أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-9-2019
13699
التاريخ: 20-2-2020
19139
التاريخ: 18-5-2019
2851
التاريخ: 21-9-2020
4092
|
إن اقتصاد المعرفة قائم على منظومة تفاعلية متكاملة وشاملة لمجموعة من النظم الفرعية. ولهذا فهو قائم على منظومة معلومات تفاعلية متكاملة وشاملة تكون مهمتها أن تجمع البيانات من المصادر المختلفة وتستخرج منها المعلومات، وتوليد المعرفة. بل تقوم بإيجاد معارف جديدة وتكون أداة توليد لأشكال غير مسبوقة من المعرفة تشكل اقتصاداً متجدداً.
لقد أصبح هذا الاقتصاد الجديد، والذي يعتمد على الأفكار المبتكرة للعاملين في مجال التكنولوجيا وسيلة لجمع الثروات الطائلة. ففي حين كانت ثروات الأرض ورأس المال والأيدي العاملة هي أدوات جمع الثروة في الاقتصاد التقليدي، أصبحت المعرفة أكثر عوامل الإنتاج قدرة على توليد الثروة. والفرق الجوهري بين الاقتصاد التقليدي واقتصاد المعرفة هو أن رأس المال في اقتصاد المعرفة يخضع لقانون تزايد المردود، وهذا ما جعل بعض الشركات والمؤسسات تتوجه نحوه. وقد أكدت التجارب العالمية الجدوى الكبيرة للاستثمار في مجال اقتصاد المعرفة وهناك شركات عالمية كبرى مثل Microsoft و Intel و Nokia و Sony وغيرها تحقق مكاسب ضخمة من خلال اقتصاد المعرفة. وقد وصف العاملون في هذا المجال بالرأسماليون الجدد.
وقد يقول البعض أن عوامل الإنتاج وأكثرها أهمية هي: رأس المال والأيدي العاملة، والموارد الأرضية والإدارة والتنظيم، وهي حقيقة واقعة بالفعل الآن. ولكنها ليست بالضرورة هي الحقيقة القائمة غداً، حيث ستصبح المعلومات والمعرفة في مكان الصدارة، ولها الأولوية المتقدمة في سلم المعاملات والعلاقات بين المؤسسات وبين الدول وبين الشعوب إن المستقبل هو للمعرفة، والمعرفة هي اقتصاد المستقبل وهي ميدانه الرئيسي(1) .
وقد نشأ عن هذا الاقتصاد الجديد اقتصاد المعرفة قوى اقتصادية جديدة تدفع إلى الخلق والابتكار والإبداع والتحسين الدائم والمستمر وبشكل ارتقائي إيجابي قائم على:
ـ إيجاد منتجات جديدة لم يعرفها العالم من قبل.
ـ إيجاد نظم إنتاج جديدة لم يعرفها العالم من قبل.
ـ إيجاد نظم تسويق ابتكارية جديدة لم يعرفها العالم من قبل.
ـ إيجاد طرق إشباع فعالة وجديدة لم يعرفها المستهلك من قبل.
ـ إيجاد مجالات عمل جديدة لم يعرفها العالم من قبل.
ـ إيجاد أسواق ومناطق تسويقية لم يعرفها المنتج من قبل وقادرة على استيعاب إنتاجه بالكامل.
ولاقتصاد المعرفة فوائد عديدة أهمها أنه يعطي المستهلك أو المستفيدين من الخدمة خيارات أوسع، بدرجة أعلى من الثقة ويصل إلى كل محل تجاري ومكتب وإدارة ومدرسة ... الخ، وأنه يقوم على نشر المعرفة وتوظيفها وإنتاجها في المجالات جميعها، ويحقق التبادل الإلكتروني، كما أنه يحدث التغيير في الوظائف القديمة ويستحدث وظائف جديدة، ويرغم المؤسسات كافة على التجديد والإبداع والاستجابة لاحتياجات المستهلك أو المستفيد من الخدمة. بالإضافة إلى أثر اقتصاد المعرفة في تحديد النمو، وطبيعة الإنتاج، واتجاهات التوظيف، والمهارات المطلوبة(2).
وقد أشار (دركر) إلى أن المعرفة هي المورد الوحيد الذي له قيمة اليوم، لأن عوامل الإنتاج التقليدية أصبحت في مرتبة ثانوية في عملية الإنتاج، فقد كان أول من أعلن مصطلح اقتصاد المعرفة (Knowledge Economy)، وأن معرفة مصدر للإنتاج مثل الأرض والعامل ورأس المال. وقد وثق أيضاً مصطلح صناع المعرفة (Knowledge Workers) في عام 1993. وبذلك أصبحت المعرفة المصدر الرئيسي للاقتصاد. ودعم رأي ( دركر) خلال التسعينيات انتشار المعرفة في نشاطات العمل والتي طورت من قبل عدد من كتاب الإدارة.
كما أشار (دركر): إن المورد الاقتصادي الأساسي سوف لن يكون رأس المال ولا الموارد الطبيعية ولا العمال إنما المعرفة، وسوف تكون المعرفة المحرك الأساسي للأنشطة التي تقود إلى الثراء وليس في استثمار رؤوس الأموال في مجالات منتجة، ولا العمال اليدويين، على الرغم من أن هذين العنصرين أساسيين في النظرية الاقتصادية في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، إنما تتأتى القيمة الآن من خلال الإنتاجية والإبداع وهذان البعدان هما الجانبان التطبيقيان للمعرفة في العمل . والجماعات القيادية في مجتمع المعرفة هم الذين يعرفون كيف يوظفون المعرفة بشكل منتج، كما عرف الرأسماليون كيف يوظفون رأس المال بشكل منتج، فالمهنيون والموظفون والمعرفيون سوف يكونون عملياً موظفين في منظمات، وخلافاً لوضع الموظفين تحت المظلة الرأسمالية فإن الموظفين في مجتمع المعرفة يملكون وسائل الإنتاج وأدوات - الإنتاج المتمثلة في المعرفة التي يمتلكها العمال ويستطيعون نقلها معهم إلى أي مكان يذهبون إليه. لذلك فإن التحدي الاقتصادي بالنسبة لمجتمع المعرفة سوف يكون إنتاجية العمل المعرفي والعامل المعرفي؛ فالمعرفة أصبحت محرك الإنتاج، والنمو الاقتصادي، كما أصبح مبدأ التركيز على المعلومات والتكنولوجيا كعامل من العوامل الأساسية في الاقتصاد من الأمور المسلّم بها، وبدأ مصطلح اقتصاد المعرفة في الظهور، وبدأ الاقتصاديون الآن مع ازدياد توليد ونشر واستخدام المعرفة والمعلومات، إيجاد طرق لإدخال عامل المعرفة بشكل مباشر وواضح في نظرياتهم ونماذجهم الاقتصادية.
إن اقتصاد المعرفة اقتصاد جديد ذو طابع خاص لا يستمد خصوصيته فقط من اعتبارات الحاضر أو الماضي، ولكن من خصوصية دوره الذي سيقوم في المستقبل. ولما كان اقتصاد المعرفة يتعلق ويرتبط باقتصاديات العرض والطلب وبالتوازنات الحركية لآليات السوق، وبدوافع التطوير والابتكار، وهو مرتبط بالاكتشافات الحديثة وبظروف التحسين والتجديد، ولما كانت المعرفة أكثر الأمور أهمية وحيوية للمشروعات المختلفة، بل ولكافة الناس، فإنها ترتبط بشكل أو بآخر بالمنظومات التفاعلية التي تجعل من التطوير مهمة مستدعية للمشروعات. ومن ثم فإن هذه المنظومات هي التي تشكل طبيعة ومحتوى ومضمون المعرفة ، وتجعل منها الأساس الذي يعتمد عليه في اتخاذ القرارات. ولذلك فإن جودة المنظومة في مدخلاتها ونظم تشغيلها، ومخرجاتها يصبح أمراً في غاية الأهمية، وعلى درجة كبيرة من الخطورة. فمن يمتلك المعرفة في الوقت المناسب وبالجودة المناسبة، يمتلك القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وبالجودة المناسبة، للحصول على ما يرغب وبشكل سريع .
إن المعرفة نتاج تفاعل حيوي بين كل من: مجتمعات الخبرة الناجمة عن تجارب معايشة في الحياة والواقع، وهي أيضاً نتاج نتائج الدراسات والبحوث والمعامل والمختبرات العلمية(*). فالمعرفة لم تأت من فراغ بل تتولد من الواقع، وهي تتشكل وتعيد إخراج ذاتها في أشكال جديدة. تدخل وتتداخل في منظومات جديدة، وهي حية فاعلة وتتطور بتطور الحياة. وهي في الوقت ذاته كانت ولا تزال إبداعاً إنسانياً وليست وقفاً على شعب معين أو دولة معينة، وليست حكراً أو احتكاراً لأحد. كما أنه ليس لها جنسية أو قومية، بل هي متاحة للجميع. والمعرفة مصدر قوة هائل يدفع إلى الرقي والتقدم. ولذلك فهي مصدر تهديد قوي وفرض نفوذ يمارسه الأقوياء بالمعرفة على الضعفاء الجاهلين.
يقول الخضيري إن الصراع العالمي في عالم ما بعد الجات GAT، عالم منظمة التجارة العالمية، عالم العولمة ، عالم الألفية الثالثة، لن يكون صراعاً على رأس المال، أو المواد الخام، أو الأسواق المفتوحة، بل سيستمر لفترة طويلة صراعاً على المعرفة، لأن المعرفة هي التي ستصنع القوة، وتوفر المال، وتخلق المواد الخام، وتفتح الأسواق، بل إنها ستشكل اقتصاداً جديداً في مجالاته وفي آلياته، وفي نظمه والتي تضم النظم التالية:
أ- نظم الإنتاج المعرفية دائمة التطور والارتقاء.
ب ـ نظم التسويق المعرفية دائمة التطور والارتقاء.
ج- نظم الكوادر البشرية الخبيرة في مجال المعرفة دائمة التطور والارتقاء.
إن هذه النظم المعرفية نظم متكاملة وهي نظم كلية إطارية، وهي نظم قاعدية أساسية، ولذلك فهي نظم تنبثق وتتفرع عنها نظم التخطيط ونظم التنظيم ونظم التوجيه ونظم التنسيق ونظم التحفيز ونظم القيادة ونظم المتابعة، والرقابة والتحكم والسيطرة وغيرها من النظم الارتباطية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الخضيري، محسن، اقتصاد المعرفة، ص14.
(1) عماد الدين ، منى ، دور النظام التربوي في الاقتصاد المعرفي، ص13.
* حيث يستخدم البحث والتطوير (Research and Development) من أجل الوصول إلى المعرفة.
|
|
أهمية مكملات فيتامين د خلال فصل الشتاء.. 4 فوائد رئيسية
|
|
|
|
|
علماء: قرص الشمس سيبدو أكبر في عام 2025
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تختتم مجلسها العزائي المركزي بذكرى شهادة الإمام الهادي (عليه السلام)
|
|
|