أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-11-2015
6442
التاريخ: 2-06-2015
5576
التاريخ: 2024-05-14
783
التاريخ: 23-10-2014
6124
|
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} [النساء: 71].
من خلال آيات كثيرة واردة في أبعاد مسألة الجهاد الإسلامي المختلفة يتضح الهيكل العام للقوات المسلحة في الحكومة الإسلاميّة وخصائصها ، وتبدو امتيازاتها على سائر مناهج المجتمعات الاخرى في الأمور العسكريّة.
وبطبيعة الحال فإننا نعيش في عصر تعقدت فيه الفنون العسكريّة جدّاً ، واكتسبت طابع التّخصص ، فلا مفرَّ من الاستفادة من القوى المتخصصة في هذه الفنون من كبار الضّباط وذوي الرتب العسكريّة الذين درسوا فنون الحرب وتمرنوا عليها ، وعليه فمن اللازم إبقاء مجموعة من هؤلاء بعنوان «الكوادر الثّابتة» في الجيش ، ليهتموا ليلًا ونهاراً بالأمور الدّفاعيّة والتّخطيط والبرمجة والإستعداد في كلّ لحظة لمواجهة الخطر الخارجي والدّاخلي ، ولكن مع كل ذلك ، فدور التّعبئة الجماهيرية العامّة محفوظ في محله ، بل لا يمكن أنْ تؤدّي المجاميع المذكورة دورها بشكل فاعل ومثمر بدون التّعبئة العامة والقوات الجماهيريّة ، كما شاهدنا دور هذه القوات الجماهيريّة في الحرب العدوانيّة التي فرضت على الجمهوريّة الإسلاميّة ولمدّة ثمان سنوات ، إذ لولا وجود قوات التعبئة الجماهيريّة ، لاحتلت القوات العراقيّة المعادية مساحات عظيمة من أراضي إيران ، وقد كانت هذه القوات العظيمة البطلة هي التي صدت قوات صدام المدعومة من القوى الإستكباريّة العظمى كلّ الدعم.
ولذا ، فإن تصور البعض أنّ دور التعبئة الجماهيريّة العامة خاص بذلك الزمن الذي لم تكن الفنون العسكريّة قد تعقدت وتطورت فيه كما هي عليه اليوم- كزمن النّبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله ، تصور خاطىء جدّاً.
واليوم أيضاً لا يمكن إنكار دور قوات التّعبئة الجماهيريّة في الدّفاع عن الدّول الإسلاميّة ، والشّاهد الأخر على هذا الموضوع مجاهدو فلسطين المحتلة ، فنحن نعلم جيداً أنّ الذي أقلق إسرائيل وسلب النوم من عينيها في الأراضي المحتلة هو القوات الجماهيريّة غير النظاميّة والتي تتشكل غالباً من الشبّان والصّبيان ذوي الأعمار الصّغيرة ، والذين لا يمتلكون السلاح إلّا الحجارة في مواجهة إسرائيل!
فلو لم نكن نعيش نماذج عينية لهذه القضيّة ، فسوف يصعب تصديق وجود أفراد يقاتلون بالحجارة ويؤرقون العدو في عصر الأسلحة المتطورة والقنابل الذّرية والصّواريخ العابرة للقارات!
ففي فلسطين المحتلة ، لا يوجد جيش نظامي يواجه إسرائيل ، وكلّ ما يوجد إنّما هو قوات تعبوية وقوات جماهيرية غير منظمة ، اكتسبت بمرور الزّمن تجربة جيدة وخبرات كثيرة حتى صارت عملياً وكأنّها جيش مدرب ، مع وجود مجاميع لا تزال تحارب بنفس الطرق البدائيّة ومع ذلك فقد أقلقت العدو المجهز بأحدث أنواع الأسلحة!
وعليه ينبغي على الحكومة الإسلاميّة أن لا تتساهل في مسألة الاستفادة من قوات التعبئة الجماهيريّة مطلقاً.
وعدم وجود قوات تعبوية جماهيريّة في الدّول الصّناعيّة المتطورة ، وعدم استفادة تلك الدوّل من الجماهير ، ليس إلّا لعدم اعتقاد هؤلاء بوجوب الجهاد بعنوان فريضة إلهيّة عظيمة ، فهؤلاء يرون أنّ الحرب مسئوولية الدّولة فقط ، أمّا في الإسلام فإنّ الجهاد وظيفة كلّ فرد من أفراد المسلمين.
إنّ عظمة الشّهادة وعظمة مقام الشّهداء في الإسلام أمر غير معروف عند غير المسلمين ، ومن هنا فإنّ دواعي التعبئة الجماهيريّة غير موجودة عند الآخرين ، أمّا عند المسلمين فهي موجودة دائماً.
وطبيعة الحال ، فإنّ تلك الدّول التي لا تعتقد بمثل هذه الثّقافة عندما يصل حدُّ السيف إلى رقابها ، وتتعرض بلادهم لخطر الفناء فإنّها قد تفكر في الإستعانة بتشكيل قوات تعبئة جماهيريّة ، أمّا في الإسلام فإنّ هذه القوات موجودة على الدّوام.
ولذا ، فعلى الحكومة الإسلاميّة وبعد الإفتخار بهذه الثّقافة الدّينيّة ، أن تهتم جيداً بقوات التعبئة الجماهيريّة حتى في زمن الصّلح ، بل عليها أن تدرب قوات التبعئة الجماهيريّة بمرور الزّمن على الفنون العسكريّة المتناسبة مع عصرها ، حتّى يتمكن كل من يقدر على حمل السلاح من التّوجه إلى ميدان المعركة ساعة الخطر.
ومن ذلك الوقت ، أصبح تكريم مقام الشّهداء واحترام أُسرِهم وتقديرهم المادي والمعنوي جزء من إرشادات الإسلام ، ومن التّدابير الأساسيّة لحفظ روح التّعبئة الجماهيريّة الجهاديّة وبقائها في أوساط المسلمين ، ولو نُسي الأمر فإنّه سيترك بدون شك تأثيرات سلبية خطيرة وكثيرة في تضعيف الرّوح الجهادية عند المسلمين.
وكم هو جميل أن يكون إلى جنب كل مسجد من مساجدنا وحدات للتعبئة الجماهيرية ، وأن تعتبر التّعبئة الجماهيريّة عبادة كبيرة إلى جنب الصّلاة ، وهذه الأمور لا يمكن تحققها إلّافي ظلّ الإعتقادات الصحيحة والثّقافة الدّينيّة ، وهي من الأسلحة الإستراتيجية التي نمتلكها اليوم والتي حرمت منها الدّول الإلحادية وإن كانت مجهزة بأحدث أنواع الأسلحة والتّدريبات العسكريّة :
ويتضح لنا من خلال الآية الشريفة : {وَأَعِدُوا لَهُم مَّا استَطَعتُم مِّن قُوَّةٍ} (الأنفال/ 60).
والتي مرَّ الحديث عنها في البحث السّابق ، أنّ على المسلمين أن يحفظوا استعدادهم وقدراتهم العسكرية حتّى في زمن الصّلح ، فإذا تطورت الفنون العسكرية الحربيّة يوماً بعد آخر فإنّ على المسلمين أنْ يتدربوا باستمرار بحسب ما يتناسب مع ذلك التّطور ، كما أنْ عليهم أنّ يحصلوا على تلك الأسلحة المتطورة بأي ثمن كان ، ومع الأخذ بنظر الاعتبار أنّ كلمة «قوّة» تشمل كلّ أنواع القوى الماديّة والمعنويّة ، البشريّة وغير البشريّة ، فلابدّ من إعداد كلّ ذلك.
ونقرأ في القرآن الكريم : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فاْنْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً}. (النساء/ 71)
وبعد الأخذ بنظر الاعتبار أنّ «الحذر» بمعنى اليقظة والفطنة والإستعداد الدائم لمواجهة المخاطر ، وقد تأتي أحياناً بمعنى الوسيلة التي يمكن بها مواجهة الخطر ، يتضح لنا جيداً لزوم الإستعداد الكامل الدّائم عند المسلمين في مقابل الأعداء.
وجملة {فَاْنَفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَميِعاً} مع الإلتفات إلى أنّ النّفر هو الرّحيل والهجرة ، تدلّ على أنّه لا ينبغي للمسلمين الجلوس في البيوت انتظاراً لهجوم العدو ، بل عليهم أنْ يستعدوا لاستقباله ومواجهته- قبل أنْ يهجم عليهم- ويهجموا عليه مستفيدين من الأساليب القتاليّة المختلفة لهذا الأمر ، فتارة يهجمون بصورة مجاميع متفرقة ، واخرى بصورة حرب عصابات ، وتارة بشكل جيش منظم يبدأ بالهجوم على العدو ، فيقاتلون في كلّ ظرف بما يتناسب معه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|