أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-4-2022
![]()
التاريخ: 2025-02-15
![]()
التاريخ: 2025-02-15
![]()
التاريخ: 21-6-2021
![]() |
في دائرة الروايات الإسلامية فنجد لمسألة العفو وكونه من الفضائل الأخلاقية السامية وكذلك ذم الانتقام انعكاساً كبيراً ، فقد وردت عبارات مثيرة في هذا الباب ومن ذلك :
1 ـ ما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «إِذا كانَ يَومَ القَيامَةِ نادى مُنادٍ مَنْ كانَ أَجرُهُ عَلَى اللهِ فَليَدخُلِ الجَنَّةَ فَيُقالُ مَنْ ذا الَّذِي أَجرُهِ عَلَى اللهِ فَيُقالُ العافُونَ عَنِ النَّاسِ فَيَدخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ» ([1]).
2 ـ ونقرأ في حديث آخر عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أيضاً أنّه قال في أحد خطبه : «ألا اخبِرُكُم بِخَيرِ خَلائِقِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ العَفوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ وَالإِحسانُ إِلى مَنْ أَساءَ إِلَيكَ ، وَإِعطَاءُ مَنْ حَرَمَكَ» ([2]).
فنرى في هذا الحديث الشريف المرتبة السامية للعفو والصفح ، وهو جواب السيئة بالحسنة وأنّ هذا المقام هو مقام الأنبياء والأولياء والصلحاء من الناس.
3 ـ وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : «العَفوُ تاجُ المَكارِمِ» ([3]).
ونعلم أنّ التاج هو علامة العظمة والقدرة والعزّة وكذلك يستخدم كزينة ويوضع على أشرف موضع من بدن الإنسان وهو الرأس ، وهذا التعبير الوارد في الحديث الشريف يشير إلى أنّ العفو والصفح له مقام ممتاز من بين الفضائل الأخلاقية الاخرى.
4 ـ وورد في حديث آخر عن هذا الإمام (عليه السلام) أنّه قال : «شَيئانِ لا يُوزَنُ ثَوابُهُما العَفوُ وَالعَدلُ» ([4]).
إنّ جعل العفو إلى جانب العدل في الحديث الشريف يوضّح من جهة أهميّة العفو في عملية التفاعل الاجتماعي والمرتبة المعنويّة العالية له ، ومن جهة اخرى يدلّ على أنّه قرين العدل ، لأنّ العدل مضافاً إلى أنّه سلوك الفرد في خط الحق فإنّه يتسبب في تقوية مفاصل النظام في المجتمع ، ولكن العفو بما هو فضيلة أخلاقية يتسبب في رفع الحقد والكراهية واستبدالهما بالعواطف الإنسانية والمحبّة في العلاقات الاجتماعية ، واقتران هذين العنصرين في الدائرة الاجتماعية يرفع كل أشكال الظلم والتعدّي على حقوق الآخرين.
5 ـ ونقرأ في حديث آخر عن هذا الإمام (عليه السلام) في وصفه لأشقى الناس : «شَرُّ النَّاسِ مَنْ لا يَعفُ عَنِ الزَّلَّةِ وَلا يَستُرُ العَورَةَ» ([5]).
6 ـ ونقرأ في حديث آخر أنّه جاء شخص من الأشقياء إلى المأمون وكان المأمون قد عزم على قتله ، وكان الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) حاضراً في ذلك المجلس فقال المأمون : «ما تَقُولُ يا أَبا الحَسَنِ ، فَقَالَ : أَقُولُ : إِنَّ اللهَ لا يَزيدُكَ بِحُسنُ العَفوِ إلّا عِزَّاً فَعفى عَنهُ» ([6]).
وهكذا نجد أنّ المأمون قد عفى عن هذا الشخص الذي تجرّأ على ارتكاب ما هو ممنوع (وباحتمال قوى أنّه ارتكب جرماً سياسياً).
7 ـ وجاء في حديث آخر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله : «قِلَّةُ العَفوِ أَقبَحُ العُيُوبِ وَالتَّسَرُعُ إِلى الإنتِقامِ أَعظَمُ الذُّنُوبِ» ([7])
8 ـ وجاء في نهج البلاغة في الكلمات القصار عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله: «إذا قَدَرتَ عَلَى عَدُوكَ فَاجعَلِ العَفوَ عَنهُ شُكراً لِلقُدرَةِ عَلَيهِ» ([8]).
ونفس هذا المعنى ورد بصورة اخرى ومن ذلك قوله : «العَفوُ زَكاةُ الظّفَرِ» ([9]).
9 ـ وورد في حديث الإمام أبو الحسن الرضا (عليه السلام) (أو الإمام الهادي (عليه السلام)) أنّه قال : «ما التَقَتَ فِئَتانِ قَطُّ إلّا نَصَرَ اللهُ أَعظَمُهُما عَفواً» ([10])
10 ـ ونختم هذا البحث بحديث آخر عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : «دَعِ الإِنتِقامَ فَإِنَّهُ مِنْ أَسوءِ أَفعالِ المُقتَدِرِ» ([11]).
ويستفاد من مجموع هذه الأحاديث الشريفة الأهميّة الكبرى التي يوليها الإسلام للعفو والصفح وكذلك يتّضح قبح الحقد والانتقام والثأر ، والأحاديث الشريفة في هذا الباب كثيرة لا يمكننا استعراضها في هذا المختصر.
[1] المصدر السابق ، في تفسير ذيل الآية الشريفة 40 من سورة الشورى.
[2] اصول الكافي ، ج 2 ، ص 107.
[3] غرر الحكم.
[4] المصدر السابق.
[5] غرر الحكم.
[6] بحار الانوار ، ج 49 ، ص 172 ، ج 10.
[7] غرر الحكم.
[8] نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، الكلمة 11.
[9] المصدر السابق.
[10] بحار الانوار ، ج 68 ، ص 424 ، ح 65.
[11] غرر الحكم.
|
|
قلة النوم.. ضريبة ثقيلة على صحتك قد تهدد حياتك
|
|
|
|
|
اكتشاف انبعاث غاز الميثان في القارة القطبية الجنوبية
|
|
|
|
|
منها برامج إرشاديَّة وثقافيَّة.. شعبة التوجيه الديني النسوي تقدم خدمات متنوعة لزائرات النصف من شعبان
|
|
|