المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الموطن الاصلي للفجل
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24

مصادر السيناريو- خامسا: المشاهدات اليومية المعاشة
2023-03-25
الشيخ داود بن عمر الأنطاكي
8-8-2017
Ralph Duncan James
9-11-2017
الاسترخاء
1-6-2022
الاعتبارات الواجب الأخذ بها بما يتعلق بالخطابات وطريقة صياغتها
4/9/2022
السعاية
20-4-2022


الإمام الهادي (عليه السلام) والتحصين الأمني للجماعة الصالحة  
  
1175   06:22 مساءً   التاريخ: 2023-04-24
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 12، ص 185-188
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / التراث الهاديّ الشريف /

لقد مارس الإمام الهادي ( عليه السّلام ) وظيفته بصفته الإمام والقائد لمواليه والراعي لمصالحهم بالرغم من الظروف الصعبة التي كانت تمر بالإمام ( عليه السّلام ) وبشيعته من تتبع السلطة لهم ومطاردتهم وفرض الإقامة الجبرية على الإمام بعد اشخاصه من المدينة إلى سامراء ليكون قريبا من السلطان وتحت رقابته ، وتتجلى لنا مواقف الإمام ( عليه السّلام ) في هذا الاتجاه في المحافظة التامة على شيعته ورعاية مصالحهم الخاصّة والعامّة وقضاء حوائجهم وتحذيرهم ممّا تحوكه السلطة ضدّهم ، وما يجب أن يتخذوه من حيطة وكتمان لنشاطهم واتصالاتهم حتى لا يقعوا في حبائل السلطة الغاشمة التي كانت تتربص بهم وبالإمام ( عليه السّلام ) الدوائر .

إنّ وصايا الإمام ( عليه السّلام ) لأتباعه تظهر مدى اهتمامه بما يجري في الساحة أوّلا ، ومدى قربه من الأحداث العامة والخاصة ثانيا . وكانت أوامره تصل الجماعة الصالحة بشكل دقيق وسريع بل قد تكون سابقة للاحداث في بعض الأحيان لتتمكن تلك الجماعة من تجاوز ما يحاك ضدها . كما أن اجراءات الإمام وأساليبه كانت مظهرا لعمل حركي وتنظيمي وعلى درجة عالية من الدقة والتخطيط ، وهذا ما تكشفه لنا خطابات الإمام ( عليه السّلام ) إلى شيعته والتي كانت تحمل بين طياتها أدوات ووسائل مختلفة ومتعددة لمواجهة الظروف التي تحيط بها . وإليك بعض أساليبه ووسائله وتعليماته الخاصّة بهذا الصدد :

أ - الحذر من تدوين الأمور

كان الإمام ( عليه السّلام ) يحذر أصحابه من تدوين وكتابة بعض الأمور وخصوصا ما كان يتعلق بعلاقات ووضع الجماعة الصالحة ومواقفها ، فعن داود الصرمي قال : أمرني سيدي بحوائج كثيرة فقال ( عليه السّلام ) لي : قل كيف تقول ؟

فلم احفظ مثل ما قال لي ، فمدّ الدواة وكتب :

« بسم اللّه الرحمن الرحيم اذكره ان شاء اللّه والأمر بيد اللّه » ، فتبسمت ، فقال ( عليه السّلام ) : ما لك ؟ قلت : خير ، فقال أخبرني ؟ قلت جعلت فداك ذكرت حديثا حدثني به رجل من أصحابنا عن جدك الرضا ( عليه السّلام ) إذا أمر بحاجة كتب بسم اللّه الرحمن الرحيم ، اذكر ان شاء اللّه فتبسمت ، فقال ( عليه السّلام ) لي : يا داود ولو قلت : إنّ تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقا[1].

فالإمام ( عليه السّلام ) هنا يربط الكتمان والحذر بمفهوم اسلامي وهو « التقية » والتي وردت بها أحاديث وآيات كريمة كقوله تعالى : إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وكذا قوله تعالى : إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ، وهي الآية التي نزلت في قضية عمار بن ياسر ( رضى اللّه عنه ) حيث عذّبه المشركون في مكة لكي ينال من الرسول ويتركوه ، ثم جاء إلى الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) فقال له : ان عادوا فعد . فلم تكن أوامر الإمام ( عليه السّلام ) بهذا الصدد فقط خشية من انكشافها بل إنه طرحها تأكيدا لهذا المفهوم الذي عرفت به الشيعة منذ نشوئها امتثالا لوصايا الأئمة ( عليهم السّلام ) والقرآن الكريم .

ب - تغيير الأسماء

كان الإمام ( عليه السّلام ) يذكر في توقيعاته إلى بعض أصحابه وينسبهم إلى عبيد ابن زرارة وكانوا قد عرفوا ببني الجهم وهم من أكابر بيوت الشيعة وأصحاب الأئمة ( عليهم السّلام ) ، فعن الزراري ( أحدهم ) قال : إن ذلك تورية وسترا من قبل الإمام ( عليه السّلام ) ثم اتسع ذلك وسمّينا به وكان ( عليه السّلام ) يكاتبه في أمور له بالكوفة وبغداد[2].

ج - التحذير من الحديث في الأماكن العامة

كان الإمام ( عليه السّلام ) يمنع بعض أصحابه من الحديث والمساءلة في الطريق وغيره من الأماكن التي يكون فيها عيون للسلطان .

فعن محمد بن شرف قال : كنت مع أبي الحسن ( عليه السّلام ) أمشي في المدينة فقال لي : ألست ابن شرف ؟ قلت بلى ، فأردت أن اسأله عن مسألة فابتدأني من غير أن أسأله فقال : « نحن على قارعة الطريق وليس هذا موضع مسألة » .

د - النفوذ في جهاز السلطة

لقد استولى بنو العباس على السلطة وتولّوا أمر الامّة بالقهر والغلبة بعد سقوط الدولة الأموية سنة ( 132 ه ) ، وعاثوا في الأرض الفساد حيث استشرى أمرهم فكان القتل والتشريد وابتزاز الأموال على قدم وساق ولم تكن حكومتهم ذات شرعية اسلامية ، ومن هنا كان العمل معهم غير مشروع ، وقد كتب محمد بن علي بن عيسى - أحد أصحاب الإمام ( عليه السّلام ) – إلى الإمام الهادي ( عليه السّلام ) يسأله عن العمل لبني العباس وأخذ ما يتمكن من أموالهم ، هل فيه رخصة ؟ فقال ( عليه السّلام ) : « ما كان المدخل فيه بالجبر والقهر فاللّه قابل به العذر ، وما خلا ذلك فمكروه ، ولا محالة قليله خير من كثيره ، وما يكفر به ما يلزمه فيه من يرزقه ويسبب على يديه ما يسرك فينا وفي موالينا » .

ولما وافى كتاب الإمام ( عليه السّلام ) إلى محمد بن علي بن عيسى بادر فكتب للإمام ( عليه السّلام ) :

« ان مذهبي في الدخول في امرهم وجود السبيل إلى ادخال المكروه على عدوه وانبساط اليد في التشفي منهم بشيء أتقرب به إليهم ، فأجاب الإمام ( عليه السّلام ) من فعل ذلك فليس مدخله في العمل حراما بل أجرا وثوابا »[3] .

لقد وضع الإمام ( عليه السّلام ) في النصين أعلاه ضوابط العمل مع السلطان الجائر التي تتلخص في توفير وسيلة لإضعاف الظالمين أو تحقيق خدمة لمواليه المظلومين .

 

[1] مسند الإمام الهادي ( عليه السّلام ) : 301 .

[2] تاريخ الكوفة : 393 .

[3] مستطرفات السرائر : 68 ح 14 وعنه في وسائل الشيعة 17 : 19 ح 9 ب 45 ، وسائل الشيعة : 12 / 137 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.