المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05

The Polymerase Chain Reaction
9-11-2020
اسألوا الله أن يذيقكم طعم لقائه
2024-07-09
ما جاء في سورة فاتحة الكتاب
21-11-2021
Entropy of Mixing
26-8-2016
صلاة الاحتياط
7-2-2017
الشحميات السفنجولية السكرية هي اتحاد السيراميد مع واحدة او اكثر من الثمالات السكرية
31-8-2021


كفالة عبد المطلب النبي (صلى اله عليه وآله)  
  
5363   04:19 مساءاً   التاريخ: 22-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص314315
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله قبل البعثة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-3-2022 2158
التاريخ: 5-3-2022 1509
التاريخ: 10-12-2014 4626
التاريخ: 2024-09-11 239

كفل النبي (صلى اله عليه وآله) بعد أبيه جده عبد المطلب وقام بتربيته وحفظه أحسن قيام ورق عليه رقة لم يرقها على ولده وكان يقربه منه ويدنيه ولا يأكل طعاما الا احضره وكان يدخل عليه إذا خلا وإذا نام ويجلس على فراشه فيقول دعوه .

ولما صار عمره ست سنين وذلك بعد مجيئه من عند حليمة بسنة أخرجته امه إلى أخواله بني عدي بن النجار بالمدينة تزورهم به ومعه أم أيمن تحضنه فبقيت عندهم شهرا ثم رجعت به امه إلى مكة فتوفيت بالابواء بين المدينة ومكة فعادت به أم أيمن إلى مكة إلى جده عبد المطلب وبقيت تحضنه فبقي في كفالة عبد المطلب من حين وفاة أبيه ثمان سنين .

وتوفي عبد المطلب وعمره ثمانون سنة فلما حضرته الوفاة اوصى ولده أبا طالب بحفظ رسول الله (صلى اله عليه وآله) وحياطته وكفالته ولم يكن أبو طالب أكبر اخوته سنا ولا أكثرهم مالا فقد كان الحارث أسن منه والعباس أكثرهم مالا لكن عبد المطلب اختار لكفالته أبا طالب لما توسمه فيه من الرعاية الكافية لرسول الله (صلى اله عليه وآله) ولأنه كان على فقره أنبل اخوته وأكرمهم وأعظمهم مكانة في قريش وأجلهم قدرا فكفله أبو طالب وقام برعايته أحسن قيام ، وكان يحبه حبا شديدا لا يحبه ولده وكان لا ينام إلا إلى جنبه ويخرج فيخرج معه وصب به أبو طالب صبابة لم يصب مثلها بشئ قط وكان يخصه بالطعام وكان أولاده يصبحون رمصا شعثا ويصبح رسول الله (صلى اله عليه وآله) كحيلا دهبنا وكان أبو طالب توضع له وسادة بالبطحاء يتكئ عليها أو يجلس عليها فجاء النبي (صلى اله عليه وآله) فجلس عليها فقال أبو طالب إن ابن أخي هذا ليحس بنعيم وخرج به معه الى الشام وهو ابن اثنتي عشرة سنة بعد ما عزم على ابقائه بمكة لكنه أبى إلا أن يصحبه فاخذه معه حتى بلغ به بصرى فرآه بحيرا الراهب ، ولم يزل أبو طالب يكرمه ويحميه وينصره بيده ولسانه طول حياته .

حكى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن أمالي أبي جعفر محمد بن حبيب ان أبا طالب كان كثيرا ما يخاف على رسول الله (صلى اله عليه وآله) البيات فكان يقيمه ليلا من منامه ويضجع ابنه عليا مكانه فقال له علي ليلة يا أبة اني مقتول فقال له أبو طالب :

اصبرن يا بني فالصبر أحجى  *  كل حي مصيره لشعوب

قد بذلناك والبلاء شديد        *  لفداء الحبيب وابن الحبيب

لفداء الأغر ذي الحسب الثاقب  *  والباع والكريم النجيب

ان تصبك المنون فالنبل تبرى   * فمصيب منها وغير مصيب

كل حي وان تملى بعمر * آخذ من مذاقها بنصيب

واستسقى به أبو طالب وهو صغير أخرج ابن عساكر ان أهل مكة

قحطوا فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنه شمس دجن تجلت عنها سحابة قتماء فاخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة ولاذ الغلام بإصبعه وما في السماء قزعة فاقبل السحاب من هاهنا وهاهنا وأغدق وأخصبت الأرض وفي ذلك يقول أبو طالب :

وأبيض يستسقي الغمام بوجهه  *  ثمال اليتامى عصمة للأرامل

تلوذ به الهلاك من آل هاشم    *   فهم عنده في نعمة وفواضل

وشهد الفجار وهو ابن عشرين سنة والفجار من حروب العرب المشهورة كانت بين قيس وبين قريش وكنانة فكانت الدبرة أول النهار لقيس على قريش وكنانة ثم صارت لقريش وكنانة على قيس قال رسول الله (صلى اله عليه وآله) حضرته مع عمومتي ورميت فشيه بأسهم وما أحب أني لم أكن فعلت وسميت الفجار لأنها وقعت في الأشهر الحرم .

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.