المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6428 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الواح النبي موسى عند النبي محمد
2025-02-20
اصطفاء نبي الله موسى
2025-02-20
السهو في الصلاة الثنائية
2025-02-20
السهو المتدارك في الحال
2025-02-20
كيف سأل موسى النبي ان ينظر الى الله وهو يعلم ان الله لا يرى
2025-02-20
السهو الذي يوجب صلاة الاحتياط
2025-02-20

اسرة ستيوارت ونظام الحكم المطلق
2024-11-13
أزواج الجنة المطهرة
2023-08-07
Ionizing vs. Nonionizing Radiation
3-9-2020
مثل الايمان كشجرة طيبة راسخة ومثل الباطل كشجرة خبيثة
27-11-2014
التورية
25-03-2015
الحرب العالمية على الإرهاب
13-8-2022


باب الإمام الصادق (عليه السلام)  
  
148   05:53 مساءً   التاريخ: 2025-02-17
المؤلف : الشيخ الجليل محمد بن الحسن المعروف بـ(الحر العامليّ)
الكتاب أو المصدر : الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة
الجزء والصفحة : ص 258 ـ 277
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الحديث / الأحاديث القدسيّة /

باب أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليها السلام):

محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أبي علي محمد بن الحسن عن الحسين بن أسد عن الحسين بن علوان قال: كنا في مجلس نطلب فيه العلم وقدت نفدت نفقتي في بعض الأسفار، فقال لي بعض أصحابنا: من تؤمّل لما قد نزل بك؟ فقلت: فلانا. فقال: إذن والله لا تسعف حاجتك ولا تبلغ أملك ولا تنجح طلبتك. فقلت: وما علمك رحمك الله؟ فقال: إنّ أبا عبد الله (عليه السلام) حدّثني انّه قرأ في بعض الكتب أنّ الله تعالى يقول: وعزّتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي لأقطعنّ أمل كلّ مؤمّل غيري باليأس، ولأكسونّه ثوب المذلّة بين الناس، ولأنحينّه من قربي، ولأبعدنه من وصلي، أيؤمّل غيري في الشدائد والشدائد بيدي، ويرجو غيري ويقرع بالفكر باب غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة وبابي مفتوح لمن دعاني، فمن الذي أمّلني لنوائبه فقطعته دونها، ومن ذا الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه؟ جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي، وملأت سماواتي ممّن لا يمل من تسبيحي وأمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي فلم يثقوا بقولي، ألم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي انّه لا يملك كشفها أحد غيري، ألا من بعد إذني فما لي أراه لاهيا عنّي، أعطيته بجودي ما لم يسألني ثم انتزعته منه فلم يسألني ردهّ وسأل غيري، أفتراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة ثم أسأل فلا أجيب سائلي، أبخيل انا فيبخّلني عبدي، أوليس العفو والرحمة بيدي، أوليس انا محل الآمال فمن يقطعها دوني، أفلا يخشى المؤمّلون أن يؤمّلوا غيري، فلو أنّ أهل سماواتي وأهل أرضي أمّلوا جميعا ثم أعطيت كلّ واحد منهم مثل ما أمّل الجميع ما انتقص من ملكي ذرّة، وكيف ينقص ملك انا قيّمه، فيا بؤسي للقانطين من رحمتي، ويا بؤسي لمن عصاني ولم يراقبني.

وعن محمد بن يحيى عن بعض أصحابنا عن عبّاد بن يعقوب الرواجني عن سعيد بن عبد الرحمن قال: كنت مع موسى بن عبد الله بينبع وقد نفدت نفقتي في بعض الأسفار فقال لي بعض ولد الحسين: من تؤمّل؟ قلت: موسى بن عبد الله. فقال: إذن لا تنقضي حاجتك ثم لا تنجح طلبتك. فقلت: ولم ذلك؟ قال: لأنّي وجدت في بعض كتب آبائي أنّ الله تعالى يقول - ثم ذكر مثله. فقلت: يا بن رسول الله أمْلِ عليَّ فأملى عليَّ. فقلت: لا والله لا أسأله حاجة بعد هذا.

ورواه ابن فهد في عدّة الداعي عن الصادق عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).

ورواه الشهيد الثاني في كتاب الآداب نقلاً عن الكليني، ثم قال بعد إيراده ما هذا لفظه: أقول ناهيك بهذا الكلام الجليل الساطع نوره من مطالع النبوة على أفق الإمامة من الجانب القدسيّ حاثّا على التوكّل على الله تعالى وتفويض الأمر إليه والاعتماد في جميع المهمّات عليه، فما عليه مزيد من جوامع الكلام في هذا المقام - انتهى -.

وعن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنّ أوّل ما خلق الله العقل فقال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل فأقبل، فقال الله: خلقتك خلقًا عظيمًا وكرّمتك على جميع خلقي - الحديث.

ورواه البرقي في المحاسن عن علي بن حديد، والصدوق في العلل عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن الصفّار عن البرقي عن علي بن حديد مثله، ورواه محمد بن علي الشلمغاني الغراقري في كتاب الوصيّة الذي صنّفه في حال استقامته مرسلاً.

وعن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله تعالى: ليأذن بحرب منّي من أذلّ عبدي المؤمن، وليأمن غضبي من أكرم عبدي المؤمن، ولو لم يكن من خلقي في الأرض فيما بين المشرق والمغرب الا مؤمن واحد مع إمام عادل لاستغنيت بعبادتهما عن جميع ما خلقت في أرضي ولقامت سبع سماوات وأرضين بهما، ولجعلت لهما من إيمانهما أنسًا لا يحتاجان إلى أنس سواهما.

وعنه عن أحمد عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن المعلّى بن خنيس قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إنّ الله تعالى يقول: من أهان لي وليًّا فقد أرصد لمحاربتي، وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي.

وعنه عن أحمد عن ابن فضّال عن شني الخياط عن أبي أسامة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله تعالى: لولا أن يجد عبدي المؤمن في قلبه لعصبت رأس الكافر بعصابة حديد لا يصدع أبدًا.

وعنه عن أحمد عن ابن محبوب عن عبد العزيز بن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال الله تعالى: إنّ العبد من عبيدي المؤمنين ليذنب الذنب العظيم ممّا يستوجب به العقوبة في الدنيا والآخرة، فأنظر له فيما فيه صلاحه في آخرته فأعجّل له العقوبة عليه في الدنيا لأجازيه بذلك الذنب، وأقدّر عقوبة ذلك الذنب وأقضيه وأتركه عليه موقوفًا غير ممضي، ولي في إمضائه ثم أمسك عن ذلك فلا أمضيه كراهة لمساءته وحيدًا عن إدخال المكروه عليه، فأتطوّل عليه بالعفو عنه والصفح محبّة لمكافأته لكثير نوافله التي يتقرّب بها إليّ في ليله ونهاره، فأصرف ذلك البلاء عنه وقد قدّرته وقضيته وتركته موقوفًا، ولي في امضائه المشيئة، ثم أكتب له أجر نزول ذلك البلاء وأدّخره وأوفر له أجره ولم يشعر به ولم يصل إليه أذاه، وأنا الله الكريم الرؤوف الرحيم.

وعنه عن أحمد عن ابن محبوب عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله تعالى: مَن ذكرني في ملأ من الناس ذكرته في ملأ من الملائكة.

وعن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال عن غالب بن عثمان عن بشير الدهّان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال الله تعالى: ابن آدم اذكرني في ملأ أذكرك في ملأ خير من ملأك.

وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنّ لله تعالى ثلاث ساعات بالليل وثلاث ساعات بالنهار يمجّد فيها نفسه: فأوّل ساعات النّهار حين تكون الشمس من هذا الجانب - يعني من المشرق - مقدارها من العصر - يعني من المغرب - إلى الصلاة الأولى، وأوّل ساعات الليل في الثلث الباقي من الليل إلى أن ينفجر الصبح يقول: انّي انا الله ربّ العالمين، انّي انا الله العلي العظيم، انّي انا الله العزيز الحكيم، انّي انا الله الغفور الرحيم، انّي انا الله الرحمن الرحيم، انّي انا الله مالك يوم الدين، انّي انا الله لم أزل ولا أزال، انّي انا الله خالق الخير والشر، وانّي أنا الله خالق الجنّة والنّار، انّي انّا الله منّي بدو كلّ شيء وإليّ  يعود، انّي انا الله الواحد الصمد، انّي انا الله عالم الغيب والشهادة، انّي انا الله الملك القدّوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر، انّي انا الله الخالق البارئ المصوّر لي الأسماء الحسنى، انّي انا الله الكبير.

ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): الملك عنده والكبرياء رداؤه، فمن نازعه شيئا من ذلك أكبّه الله على وجهه في النّار.

ثم قال: ما من مؤمن يدعو بهنّ مقبلاً قلبه إلى الله الا قضى حاجته، ولو كان شقيّا رجوت ان يحوّل سعيدا.

وروى هذه الأحاديث الثلاثة ابن بابويه في ثواب الأعمال، وما تضمّن هذا الحديث من خلق الخير والشر يجب تأويله، وقد تقدّم في باب موسى (عليه السلام).

وعن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن إسماعيل بن قتيبة عن يوسف بن عمر عن إسماعيل بن محمد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: انّ الله يقول: انّي لست كلّ كلام الحكمة أتقبّل، إنّما أتقبّل هواه وهمّه، فإن كان هواه وهمّه في رضاي جعلت همّه تسبيحا وتقديسا.

وعنهم عن سهل عن محمد بن عبد الحميد قال: حدثني يحيى بن عمرو عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله إلى بعض أنبيائه: الخلق الحسن يميث الخطيئة كما تميث الشمس الجليد.

وبهذا الإسناد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله إلى بعض أنبيائه: الخلق السيّئ يفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل.

وعن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن الهيثم بن واقد الجزري قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: انّ الله بعث نبيّا إلى أمّته فأوحى إليه أن قل لقومك: انّه ليس من أهل قرية ولا ناس كانوا على طاعتي فأصابهم فيها سرّاء فتحوّلوا عمّا أحبّ إلى ما أكره الا تحوّلت لهم عمّا يحبّون إلى ما يكرهون، وليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضرّاء فتحوّلوا عمّا أكره إلى ما أحبّ الّا تحوّلت لهم عمّا يكرهون إلى ما يحبّون، وقل لهم: انّ رحمتي سبقت غضبي فلا يقنطوا من رحمتي؛ فإنّه لا يتعاظم عندي ذنب أن أغفره، وقل لهم: لا يتعرّضوا معاندين لسخطي؛ فإنّ لي سطوات عند غضبي لا يقوم لها شيء من خلقي.

وروى ابن بابويه في عقاب الأعمال صدر هذا الحديث إلى قوله: (عمّا يحبّون إلى ما يكرهون) عن محمد بن موسى بن المتوكل عن الحميري عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب ببقيّة السند، وروى صدره كذلك البرقي في المحاسن عن ابن محبوب مثله.

وعن الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد الأزدي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما زار مسلم أخاه في الله الا ناداه الله: أيّها الزائر طبت وطابت لك الجنّة.

وبهذا الإسناد عن بكر بن محمد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله تعالى: إنّ من أغبط أوليائي عندي عبدا مؤمنا ذا حظ من صلاح أحسن عبادة ربّه، وعبد الله في السريرة، وكان غامضا في الناس ولم يشر إليه بالأصابع، وكان رزقه كفافا فصبر عليه، فعجّلت به المنيّة فقلَّ - تراثه وقلَّت بواكيه.

ورواه عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الإسناد عن أحمد بن إسحاق مثله، ورواه أحمد ابن فهد في كتاب التحصين مرسلاً.

وعن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن أبي البحتري عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: انّ الله تعالى يقول: يحزن عبدي المؤمن ان قتّرت عليه وذلك أقرب له منّي، ويفرح عبدي المؤمن إن وسّعت عليه، وذلك أبعد له منّي.

وعنهم عن ابن خالد عن ابن محبوب عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: انّ الله أوحى إلى بعض أنبيائه في مملكة جبّار من الجبّارين: ان ائتِ هذا الجبّار فقل له: انّي لم استعملك على سفك الدماء واتّخاذ الأموال، وإنّما استعملتك لتكفّ عنّي أصوات المظلومين، فإنّي لن أدع ظلامتهم وإن كانوا كفّارًا.

ورواه الصدوق في عقاب الأعمال عن محمد بن موسى بن المتوكل عن الحميري عن محمد بن الحسين عن ابن محبوب بالإسناد مثله.

وعنهم عن أحمد بن محمد بن خالد عن أحمد بن محمد بن أبي نصير عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله تعالى: و{وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا...} فقال: اما انّه ما كان ذهبا ولا فضة ولكن كان أربع كلمات: لا اله الا انا، من أيقن بالموت لم يضحك سنّه، ومن أيقن بالحساب لم يفرح قلبه، ومن أيقن بالقدر لم يخشَ الا الله.

وعنهم عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي جميله عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله ما تحبّب إليّ عبدي بأحبّ ممّا افترضت عليه.

وبالإسناد عن ابن فضال عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: انّ الله يقول: البخيل من بخل بالسلام.

وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن عباد بن صهيب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يقول الله تعالى إذا عصاني من عرفني سلّطت عليه من لا يعرفني.

وعنه عن محمد بن عيسى عن أبي جميلة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال الله تعالى: يا عبادي الصدّيقين تنعّموا بعبادتي في الدنيا فإنّكم بها تتنعّمون في الآخرة.

وعنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن سلمة صاحب السابري عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: انّ الله تعالى يقول: الصوم لي وأنا أجزي به.

وعنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي النهدي عن الحصين عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مَن زار أخاه في الله قال الله: إيّاي زرت وثوابك عليّ، ولست أرضى لك ثوابًا بدون الجنَّةِ.

وعنه عن الحسن بن علي عن أبي جميلة عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال الله تعالى: الخلق عيالي فأحبّهم إليّ ألطفهم بهم وأسعاهم في حوائجهم.

وعنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله قال: انّ الله تعالى يقول: من شغل بذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي من سألني.

ورواه البرقي في المحاسن عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله.

وعن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان ابن عيسى عن علي بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله تعالى: انا خير شريك من أشرك معي في عمل عمله لم أقبله إلا ما كان لي خالصًا.

وعنه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن إبراهيم بن أبي البلاد عمّن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله تعالى: من ذكرني سرًّا ذكرته علانية.

وعنه عن أحمد بن محمد عن علي بن النعمان عن سعيد الأعرج عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: انّ قريشا لمّا هدموا الكعبة وجدوا في قواعدها حجرًا فيه كتاب لم يحسنوا قراءته حتّى أتوا برجل فقرأه فإذا فيه: انا الله ذو بكّة حرّمتها يوم خلقت السماوات والأرض ووضعتها بين هذين الجبلين وحففتها وبسبعة أملاك حفًّا.

وعنه عن أحمد عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا قام العبد في الصلاة فخفّف صلاته قال الله تعالى لملائكته: اما ترون إلى عبدي كأنّه يرى أنّ قضاء حوائجه بيد غيري، اما يعلم أنّ قضاء حوائجه بيدي.

وبالإسناد عن علي بن الحكم عن داود عن يوسف التمّار عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: انّ العبد لفي فسحة من أمره ما بينه وبين أربعين سنة، فإذا بلغ أربعين سنة أوحى الله إلى ملائكته: انّي قد عمّرت عبدي هذا عمرا فشدّدا وغلّظا واكتبا عليه قليل عمله وكثيره وصغيره وكبيره.

ورواه الصدوق في المجالس عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم مثله.

وعن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن عبد الحميد عن يحيى بن عمرو عن عبد الله سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله إلى بعض أنبيائه: يا بن آدم اذكرني في غضبك أذكرك في غضبي لا أمحقك فيمن أمحق، وارضَ بي منتصرًا فإنّ انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك.

وعن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبّار عن ابن فضال عن عقبة عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله.

وزاد فيه: وإذا ظلمت بمظلمة فارضَ بانتصاري لك فإنّ انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك.

وعن علي بن إبراهيم عن أبيه وعن محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن حفص بن البحتري ودرست وهشام بن سالم جميعا عن عجلان بن صالح قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: يقول الله تعالى: من شرب مسكرا أو سقاه صبيّا لا يعقل سقيته من ماء الحميم مغفورا له أو معذّبا، ومن ترك المسكر ابتغاء مرضاتي أدخلته الجنّة وسقيته من الرحيق المختوم وفعلت به ما فعلت بأوليائي.

وعن الحسين بن محمد عن عبد ربّه بن عامر عن علي بن مهزيار عن الحسن بن الفضل عن غالب بن عثمان عن بشير الدهّان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله تعالى أيّما عبد ابتليته ببليّة فكتم ذلك عوّاده ثلاثا أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه وبشرا خيرا من بشره، فإن أبقيته أبقيته ولا ذنب له وان مات مات إلى رحمتي.

وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن إسحاق بن غالب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) إذا جمع الله الأوّلين والآخرين إذا همّ بشخص قد أقبل لم يروا قطّ أحسن صورة منه وهو القرآن... إلى أن قال: فيقول الجبّار جلّ جلاله: وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني لأكرمنّ اليوم من أكرمك ولأهيننّ من أهانك.

وعن حميد بن زياد عن الحسن بن محمد عن أحمد بن الحسن الميثمي عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لمّا أمر الله هذه الآيات ان يهبطن إلى الأرض تعلّقن بالعرش وقلن اي رب إلى أين تهبطنا إلى أهل الخطايا والذنوب، فأوحى الله إليهنّ اهبطن فوعزّتي وجلالي لا يتلونكن أحد من آل محمد وشيعتهم في دبر ما افترضت عليه الا نظرت إليه بعيني المكنونة في كلّ يوم سبعين نظرة أقضي له في كلّ نظرة سبعين حاجة، وقبلته على ما فيه من المعاصي، وهي أم الكتاب وشهد الله انّه لا إله إلا هو وآية الكرسي وآية الملك.

وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن زرارة عن سالم بن أبي حفصة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: انّ الله يقول: ما من شيء الا وقد وّكلت به من يقبضه غيري الا الصدقة فإنّي أتلقّفها بيدي تلقّفا، حتّى أنّ الرجل ليتصدّق بالتمرة أو بشقّ تمرة فأربيها له كما يربي الرجل فلوه وفصيله فيلقي يوم القيامة وهو مثل أحد وأعظم من أحد.

وعن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سعدان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): انّ الله يلتفت يوم القيامة إلى فقراء المؤمنين شبيها بالمعتذر إليهم فيقول: وعزّتي وجلالي ما أفقرتكم في الدنيا من هو ان بكم عليّ ولترونّ ما أصنع بكم اليوم، فمن زوّد منكم في دار الدنيا معروفا فخذوا بيده اليوم فأدخلوه الجنّة. قال: فيقول رجل منهم: يا ربّ انّ أهل الدنيا تنافسوا في دنياهم فنكحوا النساء ولبسوا الثياب الليّنة وأكلوا الطعام وسكنوا الدور وركبوا المشهور من الدواب فأعطني مثل ما أعطيتهم. فيقول تبارك وتعالى: ولكلّ عبد منكم مثل ما أعطيت أهل الدنيا منذ كانت الدنيا إلى أن انقضت الدنيا سبعون ضعفا.

وعن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحكم بن مسكين عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) وذكر حديثا طويلا يتضمّن قصّة المرأة في بني إسرائيل دعيت إلى الزنا وتهدّدت بالقتل فأبت ووقعت في أهوال شديدة فأنجاها الله منها ثم بيعت ظلما بدعوى انّها أمة واخذها الذين اشتروها فركبوا بها البحر فأغرقهم الله تعالى وأنجاها حتّى خرجت إلى جزيرة إلى أن قال - فأوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل ان يأتي الملك فيقول: انّ في جزيرة من جزائر البحر خلقا من خلقي، فاخرج أنت ومن في مملكتك حتّى تأتوا خلقي هذه فتقرّوا له بذنوبكم ثم تسألوا ذلك الخلق أن يغفر لكم، فإن غفر لكم غفرت لكم - الحديث.

محمد بن علي بن الحسين بن بابويه في المجالس قال: حدثنا علي بن موسى الدقّاق قال: حدثنا علي بن أحمد الصوفي قال: حدثنا محمد بن الحسين الخشاب قال: حدثنا محمد بن محسن ابن عيسى عن يونس بن ظبيان عن الصادق (عليه السلام): إنّ الله أوحى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل ان أحببت ان تلقاني غدا في حضيرة القدس فكن في الدنيا وحيدا غريبا مهموما محزونا مستوحشا من الناس، بمنزلة الطير الواحد الذي يطير في ارض القفار ويأكل من رؤوس الأشجار ويشرب من ماء العيون، فإذا كان الليل آوى وحده ولم يأوِ مع الطيور، استأنس بربّه واستوحش من الطيور.

وفي كتاب من لا يحضره الفقيه عن أبيه ومحمد بن الحسن عن سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن يزيد النوفلي عن إسماعيل بن مسلم السكوني عن الصادق (عليه السلام) قال: أوحى الله إلى نبي من الأنبياء: قل للمؤمنين لا يلبسوا لباس أعدائي، ولا يطعموا مطاعم أعدائي، ولا يسلكوا مسالك أعدائي، فيكونوا أعدائي كما هم أعدائي. ورواه في العلل عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفّار عن النوفلي ببقيّة السند مثله.

وفي الفقيه أيضا عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن ميسر قال: قال الصادق (عليه السلام): انّ فيما نزل به الوحي من السماء لو أنّ لابن آدم واديين يسيلان ذهبا وفضة لابتغى لهما ثالثا، يا بن آدم إنّما بطنك بحر من البحور وواد من الأودية لا يملؤه شيء الّا التراب.

وعن أبيه عن عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن عيسى بن عبيد والحسن بن ظريف وعلي بن إسماعيل بن عيسى كلّهم عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله.

وعن أبيه ومحمد بن الحسن عن سعد والحميري ومحمد بن يحيى العطّار وأحمد بن إدريس، وعلي بن موسى بن جعفر عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد، وعلي بن حديد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن حمّاد بن عيسى عن حريز.

وعن أبيه ومحمد بن موسى بن المتوكل ومحمد بن الحسن بن الوليد عن الحميري عن علي بن إسماعيل بن عيسى ومحمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد والحسن بن ظريف عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: وجد حجر فيه: انّي انا الله ذو بكّة وضعتها يوم خلقت السماوات والأرض وخلقت الشمس والقمر وحففتها بسبعة املاك حفًّا مبارك لأهلها في الماء واللبن يأتيها رزقها من ثلاثة سبل من أعلاها وأسفلها والثنيّة.

قال: وروي انّه في حجر آخر مكتوب: هذا بيت الله (عزّ وجلّ) يرزق أهلها من ثلاثة سبل مبارك لأهلها في الماء واللحم، ويترجّح في هذا الكلام كونه حديثا قدسيا، أعني من كلام الله بقرينة ما قبله وما تقدّم بمعناه من طريق الكليني.

قال الصدوق: وقال الصادق (عليه السلام) إذا بكى اليتيم اهتز له العرش، فيقول الله تعالى: من هذا الذي أبكى عبدي الذي سلبته أبويه في صغره، فوعزّتي وجلالي وارتفاعي في مكاني لا يسكته عبد مؤمن الا أوجبت له الجنّة.

وفي كتاب التوحيد قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفّار قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تعالى: (هو أهل التقوى وأهل المغفرة) قال: قال الله تعالى: انا أهل أن أتّقى ولا يشرك بي عبدي شيئًا، وأنا أهل إن لم يشرك بي عبدي شيئًا أن أدخله الجنّة.

وفي كتاب معاني الأخبار عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث: انّ الله تعالى قال: من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها.

وفي كتاب العلل عن أبيه عن سعد عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): انّ الله يقول لولا أن يجد عبدي المؤمن في نفسه لعصبت الكافر بعصابة من ذهب.

وفي كتاب ثواب الأعمال بهذا الإسناد عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجّاج عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة جيء بعبد فيؤمر به إلى النّار، فيلتفت فيقول الله تعالى: ردّوه، فلمّا أتى به قال له: عبدي لِمَ التفتَّ. فيقول: يا ربّ ما كان ظنّي بك هذا. فيقول الله تعالى: وما كان ظنّك؟ فيقول: يا ربّ انّ ظنّي بك ان تغفر لي وتسكنني برحمتك جنّتك. قال: فيقول الله تعالى: يا ملائكتي، وعزّتي وجلالي وآلائي وبلائي وارتفاع مكاني ما ظنّ بي هذا ساعة من خير قط، ولو ظنّ بي ساعة من خير ما روّعته بالنّار، أجيزوا له كذبه وأدخلوه الجنّة.

وفي كتاب عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: عبد الله تعالى حبر من أحبار بني إسرائيل حتّى صار مثل الخلال، فأوحى الله إلى نبي زمانه قال له: وعزّتي وجلالي وجبروتي لو أنّك عبدتني حتّى تذوب كما تذوب الإليّة في القدر ما قبلته منك حتّى تأتيني من الباب الذي أمرتك.

وعن أبيه عن محمد بن القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن المفضّل بن صالح عن محمد بن علي الحلبي عن زرارة وحمران قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال الله تعالى: من عمل لغيري فهو كمن عمل له.

وعن أبيه عن سعد عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث ملخّصه أنّ رجلاً في الزمن الأول طلب الدنيا من حلال وحرام، فلم يقدر عليها فأمره إبليس ان يبتدع دينا ويدعو الناس إليه، ففعل فأجابه أناس وأصاب دينا، ثم أراد التوبة وربط نفسه في سلسلة وقال: لا أحلّها حتّى يتوب الله عليّ. قال: فأوحى الله إلى نبي زمانه قل لفلان: وعزّتي وجلالي لو دعوتني حتّى تنقطع أوصالك ما استجبت لك حتّى تردّ من مات على دعوته إليه فيرجع عنه.

ورواه أحمد بن محمد البرقي في المحاسن عن أبيه عن ابن أبي عمر عن هشام بن الحكم ومحمد بن حمران عن أبي بصير مثله.

وعن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد عن علي بن عيسى عن علي بن سالم قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: انّ الله تعالى يقول: وعزّتي وجلالي لا أجيب دعوة مظلوم دعاني في مظلمة ولأحد عنده مثل تلك المظلمة.

محمد بن الحسن الطوسي في التهذيب ونقلته من خطّه عن أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير عن علي بن الحسن ابن فضال عن علي بن الحسن بن يوسف عن زكريا بن محمد أبي عبد الله المؤمن عن علي بن أبي نعيم عن أبي حمزة عن أحدهما (عليهما السلام) قال: انّ الله تعالى يقول: ابن آدم تطوّلت عليك بثلاث: سترت عليك ما لو علم به أهلك ما واروك، وأوسعت عليك فاستقرضت منك لك فلم تقدّم خيرًا، وجعلت لك نظرة عند موتك في ثلثك فلم تقدّم خيرًا.

وعن المفيد محمد بن النعمان عن محمد بن علي بن الحسين ابن بابويه عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفّار عن إبراهيم بن هاشم عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: أوحى الله إلى نبي من الأنبياء ان قل لقومك: لا تلبسوا لباس أعدائي، ولا تطعموا مطاعم أعدائي، ولا تشاكلوا بما شاكل أعدائي، فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي.

وعن محمد بن النعمان عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد، وعن محمد بن النعمان عن محمد بن علي بن بابويه عن أبيه ومحمد بن الحسن عن سعد والحميري عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن حريز عن مرازم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سجدة الشكر واجبة على كلّ مسلم تتمّ بها صلاتك وترضي بها ربّك وتعجب الملائكة منك، وانّ العبد إذا صلّى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة فيقول: يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أدّى فرضي وأتمّ عهدي ثم سجد لي شكرًا على ما أنعمت به عليه، ملائكتي ماذا له عندي؟ فتقول الملائكة يا ربّنا رحمتك، ثم يقول الربّ: ثم ماذا له؟ فتقول الملائكة: يا ربّنا جنّتك، ثم يقول الربّ: ماذا له؟ فتقول الملائكة: يا ربّنا كفاية مهمّه. فيقول الربّ: ثم ماذا له؟ قال: ولا يبقى شيء من الخير الا قالته الملائكة فيقول الله تعالى: يا ملائكتي، ثم ماذا؟ فتقول الملائكة: يا ربّنا لا علم لنا، فيقول الربّ: يا ملائكتي أشكر له كما شكر لي، وأقبل إليه بفضلي وأريه رحمتي.

ورواه الصدوق في الفقيه بالإسناد الثاني من إسنادي الشيخ إلى البرقي.

وعن أبيه ومحمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله - ببقيّة السند والمتن الا أنّه قال في آخره: وأريه وجهي.

ثم قال: ابن بابويه: من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر، ووجه الله تعالى أنبياؤه وحججه، بهم يتوجّه العباد إلى الله والى معرفته ومعرفة دينه والنظر إليهم يوم القيامة ثواب عظيم يفوق كلّ ثواب انتهى ملخّصًا.

وروى الشيخ في مصباح المتهجد حيث أورد من الأدعية التي تقال بعد كلّ فريضة (اللهم صل على محمد وآل محمد، اللهم انّ الصادق (عليه السلام) قال: انّك قلت: ما تردّدت في شيء انا فاعله كتردّدي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته) ثم ذكر الدعاء.

وروي الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي في مجالسه عن والده قال: أخبرنا الشيخ المفيد قال: أخبرنا أبو المظفر بن أحمد البلخي قال: أخبرنا أبو علي محمد ابن همام الإسكافي قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن مانداد قال: حدثنا منصور بن العباس القضباني عن الحسن بن علي الخزاعي عن علي بن عقبة عن سالم بن أبي حفصة قال: لمّا مات أبو جعفر الباقر (عليه السلام) قلت لأصحابنا: انتظروني حتّى أدخل على أبي عبد الله فأعزّيه، فدخلت عليه فقلت: انّا لله وانّا إليه راجعون ذهب والله من كان يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلا يسأل عمّن بينه وبين رسول الله، فسكت أبو عبد الله (عليه السلام) ساعة ثم قال: قال الله تعالى: إنّ من عبادي من يتصدّق بشقّ تمرة فأربيه لكم كما يربي أحدكم فلوه حتّى أجعلها مثل جبل أحد. قال: فخرجت إلى أصحابي فقلت: ما رأيت أعجب من هذا، كنّا نستعظم قول أبي جعفر (عليه السلام) قال رسول الله بلا واسطة فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام) قال الله (عزّ وجلّ) بلا واسطة.

وعن والده عن المفيد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا العباس بن عامر عن أحمد بن رزق عن إسحاق بن عمار قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا إسحاق كيف تصنع بزكاة مالك إذا حضرت؟ فقلت: يأتوني إلى المنزل فأعطيهم. فقال: أراك يا اسحاق قد أذللت المؤمنين، فإيّاك إيّاك، انّ الله تعالى يقول: من أذلّ بي وليّا فقد أرصد لي بالمحاربة.

وعن والده عن المفيد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدثني أحمد بن يحيى بن المنذر قال: حدثنا حسين بن محمد قال: حدثني أبي عن إسماعيل بن أبي خلف عن صفوان بن مهران عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أيّما رجل أتاه رجل مسلم في حاجة وهو يقدر على قضائها فمنعه إيّاها عيّره الله يوم القيامة تعييرا شديدا وقال له: اتاك أخوك في حاجة جعلت قضاها في يدك فمنعته إيّاها زهدا منك في ثوابها، وعزّتي وجلالي لا أنظر إليك في حاجة معذّبا كنت أو مغفورا لك.

أحمد بن أبي عبد الله البرقي في المحاسن عن جعفر بن محمد الأشعري عن عبد الله بن ميمون بن القدّاح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله تعالى: إنّما أقبل الصلاة لمن يتواضع لعظمتي، ويكفّ نفسه عن الشهوات من أجلي، ويقطع نهاره بذكري، ولا يتعاظم على خلقي، ويطعم الجائع ويكسو العاري ويرحم المصاب ويؤوي الغريب، فذلك يشرق نوره مثل الشمس أجعل له في الظلمات نورا وفي الجهالة علما أكلأه بعزّتي وأستحفظه ملائكتي يدعوني فألبّيه يسألني فأعطيه، فمثل ذلك عندي مثل الفردوس لا يسمو ثمرها ولا يتغيّر ورقها.

وعن ابن فضال عن غالب بن عثمان عن بشير الدهّان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله تعالى: يا بن آدم اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي، ابن آدم اذكرني في خلاء أذكرك في خلاء، ابن آدم اذكرني في ملأ أذكرك في ملأ خير من ملائك.

وعن بعض أصحابه عن الحسن بن يوسف بن زكريا عن محمد بن مسعود الطائي عن عبد الحميد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا اجتمع الناس بـ(منى) نادى مناد: أيّها الجمع لو تعلمون بمن أحللتم لأيقنتم بالخلف بعد المغفرة، ثم يقول الله: انّ عبدا أوسعت عليه في رزقي لم يعد إليّ في كلّ أربع انّه لمحروم!

ورواه الصدوق في الفقيه وفيه لم يعد إليّ في كلّ خمس سنين.

قال البرقي: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): قال الله تعالى: من عمل لي ولغيري فهو لمن عمل له.

قال: وفي رواية حريز عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله تعالى: ما آمن بي من بات شبعانا وأخوه المسلم طاوٍ.

وعن عثمان بن عيسى عن علي بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال (عزّ وجلّ): انا خير شريك من أشرك معي غيري في عمل لم أقبله الا ما كان لي خالصا.

وعن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يقول الله انا خير شريك، فمن عمل لي ولغيري فهو لمن عمل له غيري.

وعن عثمان بن عيسى عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الله تعالى: من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال فلا يستخيرني.

وعن محمد بن علي عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: عبد الله حبر من أحبار بني إسرائيل حتّى صار مثل الخلال، فأوحى الله إلى نبي زمانه قل له: وعزّتي وجلالي لو أنّك عبدتني حتّى تذوب كما تذوب الإليّة في القدر ما قبلت منك حتّى تأتيني من الباب الذي أمرتك.

وعن ابن فضال عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال الله تعالى ما تردّدت في شيء انا فاعله كتردّدي عن المؤمن، فإنّي أحبّ لقاءه ويكره الموت فأزويه عنه، ولو لم يكن في الأرض الا مؤمن واحد لاكتفيت به عن جميع خلقي ولجعلت له من إيمانه أنسًا لا يحتاج معه إلى أحد.

وعن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن علي الحلبي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال الله تعالى ليأذن منّي بحرب مستذلّ عبدي المؤمن، وما تردّدت عن شيء كتردّدي في موت المؤمن، انّي لأحبّ لقاءه ويكره الموت فأصرفه عنه، وانّه ليدعوني في أمر فاستجيب له لما هو خير له، ولو لم يكن في الأرض الا مؤمن واحد لاكتفيت به عن جميع خلقي ولجعلت له من إيمانه أنسًا لا يستوحش فيه إلى أحد.

وعن محمد بن علي عن وهب بن حفص عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: انّ الله خلق العقل فقال له: أقبل، ثم قال له: أدبر، ثم قال: وعزّتي وجلالي ما خلقت شيئًا أحبّ إليّ منك، لك الثواب وعليك العقاب.

وعن السندي بن محمد عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: لمّا خلق الله العقل قال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل فأقبل، فقال: وعزّتي وجلالي ما خلقت حسنا أحسن منك، إيّاك آمر وإيّاك أنهى، وإيّاك أثيب وإيّاك أعاقب.

وعن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: لمّا خلق الله العقل قال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل فأقبل، فقال: وعزّتي وجلالي ما خلقت حسنا أحسن منك، إيّاك آمر وإيّاك أنهى وإيّاك أثيب وإيّاك أعاقب.

وعن علي بن الحكم عن هشام عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لمّا خلق الله العقل قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، ثم قال: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إليّ منك، بك آخذ وبك أعطي وبك أثيب وأعاقب.

وعن أبيه عن عبد الله بن الفضل النوفلي عن أبيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خلق الله العقل فقال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، ثم قال: ما خلقت خلقًا هو أحبّ إليّ منك.

وعن بعض أصحابنا رفعه قال: انّ الله خلق العقل فقال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، فقال: وعزّتي وجلالي ما خلقت شيئًا أحسن منك ولا أحبّ إليّ منك، بك آخذ وبك أعطي.

أقول: في بعض هذه الأحاديث ما هو خارج عن موضوع الباب، وإنّما أوردته لوجود تمام المناسبة والا فكان ينبغي ايراد الحديث الثاني من حديثي محمد بن مسلم في باب أبي جعفر (عليه السلام) وحديث النوفلي في باب الرسول والحديث الآخر في الباب الأخير من الكتاب.

وعن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد - يعني ابن محمد ابن أبي نصر البزنطي - عن يوسف بن عقيل عمّن رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الغريب إذا حضره الموت التفت يمنه ويسرة فلم يرَ أحدًا رفع رأسه فيقول الله تعالى: إلى من تلتفت إلى من هو خير لك منّي، وعزّتي وجلالي لئن أطلقت عنك عقدتك لأصيرنّك إلى طاعتي، ولئن قبضتك لأصيرنّك إلى كرامتي.

أبو عمر ومحمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن علي القمي عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن هشام بن سالم عن زرارة عن سالم بن أبي حفصة قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت: عند الله تحتسب مصابنا برجل كان إذا حدث قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): قال الله ما من شيء الا وقد وكّلت به غيري الا الصدقة فإنّي أتلقّفها بيدي لقفًا، حتّى أنّ الرجل والمرأة ليتصدّق بتمرة أو بشقّ تمرة فأربيها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله فيلقاه يوم القيامة وهو مثل جبل (أحد) وأعظم من (أحد).

ورواه الكليني وأبو علي الطوسي كما تقدّم. ورواه ابن فهد في عدّة الداعي مرسلاً.

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)