أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-05-2015
13035
التاريخ: 25-11-2015
5949
التاريخ: 8-12-2015
5627
التاريخ: 10-05-2015
5792
|
وردت في الاحاديث الإسلامية شروط ثقيلة جدّاً وكثيرة للقائمين على الحكومة ، والتي لا يمكن بدونها تحقيق إقامة الحكومة الإسلامية بشكل كامل مطلقاً.
1- العلم والوعي في أعلى مستوياتهما
نقرأ في حديثٍ عن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله : «مَنْ أَمَّ قوماً وفيهم من هو أعلَمُ مِنه لم يَزَلْ أمُرهُم إلى السِّفال إلى يوم القيامة!» (1).
ونقرأ في حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السلام : «مَنْ دعى الناسَ إلى نفسه وفيهم من هو أعلم منه فهو مبدع ضالّ!» (2).
2- سعة الصدر وانفتاح الفكر والاستعداد لتحمل الحوادث المختلفة
نقرأ في أحدى الكلمات القصار المعروفة للإمام أمير المؤمنين عليه السلام :
«آلةُ الرياسة سعة الصدر» (3).
3- الوعي بمسائل الزمان
نقرأ في حديث عن الإمام الصادق عليه السلام :
«العالمُ بزمانِهِ لا تهجُمُ عليهِ اللوابسُ!» (4).
4- مراعاة العدالة وعدم التفريق بين الناس
ونقرأ في حديثٍ أنّ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قال لعمر بن الخطاب :
«ثلاث إن حفظتهن وعملت بهنّ كفتك ما سواهنَّ ، وإِن تركتهنَّ لم ينفعك شيء سواهنَّ».
قال : «وما هُنَّ يا أبا الحسن»؟
قال : «إقامة الحدود على القريب والبعيد ، والحكم بكتاب اللَّه في الرضا والسخط ، والقِسْمُ بالعدلِ بين الأحمر والأسود».
«فقال عمر : لقد أوجزْتَ وأَبلغت»! (5).
5- الاهتمام بمكافأة المحسنين والعفو عن المذنبين الذين يؤمل بتوبتهم وعودتهم عن ذنوبهم
نقرأ في حديثٍ عن الإمام الصادق عليه السلام :
«ثلاثة تجبُ على السلطان للخاصة والعامة : مكافأةُ المحسن بالإحسان ليزدادوا رغبةً فيه ، وتغمُّدُ ذنوب المسيء ليتوبَ ويرجع عن غيّه ، وتألفهم جميعاً بالإحسان والانصاف» (6).
6- النظر لمصالح الناس ومصالحه بعين المساواة !
ومن بين الأوامر التي أصدرها الإمام علي عليه السلام لمحمد بن أبي بكر عندما اختاره لولاية بلاد مصر ما يلي :
«أحِبَّ لعامة رعتيك ما تحبّ لنفسك وأهل بيتك ، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك ، فإنّ ذلك أوجبُ للحجة وأصلح للرعية» (6).
7- الارتباط العاطفي مع الناس
لقد اعتبرت بعض الروايات الإسلامية السلطان العادل بمنزلة الوالد ، وأوصت الناس أن يحترموه احترام الأب ، والمراد بهذا الحديث أنّه ينبغي للسلطان أيضاً أن ينظر للناس بعين الابوة ويعتبرهم بمنزلة ابنائه ، وبناءً على ذلك لابدّ من إقامة روابط عاطفية قوية بينه وبين الناس كما هو الحال بين الأب وابنائه ، ويقول الإمام موسى بن جعفر عليه السلام في حديثٍ ورد عنه :
«إنَّ السُّلْطانَ الْعادِلَ بِمَنْزِلَةِ الْوالِدِ الرَّحيمِ فَأحِبُّوا لَهُ ما تُحِبُّونَ لأنْفُسِكُمْ وَاكْرهُوا لَهُ ما تَكْرَهُونَ لأنْفُسِكُمْ» (8).
8- الابتعاد عن البخل ، والجهل ، والجفاء والظلم
يقول الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام في هذا المجال :
«وَقَدْ عَلِمْتُمْ أنَّهُ لا يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ الْوالي عَلَى الْفُرُوجِ وَالدِّماءِ وَالْمَغانِمِ وَالاحْكامِ وَامامَةِ الْمُسْلِمِينَ؛ الْبَخِيلُ ، فَتَكُونَ فِي امْوالِهِمْ نَهْمَتُه ، وَلا الْجاهِلُ فَيُضِلَّهُمْ بِجَهْلِهِ ، وَلا الْجافي فَيَقْطَعهُمْ بِجِفائِهِ ، وَلا الخائِفُ لِلدُّوَلِ ، فَيَتَّخِذَ قَوْماً دُوْنَ قَوْمٍ ، وَلا الْمُرتشِي فِي الْحُكْمِ فَيَذْهَبُ بِالْحُقوقِ وَيَقِفُ بِها دُوْنَ الْمَقاطِعِ ، وَلا الْمُعَطِّلِ لِلْسُنَّةِ فَيُهْلِكَ الامَّةَ» (9).
9- عدم المصانعة والتعاطي مع أهل الباطل
يقول إمامنا ومولانا أمير المؤمنين عليه السلام في كلماته القصار في نهج البلاغة :
«لا يقيم أمر اللَّهِ سبحانَهُ إلّامن لا يصانعُ ولا يضارعُ ولا يتبَّع المطامع» (10).
10- النظر بعين الامانة لمقامه ومنصبه
وهذه الملاحظة أيضاً جديرة هي الاخرى بالاهتمام ، وهي أنّ المناصب والمسؤوليات في الحكومة الإسلامية ، تمّ اعتبارها في العديد من الروايات أمانة إلهيّة ، دون اعتبارها وسيلة للتعالي والاستفادة منها للأغراض الشخصية ، حتى أنّه أُشير لهذا الأمر في بعض الآيات المباركة في القرآن الكريم ، قبل الروايات الإسلامية ، إذ نقرأ في قوله تعالى :
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤْدُّوا الامَانَاتِ الى أَهْلِهَا وَاذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} (النساء/ 58).
وقد ورد في نهاية هذه الآية في كتب التفسير والحديث روايات متعددة على أن المراد بالأمانة ، هو الولاية والحكومة ، وعلى رأس ذلك ولاية الأئمّة المعصومين عليهم السلام ، ومن ذلك ما نقرأه في إحدى الروايات الواردة في تفسير الآية الآنفة :
«يعني الإمامة ، والإمامة الامانةُ»! (11)
وينقل في كتاب دعائم الإسلام أيضاً في حديثٍ عن الإمام عليّ عليه السلام أنّه كتب إلى «رفاعة» قاضي الأهواز ما يلي :
«إعلم يا رفاعة ، أنَّ هذه الامارة أمانة ، فمن جعلها خيانةً فعليه لعنةُ اللَّه إلى يومِ القيامةِ ، ومن استعملَ خائناً فإنّ محمداً صلى الله عليه و آله بريءٌ منه في الدنيا والآخرة» (12).
وينقل في تفسير الدر المنثور عن الإمام عليّ عليه السلام أيضاً أنّه قال :
«حقّ على الإمام أن يحكمَ بما انزلَ اللَّهُ وأن يؤدّيَ الأمانةَ ، فاذا فَعل ذلك فحق على الناس أن يسمعوا له وان يطيعوا وأن يجيبوا إذا دُعوا» (13).
ونطالع في نهج البلاغة أيضاً ، أنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال في كتابه إلى والي آذربيجان :
«وإنّ عملك ليس لك بطعمةٍ ولكنه في عنقك امانة» (14).
ومن البديهي أنّ هذه الروايات لا تحجّم المفهوم الواسع للآية التي توصي بالمحافظة على جميع الامانات ، بل وكما هو واضح لدينا فإنّها تمثل المصداق الواضح للأمانة الإلهيّة.
وممّا لا شك فيه أيضاً أنّ الذي ينظر إلى هذه المناصب بعين الأمانة الإلهيّة ، فإنّ اسلوبه في التعاطي مع هذا الأمر يختلف كثيراً عن ذلك الذي ينظر إليها على أنّها ملك مطلق له ، وكذا الحال بشأن الأموال والثروات ، فإنّ القرآن الكريم يعبّر عنها أيضاً بأنّها عبارة عن أمانة إلهيّة بين يدي الناس ، موضحاً بأنّ المالك الأصلي لها هو اللَّه تبارك وتعالى ، وهو الذي أودعها بأيدي الناس أيّاماً معدودات ، كما ورد في قوله تعالى : {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَانْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ}. (الحديد/ 7)
ومن المسلَّم به أن صرف الأموال المودعة بعنوان أمانة لدى الإنسان في الموارد الخاصة التي يجيزها صاحب تلك الأموال لا توجد فيه أية صعوبة ، في حين أنّ الإنسان لو كان هو المالك الأصلي لها ، فإن صرف تلك الأموال ليس سهلًا عليه.
_________________________
(1) الوسائل ، ج 5 ، ص 415 (الباب 26 من ابواب صلوة الجماعة).
(2) سفينة البحار ، ج 2 مادة (العلم).
(3) نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، الكلمة 176.
(4) اصول الكافي ، ج 1 ، ص 37.
(5) بحار الأنوار ، ج 72 ، ص 349 ، ح 53.
(6) بحار الأنوار ، ج 75 ، ص 233.
(7) بحار الأنوار ، ج 72 ، ص 27.
(8) وسائل الشيعة ، ج 18 ، ص 472 ، ح 1.
(9) نهج البلاغة ، الخطبة 131.
(10) نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، الكلمة 120.
(11) نُقل في تفسير البرهان سبع روايات على الأقل في هذا المجال ، وتلاحظ في كتاب بحار الأنوار أيضاً في الجزء 23 و 67 ، و 102 (في الصفحات 380 ، و 280 ، و 253 على التوالي) ، روايات متعددة بهذا الشأن.
(12) دعائم الإسلام ، ج 2 ، ص 531.
(13) تفسير الدر المنثور ، ج 3 ، ص 175.
(14) نهج البلاغة ، الخطبة 5.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|