تعد قارة اوربا ذات سواحل طويلة بالنسبة لمساحتها تفوق في ذلك كل القارات إذ تمتد أذرعاً من المياه في داخل القارة من البحار والمحيطات المجاورة ممثلة في المحيط الشمالي والمحيط الأطلسى والبحر المتوسط وما يتفرع منه من بحار جانبية مثل بحر إيجة والبحر الأسود والبحر الأدرياتيكي. وإذا استثنينا شرق أوربا فلا نجد بقعة من القارة تبتعد عن البحر بأكثر من 640 كم ، ولهذه الحقيقة أهميتها مناخياً واقتصادياً، وتتسع القارة شرقاً وتضيق نحو الغرب في مساحة صغيرة مزدحمة بالسكان كثيرة تعاريج السواحل، وتعول القارة نحو 700 مليون من البشر فهي أكثر القارات كثافة بالسكان بمعدل نحو 65 شخص في الكيلو متر المربع. بينما تبلغ كثافة السكان في آسيا نحو 40 نسمة في الكيلو متر المربع وهي في أمريكا الوسطى والجنوبية 10.5 وفي أمريكا الشمالية 10 وفى أفريقيا 9 وفى استراليا نحو شخص واحد في الكيلو متر المربع، ويفصلها عن آسيا المد الشمالي الجنوبي لجبال أورال ونهر أورال ومرتفعات القوقاز التي تمتد ما بين بحر قزوين والبحر الأسود، وكانت الأراضى ما بين جنوب أورال وشمال بحر قزوين تشكل ممراً من السهول باتساع 480 كم يسمح بتحركات الغزوات والهجرات الآسيوية المتكررة خلال عصور التاريخ، وجبال أورال تشكل في الواقع نطاقاً للتلال يمكن عبوره . كما يعبرها الآن الكثير من الطرق والسكك الحديدية، وجبال القوقاز هي الفاصل الرئيسي بين القارتين ولكنها لا تخلو من ممرات للاتصال بين آسيا وأوريا. ومعظم القارة يقع في العروض المعتدلة باستثناء مساحة صغيرة تضمنها الدائرة القطبية الشمالية في أقصى شمال النرويج عند خط عرض 71 شمالاً، وتمتد جنوباً إلى دائرة عرض 36 شمالاً في أقصى جنوب شبه جزيرة ليبريا، فتشغل القارة نحو 35 درجة عرضياً طولية ما بين الغرب والشرق، وهكذا تقع في وسط النصف القاري باتصال جيد مع كل العالم.