المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الزراعة
عدد المواضيع في هذا القسم 14291 موضوعاً
الفاكهة والاشجار المثمرة
المحاصيل
نباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية
الحشرات النافعة
تقنيات زراعية
التصنيع الزراعي
الانتاج الحيواني
آفات وامراض النبات وطرق مكافحتها

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مركز التماثل (ميكانيكا) [centre of symmetry [mechanics
30-3-2018
تفسير الاية (21-24) من سورة الحشر
25-9-2017
البايولوجيا السكرية Glycobiology
28-6-2018
Isotopes of Krypton
22-12-2018
تحضير الهيدروجين بتأثير الأشعة الشمسية مباشرة
24-7-2021
NPN BIASING
21-10-2020


استصلاح التربة الطبيعية البكر (التربة العذراء)  
  
42   08:21 صباحاً   التاريخ: 2025-01-30
المؤلف : د. عدنان مصطفى النحاس ود. عماد الدين عساف
الكتاب أو المصدر : الري والصرف
الجزء والصفحة : ص 305-319
القسم : الزراعة / تقنيات زراعية / انظمة الري الحديثة /

استصلاح التربة الطبيعية البكر (التربة العذراء)

التربة الطبيعية البكر تتميز بقلة الخصوبة أو بعدم القدرة على الإنتاج الزراعي، وذلك لأن طبقتها السطحية غير عميقة وقيمتها الغذائية متدنية، وتنتشر الصخور المختلفة والحجارة والحصى والرمال على سطح التربة. وقد تنمو عليها بعض الأعشاب البرية، ومثل هذه الترب تحوي على نسبة عالية من الأملاح الضارة للمزروعات. وحسب أنواع الترب المعنية بالاستصلاح وحسب درجات عدم صلاحيتها للإنتاج الزراعي يمكن تصنيف طرق الاستصلاح كالآتي:

1- الطرق الخاصة في فلاحة التربة:

أ- نقب التربة : تتمثل عملية نقب التربة في حفر وخلخلة طبقات التربة التي تقع تحت الطبقة الزراعية، وخلال هذه العملية طبقات التربة السفلى التي جرى نقبها وحفرها تبقى في مكانها ولا تنتقل أبداً إلى الطبقة الأعلى أي إلى الطبقة الزراعية. وبشكل عام طبقة التربة السطحية غير العميقة تتوضع على الطبقة التي تحتها دون ارتباط عضوي متين، وذلك لأن الطبقة التي تقع تحت الطبقة السطحية هي طبقة قاسية متماسكة ، وهذه الطبقة تقاوم تسرب المياه خلالها، وتقاوم تغلغل جذور النباتات وتمنع من وصولها إلى الطبقات العميقة من التربة. لذلك فإن المجموع الجذري يبقى ضعيفاً ومحدوداً؛ ومن ثَمَّ يحصل على الغذاء من الطبقة السطحية، وفي مدة الجفاف تعاني النباتات العطش والجفاف كما أن الهطول المطري الغزير يؤدي إلى انجراف التربة والمزروعات ونتائج ذلك يؤدي إلى تخرب التربة السطحية وتدني إنتاج الأراضي ذات التربة السطحية غير العميقة. إن نقب التربة يحتاج إلى آلات نقب خاصة بإمكانها تحقيق حفر ونقب الطبقة القاعدية للتربة. بعد إجراء عملية النقب يجب أن تُزوَّد التربة بالسماد المناسب، ولاسيما الأسمدة العضوية الحيوانية والنباتية. إن عملية النقب بمفردها تعتبر إجراءاً مرحلياً ومؤقتاً، ولكنه بالطبع له تأثير كبير وفعال على زيادة الإنتاج؛ حيث يؤدي إلى زيادة تصل إلى (15-25%) بالمقارنة مع الإنتاج في أراض طبيعية لم يَجْرِ نقبها. إذا كنا نريد لتأثيرات عملية النقب أن تستمر فإنه يجب أن تستكمل بعمليات التعميق لطبقات التربة الزراعية.

ب- تعميق التربة : هذه الطريقة في الاستصلاح تتمثل في تعميق طبقتها الزراعية وذلك من خلال تعميق وحفر الطبقة التي تحت الطبقة الزراعية من التربة ؛ إذ يتم تفتيت هذه الطبقة وبعثرتها وحملها إلى السطح وخلطها بالطبقة الزراعية السطحية . في هذه الطريقة لا نزيد فقط في سماكة الطبقة الزراعية ، بل نُحسّن تهوية التربة وحالتها الحرارية واحتياطها من الرطوبة للطبقة الزراعية والطبقة القاعدية أيضاً ، وتتحسن أيضاً الشروط الخاصة بالنشاط البكتيري وباستقلاب العناصر الغذائية في طبقات التربة. كذلك سوف تنمو جذور النباتات بشكل أفضل وتنفذ إلى طبقات أعمق، وسيزداد محتوى التربة من المواد العضوية، وذلك نتيجة تحلل البقايا النباتية الناتجة عن النباتات المزروعة.

وفي كثير من الحالات تعطي طريقة تعميق التربة نتائج جيدة. وبشكل عام يجب دراسة الحالة الإجمالية للتربة وعمق الطبقة الزراعية السطحية ومواصفات الطبقة التي تحتها، ومن ثُمَّ يمكن خلال تعميق الطبقة الزراعية اللجوء إلى الطبقة القاعدية وخلطها بتربة الطبقة السطحية وزيادة خصوبتها . كما أن تعميق الطبقة يجب ألا يكون عشوائياً وألا يترك للمصادفة، وذلك لأنه في كثير من الحالات تكون الطبقة القاعدية عديمة الفائدة وفقيرة؛ ومن ثُمَّ فإن نقلها إلى الطبقة السطحية يسيء ويؤدي إلى قلة الخصوبة. لهذا فإن تعميق التربة يتم وفق مراحل مدروسة وبعد إجراء العديد من الاختبارات.

نقوم بعملية تعميق التربة بوسائط الفلاحة العادية وبجرارات قوية ، ويتم عادةً في فصل الخريف، ويزرع بعدها محاصيل درنية أو محاصيل تحتاج إلى تربة عميقة . وتتوافق مع خلائط التربة. إن الحقل الذي تم تعميقه يترك دون تسوية لكي تتم تهوية التربة بشكل جيد . أثناء الأعمال الربيعية الخاصة بالزراعة تتم فلاحة التربة وتخليطها بشكل جيد مع الطبقة الزراعية والأسمدة ؛ كما أن التأثيرات الخاصة بخصوبة التربة تزداد فعاليتها من خلال إضافة المواد الكلسية، ولاسيما إذا كانت قاعدة التربة فقيرة بالكالسيوم.

ج- الفلاحة ثلاثية الطبقات: إن هذه الطريقة في الاستصلاح تستند إلى خاصية اختلاف مواصفات طبقات التربة، ويمكن اعتماد هذه الطريقة عندما تكون الطبقة التي تحت الطبقة الزراعية عبارة عن طبقتين مختلفتين في مواصفاتهما وخصوبتهما. أحياناً يمكن أن تتوضع تحت الطبقة الزراعية طبقة كتيمة وفقيرة جداً بمحتوياتها الغذائية ومواصفاتها المختلفة وغير مناسبة لنمو المجموع الجذري للنباتات المختلفة، وتحت هذه الطبقة الكتيمة يتراكم أيضاً مقطع قاس يتكون من ترسبات وتراكمات مختلفة تكون عادةً غنية بمحتوياتها الغذائية، ولكن هذه المحتويات الغذائية تكون موجودة في الطبقة بصيغ ليس بإمكان النباتات امتصاصها. ومن أجل أكسدة هذه المواد وتحولها إلى صيغ مفيدة للنباتات يكون من الضروري تزويدها بما تحتاج إليه من أكسجين الهواء ومن الكائنات الدقيقة والميكروبات اللازمة لتحللها وتبدلها، وذلك لأن هذه الطبقة التراكمية من التراب لا تحتوي عادةً أيّاً من الأكسجين أو أياً من الكائنات الدقيقة.

إن جوهر الفلاحة ثلاثية الطبقات يكمن في تبديل الترتيب الأساسي لطبقات التربة التي تقع تحت الطبقة الزراعية السطحية . وبواسطة هذه الفلاحة يتم نقل طبقة التربة الكتيمة ووضعها مكان الطبقة التراكمية ؛ حيث في هذا الموضع يمكن للهواء أن يتسرب ويتغلغل بيسر وسهولة، ومن ثَمَّ يمكن للعناصر الغذائية غير المتحللة والموجودة في الطبقة التراكمية أن تتأكسد وتتحول بواسطة الهواء إلى صيغ يمكن للنبات أن يمتصها ويستفيد منها.

في هذه العملية تبقى الطبقة الزراعية على وضعها وكأنها فُلحت فلاحة عادية، وتبقى في مكانها دون أي تعديل في وضعها، وإن عملية التخصيب الآتية التي تتم بعد إجراء الفلاحة ثلاثية الطبقات هي عملية إجراء فلاحة عميقة والتي تؤدي إلى خلط وبعثرة الطبقة التراكمية ومزجها مع تربة الطبقة الزراعية، ويتم ذلك عن طريق الفلاحة الخاصة بتعميق التربة شكل (1).

شكل (1)

يتم تنفيذ الفلاحة ثلاثية الطبقات التي تُغيّر الترتيب والتكوين الأساسي للتربة مرة واحدة لا تتكرر. وتنفذ هذه العملية بواسطة محراث خاص بالفلاحة ثلاثية الطبقات، حيث يتم استبعاد الطبقة السطحية جانباً، ومن ثم يستمر العمل على الطبقتين حتى يتم حرث الطبقة التراكمية ورفعها وجعل الطبقة الكتيمة هي في الأسفل، بعدها يتم إعادة الطبقة الزراعية السطحية الأولى ونثرها فوق الطبقتين اللتين تم التبادل بينهما في المواقع. في هذه العملية من الاستصلاح يتطلب جرارات ذات قوة كبيرة، إذ أن الفلاحة قد تنفذ على عمق كبير يصل إلى عمق (60cm 50-) ؛ لهذا فإن هذه العملية تتطلب استخدام جرارات جنزير ذات قوة جر كبيرة.

تبين نتائج الاختبارات والتجارب الخاصة بالفلاحة ثلاثية الطبقات تؤكد إمكانية تحقيق تحسن كبير في الصفات الفيزيائية المختلفة للتربة المستصلحة. إذ إن تهوية التربة بشكل جيد تزيد من النشاط البكتيري والبيولوجي في التربة، كذلك تزيد من كمية الآزوت ونسبة حمض الفوسفور الممكن امتصاصه من قبل النبات كما تتحسن السعة المائية للتربة.

2- نثر الأسمدة العضوية والحيوانية:

تطبق هذه الطريقة في الاستصلاح في عمليات تخصيب التربة الرملية، وتتمثل هذه الطريقة في نثر الأسمدة العضوية الحيوانية على شكل طبقات ضمن مقطع التربة، وبهذه الطريقة يتم استمرار تخصيب التربة الرملية وزيادة هذه الخصوبة. وبعد هذا الاستصلاح يمكن زراعة هذه التربة بالمحاصيل مثل الشوندر السكري والقمح والذرة الصفراء؛ إذ إن هذه المحاصيل لم يكن من الممكن زراعتها قبل الاستصلاح لفقرها بالمواد العضوية. ويمكن القول إنه بهذه العملية من الاستصلاح تزداد الإنتاجية بنسبة (%100) وأكثر. من أجل تنفيذ هذه الطريقة في الاستصلاح تستخدم عادةً محاريث خاصة ومصممة لهذه الغاية، إذ يتم في فصل الخريف فلاحة التربة فلاحة عميقة يصل عمقها حتى (60cm) ، وعلى طول قاع خطوط الفلاحة الناتجة تنثر الأسمدة العضوية الحيوانية المجهزة مسبقاً على شكل أكوام أو تنثر من ناثرات السماد؛ إذ تنثر ضمن أثلام الفلاحة على نحو تشكل طبقة من السماد سماكتها نحو (1cm) ، ويتم تغطيتها بالتربة بواسطة الفلاحات الآتية. وكمية الأسمدة العضوية اللازمة لهذه العملية تقدر بنحو (50 - 35) طن للهكتار الواحد. وإذا كان سطح التربة المفلوحة ذات نشاط بيولوجي محدود ينصح بتسميد هذه التربة بكمية إضافية من السماد العضوي الحيواني تقدر بنحو (10-5) طن للهكتار. ويجب أن تكون هذه الأسمدة ناضجة ومتخمرة بشكل جيد. إن نتائج هذه العملية تظهر منذ السنة الأولى. وبعد سنتين نعيد هذه العملية ولكن على عمق (45cm) فقط، وبعد سنتين لاحقتين أيضاً يتم التسميد على عمق (30cm) . وبهذا الشكل سينتج لدينا مقطع من التربة تم تخصيبه ثلاث مرات بالأسمدة العضوية الحيوانية. وما كان هدف عملية الاستصلاح هو تشكيل مقطع من التربة بطبقات من الأسمدة العضوية الدائمة، وجب الحفاظ عليها من التخريب من خلال استخدام الآلات في العمليات الزراعية وعدم إجراء فلاحات عميقة لاحقة يمكن أن تسبب أضراراً لطبقات السماد العميقة.

إن تأثيرات تخصيب التربة الرملية بواسطة التسميد العميق بالأسمدة العضوية الحيوانية يظهر بشكل جلي بالدرجة الأولى في تحسين مواصفات التربة وفي إغناء طبقاتها العميقة بالعناصر الغذائية وفي زيادة محتوياتها من المواد العضوية ومن جهة أخرى يظهر هذا التأثير في تحسن النظام المائي للتربة، وذلك لأن طبقات السماد الموضوعة في مقطع التربة يمكنها امتصاص المياه المتسربة من التربة والاحتفاظ بهذه المياه، ومن ثَمَّ تزيد الاحتياطات المائية في التربة والضرورية للمحاصيل، وهذا التأثير المائي يمكن زيادته إذا أضفنا إلى الأسمدة العضوية القليل من الأتربة الغضارية الجيدة.

وتساعد الطبقات من الأسمدة المخلوطة بالغضار في منع تسرب العناصر الغذائية إلى الطبقة القاعدية العميقة للتربة. كما أن الجذور المتغلغلة في التربة تصل إلى طبقات السماد العضوي وتجد ما تحتاج إليه من المواد الغذائية فتكون شبكة كثيفة من الجذور، وهذه الجذور تبقى في التربة بعد الحصاد مما يسهم في تحسين التربة وزيادة الخصوبة.

إن نتائج هذه العملية تستمر حتى مدة خمس سنوات على الأقل. وبعد هذه المدة يمكن تجديد هذه العملية ولا تكون عملية التجديد هذه مكلفة.

3- تعديل قوام التربة:

إن التربة الزراعية ذات المواصفات المتدنية يمكننا استصلاحها بتحسين طبقتها الزراعية من خلال تخصيبها ويتم ذلك بإضافة مواد مختلفة تزيد نسبة جزيئات وحبيبات التربة الخصبة في الأراضي التي لا تحتويها أو أن نسبتها قليلة. فحسب طريقة الاستصلاح يمكننا الاستصلاح إما بتكثيفها وإما تخفيفها:

1- تكثيف الطبقة الزراعية:

يتم الاستصلاح بطريقة تكثيف قوام الطبقة الزراعية في التربة الرملية؛ إذ إن مثل هذه الترب تتمتع بصفات سيئة كاحتوائها على نسبة كبيرة من الهواء ونفوذيتها العالية. مثل هذه الترب واسعة الانتشار في الكثير من البلدان تتميز بقلة خصوبتها لاحتوائها على نسبة عالية من الهواء الذي يؤدي إلى جفافها، ومن ثُمَّ إلى بطء أو تدني تحويل أو تحليل العناصر الغذائية؛ فسرعان ما تنتقل هذه العناصر إلى الطبقات السفلى العميقة في التربة لهذا ستكون زراعة هذه الترب غير اقتصادية على الأغلب لفقرها بالمواد الغذائية.

فالمواصفات السيئة للتربة الرملية يمكن تحسينها بأن نضيف بعض المواد والأتربة الغضارية والأتربة العضوية والأسمدة الحيوانية وطمي الأنهار وبعض مخلفات محطات تنقية المخلفات المائية كذلك تزويدها بما يكفي من التربة الكلسية.

تتحدد الكمية المناسبة من مواد التخصيب حسب البنية الحبيبية الأساسية للتربة وحسب مواصفاتها الفيزيائية لطبقة التربة الزراعية؛ إذ تؤدي إلى رفع و زيادة نسبة حبيبات التربة الدقيقة إلى النسبة الكافية (20-30 %) من الجزيئات الطينية . إن طريقة الاستصلاح الفعالة هي التي تتم بإضافة المادة السجيلية، وهي عبارة عن خليط من المواد (كربونات الكالسيوم والغضار والرمل)، وتنفذ هذه الطريقة بتجميع هذه المادة على شكل أكوام منخفضة على مدار السنة ويسمح للهواء بالنفوذ إليها بالإضافة إلى تأثيرات الحرارة والرطوبة. وعند حلول الخريف تنثر هذه المواد في شكلها الجاف بشكل منتظم على كامل سطح التربة وبسماكة نحو cm) 5)، ويتم خلطها مع الطبقة الزراعية بواسطة الفلاحة الشتوية. وتتم عملية الاستصلاح بواسطة إضافة هذه المواد إلى تلك الحقول التي سيتم زراعتها في الربيع والتي ستزرع بمحاصيل تحتاج إلى فلاحات شتوية عميقة. فالخدمة الربيعية تتمثل في إجراء فلاحات عميقة بواسطة آلات خاصة ومن الأفضل أن تكرر عمليات الفلاحة والعزق عدة مرات، ممّا يؤدي إلى بعثرة وتخليط المواد المضافة مع الطبقة الزراعية. وتبلغ كمية المواد المضافة السابقة نحو (500m3 300-) للهكتار الواحد.

ولكي تكون العملية السابقة ذات فاعلية أكثر ينصح بإضافة الأسمدة العضوية والنباتية. إن التربة التي تم استصلاحها يمكن أن يطبق عليها دورات زراعية واسعة ، وعمليات الاستصلاح هذه يمكن أن تعاد وتكرر كل (10-15) سنة.

2- تخفيف وتليين قوام التربة:

يتم تنفيذ هذا الاستصلاح في تلك الأراضي ذات التربة الثقيلة كالتربة الطينية، إذ تتميز هذه التربة بثقلها وقساوتها وبتماسكها ولزوجتها وقلة احتوائها للهواء وقوة احتفاظها للماء. تكون مثل هذه الأتربة معرضة للغرق في مدّة توفر المياه وقاسية وصلبة في مدة الجفاف مما يصعب حرثها، وتكون العمليات الزراعية لهذه الترب صعبة. ففي مدد الجفاف تتشقق التربة، وتشكل تشققات عميقة، وذلك نتيجة التقلصات الكبيرة التي تصيب بنيتها نتيجة الجفاف، وبما أن هذه الأنواع من التربة تعاني نقص التهوية، لهذا فإن نشاطها البكتيري يكون محدوداً جداً، ومن ثُمَّ استقلاب وتحول الأسمدة المضافة إليها يكون غير فعالاً ومحدوداً لجملة هذه الأسباب يكون استصلاح هذه الأنواع من الترب في منتهى الضرورة؛ وذلك لأنها في الكثير من البلدان تشغل مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية.

من أجل تحسين مواصفات التربة الثقيلة نستخدم وسائط وإجراءات مختلفة .. إن الأساس في هذه الإجراءات هو تخفيف قوام هذه التربة وذلك بأن نضيف إليها بعض أنواع الأتربة الخفيفة مثل الرمل الخالص ومثل التربة الرملية أو بإضافة بقايا الرماد والمخلوط بالرمل أو بإضافة بعض الأتربة ذات الذرات الدقيقة .. إلخ.

إن أفضل مادة تستخدم في تخفيف قوام التربة الثقيلة هو الرمل المستخرج من مقالع الرمل أو من الأنهار بعد فيضانها. وإن الرمل المستخدم هو مشابهه للرمل المستخدم في أغراض البناء إذا كانت عملية تخفيف القوام تتعلق بتربة حامضية ومحتويتها الكلسية قليلة يكون من الأفضل هنا استخدام السجيل الرملي ( تربة مؤلفة من كربونات الكلس والغضار والرمل) . إن استخدام مواد أخرى يتحدد من خلال التركيب الأساسي للطبقة الزراعية المعنية بتخفيف القوام. إن نسب الكميات الواجب إضافتها من هذه المواد من الأفضل أن يتم تحديدها من خلال التجارب والاختبارات.

إن تنفيذ عملية إضافة المواد المخففة لقوام التربة الثقيلة يجب أن يراعي توزيع المواد المضافة هذه بشكل منتظم ومتجانس على كامل سطح التربة، ثم يتم خلطها بشكل متجانس في الطبقة الزراعية من التربة. تتم إضافة الدفعة الأولى من المواد المخففة إلى التربة ( بعد حصاد الحبوب أو المحاصيل الدرنية ) بحيث تشكل على كامل المساحة طبقة سماكتها نحو .(3 cm) . وإذا كانت التربة الثقيلة أيضا حمضية ومجهزة بوسائط صرف المياه... فإننا في هذه الحالة نجمع عملية تخفيف قوام هذه التربة مع عملية إضافة الكلس إليها بقصد تعديل حموضتها.

إن عملية تحسين قوام التربة الثقيلة جداً يتطلب زمناً طويلاً، ويتطلب كميات كبيرة من التربة الرملية، وأيضا يجب التذكر أن هذه العملية مكلفة جداً. ولكي يكون تأثير عملية الاستصلاح هذه طويلا ومستمرا يجب أن نستكمل عملية الاستصلاح مباشرة بإجراء الإجراءات الزراعية المكملة والضرورية .... ولاسيما ما يتعلق منها بالعمليات الزراعية المناسبة عند إجراء عمليات خدمة التربة تنفذ عمليات العزق والحرث العميقة وحسب الحاجة تنفذ عمليات نقب التربة، وفي وقت متأخر تنفذ العمليات الخاصة بتعميق التربة التي تم تخفيف قوامها إن محتويات التربة من المادة العضوية والحيوانية والنشاط البيولوجي في التربة يزداد بواسطة التسميد بالأسمدة الخضراء، ويمكن بواسطة زراعة خلائط النباتات العلفية تحسين مختلف مواصفات هذه التربة. بعد ذلك يمكننا في هذه التربة تطبيق الدورات الزراعية المختلفة، ولاسيما تلك التي لم يكن بالإمكان تطبيقها قبل استصلاح هذه التربة.

3- الاستصلاح بطريقة التطويف:

إن الاستصلاح بطريقة التطويف يعني أن تُطوَّف التربة بمياه تحتوي على كمية كبيرة من المعلقات الترابية. تترسب هذه الأتربة شيئاً فشيئاً فوق التربة المعنية. ومن ثُمَّ تساعد هذه الأتربة على تحسين مواصفات هذه التربة في الوقت نفسه يكون الهدف إما زيادة نسبة ارتفاع تربة الأراضي التي تعاني خطر ارتفاع مستوى الماء الجوفي، أو تشكل هذه الترسبات طبقة جديدة من التربة الزراعية الجيدة تتوضع فوق الطبقة القديمة غير المنتجة التي تتكون من الرمل أو الحصى، وعادةً في أغلب الأحيان تُنفذ طريقتا الاستصلاح هاتان بشكل مرتبط ومتكامل.

ينفذ التطويف بالمياه المحملة بالمعلقات في تلك الأراضي القريبة من الأنهار والمجاري المائية. ويتم هذا في زمن الجريان الأعظمي للمياه، وذلك عندما تكون مياه هذه الأنهار عكرة جداً وحاملة لأكبر كمية من الأتربة. كما يمكن إعادة المياه المستخدمة في التطويف إلى المجاري المائية التي أخذت منها، وذلك بعد أن ترسب ما تحمله من أتربة في الأراضي المستصلحة. إن تعكير المياه وتحميلها بالأتربة يمكن أن يُنفذ أيضاً صناعياً وذلك بواسطة استخدام مضخات ومرشات تقوم بتعكير وحفز مياه الأنهار على حمل الأتربة المتوضعة في هذه الأنهار أو يتم من خلال إضافة الأتربة إلى هذه المياه وبعد ذلك تجر هذه المياه الموحلة العكرة بتأثير الانحدار أو بواسطة الضخ إلى الأراضي المستصلحة والمراد تطويفها. وبالطبع هذه الطريقة تكون ذات كلفة أكبر من تنفذ التطويف الطبيعي، لذا فهي في الحالات الخاصة وعند الضرورة القصوى. كما أن التطويف يستغرق وقتاً طويلاً، ولاسيما إذا كان الأمر يتعلق باستصلاح مساحات واسعة. يمكن من خلال عملية التطويف ترسيب طبقة من الترسبات (0.5cm ) فقط، وهذه السماكة تتعلق بنوع وكمية المعلقات وأكبر سماكة يمكن ترسيبها تصل (10 cm) خلال العام الواحد.

إن كمية الأوحال تختلف من نهر لآخر (مثلاً قد تصل إلى 2.9kg ) لنهر الغانج، ونحو (0.4kg  لنهر الفولغا)، و كما أن تركيب العوالق النهرية مختلف ومن أجل كل حالة يكون من الضروري تحديد كمية ما تحمله المياه من عوالق وتحديد تركيب ونوعية هذه العوالق ويتم ذلك من خلال الاختبار والتحليل المباشر، كما يتم تحديد زمن الجريان الأعظمي للأنهار وزمن استغراق هذا الجريان.

تتم عملية التطويف على الشكل الآتي :

- نقوم بتقسيم الأرض المراد تطويفها إلى أقسام.

- يحاط كل قسم وعلى كامل محيطه بحواجز على نحو يصير كل قسم على شكل حوض.

- يتم جر المياه إلى الأقسام من قناة رئيسية.

يتم تطويف هذه الأقسام حتى يصل ارتفاع المياه فيها (0.5-1 m) وفي حالات خاصة إلى (2m) ، ويزيد ارتفاع الحواجز على مستوى سطح المياه نحو (0.4m) ولا يقل عن (025m) .

يتم صرف المياه بعد عملية الترسيب عن طريق مآخذ عليا مرتفعة ، ولا يجوز صرف المياه من القاع حتى لا يتم جرف العوالق المترسبة بتأثير حركة المياه، ويتم جر هذه المياه وإعادتها إلى النهر. وتتم طريقة التطويف بالمياه إما بشكل متقطع وإما بشكل مستمر، ففي الحالة الأولى تترك المياه راكدة في حوض التطويف زمناً محدداً وهذا الزمن في حالة المعلقات ذات الذرات الناعمة يستغرق (2-1) يوم، وفي حال الذرات الكبيرة قد يستغرق (6-12) ساعة. الحالة الأولى تتم في حال كانت الأحواض تأخذ مياهها بشكل مستقل، والحالة الثانية في تلك الأحواض المتتالية، حيث كل حوض يأخذ المياه من الذي قبله شكل (2).

شكل (2)

نقوم بعمليات التطويف عادة في فصل الربيع، أي زمن الجريان الأعظمي. ويمكن إجراء عمليات التطويف في الأراضي التي يرتفع مستواها عن سطح مياه النهر بمقدار (1.5m 1-). ويمكن البدء بزراعة الأراضي التي تم تطويفها بعد تشكل الطبقة الزراعية المناسبة والكافية.

4- تنظيف التربة :

هذه الطريقة تعني تلك الإجراءات التي تُحسّن مواصفات سطح التربة، وإن استصلاح التربة عن طريق تنظيف سطحها هو عملية ضرورية في تلك الأراضي التي يتميز سطحها بوجود الصخور والكتل الكبيرة والصغيرة، وعملية الاستصلاح هذه ضرورية في أراضي المروج التي يغطي سطحها بعض النباتات البرية وبقايا جذور الأشجار والنباتات.

كذلك فهي ضرورية عند وجود المجاري والأودية ذات الضفاف الواسعة والمرتفعة؛ حيث تكون هذه المواقع غير صالحة للزراعة. لهذا يجب العمل على استصلاحها ليس فقط من أجل استصلاحها، ولكن لكي لا يصل التخريب إلى الاراضي الصالحة والجيدة.

وفي المواقع الجبلية نحتاج إلى تنظيفها من الحجارة والصخور المبعثرة، والتي قد تظهر بفعل عوامل التعرية، فنحاول استئصال الكتل الكبيرة أو تحطيمها والكتل الصغيرة نستبعدها، أو تُغطّس إلى أعماق أكبر من (60cm)، وذلك حتى لا تعيق الأعمال الزراعية، والحجارة الصغيرة يتم جمعها وترحيلها بعيداً.

يتم قلع واستئصال بقايا جذور الشجيرات والدغلات بشكل منفرد، أو في مجموعات يدوياً أو بواسطة الجرارات المخصصة، لذلك أو البلدوزرات أحياناً؛ والحفر الناتجة عن القلع يتم ملؤها بالتربة الزراعية. وهنا يجب الانتباه إلى عدم قلع واستئصال النباتات النادرة وحمايتها من الطيور والحيوانات.

كذلك في أراضي المراعي يجب حماية الأشجار المنفردة وبعض المجموعات الشجرية لكي تظلل الحيوانات التي ترعى في هذه المراعي وذلك في أوقات الظهيرة. إن مختلف عمليات التسوية والتنظيف في كثير من الأحيان تحتاج إلى استخدام بعض المواد الخاصة بتخصيب التربة وأكثر الأعمال يتم تنفيذها بمساعدة بعض الآلات الخاصة مثل البلدوزرات والكريدرات والسكريبرات والسيارات الشاحنة.

وبواسطة تنظيف وتخصيب الأراضي والمواقع غير المنتجة يمكننا أن نحصل على أراض زراعية جيدة. وبهذه الطريقة في الاستصلاح يمكننا دائماً في التوسع في زيادة المساحات القابلة للإنتاج الزراعي.




الإنتاج الحيواني هو عبارة عن استغلال الحيوانات الزراعية ورعايتها من جميع الجوانب رعاية علمية صحيحة وذلك بهدف الحصول على أعلى إنتاجية يمكن الوصول إليها وذلك بأقل التكاليف, والانتاج الحيواني يشمل كل ما نحصل عليه من الحيوانات المزرعية من ( لحم ، لبن ، صوف ، جلد ، شعر ، وبر ، سماد) بالإضافة إلى استخدام بعض الحيوانات في العمل.ويشمل مجال الإنتاج الحيواني كل من الحيوانات التالية: الأبقـار Cattle والجاموس و غيرها .



الاستزراع السمكي هو تربية الأسماك بأنواعها المختلفة سواء أسماك المياه المالحة أو العذبة والتي تستخدم كغذاء للإنسان تحت ظروف محكمة وتحت سيطرة الإنسان، وفي مساحات معينة سواء أحواض تربية أو أقفاص، بقصد تطوير الإنتاج وتثبيت ملكية المزارع للمنتجات. يعتبر مجال الاستزراع السمكي من أنشطة القطاعات المنتجة للغذاء في العالم خلال العقدين الأخيرين، ولذا فإن الاستزراع السمكي يعتبر أحد أهم الحلول لمواجهة مشكلة نقص الغذاء التي تهدد العالم خاصة الدول النامية ذات الموارد المحدودة حيث يوفر مصدراً بروتينياً ذا قيمة غذائية عالية ورخيص نسبياً مقارنة مع مصادر بروتينية أخرى.



الحشرات النافعة هي الحشرات التي تقدم خدمات قيمة للإنسان ولبقية الاحياء كإنتاج المواد الغذائية والتجارية والصناعية ومنها ما يقوم بتلقيح النباتات وكذلك القضاء على الكائنات والمواد الضارة. وتشمل الحشرات النافعة النحل والزنابير والذباب والفراشات والعثّات وما يلحق بها من ملقِّحات النباتات.ومن اهم الحشرات النافعة نحل العسل التي تنتج المواد الغذائية وكذلك تعتبر من احسن الحشرات الملقحة للنباتات, حيث تعتمد العديد من اشجار الفاكهة والخضروات على الحشرات الملقِّحة لإنتاج الثمار. وكذلك دودة الحريري التي تقوم بإنتاج الحرير الطبيعي.