المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18009 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
داء المستخفيات الرئوية Pulmonary cryptococcosis
2024-12-22
احكام الوضوء وكيفيته
2024-12-22
أحكام النفاس
2024-12-22
من له الحق في طلب إعادة المحاكمة في القوانين الجزائية الإجرائية الخاصة
2024-12-22
PRIONS
2024-12-22
أحكام المياه
2024-12-22



معنى قوله تعالى : وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ  
  
46   09:57 صباحاً   التاريخ: 2024-12-22
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج 6 ص438-442.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

معنى قوله تعالى : وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ


قال تعالى : {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} [فصلت: 3 - 7].

قال علي بن إبراهيم : أي بين خلالها وحرامها وأحكامها وسننها بَشِيراً وَنَذِيراً أي يبشر المؤمنين ، وينذر الظالمين فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ يعني عن القرآن {فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ }، قال : في غشاوة ، {مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ} أي تدعونا إلى ما لا نفهمه ولا نعقله فقال اللّه : قُلْ لهم يا محمد {إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ أي أجيبوه وَاسْتَغْفِرُوهُ }« 1 ».

وقال الشيخ الفاضل عمر بن إبراهيم الأوسي : روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام : « لما نزلت سورة الشعراء في آخرها آية الإنذار {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] أمرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وقال : يا علي ، اطبخ ولو كراع شاة ، ولو صاعا من طعام وقعبا من لبن ، واعمد إلى قريش . قال : فدعوتهم واجتمعوا أربعين بطلا بزيادة ، وكان فيهم أبو طالب وحمزة والعباس ، فحضرت ما أمرني به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم معمولا ، فوضعته بين أيديهم ، فضحكوا باستهزاء ، فأدخل إصبعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بأربعة جوانب الجفنة ، فقال : كلوا وقولوا : بسم اللّه الرحمن الرحيم . فقال أبو جهل : يا محمد ، ما نأكل ، وأحدنا يأكل الشاة مع أربعة أصوع من الطعام ! فقال : كل وأرني أكلك.

فأكلوا حتى تملؤوا ، وأيم اللّه ما يرى أثر أكل أحدهم ، ولا نقص الزاد ، فصاح بهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : كلوا . فقالوا : ومن يقدر على أكثر من هذا ؟ فقال : إرفعه يا علي . فرفعته ، فدنا منهم محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وقال : يا قوم اعلموا أن اللّه ربي وربكم . فصاح أبو لهب ، وقال : قوموا إن محمدا سحركم . فقاموا ومضوا فاستعقبهم علي بن أبي طالب ، وأراد أن يبطش بهم ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :

لا يا علي ، ادن مني ، فتركهم ودنا منه ، فقال له : أمرنا بالإنذار لا بذات الفقار ، لأن له وقتا ، ولكن اعمل لنا من الطعام مثل ما عملت ، وادع لي من دعيت ، فلما أتى غد ، فعلت ما بالأمس فعلت .

فلما اجتمعوا وأكلوا كما أكلوا . قال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل ما جئتم به من أمر الدنيا والآخرة . قيل : فقال أبو جهل : قد شغلنا أمر محمد ، فلو قابلتموه برجل مثله يعرف السحر والكهانة ، لكنا استرحنا . فقطع كلامه عتبة بن ربيعة ، وقال : واللّه إني لبصير بما ذكرته .

فقال : لم لا تباحثه ؟ قال : حاشا أن كان به ما ذكرت ، فقال له : يا محمد ، أنت خير أم هاشم ؟ أنت خير أم عبد المطلب ؟ أنت خير أم عبد اللّه ؟

أنت خير أم علي بن أبي طالب ، دامغ الجبابرة ، قاصم أصلاب أكبرهم ؟ فلم تضلّ آبائنا وتشتم آلهتنا ، فإن كنت تريد الرئاسة عقدنا لك ألويتها ، وكن رئيسا لنا ما بقيت وإن كان بك الباه زوجناك عشرة نسوة من أكبرنا . وإن كنت تريد المال جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك أنت وعقبك من بعدك ، فما تقول ؟

فقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : بسم اللّه الرحمن الرحيم حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا إلى آخر الآية ، فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ، فأمسك عتبة على فيه ، ورجع فناشده باللّه اسكت ، فسكت ، وقام ومضى ، فقام من كان حاضرا خلفه فلم يلحقوه ، فدخل ولم يخرج أبدا ، فغدوه قريش ، فقال أبو جهل : قوموا بنا إليه . فدخلوا وجلسوا . فقال أبو جهل : يا عتبة ، محمد سحرك . فقام قائما على قدميه ، وقال : يا لكع الرجال ، واللّه لو لم تكن ببيتي لقتلتك شر قتلة ، يا ويلك .

قلت : محمد ساحر كاهن شاعر ، سرنا إليه ، سمعناه تكلم بكلام من رب السماء ، فحلفته وأمسك ، وقد سميتموه الصادق الأمين ، هل رأيتم منه كذبة ؟

ولكني لو تركته يتمم ما قرأ لحل بكم العذاب والذهاب » « 2 » .

وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام لداود الرقي : « أيكم ينال السماء ؟ فو اللّه إن أرواحنا وأرواح النبيين لتنال العرش كل ليلة جمعة . يا داود ، قرأ أبي محمد بن علي عليه السّلام حم السجدة حتى بلغ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ ثم قال : نزل جبرئيل عليه السّلام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بأن الإمام بعده علي عليه السّلام ، ثم قرأ عليه السّلام : {حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ حتى بلغ فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ عن ولاية علي فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ } « 3 » .

وقال علي بن إبراهيم ، قوله تعالى : وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ وهم الذين أقروا بالإسلام وأشركوا بالأعمال ، وهو قوله تعالى : {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ } [يوسف: 106] يعني بالأعمال إذا أمروا بأمر عملوا خلاف ما قال اللّه ، فسماهم اللّه مشركين ، ثم قال تعالى : {الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ} يعني من لم يدفع الزكاة فهو كافر « 4 ».

ثم قال علي بن إبراهيم : أخبرنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن أبي جميلة ، عن أبان بن تغلب ، قال : قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام : « يا أبان أترى أن اللّه عزّ وجلّ طلب من المشركين زكاة أموالهم وهم يشركون به حيث يقول : {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ } .

قلت له : كيف ذلك جعلت فداك ، فسّره لي ؟ فقال : « وويل للمشركين الذين أشركوا بالإمام الأول ، وهم بالأئمة الآخرين كافرون ، يا أبان ، إنما دعا اللّه العباد إلى الإيمان به ، فإذا آمنوا باللّه ورسوله افترض عليهم الفرائض » « 5 ».

وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « ويل للمشركين الذين أشركوا مع الإمام الأول غيره ، ولم يردوا إلى الآخر ما قال فيه الأول ، وهم به كافرون ».

قال شرف الدين النجفي عقيب هذا الحديث : فمعنى الزكاة ها هنا :

زكاة الأنفس ، وهي طهارتها من الشرك المشار إليه ، وقد وصف اللّه سبحانه المشركين بالنجاسة ، يقول : {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة: 28] ، ومن أشرك بالإمام فقد أشرك بالنبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ومن أشرك بالنبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقد أشرك باللّه .

وقوله تعالى : الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ أي أعمال الزكاة وهي ولاية أهل البيت عليهم السّلام ، لأن بها تزكى الأعمال يوم القيامة « 6 ».

____________

( 1 ) تفسير القمّي : ج 2 ، ص 261 .

( 2 ) البرهان : ج 8 ، ص 454 .

( 3 ) تأويل الآيات : ج 2 ، ص 533 ، ح 1

( 4 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 261 .

( 5 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 262 .

( 6 ) تأويل الآيات : ج 2 ، ص 534 ، ح 3 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .