أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-24
1278
التاريخ: 2024-07-09
737
التاريخ: 2025-01-09
168
التاريخ: 23-10-2014
2370
|
قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ
قال تعالى : {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} [سبأ: 46].
قال يعقوب بن يزيد ، سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عز وجلّ : {قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى }، قال : « بالولاية » .
قلت : وكيف ذاك ؟
قال : « إنّه لمّا نصّب النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أمير المؤمنين عليه السّلام للناس ، فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اغتابه رجل ، وقال : إنّ محمدا ليدعو كلّ يوم إلى أمر جديد ، وقد بدأ بأهل بيته يملّكهم رقابنا .
فأنزل اللّه عزّ وجلّ على نبيه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بذلك قرآنا ، فقال له : قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ، فقد أديت إليكم ما افترض ربكم عليكم ».
قلت : فما معنى قوله عزّ وجلّ : أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ؟ فقال :
« أما مثنى : يعني طاعة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وطاعة أمير المؤمنين عليه السّلام ، وأما قوله فرادى : فيعني طاعة الإمام من ذريتهما من بعدهما ، ولا واللّه - يا يعقوب - ما عنى غير ذلك » « 1 ».
وقال الطبرسي في ( الاحتجاج ) : عن أمير المؤمنين عليه السّلام ، في قوله :
قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ، قال : « فإن اللّه جلّ ذكره أنزل عزائم الشرائع ، وآيات الفرائض في أوقات مختلفة كما خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، ولو شاء اللّه لخلقها في أقلّ من لمح البصر ، ولكنه جعل الأناة والمداراة مثالا لأمنائه ، وإيجابا لحججه على خلقه ، فكان أول ما قيدهم به : الإقرار له بالوحدانيّة والربوبيّة ، والشهادة بأن لا إله إلا اللّه ، فلما أقرّوا بذلك تلاه بالإقرار لنبيه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالنبوّة ، والشهادة له بالرسالة ، فلما انقادوا لذلك فرض عليهم الصلاة ، ثم الزكاة ، ثم الصوم ، ثم الحج ، - وقيل ثم الجهاد - ، ثم الصدقات وما يجري مجراها من مال الفيء .
فقال المنافقون : هل بقي لربّك علينا بعد الذي فرض شيء آخر يفترضه ، فتذكره لتسكن أنفسنا إلى أنه لم يبق غيره ؟ فأنزل اللّه في ذلك : قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ يعني الولاية ، وأنزل اللّه : {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } [المائدة: 55] ، وليس بين الأمّة خلاف أنه لم يؤت الزكاة يومئذ أحد وهو راكع غير رجل واحد ، لو ذكر اسمه في الكتاب لأسقط مع ما أسقط من ذكره ، وهذا وما أشبهه من الرموز التي ذكرت لك ثبوتها في الكتاب ليجهل معناه المحرّفون ، فيبلغ إليك وإلى أمثالك ، وعند ذلك قال اللّه عزّ وجلّ : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة: 3] » « 2 ».
وقال الطبرسي : في قوله تعالى : ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ معناه : أن يقوم الرجل منكم وحده ، أو مع غيره ، ثم تتساءلون هل جربنا على محمد كذبا ، أو هل رأينا به جنة . ففي ذلك دلالة على بطلان ما ذكرتم فيه ، وليس معنى القيام هنا القيام على الأرجل ، وإنما المراد به القصد للإصلاح والإقبال عليه مناظرا مع غيره ، ومتفكرا في نفسه ، لأن الحق إنما يتبين للإنسان بهما .
وقد تم الكلام عند قوله تَتَفَكَّرُوا . وما للنفي ، قال قتادة : أي ليس بمحمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم جنون ، وإن جعلت تمام الكلام آخر الآية ، فالمعنى : ثم تتفكروا أي شيء بصاحبكم من الجنون أي : هل رأيتم ، من منشئه إلى مبعثه ، وصمة تنافي النبوة ، من كذب ، أو ضعف في العقل ، أو اختلاف في القول والفعل ، فيدل ذلك على الجنون .
{إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ} أي : مخوف من معاصي اللّه {بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ} : عذاب القيامة « 3 » .
________________
( 1 ) تأويل الآيات : ج 2 ، ص 477 ، ح 10 .
( 2 ) الاحتجاج : ص 254 .
( 3 ) مجمع البيان : ج 8 ، ص 225 .
|
|
خطر خفي في أكياس الشاي يمكن أن يضر صحتك على المدى البعيد
|
|
|
|
|
ماذا نعرف عن الطائرة الأميركية المحطمة CRJ-700؟
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة يستقبل المتولّي الشرعي للعتبة الرضوية المطهّرة والوفد المرافق له
|
|
|