المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

معرفة العدالة
2-4-2016
تصنيف المخاطر المصرفية
7-7-2018
هل اغتيل الرسول (صلى الله عليه وآله)؟
2024-10-26
Spin-Dependent 1/r Potential
22-8-2016
Imaginary Point
24-10-2018
طريق فهم العقائد
22-4-2019


آداب تناول الطعام  
  
131   08:53 صباحاً   التاريخ: 2025-03-20
المؤلف : السيد حسين نجيب محمد
الكتاب أو المصدر : الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص269 ـــ 278
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

بالرغم من أن مسألة الطعام هي تلبية لحاجة الجسد، إلا أنَّ الدين الإسلامي أحاطها بمجموعة من الآداب والسنن، وذلك لكي تُؤتي ثمارها الصحية وتعود على الإنسان بمنفعته وفائدته.

وتقسم الآداب إلى قسمين:

الأول: آداب شخصية: والثاني: آداب اجتماعية:

الآداب الشخصية:

وهي تتعلق بالأحوال الخاصة للإنسان وهي تارة تتعلق بما قبل الطعام، وتارة أثناء الطعام، وثالثة بعد الطعام.

الآداب قبل الطعام:

1- النية:

بأن يكون الدافع إلى الطعام والشراب هو الحصول على القوَّة الجسدية للاستمرار في الحياة، وتحقيق خلافة الله تعالى على الأرض.

فعن رسول الله له (صلى الله عليه وآله) أنَّه قال لأبي ذر: ((يا أبا ذرّ ليكن لك في كل شيء نية حَتَّى في النوم والأكل))(1).

أقول: في ((الطب البديل)) علم يطلق عليه ((علم النوايا)) وهو يبحث عن تأثير النوايا على جسم الإنسان وما حوله.

ولهذا العلم جذور في الدين الإسلامي الذي يقول على لسان النبي (صلى الله عليه وآله): ((إنَّما الأعمال بالنيات)).

ومِمَّا يدلُّ على تأثير النوايا ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((كلوا الباذنجان فإنَّها شجرة رأيتها في الجَنَّة... فمن أكلها على أنَّها داء كانت داء، ومن أكلها على أنَّها دواء كانت دواء))(2).

جاء في كتاب ((مرداد)): ((تمثلوا رجُلين ينظران إلى حقل أخضر. أحدهما يقدّر غلّة الحقل من الحنطة ثم يحسب ثمن الحنطة بالفضة والذهب. بينا الآخر يشرب خضرة الحقل بعينيه، ويقبل بفكره كل وريقة من أعشابه، ويتآخى بروحه مع كل جُذَير من جذيراته، وحُصيبة من حصبائه، وذُرَيرة من ترابه.

أقول لكم إنَّ هذا الأخير هو بحق صاحب الحقل وإن يكن الأول يملك صكاً مسجلاً به.

أو تمثلوا رجُلين جالسين في بيت، أحدهما صاحب البيت والآخر ضيف عنده. أما صاحب البيت فيتبجح بأكلاف البناء، وبأثمان الستائر على النوافذ وجودة الطنافس وباقي الرياش في البيت. وأما الضيف فيصغي إليه مباركاً في قلبه الأيدي التي اقتلعت الحجر وهندمته وبنَتَه؛ والأيدي التي حاكت الستائر والطنافس؛ والأيدي التي غزت الغابة فحولت أشجارها شبابيك وأبواباً وكراسي وطاولات. وإذ يبارك تلك الأيدي يتمجد بروحه ممجداً اليد المبدعة التي كونت كل هذه الأشياء.

أقول لكم إنَّ الضيف هو ساكن ذلك البيت الأصيل. أما صاحب البيت فليس سوى بهيمة تحمل البيت وكل ما فيه على ظهرها ولكنها لا تسكنه.

أو تمثلوا رجُلين يشاركان عجلاً في لبن أُمِّهِ. وأحدهما يتفحص العجل بعينٍ لا تبصر فيه إلا لحماً طريئاً يصلح للوليمة التي يزمع أن يولمها قريباً لأصحابه في عيد مولده. والثاني كلما نظر إلى العجل وجد فيه أخاً في الرضاعة. فامتلأ قلبه حنواً على العجل وأُمّه.

أقول لكم إنَّ الثاني يتغذَّى حقاً بلحم العجل. أما الأول فلا يناله منه إلا التسمم(3).

2- الدعاء وذكر الله تعالى:

ففي الدعاء ارتقاء الإنسان من الحالة الحيوانية إلى الحالة الإنسانية والملكوتية، كما أنَّ فيه تأثيراً على الطعام والشراب فإنَّه يكسبهما بركة ونوراً بحيث يتحوّل هذا الطعام إلى نور يدخل في جوف الإنسان كما ثبت ذلك في ((علم الصوت والكلام)).

ففي وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): ((يا علي إذا أكلت فَقُلْ: بسم الله، وإذا فرغت فقُلْ: الحَمْدُ لله، فإنَّ حافظيك لا يبرحان يكتبان لك الحسنات حَتَّى تبعده عنك))(4).

وعنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((وكل شيء لم يذكر عليه اسم الله فهو بحكم الميتة يقسي القلب ويكون من رزق الشيطان وحظّه))(5).

عن أبي عبد الله عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((إذا وضعت المائدة حفّها أربعة أملاك، فإذا قال العبد: بسم الله قالت الملائكة: بارك الله لكم في طعامكم، ثمَّ يقولون للشيطان: اخرج يا فاسق لا سلطان لك عليهم، فإذا فرغوا وقالوا الحمد لله ربِّ العالمين، قالت الملائكة: قومٌ أنعم الله عليم فأدوا شكر ربَّهم، فإذا لم يسموا قالت الملائكة للشَّيطان ادن يا فاسق فكل معهم، وإذا رفعت المائدة ولم يذكروا اسم الله قالت الملائكة: قوم أنعم الله عليهم فنسوا ربهم))(6).

عن الإمام علي (عليه السلام): ((ضمنت لمن سمّى الله تعالى على طعامه أن لا يشتكى منه)(7).

عن الأصبغ قال: دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) وبين يديه شواء فدعاني وقال: هلمَّ إلى هذا الشواء؟ فقلت: أنا إذا أكلت ضرني فقال: ألا أعلمك كلمات تقولهنَّ، وأنا ضامن لك أن لا يؤذيك طعام؟ قُلْ: ((اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ خَيرَ الأَسْمَاءِ مِلءِ الأَرْضَ وَالسَّمَاءِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الَّذِي لَا يَضِرُّ مَعَهُ داء فلا يضرك أبداً))(8).

عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شكوت إليه التخم، فقال: إذا فرغت فامسح يدك على بطنك وقُل: اللَّهُمَّ هنَّئنيه اللَّهُمَّ سوِّغنيه، اللَّهُمَّ أمرئنيه))(9).

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لابنه الحسن (عليه السلام): ((يا بُني لا تطعمن لقمة من حار ولا بارد، ولا تشربنَّ شربة وجرعة إلا وأنت تقول قبل أن تأكله: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ فِي أَكْلِي وَشُرِبِي السَّلَامَة مِن وعكِه، وَالقُوَّة بِهِ عَلى طَاعَتِكَ؛ وَذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ فِيمَا بَقيتَهُ فِي بَدَنِي، وَأَنْ تَشجّعْنِي بِقوَّتِهَا عَلَى عِبَادَتِكَ، وَأَنْ تَلْهَمنِي حُسْنَ التحرز مِن مَعْصِيتِكَ))(10) فإِنَّكَ إِنْ فعلت ذلِكَ أمنت وعثه وعائلته)).

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا وضعت المائدة بين يديه قال: اللَّهُمَّ اجعلها نِعْمَةً مشكورة تصل بها نِعمة الجَنَّة. وكان (صلى الله عليه وآله) إذا وضع يده في الطعام قال: ((بِسْم الله بارك لنا فيما رَزَقْتَنا وَعَلَيْكَ خَلفهُ))(11).

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ((لما جاء المرسلون إلى إبراهيم (عليه السلام) جاءهم بالعجل فقال كلوا فقالوا: الحمد لله قال: فالتفت جبرائيل إلى أصحابه وكانوا أربعة وجبرئيل رئيسهم، فقال: حقٌّ الله أن يتخذ هذا خليلاً))(12).

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ((إن داود النبي (عليه السلام) قال: يا ربّ أخبرني بقريني في الجنَّة ونظيري في منازلي فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: إنَّ ذلك متَّى أبا يونس.

فاستأذن الله في زيارته فأذن له، فخرج هو وسليمان ابنه، حتى أتيا موضعه، فإذا هما ببيت من سعف، فقيل لهما: هو في السوق، فسألا عنه فقيل لهما أطلباه في الحطابين فسألا عنه، فقال لهما: جماعة من الناس: نحن ننتظره الآن يجيء.

فجلسا ينتظرانه. إذ أقبل وعلى رأسه وقر من حطب، فقام إليه الناس، فألقى عنه الحطب فحمد الله وقال: من يشتري طيباً بطيب؟ فساومه واحد وزاد بآخر حتى باعه من بعضهم.

فسلَّما عليه، فقال: انطلقا بنا إلى المنزل، واشترى طعاماً بما كان معه ثم طحنه وعجنه ثم أجج ناراً وأوقدها، ثم جعل العجين في تلك النار، وجلس معهما يتحدث، ثم قام وقد نضجت خبيزته فوضعها في الأجانة وفلقها وذر عليها ملحاً ووضع إلى جنبه مطهرة ماء وجلس على ركبتيه وأخذ لقمة، فلما وضعها إلى فيه قال: بسم الله، فلما ازدردها قال: الحمد لله ، ثم فعل ذلك بأخرى، ثم أخذ الماء فشرب منه فذكر اسم الله، فلما وضعه قال: الحمد لله يا رب من ذا الذي أنعمت عليه ما أوليته مثل ما أوليتني قد صححت بصري وسمعي وبدني وقويتني حتى ذهبتُ إلى شجر لم أغرسه ولم اهتم بحفظه، جعلته لي رزقاً وسقت إلي من اشتراه مني، فاشتريت بثمنه طعاماً لم أزرعه وسخَّرت لي النار فأنضجته، وجعلتني أكله بشهوة أقوى بها على طاعتك فلك الحمد، ثم بكى.

فقال داود (عليه السلام): يا بني قم فانصرف بنا فإنني لم أر عبداً قط أشكر لله من هذا))(13).

3- غسل اليدين قبل الطعام:

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((يا علي إنَّ الوضوء قبل الطعام وبعده شفاءٌ

في الجسد، ويُمن في الرزق))(14).

عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((من غسل يده قبل الطعام وبعده عاش في سعة وعُوفي من بلوى جسده))(15).

ولا شك أن غسل اليدين قبل الطعام يؤدي إلى إبعاد الجراثيم والميكروبات المُسببة للأمراض عن الإنسان.

ويقول الأطباء: إنَّ الجسم يولّد حرارة شديدة أثناء وبعد تناول الطعام ولذلك يجب تبريده قبل الوجبات ويكون بصب الماء البارد على الذراعين حَتَّى الكوع، وبالاستنشاق، وغسل الأعضاء التناسلية، وغسل الساقين حَتَّى الركبتين))(16).

4- عدم مسح اليدين بالمنديل بعد التغسيل:

عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((إذا غسلت يدك للطعام فلا تمسح يدك بالمنديل فلا تزال البركة في الطعام ما دامت النداوة في اليد))(17).

5- البدء بالملح أو الخل:

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((يا علي افتتح طعامك بالملح، فإنَّ فيه شفاء من سبعين داء، منها الجنون والجذام والبرص ووجع الحلق والأضراس ووجع البطن)).

وعنه (صلى الله عليه وآله): ((يا علي افتتح بالملح واختتم بالملح، فإنَّ فيه شفاء من إثنين وسبعين داء))(18).

والسر في ضرورة الافتتاح بالملح يعود إلى أمور منها:

الأول: أنَّ للملح دوراً هاماً في عمل اللّعاب فهو يُحفّز الغدد اللعابية لإفراز مزيد من سائل اللعاب لاستقبال الطعام على أكمل وجه، إذ إنَّ عدم تزييت الفم من الداخل بواسطة اللعاب يؤدي إلى خدوش جدران الفم الداخلية، وتقول الأبحاث: إنَّ إفراز اللعاب يرتفع من / 8 - 20/ ضعف عن مستواه بتأثير مؤثر ذوقي كالملح، إضافة إلى ذلك فإنَّ لا يعمل على تزييت الفم فحسب بل يدهن جدران البلعوم والمري وحَتَّى المناطق العليا من المعدة.

الثاني: إنَّه يُطهّر الفم من الجراثيم والبكتيريا، فباطن الفم يحتوي على أعداد هائلة من البكتيريا والفطريات والعوامل المرضية لأنه وسط بتماس مباشر مع الهواء الحامل للجراثيم فإذا دخل الملح إليه عمل على انكماشها وهلاكها.

وأما السر في الاختتام بالملح:

فهو يعود إلى أهميته في القضاء على الجراثيم العالقة بالفم بعد الانتهاء من الطعام فإنَّه يُدرك منها ما لا يُدركه الماء وبالتالي فإنَّه يقطع الطريق أمام المشاكل التي تنجم عن تراكم البكتيريا في الفم كضعف الأسنان والتهاب اللثة ورائحة الفم.

كما أن للملح بعد الطعام فعالية في هضم الطعام وامتصاصه، كما أنه يساهم في حفظ بطانة المعدة من الإفرازات الهاضمة لغددها(19).

ملاحظة: أنَّ الملح المحتوي على الفوائد الصحية هو ما كان طبيعياً كماء البحر أمَّا الملح الأبيض الموجود في الأسواق والذي أدخل إليه مواد كيماوية فهو محتوى على الأضرار الصحية.

كما يفيد الإنسان أن يبدأ الطعام بالخل لما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((إنَّ بني إسرائيل كانوا يستفتحون بالخل ويختمون به، ونحن نستفتح بالملح ونختم بالخل))(20).

عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((إنَّا نبدأ بالخل عندنا، كما تبدؤون بالملح عندكم؛ فإنَّ الخل ليشدُّ العقل))(21).

عن محمد بن علي الهمداني: إنَّ رجلاً كان عند الرضا (عليه السلام) بخراسان، فقدمت إليه مائدة عليها خلٌّ وملحٌ، فافتتح (عليه السلام) بالخل، فقال الرَّجل: جعلت فداك أمرتنا أن نفتتح بالملح!

فقال: ((هذا مثل هذا ـ يعني الخلَّ ـ وإنَّ الخل يشدُّ الذهن، ويزيد في العقل))(22).

والظاهر أن التخيير بين الملح والخل يرجع لاختلاف طبائع الناس وأجسادهم أو لاختلاف الأماكن التي يتواجدون فيها من ناحية البرودة والحرارة.

________________________________

(1) سفينة النجاة: ج2، ص 629.

(2) طب المعصومين: ص 45.

(3) مرداد، ص 194.

(4) بحار الأنوار: ج63، ص 371.

(5) العلوم الغريبة ص 29.

(6) بحار الأنوار: ص 371.

(7) بحار الأنوار: ج 66، ص 369.

(8) بحار الأنوار: ج 66، ص 379.

(9) المصدر نفسه.

(10) بحار الأنوار: ج 66، ص 380 - 381.

(11) بحار الأنوار: ج 66، ص 381.

(12) بحار الأنوار: ج 66، ص 368.

(13) قصص الأنبياء، ص 595.

(14) بحار الأنوار: ج 66، ص 356.

(15) المصدر نفسه.

(16) فلسفة النباتية: ص 68.

(17) مهذب الأحكام: ج 23، ص221.

(18) طب المعصومين: ص 384.

(19) مجلة أهل البيت: عدد3.

(20) الكافي، ج 6، ص330، ح12.

(21) الكافي، ج 6، ص 329، ح5.

(22) الكافي، ج 6، ص 399، ح4. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.