أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-7-2017
![]()
التاريخ: 20-6-2016
![]()
التاريخ: 2-8-2019
![]()
التاريخ: 20-6-2016
![]() |
صورة الانفجار الأعظم، كما يدرك كل شخص، رؤية شاملة وبارعة التطور الكون، تأخذنا من لحظة الخليقة إلى الوقت الحاضر، عبر سلسلة. من البسيطة نسبيا. ولكن هل هذا ما حدث بالفعل، أم هي حكاية تعطى انطباعا خادعاً للحقيقة، وكأنها من أحداث قصص روديارد (كيبلنج) التي أطلق عليها قصص مطابقة للحقيقة ؟
إن الوسيلة الوحيدة للإجابة عن هذا السؤال هو اللجوء إلى الدليل الذي يعتمد على الأرصاد الفلكية والقياسية التي تساند النظرية. وبغض النظر عن الإزاحة نحو الأحمر" ذاتها، ثمة دليلان رئيسيان متاحان التخليق النووى بسبب الانفجار الأعظم والموجات الدقيقة الخلفية الكونية. ثمة عدد آخر من الدلائل، بيد أنها من الصعوبة بحيث لا يتسع المجال لشرحها، هنا، وإجمالاً، فإن هذه الدلائل أقل تأثيراً من الدليلين اللذين سوف أناقشهما فيما بعد.
تخليق النوى (أي وضع النوى معا يعزو إلى سلسلة العمليات والتغيرات التي حدثت أثناء نقطة التحول التي استمرت ثلاث دقائق (معلم الثلاث دقائق). فخلال فترة وجيزة، تصادمت البروتونات والنيوترونات ببعضها ثم التصقت معا، مكونة نواة خفيفة.
وقبل مرور ثلاث دقائق، كانت درجات الحرارة مروعة بحيث لم تمكن النوى من الالتحام معا، وبعد ذلك استمر تمدد الكون إلى النقطة التي أصبحت فيها كثافة الجسيمات منخفضة للغاية، إلى الحد أنها لا تسمح بحدوث عدد كبير من الاصطدامات. ومن ثم، فهناك رؤية ضيقة للغاية، حول حدود الثلاث دقائق الأولى من عمر الكون، حيث تم فيها عدد كاف من الاصطدامات التي كونت أعدادا كبيرة من النوى، وكانت درجة الحرارة منخفضة لتسمح بالنوى التي تشكلت حديثا، بالبقاء على قيد الحياة".
وتخبرنا نظرية الانفجار الأعظم، عن مدى كثافة المادة المكدسة، خلال تلك الحقبة الزمنية القصيرة، ومن ثم عدد الاصطدامات التي حدثت في تلك الفترة، ويمكن إعادة إنتاج هذه الاصطدامات نفسها، في مختبراتنا، وهكذا نعرف كم مرة تنتج نواة معينة من كل اصطدام محدد. .د. ومن ثم يكون عدد كل نوع من الأنوية المنتجة - الفيض الأساسي الأولى - اختباراً متفحصاً لكل جوانب الرؤية الشاملة للانفجار الأعظم.
وأفضل مثال لكيفية عمل هذا الاختبار، يتعلق بالفيض الأساسي الأولى للهيليوم - 4 ، وهي نواة تتكون من بروتونين ونيوترونين. وتتنبأ النظرية بأن 25 بالمائة من المادة في الكون، بعد الثلاث دقائق، يجب أن تتكون من هذا العنصر. وعندما تطلع الفلكيون إلى الفضاء وقاسوا الكمية الفعلية للهيليوم فى الكون المعاصر، وطرحوا منها تلك الكمية التي أنتجت في النجوم منذ زمن الانفجار الأعظم، توصلوا إلى تحديد الكمية التي تنبأوا بها، بدرجة كبيرة من الدقة. ولو كانوا قد وجدوا فيضا من الهيليوم، اختلفت كميته بنسبة تصل إلى اثنين أو ثلاثة بالمائة، مما تم التنبؤ به لأصبحت نظرية الانفجار الأعظم في محنة خطيرة.
وهذا الموضوع عن التنبؤ الدقيق والإثبات اللاحق، يمكن تكراره لعدد من النوى المتباينة، وتتضمن نواة "الديوتريوم (1)، (بروتون واحد ونيوترون واحد) ونواة "الهيليوم - 2" بروتونان ونيوترون واحد" ونواة "الليثيوم - 7- (ثلاثة بروتونات وأربعة نيوترونات). ويتفق العلماء، أن تنبؤات الانفجار الأعظم، ثبتت صحتها وقتما يتم إخضاعهما للاختبار.
والدليل الدامغ الثاني لنظرية الانفجار الأعظم، يتأتى من مصدر مختلف تماما. وأفضل طريقة لفهمه، يكون بضرب الأمثلة. إذا دخلت حجرة بها مدفأة انطفأت فيها النيران، ويمكنك أن تعرف منذ متى كانت النيران مشتعلة، إذا نظرت إلى فحم المدفأة. فإذا كان الفحم أحمر وساخنا ، معنى ذلك أن النيران انطفأت منذ وقت قليل. أما إذا كان الفحم برتقاليا باهتا فربما تكون قد انطفأت منذ مدة طويلة. إن هذا التتابع المتواصل لعملية تبريد الفحم، والتي تصدر فيها إشعاعات لها موجات تزداد طولاً مع مرور الزمن، من الضوء المرئى إلى تحت الأحمر التى لا تستطيع رؤيتها، ولكنك تشعر بها على راحة يدك).
ويمكن التفكير في المراحل المبكرة للانفجار الأعظم، وكأنها نيران مشتعلة والكون بذاته كفحم لهذه النيران ومثل الفحم فى مدفاتك، فإن الكون يصدر إشعاعات تزداد أطوال موجاتها، أثناء عملية تبريده واليوم بعد اشتعال تلك النيران، بنحو خمسة عشر بليون سنة، لابد أن تكون هذه الإشعاعات في شكل موجات دقيقة)، وهي نفس النوع من الإشعاع الذي نستخدمه لطهي الطعام (فرن المايكروويف) وإرسال إشارات بث التلفاز. ويكمن الفرق بين الكون والفحم فى المدفأة هو أنه في المثال الأخير، نقف بعيداً عن الفحم ونشعر بالإشعاع، بينما في حالة الكون نكون فى داخل المصدر الذي يصدر الإشعاع، أي إننا - في حقيقة الأمر - داخل كومة الفحم ذاتها .
وفي العام 1964، قام أرنو بنزياس) و(روبرت ويلسون) - وهما فيزيائيان يعملان في مختبرات هاتف بل في نيوجيرسى - بتوجيه طبق تليسكوب رادیوی ضخم إلى السماء، واكتشفا بأنه بغض النظر عن الاتجاه، فإنهما يستقبلان إشارة تدل على وجود الإشعاعات الدقيقة. وبعد مناقشات في المجتمع العلمي، اتضح أن هذا الإشعاع هو تماما ما يمكن أن يتوقعه المرء، إذا كان الكون قد بدأ بالانفجار الأعظم الشديد الحرارة، منذ نحو خمسة عشر بليون سنة. وفي هذا الزمن الموغل في القدم، برد الكون من درجات الحرارة المروعة التي سادت عند بدايته إلى درجة الحرارة المميزة للموجات الدقيقة، وهي حوالي ثلاث درجات فوق الصفر المطلق . ويحتمل أن يكون هذا الاكتشاف قد جاء في وقت ما زالت المناقشات محتدمة حول بنية الكون، مما رجح كفة الميزان، وأقنع المجتمع العلمي بتأييد نظرية الانفجار الأعظم، واستمر هذا حتى الوقت الحاضر.
|
|
علماء يطورون أداة ذكاء اصطناعي.. تتنبأ بتكرار سرطان خطير
|
|
|
|
|
ناسا تكشف نتائج "غير متوقعة" بشأن مستوى سطح البحر في العالم
|
|
|
|
|
شعبة التوجيه الديني النسوي تحتفي بولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
|
|
|