هناك مجموعة طرق يمكن الاستدلال من خلالها على طبيعة وخصائص مناخ الماضي يمكن إيجازها على النحو الآتي :

1- طريقة تحليل حلقات الأشجار الضخمة How to analyze large tree rings : وتعرف أيضاً بطريقة (التقويم النباتي) إذ يستدل على طبيعة المناخ في هذه الطريقة من خلال حلقات الأشجار الموجودة في لحائها، إذ تعتمد على حساب عدد الحلقات التي يتألف منها لحاء الأشجار التي تنمو بوجه خاص في المناخات الفصلية في العروض المتوسطة والعليا فضلاً عن تنموها في العروض شبه المدارية باعتبار أن الشجرة تضيف حلقة الى لحائها كل سنة، أما من الناحية المناخية فيستدل على طبيعة المناخ من خلال سماكة تلك الحلقات فالسنوات الجافة تكون حلقاتها رفيعة أما السنوات الممطرة فتكون حلقاتها سميكة وفي المناطق التي يتميز فيها وجود فصلان أحداهما ماطر وأخر جاف فنجد أن اللحاء السنوية تتكون من حلقتين احدهما سميكة وأخرى رقيقة.

2ـ طريقة نمو الاشنات lichen growth : وتعرف أيضاً بالطريقة القياس الأشني وتستعمل هذه الطريقة لتاريخ تراجع الجليد واختفاء فرشاة الثلج المعمرة، وما أن يتعرى الصخر من الجليد حتى تصله أنواع الاشنيات (حزازيات الصخر) التي يكون نموها بطيئاً وتستمر لزمن طويل، وتتم معرفة لطبيعة المناخ من خلال معرفة معدل نمو الاشنيات السنوي التي تفيد في معرفة الزمن الذي يشهد تراجع الجليد وانحساره عن الصخر وارتفاع الحرارة.

3- طريقة تحليل رقائق الطمى الجليدية How to analyze glacial site chips : تعتمد هذه الطريقة على ترسب الطمى والطين في قاع البحيرات التي تكون على شكل طبقات متعاقبة تدل على الاختلافات السنوية والفصلية في درجات الحرارة من جهة وشدة ذوبان الثلج او الجليد من جهة أخرى حاملاً معه المواد الصلبة والدقيقة مرسباً إياها عند قاع البحيرات، وتكون طبقات الطمى اكثر سماكة في السنوات الحارة اما في السنوات الباردة والرطبة تكون سماكتها اكثر رقة .

4 ـ طريقة الأغطية الجليدية ice cap method : أن كثرة تساقط الثلوج تدل على طبيعة المناخ البارد او القطبي في قطبي الكرة الأرضية وله موسم سنوي تشكل فيها هذا التساقط على شكل طبقات أي ان كل طبقة تمثل سنة معينة اما دور درجات الحرارة والإشعاع الشمسي خلال فصل الصيف فيكمن في ذوبان جزء او كل الطبقة الثلجية من هنا جاء استخدام هذه الطريقة لحساب مناخ الماضي وفقاً لعدد سنوات تراكم الثلوج وطبيعة المناخ ،آنذاك، كما أن الذوبان الذي تتعرض له الطبقات الثلجية يجعلها تتحول الى الجليد تدريجياً نتيجة لتحرر الأوكسجين الموجود في جزيئات الثلوج وهذا له دور في حساب طبيعة المناخ أيضاً من خلال معرفة عدد مرات ذواب الثلج وتحوله الى جليد.

5ـ طريقة استخدام النظائر المشعة How to use radioactive isotopes : أن كل عنصر ذري يعمل على نحو دقيق من جسيمات البروتونات الإيجابية والنيوترونات التي يحتاج إليها في مركزه (النواة) لكي يكون مستقراً (أي انه ثابت في عنصره) وان النظائر المشعة (Radioactive isotopes) هي عناصر ذرية ليس لديها النسبة الصحيحة من البروتونات الى النيوترونات لكي تظل مستقرة، وعلى سبيل المثال تتضمن ذرة كربون مستقرة ستة بروتونات وست نيترونات بينما نظريه كاربون 14 غير المستقر يتضمن ست بروتونات وثمان نيترونات ولذلك فهو مشع وغير مستقر إذ أن جميع العناصر غير المستقرة تسمى نظائر مشعة  ، وان النظائر ذات النشاط الإشعاعي التي تقع ضمن أسرة واحدة كل منها ينتج من تحلل نظير سابق تسعى بسلسلة النشاط الإشعاعي (Radioactivity series) كما في سلسلة اليورانيوم والرصاص وبعض المواد الموجودة في القشرة الأرضية التي تحتوى على عناصر إشعاعية وهذه العناصر تتفكك بمعدل معروف الى عناصر اكثر استقراراً وبناءً على ذلك يمكن معرفة تاريخ الحوادث التي حدثت في المواد المتكونة منذ ملايين السنين، وتسمى المدة التي يتفكك بانقضائها نصف ذرات المادة المشعة بنصف حياة العنصر ويكون بعضها قصير جدا مثل راديوم ج ( rhodium G) الذي يبلغ (6-1 ثانية) وبعضها الأخر يستغرق زمناً طويلاً يصل الى الألف الملايين من السنين كاليورانيوم 28 238 Uranium) الذي يستغرق 4500 مليون سنة.

- التاريخ بواسطة الأحماض الأمينية Amino acids : للكيمياء العضوية دور مهم جداً في تقديم وسائل لتاريخ الماضي الجيولوجي والمناخي للأرض عن طريق تاريخ الأصداف والبقايا العضوية الأخرى التي يعود تاريخها الزمني الى الزمن الثالث أي (30) مليون سنة ماضية، والموجودة ضمن الصخور الرسوبية اعتماداً على الأحماض الأمينية ، التي تعتبر مواد غير متطايرة تكون على شكل بلورات بيضاء اللون في الصورة النقية وليس لها درجة انصهار لكنها تتكسر عند ارتفاع درجات الحرارة وبذلك فان تواجدها في الصخور الرسوبية دليل على انخفاض درجات الحرارة وبالعكس أما الزمن فيحدد من خلال الطبقة الموجود فيها الأحماض الأمينية ضمن الصخر.

7- التاريخ بواسطة حبات الطلع Pollen grains : يعد النبات من المؤشرات المناخية الدالة على طبيعة مناخ الماضي، إذ أن وجود حبات الطلع بين الصخور تدل على طبيعة مناخ تلك الطبقة من حيث نوعية وطبيعة تلك الحبات.

8- معدلات الترسيب عند قيعان المحيطات Sedimentation rates at ocean floors : أن رواسب قيعان المحيطات تختلف من مكان إلى آخر اعتماداً على طبيعة الخصاص المناخية التي كونتها، فخلال الـ (10,000 سنة الماضية قاربت معدلات الترسيب (90) سم الى (800 م) عمق عند قاع خليج عدن بينما كان عمق الراسب بالقرب من جزيرة جاوة يبلغ (54 سم) وفي غرب البحر المتوسط بالقرب من خط الطول (5) غرباً بلغت نحو (30 سم) عمق(25)، وهذا الاختلاف في الأعماق دليل على طبيعة المناخ السائد في تلك الفترة فزيادة الرواسب تدل على حركة الرياح السريعة وقوة الأمواج البحرية، فضلاً عن نشاط عمليات التجوية بأنواعها وبالعكس فأن قلة الأعماق تدل على وجود مناخ جاف قليل الرطوبة ومن ثم ضعف عمليات التجوية.

9ـ طرق اثريه Archaeological methods 

توجد الكثير من الآثار التي تدل على نوعية المناخ السائد سابقاً، وتم الكشف عن هذه الدلائل من خلال التنقيبات الأثرية التي توصل لها الأنسان حالياً من خلال نوعية لبس الأنسان القديم نیا در تال Neanderthal والأدوات التي يستخدمها، فضلاً عن التسجيلات التي وصلتنا من الصينيون القدماء باعتبارهم أول من سجلوا مواسم الفيضان منذ سنة (2000 ق.م) كما راقبوا حالة الجو في محاولة لتفسير تأثيرها على مزارعهم وبذلك تعتبر التسجيلات الصينية من اقدم التسجيلات المناخية على الأطلاق وهذه التسجيلات يمكن من خلال أن يستدل على نوعية المناخ السائد في تلك الفترة.