أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-5-2016
8116
التاريخ: 2024-07-12
435
التاريخ: 22-11-2015
3624
التاريخ:
3305
|
قال المفيد : لما قضى رسول الله (صلى الله عليه واله) نسكه وأشرك عليا في هديه قفل إلى المدينة وهو معه والمسلمون حتى انتهى إلى الموضع المعروف بغدير خم وهو مكان قريب من الجحفة بناحية رابغ وذلك يوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة عشر من الهجرة وليس بموضع إذ ذاك يصلح للنزول لعدم الماء فيه والمرعى فنزل في الموضع ونزل المسلمون معه وكان سبب نزوله في هذا المكان نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خليفة في الأمة من بعده وقد كان تقدم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت له فاخره لحضور وقت يامن فيه الاختلاف منهم عليه وعلم الله عز وجل أنه ان تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس إلى بلدانهم وأماكنهم وبواديهم فأراد أن يجمعهم لسماع النص على أمير المؤمنين وتأكيد الحجة عليهم فيه فأنزل الله عليه {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة: 67] يعني في استخلاف علي والنص بالإمامة عليه وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس فأكد الفرض عليه بذلك وخوفه من تأخير الامر فيه وضمن له العصمة ومنع الناس منه فنزل بذلك المكان ونزل المسلمون حوله وكان يوما قائظا شديد الحر فامر بدوحات هناك فقم ما تحتها وأمر بجمع الرحال ووضع بعضها فوق بعض ثم أمر مناديه فنادى في الناس الصلاة جامعة فاجتمعوا من رحالهم وإن أكثرهم ليلف رداءه على قدميه من شدة الحر فلما اجتمعوا صعد على تلك الرحال حتى صار في ذروتها واصعد عليا معه حتى قام عن يمينه ثم خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ووعظ فابلغ في الموعظة ونعى إلى الأمة نفسه وقال اني قد دعيت ويوشك ان أجيب وقد حان مني خفوق من بين أظهركم واني مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم نادى بأعلى صوته أ لست أولى بكم منكم بأنفسكم قالوا اللهم بلى فقال لهم على النسق وقد اخذ بضبعي أمير المؤمنين (عليه السلام) فرفعهما حتى بان بياض إبطيهما فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ثم نزل فصلى ركعتين ثم زالت الشمس فصلى بهم صلاة الظهر وجلس في خيمته وأمر عليا أن يجلس في خيمة له بازائه وأمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجا فوجا فيهنئوه بالمقام ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين ففعل الناس ذلك كلهم ثم أمر أزواجه وسائر نساء المؤمنين ممن معه ان يدخلن عليه ويسلمن عليه بإمرة المؤمنين ففعلن وكان فيمن أطنب في تهنئته بالمقام وأظهر له المسرة عمر بن الخطاب وقال فيما قال بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة واستأذن حسان بن ثابت رسول الله (صلى الله عليه واله) أن يقول في ذلك ما يرضاه الله فقال :
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم واسمع بالنبي مناديا
فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك قال وإنما اشترط في الدعاء له لعلمه بعاقبة امره في الخلاف ولو علم سلامته في مستقبل الأحوال لدعا له على الاطلاق .
ومثل ذلك ما اشترط الله تعالى في مدح أزواج النبي (صلى الله عليه واله) فقال {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ } [الأحزاب: 32] ولم يجعلهن في ذلك حسبما جعل أهل بيت النبي حيث بذلوا قوتهم لليتيم والمسكين والأسير فأنزل الله سبحانه في علي وفاطمة والحسن والحسين وقد آثروا على أنفسهم مع الخصاصة التي كانت بهم فقال تعالى {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا } [الإنسان: 8 - 12] فقطع لهم بالجزاء ولم يشترط لهم كما اشترط لغيرهم لعلمه باختلاف الأحوال اه .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|