المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تخزين بذور الفلفل المستنبتة
15-1-2023
الاراميون في بلاد الشام
4-10-2016
كيف يتعامل جسمك مع الطعام
2024-09-16
المواد المضادة للأكسدة الدهون
2023-11-15
تعريف الفساد الإداري والمالي
15/10/2022
الافات الحشرية التي تصيب القمح
13-3-2016


العفة وأثرها على الأطفال  
  
154   09:29 صباحاً   التاريخ: 2024-12-05
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص123ــ126
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

مضافاً إلى أن العفة ولبس الحجاب من الواجبات الإلهية التي يجب الالتزام بها، وأن

المرأة تثاب عليه وكفاها فائدة، إلا أنّ هناك آثاراً وفوائد لذلك منها:

1- قلة المفاسد الاجتماعية، إن المرأة إذا أظهرت مفاتنها أمام الرجال المتعدّدي النفسيات والعادات والتفكير والقيم، فإنّ احتمال المفسدة يقوى، ومن راجع الحوادث الحاصلة في العالم من جراء إظهار المرأة لمفاتنها يدرك ذلك.

وعند تعرّض المرأة للمهانة وهتك العرض فإنّ أهلها أو قومها وعشيرتها سوف تأخذهم العصبيّة أو الحمية ليدافعوا عنها وعن شرفهم فيقتلون ذلك الشخص المهين

أو يتشاجرون معه - لا أقل - وهذا بدوره من المفاسد الاجتماعية.

وهذا الأمر سوف يؤثر بطريقة غير مباشرة على الجنين عند الحامل، إذ كلّما تأثرت

الأم تأثر الجنين، خاصة التأثيرات النفسية التي تنتج عن المشاكل الاجتماعية.

2- إنّ الحجاب يخفّف من المشاكل بين الزوجين خاصة عند الرجل الذي يغار على زوجته ولا يحب أن ينظر غيره إلى مفاتنها، وكثير من المشاكل الزوجية كانت بسبب هذا الأمر، وهذا أيضاً يؤثر على الجنين.

3- إنّ الحجاب يرفع من قيمة المرأة ومكانتها، فلا يجعل مفاتنها في كل وقت ومكان تحت نظر الأجانب وسيطرتهم، فإن التستّر والعفّة يجعلها صعبة الوصول للرجل، كالجوهرة التي يحتفظ بها الإنسان في مكانٍ ليس في متناول الكثير من الناس، وعندما تكون الأم ذا قيمة عالية فإن ذلك يحسن من نفسيتها ويجعلها في راحة بالٍ دائم.

4ـ الحجاب يعطي للمرأة حرية التحرّك في المجتمع، وخاصة التي لها عمل خارج

منزلها، فإنّ السفور - في غالب الأحيان - يعيق بعض تحرّكات النساء.

قال الشاعر:

أكـريمة الزوراء لا يذهب بكِ                 هـذا الخداع بـبـيئة الزوراء

لا يخدعنك شاعر بـخيـالـه                    إن الخيال مـطيّة الشعراء

حصروا علاجك في السفور وما دروا       أن الذي وصــفوه عين الداء

أولم يروا أن الفتاة بطبعها                    كالـماء لـم يحفظ بغير إناء

من يكفل الفتيات بعد بروزها                 مـما يجيش بخاطر العذراء

ومن الذي ينهي الشبيبة رادعاً                عن خدع كل خريدة حسناء؟

وهذا يدخل أيضاً في الراحة النفسية المطلوبة لدى الحامل.

5- إن العفة طاعة لله تعالى والتزاماً بشرع الإسلام وتعاليم الأنبياء (عليهم السلام) ومما لا شك فيه أن دخول الزوجة الحامل في طاعة الله (الحجاب) والخروج من معصية الله تعالى (السفور) له الأثر المهم على نفسيتها وعلى حفظ جنينها، لأنها سوف تدخل في رضى الله وعنايته.

وإليك بعض روايات العفة:

روايات العفة

في الوسائل رقم: 25814 - مُحمَّد بن علي بن الحسين بإسناده عن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كانت امرأة على عهد داود يأتيها رجُلٌ يستكرهها على نفسها فألقى اللهُ عزَّ وجلَّ في قلبها فقالت له: إنَّك لا تأتيني مرَّةً إلا وعِند أهلِك من يأتيهم قال: فذهب إلى أهله فوجد عند أهله رجُلاً فأتى به داود (عليه السلام) فقال: يا نَبِيَّ الله وجدتُ هذا الرَّجُل عِند أهلي فأوحى الله إلى داود قُل لَهُ كما تدِينُ تُدانُ.

وفيه رقم: 25815 - وبإسناده عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن أبي جعفرٍ (عليه السلام) قال: كان فيما أوحى الله إلى موسى (عليه السلام) من زنى زُنِي بِه ولو في العقب من بعده يا مُوسَى عِفَّ يعِفَّ أَهلُكَ يا مُوسى بن عمران إن أردت أن يكثر خير أهل بيتك فإيَّاك والزنى يا موسى بن عمران كما تدين تدان.

وفيه رقم: 25818 - وعنه عن أحمد عن مُحمَّد بن سنان عن علي بن الحسن بن رباط عن عُبيد بن زرارة قال: قال رسُولُ الله (صلى الله عليه وآله): بروا آباءكُم يبرَّكُم أَبناؤُكُم وَعِفُّوا عن نساء النَّاسِ تعِفَّ نِسَاؤُكُم.

وفيه رقم: 25820 - وعنهم عن أحمد عن أبي العباس الكُوفِيِّ وعن علي بن إبراهيم عن أبيه جميعاً عن عمرو بن عُثمان عن عبيد الله الدّهقان عن درست بن عبد الحميد عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تزوجوا إلى آل فُلانٍ فَإِنَّهُم عَفُوا فَعفَّت نِسَاؤُهُم ولا تزوَّجُوا إلى آل فُلانٍ فإنَّهُم بغوا فبغت نِساؤُهُم وقال: مكتوبٌ في التَّوراة إِنَّ الله قاتِلُ القاتلين ومُفقِرُ الزَّانين لا تزنُوا فتَرْنِي نِسَاؤُكُم كما تدِينُ تُدانُ(1).

الصدوق، عن ابن المتوكل عن السعد آبادي، عن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنّما شيعة جعفر من عفّ بطنه وفرجه واشتد جهاده وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر(2).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): العفاف يصون النفس ويُنزّهُها عن الدَّنايا.

وعنه (عليه السلام): العفة تُضعف الشهوة.

وعنه (عليه السلام): إذا أراد الله بعبد خيراً أعفٌ بطنه عن الطعام وفرجه عن الحرام.

وعنه (عليه السلام): ثمرة العفة الصيانة.

وعنه (عليه السلام): حسن العفاف والرضا بالكفاف من دعائم الإيمان.

وعنه (عليه السلام): زكاة الجمال العفاف.

وعنه (عليه السلام): طوبى لمن تحلى بالعفاف ورضي بالكفاف.

وعنه (عليه السلام): عليك بالعفة فإنّها نعم القرين.

وعنه (عليه السلام): عليك بالعفاف والقُنُوع فمن أخذ به خفت عليه المُؤن(3).

______________________________

(1) وسائل الشيعة ج: 20 ص: 356 - 360.

(2) صفات الشيعة: 53.

(3) انظر غرر الحكم: ح 6118 و 6122 و 7952 و 7646 و 8597 و 9050 و 9185 و 10539. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.