تحديد أهمية البحث الإعلامي

لم يعد البحث العلمي في العلوم الإنسانية مجرد إجراءات نظرية بل أن للأبعاد التطبيقية أثراً في تشخيص أهميته، فلهذا يستدعي تناول المشكلات العلمية التعريف بالأهمية التي تتسم بها، اذ تكتسب البحوث العلمية اهميتها في ضوء عناصر عدة يرتبط بعضها بالمجتمع الذي يفترض أن تُسهم في حل مشكلاته، فضلا عما تمثله من إضافة مهمة إلى المعرفة في ميدان العلم والمجال التخصصي الذي تنتمي إليه (1).

 يقوم الباحث بعرض الاهمية المتوقعة من البحث وتطبيق وتعميم النتائج التي سيصل إليها وايضاح الفائدة التي ستعود على العلم والمجتمع فضلاً عن الباحث نفسه نتيجة هذه التطبيقات. وتبرز اهمية البحث الإعلامي انه يزود الباحثين والمختصين والقراء بشكل عام بآخر المعلومات التي وصلت لها الدراسات العلمية الحديثة في مجال دراسة الظاهرة الإعلامية عن الدراسات التي تم تفنيدها أو التي أثبتت صحتها ولو كانت قديمة، وباطلاعنا على الأبحاث المنشورة فنحن نتطلع على أفضل الأبحاث في سياق ما وأحدثها. وتكمن أهمية البحث أنّه يساعدنا على تأويل نتائج البحث، ويسهل على من يأتي بعدنا البحث والتمحيص، وهو تطبيق عملي للبحث وليس كتابة نظرية، فهو قابل للتطبيق إن اتبع الباحث خطوات من سبقه، وتزود المكتبات بالأبحاث أولاً بأول مما يساعد الباحثين الجدد في الحصول على كل جديد فتتشكل قاعدة بيانات كبيرة من الأبحاث.

وعند اعداد البحث الإعلامي يجب أن يوضح الباحث ما الذي يضيفه هذا البحث من معلومات جديدة، وماذا يقدم من جديد للمختصين في الموضوع، وهل سيفتح هذا البحث مجالاً لبحوث أخرى مستقبلاً. وتبرز أهمية البحث على سبيل المثال في بحث عنوانه تعرض طلبة جامعة تكريت لوسائل الإعلام الجديد من خلال أهمية معرفة. رجع الصدى في مجال الإعلام الجديد والمعرفة الهامة لردود الأفعال تجاه ما يقدم للجمهور خاصة للمخططين وصانعي القرار لتعديل الرسائل، أو جعلها تتوافق مع الجمهور المتلقي، وتزداد هذه الأهمية عند ربطها بجمهور الشباب الجامعي، والذي يعد ركيزة المجتمع وأمله في مستقبل أفضل، كذلك انطلاقاً من كون الشباب الجامعي مشارك وفعال ويستخدم وسائل الإعلام الجديد لتحقيق أهداف مقصودة، فضلاً عن أن هذا الجمهور هو الذي يختار الوسائل والمضمون الذي يناسبه ويشبع حاجاته.

وتتحدد أهمية البحث بما يرمي البحث إلى تحقيقه أو الإسهامات التي سوف يقدمها للمعرفة الإنسانية أو للفرد أو للمجتمع أو كليهما.

______________

(1) د. عاطف عدلي العبد: الرأي العام وطرق قياسه - الأسس النظرية والجوانب المنهجية، القاهرة، دار الفكر العربي، 2000، ص167.