازم الانتقال.

والشاهد على هذا التفسير ، قوله تعالى : {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ المَلَائِكةُ أَو يَأتِىَ أَمرُ رَبِّكَ}. (أي الموت أو العذاب الإلهي). (النحل/ 33)

ولكن تُلاحظ تعابير من هذا القبيل في بعض الآيات القرآنية أيضاً مثل : {إِلَيهِ يَصعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ} (فاطر/ 10) .

و : {تَعْرُجُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيهِ} (المعارج/ 4) .

و : {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقوَى‏ مِنكُم} (الحج/ 37) .

ومن المسلَّم به أنّ جميع هذه التعابير تُشير إلى الصعود المعنوي ، والعروج الروحي ، والقرب الباطني ، بقرائن نفس الآيات ، لأنّ العمل ليس بالشي‏ء الذي يصعد إلى السموات الظاهريّة ، وكذلك التقوى ليس لها عروج جِسْمانيّ ، (تأمل جيداً).

لكن الذين لا ينتبهون إلى هذه الحقائق ويتقيّدون بالألفاظ فقط يسلكون طريق الخرافات ظنّاً بأنّهم يرون الحقيقة.

وقد وردت تعابير في بعض الآيات أيضاً تبيّن في الواقع عقيدة الكافرين ، لكن الجهلاء اتخذوها مبرراً للقول بوجود جسمٍ ومكانٍ للَّه‏ تعالى من دون الإنتباه إلى ذلك ، فمثلًا نقرأ في قوله تعالى : {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأتِيهُمُ اللَّهُ فِى ظُلَلٍ مِّنَ الغَمَامِ وَالمَلَائِكَةُ} (البقرة/ 210) .

(ما أسخفه من مُعتقَد وتصورٍ ساذجٍ).

وعليه فإنّ الإستفهام الموجود في الآية هو بالحقيقة استفهامٌ إستنكاري ، أي عدم إمكانية تحققُ مثل هذا الشي‏ء (5).

وخلاصة الكلام هو أنّ وضوح تفسير مثل هذه الآيات موقوف على قليل من الدقّة ، والرجوع إلى الآيات المحكمات بالنسبة إلى نفي الجسم ، والمكان ، والزمان للَّه ‏سبحانه وتعالى ، فلا يبقى محلٌ للاشتباه والشك والريب.

______________________
(1) لما كان الاستواء على العرش وهو سرير الملك ممّا يردف الملك ، جعلوه كنايةً عن الملك فقالوا : استوى فلان على العرش يريدون مُلك وإن لم يقعد على السرير البتة ، الكشاف ج 3 ، ص 52.

(2) تفسير الميزان ، ج 14 ، ص 131.

(3) تفسير الكبير ، ج 22 ، ص 5.

(4) تفاسير ، مجمع البيان ، الميزان ، القرطبي ، روح الجنان وغيرها.

(5) فسّر بعض المفسّرين الاستفهام الموجود في الآية بأنّه استفهام تحذيري ، وقدّروا كلمة (أمر) محذوفة كما مرّ في بعض الآيات السابقة ، وقالوا : إنّ على هذه الجماعة من الكفار أن ينتظروا مجي أمر اللَّه بالعذاب ومجي ملائكة الحساب لمحاسبتهم.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .