معنى قوله تعالى يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-20
![]()
التاريخ: 3-12-2015
![]()
التاريخ: 2023-05-24
![]()
التاريخ: 7-4-2022
![]() |
معنى قوله تعالى يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ
قال تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65) وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ } [الحج: 61 - 66].
قال الشيخ الطوسي ( رحمه اللّه تعالى ) : معنى ذلك أن « ذلك » الأمر بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ أي يدخل الليل على النهار ، والإيلاج الإدخال بإكراه . . . وإنما قال يولج الليل في النهار - ههنا - لأن ذلك يقتضي أن ذلك صادر من مقتدر لولاه لم يكن كذلك . وقيل : معنى يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ أن يدخل ما انتقص من ساعات الليل في النهار ، وما انتقص من ساعات النهار في الليل . ومعنى وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ - ههنا - أنه يسمع ما يقول عباده في هذا بصير به ، لا يخفى عليه شيء منه حتى يجازي به .
وقوله : بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وصفه بأنه الحق يحتمل أمرين :
1 - أنه ذو الحق في قوله وفعله .
2 - أنه الواحد في صفات التعظيم التي من اعتقدها ، فهو محق ، وقوله وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ من قرأ بالتاء « 1 » خاطب بذلك الكفار.
ومن قرأ بالياء « 2 » أخبر عنهم بأن ما يدعونه من دون اللّه من الأصنام والأوثان هو الباطل ، على الحقيقة وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ فالعلي القادر الذي كل شيء سواه تحت معنى صفته ، بأنه قادر عليه ، ولا يجوز وصفه ب ( رفيع ) على هذا المعنى ، لأن صفة علي منقولة إليه ، ولم تنقل صفة ( رفيع ) ووصفه بأنه الكبير ، يفيد أن كل شيء سواه يصغر مقداره عن معنى صفته ، لأنه القادر الذي لا يعجزه شيء ، العالم الذي لا يخفى عليه شيء .
وقوله أَلَمْ تَرَ خطاب للنبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والمراد به جميع المكلفين يقول اللّه لهم ألم تعلموا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً يعني غيثا ومطرا فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ بذلك مُخْضَرَّةً بالنبات إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ فاللطيف معناه أنه المختص بدقيق التدبير الذي لا يخفى عنه شيء ولا يتعذر عليه ، فهو لطيف باستخراج النبات من الأرض بالماء ، وابتداع ما يشاء خَبِيرٌ بما يحدث عنه وما يصلح له . وقوله فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ إنما رفع فَتُصْبِحُ لأنه لم يجعله جوابا للاستفهام ، لأن الظاهر وإن كان الاستفهام فالمراد به الخبر ، كأنه قال :
قد رأيت أن اللّه ينزل من السماء ماء ، فتصبح الأرض مخضرة ، إلا أنه نبه على ما كان رآه ليتأمل ما فيه . . .
ثم أخبر تعالى أن لَهُ ملك ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لا ملك لأحد فيه . ومعناه إن له التصرف في جميع ذلك لا اعتراض عليه . وأخبر إِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ فالغني هو الحي الذي ليس بمحتاج ، فهو تعالى المختص بأنه لو بطل كل شيء سواه لم تبطل نفسه القادرة العالمة . الذي لا يجوز عليه الحاجة بوجه من الوجوه ، وكل شيء سواه يحتاج إليه ، لأنه لو لاه لبطل ، لأنه لا يخلو من مقدوره أو مقدور مقدوره . و الْحَمِيدُ معناه الذي يستحق الحمد على أفعاله ، وهو بمعنى أنه محمود .
ثم قال أَلَمْ تَرَ يا محمد والمراد جميع المكلفين أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ من الجماد والحيوان أي قد ذلله لكم ، تتصرفون فيه كيف شئتم ، وينقاد لكم ، على ما تؤثرونه . وإن الفلك تجري في البحر بأمر اللّه أي بفعل اللّه ، لأنها تسير بالريح ، وهو تعالى المجري لها و يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ أي يمنعها من الوقوع على الأرض ، ولا يقدر على إمساكها أحد سواه مع عظمها وثقلها إِلَّا بِإِذْنِهِ أي لا تقع السماء على الأرض إلا إذا أذن اللّه في ذلك بأن يريد إبطالها وإعدامها.
ومعنى أَنْ تَقَعَ ألا تقع . وقيل معناه كراهية أن تقع ، ثم أخبر أنه تعالى بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ أي متعطف منعم عليهم .
لما ذكر اللّه تعالى أنه الذي سخر للخلق ما في الأرض من الحيوان وذللها لهم وأجري الفلك في البحر ، كنا عنه بأن قال وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ أيضا بعد أن لم تكونوا كذلك ، يقال أحياه اللّه ، فهو محي له ثُمَّ يُمِيتُكُمْ بعد هذا الإحياء ثُمَّ يُحْيِيكُمْ يوم القيامة للحساب إما إلى الجنة وإما إلى النار ، ثم أخبر عن الإنسان بأنه لَكَفُورٌ أي جحود لنعم اللّه بما فعل به من أنواع النعم ، وجحوده ما ظهر من الآيات الدالة على الحق في كونه قادرا على الإحياء والإماتة . والإحياء بعدها ، لا يعجزه شيء من ذلك « 3 ».
______________
( 1 ) أي ما تدعون .
( 2 ) أي ما يدعون ، وهي قراءة أهل العراق إلا أبا بكر .
( 3 ) التبيان : ج 7 ، ص 335 - 338 .
|
|
مريض يروي تجربة فقدانه البصر بعد تناوله دواءً لإنقاص الوزن
|
|
|
|
|
كارثة تلوح في الأفق بعد تحرك أكبر جبل جليدي في العالم
|
|
|
|
|
قسم التطوير يناقش بحوث تخرج الدفعة الثانية لطلبة أكاديمية التطوير الإداري
|
|
|